Wasn't it you who was a terminally ill? - 3
لقد نسيت للحظة ما كنت أفكر فيه وفقط شاهدته يقترب.
“……”
قبل أن أدرك ذلك، اقترب إيهيت كثيراً، وركز نظراته القاسية وغير المبالية عليّ.
فتح فمه وتحدث بنبرة باردة.
“إلى أين أذهب؟”
ساد صمت قصير في بهو المركز الطبي.
ماذا؟ هل يسألني؟
“دافلين، الغرفة رقم 3 فارغة!”
“عـ-عقيد، من هذا الإتجاه. سألقي نظرة على جرحك!”
فجأة، أصبح المكان صاخباً مرة أخرى.
مر إيهيت من جانبي واتجه نحو غرفة الفحص رقم 3. بينما كان الناس يتدافعون لإرشاده، وقفت هنا فقط، ثابتة في مكاني.
لماذا أتى إيهيت فجأة إلى المركز الطبي؟ هل يوجد شخص هنا يمكن أن يكون متورطاً معه؟
لا، إذا فكرت في الأمر، فإن إيهيت في البحرية. لا بد أنه خاض العديد من المعارك مع القراصنة أو الوحوش، لذلك هذا أمر طبيعي.
عندما فتح أوليفر، السنيور في المركز الطبي، باب غرفة الفحص ليُدخله، توقف إيهيت. ثم التفت لينظر إليّ وسألني.
“لماذا أنتِ واقفة هناك؟”
ساد الصمت في المركز الطبي مرة أخرى.
نظرت حولي. كانت عيون الجميع عليّ.
فقط حينها أدركت ما أنا بحاجة إلى قوله.
“…… من فضلك، ادخل.”
أشرت وتوجهت نحو غرفة الفحص. تبعني إيهيت إلى الداخل.
هناك بالتأكيد الكثير من المعالجين في المركز الطبي. فلماذا اختارني، وكأننا مُقرّبان؟
جعلني هذا الموقف غير المتوقع أشعر بعدم الإرتياح بعض الشيء.
داخل غرفة الفحص، لم يبدو تعبير وجه إيهيت وهو يجلس أمامي مختلفاً كثيراً عن تعبير وجهه عندما قابلته لأول مرة في قصر فالين. كانت نظراته الباردة وغير المبالية مُثبتة عليّ.
حاولت أن أتخيل هذا الوجه مبتسماً. ولكن بما أن تعبير وجهه دائماً بارد، لم أستطع أن أتخيل سوى ابتسامة ساخرة.
“لماذا أنت هنا؟”
حدق بي إيهيت وهو يعقد ذراعيه دون أن يجيب.
“أين أصبت؟”
كما أشيع عنه، ظل صامتاً، وطبيعته الفظة واضحة.
بعد أن حثثته على الرد ثلاث مرات أخرى، فك ذراعيه المتقاطعتين أخيراً ومد يده اليمنى.
‘لماذا أصر على أن أعالجه أنا، شخص بالكاد يعرفه؟ هل أوصى بي ديلروس؟’
ربما كان ديلروس، بصفته ملازم إيهيت في البحرية، قد فعل ذلك.
كان الجو في غرفة الفحص ثقيلاً، ربما بسبب وجه إيهيت الخالي من التعبير أو هالته المخيفة.
“…… لدي سؤال.”
لكسر الصمت، حاولت التحدث إلى إيهيت مرة أخرى.
“لماذا اخترتني؟ نحن لا نعرف بعضنا البعض حتى.”
“لم أختركِ.”
“إذن من؟”
“جدتي هي من اختارتكِ.”
“……؟”
مهلاً…… معالجة اختارتها جدته…… أعتقد أنني جديرة بالثقة بالنسبة لها……
“لا بد أن جدتك سيدة لطيفة للغاية.”
بذلت قصارى جهدي لإعطاء رد مناسب على تعليق إيهيت.
لكن هل زارت جدته المركز الطبي من قبل؟ إنها من عائلة كلويدين، أليس كذلك؟
‘انتظر، جدة إيهيت هي الدوقة، أليس كذلك؟’
من بين الألقاب العديدة التي تحملها عائلة كلويدين، فإن الدوقة هي سيدة العائلة وجدة إيهيت.
حتى لو كنت مشغولة، لا أعتقد أنني سأنسى أنني عالجت الدوقة.
‘ربما سمعت أشياء جيدة عن مهاراتي وأوصتني.’
في هذه الحالة، إنه شيء يجب أن أكون شاكرة له، ولكن مع ذلك……
“لا أعتقد أننا غرباء تماماً. ألم تقتربي مني ببعض الكلمات الغريبة في تلك المأدبة؟”
“أوه، كلمات غريبة……”
لقد اقتربت منه في قصر فالين ببعض الكلمات الغريبة نوعاً ما. لكنه يتذكر ذلك؟
“أنا فضولي. ماذا قلتِ لجدتي لتُقنعيها؟”
“هاه؟”
“كان الأسلوب الذي استخدمته في المأدبة غريباً لدرجة أنني لم أتوقع أبداً مثل هذا التكتيك الماهر منكِ.”
“تكتيك؟ ماذا تقصد……؟”
بدا الأمر وكأنه يلمح إلى أنني سأحقق شيئاً من خلال استهدافه.
فحص إيهيت وجهي عن كثب، ثم رد بنظرات جليدية.
“أنتِ تعرفين ما أتحدث عنه. اختارتكِ جدتي.”
يبدو أنه يشير إلى حقيقة أن جدته أوصتني كمعالجة له.
“أوه، صحيح. أنا ممتنة.”
“لقد اقتربتِ مني لهذا السبب منذ البداية، أليس كذلك؟ حتى في المأدبة.”
“ماذا؟ لا.”
“لقد تظاهرتِ بالتعثر وسقطتِ بين ذراعيّ.”
“لقد سقطت حقاً!”
“وكنتِ تحومين حولي لعدة أيام بعد ذلك. هل ستتظاهرين بأن هذا لم يحدث؟”
من طريقة حديثه، يبدو أن إيهيت يعتقد أنني فعلت كل ذلك لتأمينه كعميل. إذا أصبحت المعالجة الخاصة لشخص ثري وذو مكانة عالية فمن شأن ذلك أن يرفع مكانتي في المركز الطبي.
لكن ليست لدي أي رغبة في ذلك.
‘في القصة الأصلية، انتهى الأمر بكل الشخصيات في <زهور البحر> كضحايا لمؤامرة مأساوية.’
التورط مع بطل الرواية قد يؤدي إلى نفس المصير بالنسبة لي. يبدو أنني مضطرة إلى فعل أي شيء لإبعاد نفسي عن إيهيت.
حاولت الحفاظ على نبرة هادئة وأنا أجيب.
“أنا؟”
“لا تنكري أنكِ كنتِ تزورين القاعدة البحرية كل يوم.”
“كنت أزور صديقاً فقط.”
“وكنتِ تُبقين عينيكِ عليّ طوال الوقت.”
كان بإمكاني أن أشعر بنظراته الحادة، وحاولت تجاهلها، ولكن في النهاية، نظرت إليه.
“من الواضح أنكِ كنتِ تحاولين استخدام بعض الصدفة للإقتراب مني……”
“هاه؟”
تفاجأت، ولوحت يديّ.
“لا، بالتأكيد لا!”
على هذا المعدل، سأتورط حقاً مع هذا الرجل، أليس كذلك؟ أتمنى حقاً ألا ينتهي بي الأمر كمعالجة خاصة له.
أن أكون المعالجة لرجل سيكون دائماً مُصاباً ومريض بمرض عضال من المؤكد أنه سيكون أمر مرهق.
“ما زلتِ تنكرين ذلك.”
“نعم، أنا أنكر ذلك. أنا بصراحة لا أفهم ما تقصده يا عقيد.”
“أنتِ لا تفهمين؟”
“ليس لدي طموح، ولا جشع، لذلك أنا حقاً لا أعرف ما الذي تتحدث عنه.”
خرج كلامي مهزوزاً بعض الشيء بسبب الإرتباك. مرهقة من تلويح يديّ، عبست وأنا أنظر إلى إيهيت.
“إذن، أين جرحت يدك؟ هل يمكنك أن تخبرني بذلك على الأقل؟
“أنا لست مصاباً.”
“……”
تحدث إيهيت بثقة، ثم وقف.
وبينما كان الضوء المنبعث من النافذة خلفه، ألقى نظراته الباردة عليّ.
“إذا كنتِ ستنكرين ذلك، فأنا أتوقع منكِ أن تثبتي لي ذلك بأفعالكِ حتى النهاية.”
لحظة، اعتقدت أنني رأيت وميضاً حاداً في عينيّ إيهيت.
هل كنت أتخيل؟
وبمجرد أن وقفت لألقي نظرة عن قرب، استدار إيهيت وغادر غرفة الفحص دون أن ينبس ببنت شفة.
**********
بعد أن غادر إيهيت المركز الطبي، الذي هدأ لفترة وجيزة، سرعان ما أصبح صاخباً بالحديث عنه.
“دافلين، ماذا قال لكِ العقيد؟”
“ليس كثيراً، حقاً.”
“ولكن بالنظر إلى الطريقة التي اختاركِ بها على وجه التحديد في وقت سابق، فهناك شيء ما.”
كان الجميع يستمعون باهتمام إلى المعالج السنيور أوليفر. أنا أيضاً انتظرته حتى يكمل، وأنا أشعر بعدم الإرتياح بعض الشيء.
“يبدو أنه ينوي جعلكِ معالجة خاصة له.”
عند كلماته، أطلقت تنهيدة عميقة.
“هل تعتقد ذلك حقاً؟”
“يبدو الأمر كذلك بالتأكيد.”
“أنا قلقة بشأن ذلك.”
“قلقة؟ أليس هذا أمراً جيداً؟”
“أياً يكن.”
على الرغم من أن إيهيت أظهر تصرفاً حاداً بعض الشيء تجاهي، إلا أن شخصيته كانت دائماً تُصوَّر على أنها باردة وصارمة.
بالنسبة لشخص مثله أن يأتي إلى المركز الطبي خصيصاً للتحدث معي، بدا من المحتم أنه لديه بعض الأشياء المتعلقة بي أنا.
“بالمناسبة، في وقت سابق، تلك المحادثة……”
تحول الحديث مرة أخرى إلى خطيبة إيهيت، التي لم يتم الإنتهاء منها. ورغم أن الجميع اعتبروها الآن امرأة محظوظة، إلا أنها في النهاية محكوم عليها بأن تتحمل مصائب لا حصر لها.
‘يجب عليّ حقاً أن أتجنب التورط مع إيهيت……’
بينما كنت أستمع إلى المحادثة بينهم، أصبحت غارقة في التفكير.
نعم، إذا تورطت في القصة الأصلية، فسوف يكون الأمر كذلك تماماً معي. من الآن فصاعداً، لا ينبغي لي حتى أن أشعر بالفضول تجاه إيهيت، سواء كان الأمر يتعلق بخطيبته أو أي شيء آخر.
لكن لم يمضي وقت طويل قبل أن أعرف الحقيقة بشأن خطيبة إيهيت سيئة الحظ.
**********
“عمّا تتحدثان؟”
سقطت سلة الفاكهة التي اشتريتها لعائلتي الذين لم أرهم منذ فترة من الوقت من يدي. وتدحرج التفاح الموجود بداخلها على الأرض.
“انظري إلى نفسكِ يا دافلين. لا بد أنكِ مصدومة حقاً.”
قال والدي بابتسامة وهو يلتقط التفاح. ربتت والدتي على ظهري برفق بيدها الدافئة وكررت الخبر الصادم.
“دافلين، ستتزوجين!”
كرر والداي حوالي ثلاث عشرة مرة أن زواجاً قد تم ترتيبه لي، تجمدت في مكاني بعدم تصديق. على الرغم من كلمات والديّ المشرقة والمبهجة، إلا أن وجهي أصبح شاحباً بشكل متزايد.
“دافلين؟ أوه، لم أخبرك مِن مَن!”
“إنه من عائلة كلويدين! هل تصدقين؟ لقد قبلنا على الفور!”
“ماذا……؟”
لم أكن مصدومة فحسب، بل كدت أفقد وعيي.
“يبدو أنكِ لم تصدقي بعد. إنها عائلة كلويدين! عائلة كلويدين تلك!”
“……”
شعرت بالدوار.
[رأى شخص ما خادمة من عائلة كلويدين تحمل أوراقاً مربوطة بأغصان زهور جيرارد.]
تذكرت الكلمات التي قالتها مارثا في وقت سابق.
‘هل أنا هي الخطيبة؟’
أغمضت عينيّ بقوة، ثم فتحتهما ببطء مرة أخرى. ربت والدي على ظهري، محاولاً تهدئتي.
‘خطيبة إيهيت انتهى بها الأمر محطمة وميتة، أليس كذلك؟’
إذا تمت هذه الخطوبة، فسأستقل قطاراً في اتجاه واحد لأدمر نفسي.
“هذه عملية احتيال. لا ترسلا رداً، بالتأكيد لا تفعلا ذلك……”
“لقد أرسلنا الرد بالفعل!”
“ماذا؟ لا، إنها عملية احتيال!”
“جاء معها ضمان من عائلة كلويدين، لذلك فقد أرسلنا بالفعل رداً بالموافقة!”
عندما رأيت والديّ يحتفلان ببراءة بعد قبول العرض دون سؤالي، شعرت وكأنني سأفقد عقلي.