Never saved you - 4
الفصل الرابع :
ألي، صاحب 28 عاما .
كل ما تمكنت اوفيليا من تذكره هو اسمه و عمره ، و انه كان الساحر صاحب ادنى رتبة في الامراطويرة .
بالعودة الى ذلك الوقت لم يدرك احد انه كان في الحقيقة رئيس برج السحرة ، الذي نفي بعد ان ختمت ذكرياته .
و كذلك ، فاوفيليا كانت تجهل ذلك انذاك .
كانت قد تذكرت انها قابلته لاول مرة في لادين ، لانه قد امر بمرافقتها الى هناك في مهمة للتفتيش ، و ذلك بسبب عدم مقدرته للحصول على ترقية ، و قد بدا لها انذاك انه غريب من جوانب عديدة .
*( اي انها قابلته لاول مرة عندما ذهب معها للتفتيش في لادين و ليس عندما كان مع ايان كما ظنت سابقا )
لربما بدا كذلك لانه كان فاقدا لذكرياته او لعله كان غريبا بطبعه من البداية .
بعد فقدانه لذكرياته عمل ألي على جمع كل الاشياء الصغيرة التي قد تمكنه من تذكر نفسه .
فمثلا ، و بالحكم على لهجته فقد عرف انه قد يكون من الشرق ، كما انه ادرك من خلال الطريقة التي اختفت بها ذكرياته عن نفسه بشكل كامل ، ان ما حدث له كان من تدبير احد ما و ليس مجرد حادث بسيط ، كان ألي قد اخبرها هذه الاشياء مع تعبير محرج على وجهه .
__ اظن انني كنت شخصا سيئا قبل ان افقد ذكرياتي.
– الا ترغب اذا في استعادت ذاكرتك ؟
__ انه لمن غير المريح ان اعيش حياتي بهذه الطريقة المجهولة ، لكنني متردد قليلا من استرجاعها .
لكن و على الرغم من قول ذلك ، فقد لاحظت أوفيليا أنه كان يقرأ العديد الكثير من الكتب السحرية المتعلقة بالذاكرة.
ولم يكن فقدان ذاكرته الشيئ الوحيد الذي ميزه على بقية الناس. فقد كان موهوبا جدا في السحر .
فبمجرد وصولهما إلى لادن ، تعامل باحترافية بالغة مع جميع الشكاوى التي تم تقديمها اليهما . و بغض النظر عن مدى ضآلة معرفة أوفيليا بالسحر ، فقد أدركت أن هذا ليس شيئًا يمكن لساحر ذو رتبة منخفضة أن يفعله..
و قد تاكدت من ذلك بعد فترة وجيزة ، ففي يوم ما كانت الامواج عالية جدًا فلم تتمكن السفن من الإبحار بأمان ، و قد طلب البحارة منهما حلاً لهذه المشكلة . لقد عرفت أوفيليا أن هناك طريقتين لتهدئة الأمواج بالسحر _اما بواسطة التحريك الذهني و يكون ذلك من خلال الضغط على امواج البحر و منعها من الارتفاع ، أو عن طريق التحكم المباشر في تيارات المياه.
بالطبع ، كانت كلا الطريقتين صعبة ، و لكن ، اذا كان على شخص ما الاختيار بينهما فانه سيختار الاولى لانها اسهل قليلا من الثانية .
فالسيطرة على تيارات المياه كانت شيئا صعبا حتى بالنسبة لساحر ذو رتبة متوسطة .
فقد لاحظت اوفيليا انه في احتفال عيد ميلاد الاميرة الثانية الذي طلبت اقامته بالقرب من البحيرة ، عمل السحرة ذوي المستوى المتوسط على حماية زوارق المدعوين من خلال السيطرة على حركة المياه عن طريق التحكم الذهني ولم يستعملوا الطريقة الاخرى .
لكن ما قام به ألي كان مختلفا .
فبمجرد وصولهما الى الساحل ، حيث كان طول امواج البحر ياخذ بالارتفاع اكثر واكثر ، مد ألي يديه و رفعهما باتجاه البحر ، كما و انه يقيس شيئا ما ، و سرعان ما هدأ البحر بعد قيامه بذلك، ذهلت اوفيليا التي كانت تعتبره رئيسته انذاك بما فعله .
– كيف قمت بفعل ذلك ؟
__ ما الذي تعنينه ؟؟
– انا اتحدث عن الامواج ، كيف تمكنت من السيطرة عليها بتلك السهولة ؟
__ لقد قمت بفك بعض تيارات المياه المتشابكة ، اظن ان الامر سيكون على ما يرام طيلة الايام الثلاثة القادمة .
-هل كان من السهل عليك السيطرة على التيارات ؟ لماذا لم تقم فقط بتقليص ارتفاع الامواج عن طريق التحكم الذهني ؟
سالت اوفيليا و علامات التعجب بادية على وجهها ، في حين عبس ألي و قال :
__ لو انني ضغطت عليها عن طريق التحكم الذهني و انقصت من ارتفاعها ، فساكون مضطرا للانتظار هنا حتى تبحر السفن. لذا فانا اظن ان ما قمت به افضل و اكثر فعالية .
– ليس و كانني لا اعلم ان ما فعلته افضل ، و لكن …
كان التحكم في التيار بمثابة دفع الماء بعيدًا مع حل التشابكات عن طريق التحريك الذهني. لربما كان من السهل القيام بذلك في نهر صغير أو بحيرة ، لكن أوفيليا لم تصدق أنه تمكن من التحكم في تيارات هذا المحيط الشاسع بتلك السهولة.
كان من الصعب عليها ادراك كيفية فعله لذلك ببساطة .
__ هل هنالك خطا ما في الطريقة التي اخترتها ؟؟
– لا ، كل ما في الامر انني كنت مندهشة .
بعد انتهاء محادثتهما ، اهتم ألي بحوالي خمسة عشر شكوى أخرى ، ثم عاد مباشرة إلى النزل.
لقد كان ماهرا حقا في عمله .
تساءلت أوفيليا على ما قام به ذلك اليوم لفترة طويلة ، لكنها سرعان ما اكتشفت السبب الذي جعله موهوبا جدا مقارنة برتبته المنخفضة .
فقد علمت ان السبب الذي منع ترقيته الى رتبة اعلى هو عدم تذكره لاصله و نسبه . لذا قدمت له رتبة منخفضة و قد فقد بسبب عدم قدرته على التذكر العديد من فرص الترقية التي كاد يحصل عليها في كل مرة ينهي مهمة وكلت اليه .
فقد ركز الاشخاص الموجودون في القصر الإمبراطوري على نسب الفرد وأصله اكثر من موهبته.
لهذا السبب حصل ألي على ذلك المنصب البسيط .
كما انه و بالاضافة الى فقدانه لذكرياته ، فأن الي لم يكن شخصًا يحب التملق او يحاول كسب استحسان الآخرين. فقد كان رجلاً صريحا غالبًا ما يرفض طلب أي شخص يجده مزعجًا.
ببساطة ، كان رجلاً غريب الأطوار.
في البداية شعرت اوفيليا بالاهانة من الطريقة التي كان يخاطبها بها ، و لكن و بمرور الوقت ، اعتادت على الامر بل و اصبحت اكثر راحة معه فقد ادركت ان تلك هي طريقته في الكلام و لم يقصد بذلك الاساءة اليها ، كما انها وجدت انه يعاملها بطريقة اكثر تهذيبا من تلك التي يعامل بها بقية الناس . لربما لم يكن ذلك بسبب انها مميزة بل لانه وبكل بساطة لم يكن يهتم بالاشخاص الذين لا يعرفهم .
كانت هناك ثلاث مرات فقط قام الي فيها بالتدخل في شؤونها الخاصة .
الاولى ، كانت عندما اخبرته عن زواجها .
و الثانية ، عندما انهارت فيها أوفيليا التي كانت انذاك الدوقة الكبرى ، امامه و انفجرت في البكاء لانها لم تستطع تحمل تعامل إيان البارد و غير المبالي معها .
اما الاخيرة فهي عندما…
__ هل ستبكين مرة اخرى يا اوفيليا عندما اكون غائبا عن هنا ؟
– لن يحدث ذلك .
كان ذلك عندما كان سيرحل من جانبها
__أعتقد أن اثار الدموع بدات بالظهور على غطاء وسادة الدوقة الكبرى حتى قبل رحيلي ، اليس كذلك ؟
– لقد اخبرتك لن ابكي عند رحيلك ، و لم افعل ذلك و انا مدركة انك ستتمكن اخيرا من استعادة ذكرياتك و العودة الى حياتك الرتيبة ؟ بل ساكون سعيدة و انا اسمع عن نجاحاتك .
__ بالتاكيد ، سأحقق نجاحا باهرا بمجرد ان استلم رئاسة البرج السحري .
تابع ألي التحدث بنفس النبرة غير المبالية .
__ من فضلك لا تبكي اوفيليا .
لماذا كان عليه أن يقول ذلك.
لماذا كان عليه ان يبدو كما لو أنه على وشك البكاء.
لقد كان من المؤسف أنهما اضطرا على الافتراق ، لم يكن سيئًا على الإطلاق امتلاك صديق مثله الى جانبها .
لربما كان القدر هو الذي جعله دائمًا بجانبها كلما كانت تنحدر نحو الهاوية.
‘ الان عندما افكر بذلك ‘ لقد تمكنت من التغلب على العديد من المصاعب بسبب مساعدته .
وجدت انه كان سيكون من الافضل لها لو انه بقي بجانبها و لم يغادر في ذلك الوقت .
لم تكن عندها لتتخذ ذلك القرار المتهور و تقوم ابتلاع ميزان الحورية .
… آه ، هي لم تكن تعلم.
لم تعتقد انها ستكون قادرة على العودة الى الماضي و ان بوسعها ان تعيش حياة مختلفة .
-” شكرا لك على انقاذي “
نزلت أوفيليا من بين ذراعي ألي وشكرته متاخرة . عما فعله للتو ، وعلى كل ما فعله لها في الماضي.
بالطبع فالشخص الذي أمامها لم يكن ليتذكر ذلك .
ضاقت عيون ألي الذهبية.
__ “هل قفزت أم سقطت؟”
لقد قفزتْ لتموت . لكنها غيرت موقفها الآن .
وكان هو الذي جعلها تدرك حماقة ما قامت به.
قامت بأصلاح شعرها الأشعث ، ثم رفعت نظرتها ببطء لتصبح في مستوى نظراته . فقد كانت عينيه الذهبيتين تنظر اليها بفضول ، لذلك كان من البديهي أن تلتقي نظراتهما.
وبينما كانت تحدق في عينيه المليأتين بالريبة ، تحدثت و فالت :
– انا مدينة لك بواحدة ، ساتاكد من رد الجميل
__ .. لم اكن اقصد انقاذ حياتك ، لذا فليست مدينة لي باي شيئ
– اذا علمت كيفية ردي لجميلك ، لكنت قد قبلت بالتاكيد .
__ حسنا اذا، ما الذي ستقدمينه لي ؟
– ذكرياتك التي فقدتها ، ساساعدك على استرجاعها .
__.. ماذا قلت ؟؟
ابتسمت اوفيليا بهدوء و هي تنظر الى ملامح الدهشة المرسومة على وجهه .
‘ لقد اخبرتك انك ستقبل ذلك ‘
____________
لقد ظهر شخص يدعي انه يعرفه .
لقد أذهله اقتراحها لدرجة أنه اضطر إلى تكرار كلماتها في ذهنه عدة مرات.
لقد مرت بالفعل ثلاث سنوات منذ أن فقد ذاكرته وعمل لدى العائلة الإمبراطورية بصفته ساحرا من رتبة منخفضة.
لم يكن يعرف من الذي فعل به ذلك ، ففقدان ذكرياته لم يحدث جراء حادث بسيط ، فقد كان يتذكر كل شيء ما عدا الامور المتعلقة به فقد بدا كما انه قد تم مسحها من ذهنه .
في البداية ، امتلك أملا كبير في استعادة ذكرياته .
فقد ظن أنه سيقابل على الأقل أحد معارفه أثناء إقامته هنا.
ولكن لم يجد اي أحد ، أينما ذهب ، لم يتعرف أحد ولو حتى على اسمه.
و قد فقد قبل ايام قليلة اخر أماله في ايجاد شخص يعرفه .
… الي.
كانت تلك اول مرة يناديه فيها احد باسمه قبل ان يخبره بذلك ، لذا فقد شعر للحظة ان عقله اصبح فارغا .
__ ماذا هل تعرفينني ؟
– ربما .
فقد ما الذي سقط بين يده من السماء .
تظاهر الي بعدم معرفته لها ، لكنه كان يعرف انها اوفيليا ، اول اميرة لامبراطورية ميليست.
كانت الشخص الذي سيصبح رئيسه في مهمة التفتيش الجديدة التي عين فيها . شخص لم يكن قد التقي به من قبل . لذا فكيف عرفته ؟
بل و لماذا اقدمت على رمي نفسها من اعلى في المقام الاول .
كان من المذهل ايجاد شخص يعرفه و كان سيكون من الرائع لو استطاع التعلق بهذا الامل ، لكنه كان متعبا و مرتبكا .ماذا اذا كانت تحاول خداعه . ماذا لو كانت هذه مجردة مزحة منها . لذا فقد كان مترددا في تصديقها .
__ انا ممتن انك مهتمة بي لدرجة ان تعرفي اسمي ، لكن ايتها الاميرة ، انا لا يعجبني هذا النوع من المزاح .
– لقد اعتدت عل مناداتي ب سيدتي ، هل كنت تمثل انذاك ؟.
__ بل هذا لانني لا اريد التظاهر على انني اعرفك .
– انت لا تحاول حتى مجاملتي ، هذا يشبهك تماما.
لقد ازعجته الطريقة التي تتكلم بها كما لو انها تعرفه حقا .
__ومع ذلك ، سيكون من الرائع أن تثق بي. فكر في الأمر بعناية يا الي. لماذا قد أكذب بشأن معرفتي بك ؟ لماذا قد اتظاهر بمعرفة ساحر من رتبة منخفضة ؟ ان الأمر متروك لك إذا قمت بتصدقيي أو لا “
حتى صوتها ، الذي كان هادئا ازعجه ، بدت و كانها سيرين ( حورية يقال ان صوتها قد يدفع الناس الى الهلاك ) جالسة بالقرب من الشعب المرجانية تقوم باغراء البحارة ثم تدفعهم دون رحمة الى الموت ..
– اذا كنت تعتقد انني اهذي ، فيمكنك متابعة طريقك ، و لن اتحدث عن هذا الامر امامك مرة اخرى .
__ … حسنا , هل يمكنك ان تشرحي لي الامر اولا … من فضلك
في النهاية ، اتجه ألي نحو تلك الشعاب المرجانية ( اي انه قرر تصديق اوفيليا التي شبهها سابقا بالسيرين الجالسة على الشعاب )
* ملاحظة: الساحر الي التي تتحدث معه اوفيليا هو البطل و ليس ايان.
يتبع ….