The villainess protects the young lady! - 3
‘واو، مذهل حقًا.’
جلست في منتصف غرفة الاستقبال الكبيرة التي بدت وكأنها مكونة من ثلاث غرف متصلة، وكنت أتحرك بعيني فقط مندهشة من حجمها.
كانت “فيلوا” متشبثة بي، ربما لأنها خافت من هذه الغرفة الضخمة التي لم ترَ مثلها من قبل.
‘إنها حقًا فاخرة للغاية.’
هل كان يريد إثبات أن لا تجاعيد في دماغه؟ أم أنه كان يعتقد أنه بما أنني سأتحمل الذنب، فلن تكون هناك مشكلة؟
كان أخي الأكبر يدعو شركاءه في الجريمة إلى القصر ويدعهم يمكثون في غرفة الاستقبال علنًا.
لهذا السبب، كانت غرفة الاستقبال في قصر الكونت “تاكينس” معروفة بين الجميع بكونها ذروة الفخامة.
لذا، افترضت أن الأمر كذلك.
‘لكنني كنت مخطئة.’
بالمقارنة مع قصر الدوق “لياندرو”، تبدو غرفة الاستقبال في قصر الكونت “تاكينس” عادية، بسيطة؟ بل حتى تلك الكلمات بدت مبالغًا فيها. إذا كان لا بد من وصفها.
‘تبدو كغرفة لشخص ثري حديث النعمة.’
نعم، هذا الوصف بالضبط يناسبها.
كل شيء من الألوان إلى ترتيب الأثاث كان غير متناسق، فقد كانت الغرفة مليئة بالأثاث الأغلى ثمنًا دون تنسيق.
على النقيض من ذلك، كانت غرفة الاستقبال في قصر الدوق “لياندرو” تبدو وكأن كل قطعة صغيرة فيها، حتى زهرة واحدة، قد وضعت بعد تفكير عميق.
يمكن للعين أن تلاحظ الاهتمام بالتفاصيل في كل زاوية.
‘من المؤكد أن باقي غرف القصر ستكون بهذا الجمال أيضًا.’
ستعيش “فيلوا” في هذا القصر الفاخر، مع أشخاص طيبين، بجوار الدوق الذي يحبها، وستكون سعيدة.
سعيدة بلا أي قلق.
‘هذا الشعور مختلف.’
غمغمت وأنا ألمس يدي بعصبية.
كنت أعلم أن “فيلوا” ستكون سعيدة هنا. لقد قرأت القصة الأصلية.
لكن، لا أعرف كيف أصف الأمر.
رؤية قصر الدوق “لياندرو” بأم عيني جعلتني أشعر بشيء مختلف، شعور أكبر.
“فيلوا الصغيرة.”
ناديتها وأنا أملس على شعرها، فنظرت إلي بعينيها.
“لقد وجدتِ عائلتك.”
الآن، كل ما تبقى في طريق “فيلوا” هو الأحداث التي وردت في القصة الأصلية.
لكنني متأكدة أنها ستتغلب عليها.
أليس هذا الطريق الذي ستسير فيه بجانب من يدعمها بشكل مطلق؟
وفي القصة الأصلية أيضًا، تغلبت “فيلوا” على كل شيء.
وسأقدم لها بعض التلميحات أيضًا.
‘يؤسفني أنني لم أستطع قراءة الجزء الثاني.’
لو كنت أستطيع إخبارها بكل شيء، لشعرت براحة أكبر.
رغم ذلك، كان هناك بعض الحزن العالق في نفسي، لكنني احتضنت “فيلوا” بقوة.
“كل ما تبقى لك الآن هو أن تكوني سعيدة.”
“أوه؟”
هل كانت تفهم ما أعنيه أم لا؟ لا أدري.
لكن “فيلوا” ابتسمت بابتسامة بريئة، بينما كانت أنفها يسيل.
لا تأكلي هذا!
أوه، لا، لحظة، أين المنديل؟
“المعذرة.”
بينما كنت أحاول مسح أنف “فيلوا” بسرعة بذيل كمي، فُتح باب غرفة الاستقبال ودخلت امرأة كبيرة في السن، ذات شعر بني معقود بدقة.
“أحضرت شايًا دافئًا، خشيت أن تشعري بالبرد.”
“شكرًا لك.”
أخذت كوب الشاي وتفحصت وجه المرأة بسرعة.
ربما تكون شخصًا أعرفه من القصة الأصلية.
‘لا أعرفها.’
ربما إذا سمعت اسمها، سأتعرف عليها.
شعر بني، عيون خضراء فاتحة، وعمر كبير. لم يكن لدي ما يكفي للتعرف عليها.
قد تكون إحدى الشخصيات الثانوية التي لم يكن لها دور كبير في القصة الأصلية.
“آه.”
“فيلوا؟”
فجأة، تحركت “فيلوا”. اتسعت عيناي من الدهشة.
كانت حتى لحظة دخول السيدة مختبئة خلفي، تشعر بالقلق من المكان والشخص الغريبين.
لكن الآن.
“هيهي.”
ابتسمت فجأة للسيدة بوجه مشرق، ثم بدأت تبكي.
دمعة تشكلت في زاوية عين “فيلوا”.
ما هذا؟
رمشت عيناي.
هل يعرفان بعضهما؟ لا أعتقد. فقد دخلت “فيلوا” قصر عائلة “تاكينس” وهي ما زالت طفلة لا تستطيع الكلام.
“يا إلهي.”
عندما سمعت صوت السيدة، عدت إلى رشدي، ورأيت “فيلوا” تلتصق بالسيدة وكأنها تطلب منها أن تحملها.
“فيلوا، تعالي هنا. لقد تفاجأتِ كثيرًا، أعتذر.”
لا، انظري إليها.
لقد التصقت تمامًا بها!
“هاها، لا بأس.”
رغم أن السيدة بدت مذهولة قليلاً، إلا أن صوتها كان مليئًا بالضحك.
“يبدو أن الطفلة معجبة بي. إنها لطيفة جدًا.”
“ووو…”
احتضنت السيدة “فيلوا” بحنان وربتت على ظهرها.
“ربما تشعر بالتعب وتبكي لأنها تريد النوم.”
“هل هذا هو السبب؟”
“نعم. الأطفال عادةً يبكون عندما يريدون النوم.”
ابتسمت السيدة بلطف.
“كانت ابنتي تفعل الشيء نفسه عندما كانت في مثل عمرها. كانت تبكي كثيرًا قبل النوم. ذكرتني بتلك الأيام.”
كانت ضحكتها خافتة، لكنها مليئة بالسعادة.
“فهمت.”
لكنني لم أعتقد أن البكاء كان بسبب التعب. أملت رأسي بتعجب.
طرقة.
انقطع تفكيري.
طرقة أخرى.
بمجرد أن أدرت رأسي نحو الباب، سُمع صوت طرق ثقيل مرة أخرى، وفتح الباب.
دخل رجل إلى غرفة الاستقبال.
كان ضخم البنية وطويلًا، ضعف حجم الرجال العاديين، رغم أن نصف شعره الأسود كان يغطي وجهه، إلا أن ملامحه القوية كانت واضحة، والأهم من ذلك.
‘لقد تقابلت نظراتنا.:
عينان ذهبيتان لامعتان.
كانت عيناه مثل عيني “فيلوا” تمامًا. في الرواية، ذُكر أكثر من مرة أن “الدوق لياندرو” و”فيلوا” لهما نفس لون العينين.
لكن.
‘…مخيف.’
عيون “فيلوا” دافئة ومتلألئة مثل الجواهر، أما عيون الدوق “لياندرو” فهي تبدو وكأنها قادرة على التهامي من الرأس إلى القدمين.
‘إنها عيون مفترس.’
عيون وحش آكل للبشر.
هل كنت أستخف بفكرة التعامل مع الدوق؟
شعرت بالضغط يتزايد علي، ووجدت نفسي ألمس عنقي بلا وعي.
“حضرة الدوق لياندرو.”
بينما كنت متجمدة في مكاني، انحنت السيدة أولاً تحية للدوق.
“سيدة سالزبري.”
حول الدوق نظره منّي إلى السيدة.
“هل هذه هي التي أحضرت ابنة أخي؟”
“نعم، صحيح. إنها الآنسة “إيرميا تاكينس”. أما الطفلة، فهي نائمة الآن.”
“لا.”
حتى صوته كان ثقيلًا.
لو لم نكن في هذا الموقف، لكنت أحببت نبرة صوته العميقة مثل صوت كهف.
لتهدئة توتري، بدأت أفكر في أشياء عشوائية بينما أمسك بلا وعي طرف ثوبي، لكنني شعرت بنظراته تعود إلي.
آه، لا أستطيع التنفس.
“اتبعيني. هذا المكان غير مناسب لحديثنا.”
استدار الدوق وكأنه يتوقع أن أتبعه. لحظة، هل هذا كل شيء؟
“عفوًا!”
توقف الدوق الذي كان على وشك مغادرة غرفة الاستقبال واستدار نحوي.
آه، نظراته مخيفة!
لكن يجب أن أقول ما أريد.
“فيلوا.”
تشبثت بملابس ثوبي، ونجحت بالكاد في إخراج صوتي.
“ألن تلقي نظرة على فيلوا؟”
كل ما رأاه الدوق حتى الآن هو مؤخرة رأس “فيلوا” المدفونة في حضن السيدة.
رغم أن مؤخرة رأسها لطيفة جدًا، إلا أن هذا ليس كافيًا.
“إنها ابنة أخيك.”
أليس من الضروري أن يتحقق منها على الأقل؟
علاوة على ذلك، كان اللقاء الأول بين “الدوق لياندرو” و”فيلوا” في الرواية مليئًا بالمشاعر.
صحيح أن الظروف تغيرت، لكن هذا ليس صحيحًا!
“همم.”
نظر الدوق إلى “فيلوا” مرة أخرى ببطء. بعد لحظة، انفصلت شفتاه المغلقتان.
“حقًا؟”
حقًا؟
هل قال حقًا؟
“لا أعرف إن كانت حقيقية أم مزيفة.”
ضاقت عيناه الذهبيتان، وقال ببرود:
“لنبدأ الحديث أولاً، يا آنسة تاكينس.”
أشار بخفة إلى خارج غرفة الاستقبال. اهتز شعره مع حركته.
“إذا كنتِ ترغبين، يمكنكِ العودة إلى قصر تاكينس مع تلك الطفلة الآن.”
قد يبدو حديثه مهذبًا ظاهريًا، لكن تحته كانت تكمن نبرة من الغطرسة والاحتقار.
ابتسمت بسخرية.
‘إنه قد حكم عليّ كسارقة بالفعل، أليس كذلك؟’
حسنًا، يبدو أننا سنخوض المواجهة.
وقفت بسرعة واندفعت نحو الدوق، توقفت أمامه مباشرة.
“……”
بدا الدوق غير مرتاحًا وومضت عيناه بعدم الرضا.
لكنني لم أكترث.
بقيت أبتسم بابتسامة بريئة وقلت:
“لنذهب إذن. لا أستطيع الانتظار لمعرفة ما سنناقشه.”
“….حسنًا.”
نظر إلي بصمت لوهلة، ثم استدار. تبعته بخطوة واثقة.
حسنًا.
لنرَ ما سيحدث!
–ترجمة إسراء