أرجوكَ قُمْ بإنقاذِ طفلتي - 1

الفصل 1
حل الربيع في دوقية وينترنايت، والتي بدت وكأنها ستظل في شتاء بارد.
آستل وينترنايت.
كان اسم الأميرة الذي كان الجميع في الإمبراطورية ينتبهون إليه الآن.
كانت الاميرة ذات شعر أبيض الذي ظن الناس أنه دلالة على سوء الحظ ، لكنها بدت وكأنها سحابة تسبح في سماء صافية ، وكانت عيناها الوردية الدائرية مثل زهرة تعلن الربيع.
ومع ذلك ، لم يكن مظهرها الجميل ، هو اسباب اهتمام الإمبراطورية بأكملها بآستل.
منذ حوالي ثماني سنوات ، عندما كان دوق وينترنايت بعيدًا ، وقع هجوم على الدوقية ، وأصيب كثير من الناس وقتلوا.
وفي الوقت نفسه ، اختفت الدوقة و طفلته حديثة الولادة اللتان أحبهما دوق وينترنايت دون أن يتركا أثراً.
عندما اختفى الشخصان اللذان أحبهما الدوق بعمق، قام بالبحث في جميع أنحاء الإمبراطورية للعثور عليهما. لكنه لم يجد حتى شعرة واحدة لهما.
ثم بدأ جنونه.
وجد وقتل جميع النبلاء المتورطين في الهجوم على الدوقية.
زادت “أفعال الدوق الشريرة” دون حسيب او رقيب ، ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك من يستطيع ايقاف الدوق ، لذلك لم يكن هو نفسه يعرف كيف يتوقف.
بعد ثماني سنوات ، كان لدوق وينترنايت قوة تضاهي قوة الأسرة الإمبراطورية.
فقط عندما كان الجميع يصفون دوق وينترنايت بالشرير ، ظهرت آستل.
*****
كانت الطفلة نحيفة وقبيحة، وشعرها الرمادي متشابك.
كان لديها أيضًا تعبير ضبابي وغير قابل للقراءة تقريبًا.
“سعادتك…؟”
نادى عليه مساعد الدوق، لكنه لم يتحرك، فقط حدق بهدوء في الطفلة المتسولة.
ثم، دون تردد، توجه نحو الطفلة الصغيرة.
“ما اسمكِ؟”
حدقت الطفلة في الرجل الضخم المتغطرس لفترة طويلة ولم تستجب.
كانت طفلةً غريبة. في العادة، سينفجر الأطفال بالبكاء خلال دقيقة واحدة من لقاء دوق وينترنايت. لكن هذه الطفلة نظرت إليه دون أي تعبير.
بعد التحديق في الدوق لفترة طويلة، انفتح فم الطفلة الجاف.
“وايت.. .”
*ابيض*
“وايت؟”
“وايت هير.”
*شعر الابيض
“ما الذي تفعلينه هنا؟”
“أنا أكسب المال”.
“لماذا؟”
“عليّ كسب المال حتى لا يتنمر عليّ المعلم.”
كانت غريبةً حقاً.
على الرغم من أنه لم يكن هناك شيء يشبه وينترنايت في الطفلة في أي مكان، إلا أن الدوق كان مقتنعاً لا شعوريًا بأنها ابنته وعرض عليها اصطحابها معه.
كانت الطفلة حذرة، لكنها قررت أن الأمر لن تسوء أكثر وأمسكت بيده.
* * *
نظرت الطفلة النحيلة التي ترتدي الخرق إلى خارج العربة الفاخرة.
ثم ألقت نظرة خاطفة على الرجل الكبير والمخيف الذي يجلس أمامها.
“… … . “
بدا أن الرجل الذي يطوي ذراعيه وعيناه مغمضتان غير راغب في التحرك أو الدخول في أي محادثة.
في النهاية ، راقبته الطفلة ووضعت يديها على حجرها بهدوء.
كادت ساقاها القصيرتان أن تتأرجحا لأنهما لم تستطع الوصول إلى أرضية العربة ، لكن بفضل عملها الجاد في ان تكون هادئة ، تمكنت من البقاء ساكنة.
‘هل من المقبول ان اجلس في مثل هذه العربة الرائعة؟ لماذا يأخذني؟.’
كانت متأكدة من أن جسدها كانت رائحته كريهة ، لكن الدوق الجالس أمامها لم يعبس مرة واحدة.
لقد سمعت الطفلة أن دوق وينترنايت يأكل الأطفال.
لمست الطفلة ذراعيها النحيلة واعتقدت أن طعمها قد لا يناسب ذوق الدوق.
“لون شعركِ..”
“نعم؟ نعم!”
في ذلك الوقت ، تحدث الدوق إلى الطفلة بصوت منخفض.
“هل هو حقاً رمادي؟”
“… … آه.”
هزت الطفلة رأسها بوجه خائف.
“لا… … إن لونه أبيض في الأصل ، لكن المعلم قال
إنه كان يجلب الحظ السيء وصبغه كل أسبوع”
ساد صمت طويل آخر في العربة.
بينما تلا ذلك الصمت ، وصل الاثنان إلى قصر ضخم.
كان قصر الدوق ، ولكن عندما فتحت أبواب الدوقية الكبرى ، بدأت الطفلة في الفواق.
“هيك!”
“… … . “
“هيك ،هيك … … أُووبس.”
خوفاً من ارتفاع صوت الفواق ، غطت الطفلة فمها بكلتا يديها وعملت بجد لإبقاء الصوت منخفضاً.
لقد وصلوا إلى القصر ، لكن العربة توقفت بعد أن تحركت عبر الحديقة الشاسعة لفترة طويلة.
نزل الدوق أولاً من العربة ، والتقط أنفاسه ، ولف الطفلة في بطانية ،وحملها برفق بين ذراعيه.
“… … ! “
‘لاا لابد أنه سيشم رائحة سيئة من جسدي!’ نظرت الطفلة إلى الدوق بقلق و بدت على وشك البكاء.
أمر الدوق احد الخدم الذين خرجوا لتحيته.
“احضر خادمةً يمكنها رعاية الطفلة.”
* * *
شعرت بالغثيان في معدتي، كما لو كنت قد تدحرجت في بركة ماء.
ماذا كنت أفعل الآن؟ اتذكر أنني كنت اتحدث مع شخص ما، ولكن …….
اصبح كل شيء ضبابياً، ولم تستطع يوجين تذكر أي شيء.
كل ما كانت تعرفه على وجه اليقين هو أن المحادثة كانت مهمة.
“……؟”
‘لا، لحظة. لماذا أنا مستلقية؟’
انفتحت عيون يوجين في ذعر، وكانت هناك فتاة صغيرة لم تكن تعرفها تحدق بها، والدموع تنهمر في عينيها.
“ماما!!”
وكانت الطفلة تبكي بشدة لدرجة أن وجهها كله كان مغطى بالدموع.
“أنا…….”
“ما-، ماما…… أنا آسفة، لن أجعلكِ تبكين من جديد، ماما، ماما……”
كانت يوجين في حيرة من أمرها لماذا كانت هذه الطفلة تناديها بأمي؟.
أدركت يوجين أنه بحاجة إلى تهدئتها أولاً.
“توقفي عن البكاء حبيبتي……”
كانت طفلةً ذات شعر وردي،و عيون بنفسجية.
كانت تبكي بغزارة وكانت نحيفة، لكنها كانت تمتلك مظهراً مبهراً.
عندما مدت يوجين يدها لتهدئتها، لاحظت فجأة شيئاً غريباً.
كانت يديها مغطاة ببثور غير مألوفة، وكانت أكمام قميصها ممزقة، وبرزت منه غرز الخياط.
عندما انحنت لرفع نفسها عن الأرض، حجبت خصلة من الشعر الوردي رؤيتها.
“ما هذا؟”
نظرت يوجين حولها في حالة من الذعر.
كان المنزل متهالكاً، لكنه لم يكن قذراً. لاحظت يوجين مرآة بها شق صغير ومشت إليها لتنظر إلى نفسها.
كانت هناك امرأة ذات شعر وردي وعيون صفراء زاهية لم ترها من قبل.
“كييييييياااااه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!”
‘ما هذا؟ أهذا حلم؟ هذا حقيقي جدا!.’
صفعت يوجين نفسها بقوة على خدها من شدة الصدمة و لم تعرف ماذا يجب ان تفعل.
تشتت انتباه الطفلة المتشبثة بوالدتها وأمسكت بذراعها عندما رأت والدتها تصفع نفسها.
“ماما، ماما!! هذا يؤلم لذا توقفي. ستكونين بخير، حسناً؟”
إنه مؤلم.
كان خدي يؤلمني بشدة، وكان احمراً ومنتفخاً.
في النهاية انفجرت الطفلة في البكاء مرة أخرى، كما لو أنها هي من تعرضت للضرب.
“أين انا بحق خالق الجحيم…….”
عندما كانت يوجين ستسأل الطفلة، “من أنتِ؟” أصابها صداع يرافقه طنين في الاذن.
“اغغه.”
“آه… ماما؟، هل أنتِ بخير؟! هل أنتِ مريضة؟! لا عليكِ! انتِ لستِ مريضة، و أنا لست مريضةً ايضاً أن كلشيء بخير! ، هل تريدين مني أن أمسك بيدكِ؟!!!”
بدأ عقل يوجين يمتلئ بالذكريات التي لم ترها من قبل في حياتها.
في منجم الاحجار السحرية حيث كانت تعمل، التقت بشاب وسيم من عائلة نبيلة.
مرت أسابيع من الوقت الحلو الجميل، و وعود الحب، وليلة واحدة.
لقد شعرت بسعادة غامرة عندما أخبرته أنها تحمل طفلاً و هو وعدها بتحمل المسؤولية.
و ثم…
اختفى ذلك الرجل دون أن يترك أثراً.