الأميره تريد ان تعيش حياتها - 20
الفصل : نزهة الغروب
مرّ الوقت بسرعة على إيلينا، وبينما كانت هي وديمتري يتجولان في الحديقة، كان الهواء الدافئ يعانق بشرتها، والزهور المتفتحة حولهما تضفي على الأجواء هدوءًا غير عادي.
كان الحديث بينهما متقطعًا، ولكن في كل لحظة كانت تشعر بارتياح غريب، وكأنهما على موعد مع شيء جديد.
مع مرور الوقت، بدأت الشمس تغرب ببطء، وزادت الظلال من كثافتها، مما جعل المكان يبدو أكثر سكونًا.
ديمتري: لقد كان يومًا جميلًا، أليس كذلك؟
قال ذلك وهو ينظر إلى الأفق البعيد حيث بدأت السماء تميل إلى اللون الذهبي، بينما كانت الشمس تختفي خلف الأفق.
إيلينا ابتسمت، لكنها لم تجب، فقط اكتفت بالتأمل في الأجواء التي كانت تشعر فيها بالسلام، في حين أن قلبها كان يغلفه شعور غريب بالحماس، وكان ذهنها ينشغل بشيء آخر تمامًا.
إيلينا: نعم، كان اليوم هادئًا.
عندما وصلوا إلى نهاية الحديقة، بدا الوقت وكأنّه قد تأخر. أخذ ديمتري نفسًا عميقًا واستدار نحو القصر، قائلاً وهو يبتسم
ديمتري: حسنًا، سأعود الآن. أتمنى أن يكون يومك سعيدًا.
إيلينا اكتفت بإيماءة رأس، ومشيت نحو داخل القصر بينما كان ديمتري يبتعد بخطواته المطمئنة.
قلبها لم يكن مشغولًا بما كان يحدث بينهما، لكنه كان في مكان آخر.
إيلينا: إذا كان والدي غائبًا… ماذا لو فعلت شيئًا مختلفًا؟
بينما كانت تتنقل بين الممرات، بدأت تفكر في شيء لم يخطر لها من قبل.
والدها كان في رحلة عمل لمدة يومين، ولن يعود في المساء. كانت الفرصة المثالية.
“ماذا لو قامت بتغيير روتين إيثان اليوم؟”
فكرَت في نفسها.
كانت تعرف جيدًا أن إيثان لم يخرج من القصر من قبل، ولم يكن قد شاهد العالم خارج جدران القصر.
كانت مشاعر الحماية تغمرها تجاهه، لكنها كانت تشعر برغبة غامضة في أن تمنحه شيئًا مختلفًا، شيئًا يشع منه الحياة.
لم تُخبر أحدًا، فالأمر كان سريًا بينها وبين نفسها.
خافت أن يكتشف أحد خططها، فهذه كانت مفاجأة، وحتى وإن كان إيثان قد لا يدرك ما تعنيه هذه النزهة له، هي كانت تعرف أنها ستكون لحظة خاصة.
انتقلت إيلينا إلى غرفتها بسرعة وحذر، وأحضرت السلة الصغيرة التي كانت قد جهزتها.
ملأتها بعناية بكل ما قد يحتاجه إيثان: فطائر صغيرة، وشطائر خفيفة، وطبق من الفواكه الطازجة، بالإضافة إلى بعض العصائر المثلجة التي ستكون منعشة في هذا الوقت من اليوم.
كانت تضع كل شيء بعناية داخل السلة وتغطيها بالقماش حتى لا يتسرب منها أي شيء.
كانت متحمسة جدًا لهذا اليوم المختلف الذي خططت له.
كانت الساعة تقترب من المساء، وكان الليل يوشك أن يبدأ في التسلل بهدوء عبر نافذة غرفتها.
في هذا الوقت، كانت أصوات الخدم في القصر تصدح في كل زاوية، وهم يجهزون العشاء للعائلة.
كانت العطور اللذيذة للطعام تنتشر في الأرجاء، ولكن في قلب إيلينا كان هناك شيء آخر.
كانت قد حجزت هذه اللحظة لنفسها ولإيثان، ولن تترك أي شيء يعكر صفو خطتها.
أخذت السلة بعناية، ووضعَتْها بجانب سريرها، حيث كانت تخبئها بعناية كي لا يراها أحد.
كانت تعلم أن إيثان لا يحب أن يكون في مكان مزدحم أو مملوء بالناس، لذلك قررت أن تذهب به إلى مكان أكثر هدوءًا.
ولفترة طويلة، كانت تجلس بالقرب من نافذتها، تفكر في الخطة التي ستنفذها في المساء.
بعد أن تناولت العشاء، كانت إيلينا تشعر بالقلق قليلاً، لكنها كانت متحمسة أكثر.
فهذه كانت المرة الأولى التي ستُخرج فيها إيثان من عالمه المظلم داخل القصر، وستمنحه لحظة جديدة من الحياة.
ربما لم يكن يعرف كيف تكون النزهة، لكنها كانت متأكدة أن تلك اللحظات ستكون مميزة بالنسبة له.
إيلينا: لقد حان الوقت.
قالت ذلك بصوت هادئ، ثم غسلت يديها، وخلعت ملابسها للاستعداد للنوم، لكن عيونها كانت تتوهج بالحماس.
استلقت على السرير وغطت نفسها بلطف، مع العلم أن هذا اليوم سيكون بداية شيء جديد.
في تلك اللحظة، شعرت بشيء جديد يتسلل إلى قلبها، شعور بالسعادة غير المعلنة، وشعور بأنها قادرة على منح إيثان جزءًا من العالم الذي لم يعرفه من قبل.
وكانت تعلم أن ما ستحققه الليلة لن يكون مجرد نزهة، بل سيكون بداية لفصل جديد في حياتهما.
كانت نائمة في غرفتها، تتنفس بعمق، منتظرة بفارغ الصبر صباح اليوم التالي.
يتبع…..