Chapters
Comments
- 9 2025-09-10
- 8 2025-09-10
- 7 - المُهلة. 2025-09-10
- 6 2025-08-23
- 5 2025-08-23
- 4 2025-08-23
- 3 2025-08-22
- 2 2025-08-22
- 1 - العودة. 2025-08-16
- 0 - الذكرى. 2025-08-16
اقتربتْ إيلوسيان بوجهٍ جامدٍ متماسكٍ.
تفحَّصتْ عيناها الحادَّتان الأميرَ الرابعَ والأميرَ الخامسَ، ثمَّ مسحتْ المكانَ المحيطَ بنظراتها.
“سمعتُ جلبةً فجئتُ، فإذا بـ فيرناند وإدوين هنا.”
“أختي إيلوسيان…”
“ماذا كنتما تفعلانِ هنا حتَّى وصلَ الضجيجُ إلى جناحي؟”
شحبَ وجها الأميرينِ.
كانا يلهوان كالمعتاد، فجاءت قائدة الفصيل المنافس فجأةً لتعاتبَهما، فطبيعيٌّ أنْ شعرا بالارتباك والخشية.
خصوصًا أنَّ الأميرةَ الأولى إيلوسيان ليستْ ممَّن يثيرونَ النزاعاتِ بلا داعٍ.
“هل ستصارحانني بما كنتما تفعلانهُ هنا؟”
سؤالٌ يبدو يوميًّا عاديًّا قد تطرحهُ أختٌ على إخوتها.
لكنَّهُ كانَ بوضوحٍ ضغطًا وهجومًا.
تحتَ وطأةِ هيبتِها، ظلَّ الأميرُ الخامسُ مضطربًا، فتقدَّمَ الأميرُ الرابعُ على عجل.
“أختي، سأوضّحُ لكِ.”
“حسنًا، تكلَّم.”
“ما فعلناهُ لا يستحقُّ اهتمامَكِ.
فقط، هذا اللقيط الغيرُ الشرعيِّ تجاوزَ حدَّهُ، فأردنا تلقينَهُ درسًا…”
“غيرُ الشرعيِّ؟”
ضيَّقت إيلوسيان عينيها الحمراوين.
“وأينَ هو هذا الذي تتحدثانِ عنهُ هنا؟”
“…ماذا؟”
ارتسمتْ على وجهَي الأميرينِ ملامحُ ذهولٍ.
أمالت إيلوسيان رأسَها قليلًا.
“تكلَّما. أنا وأنتما وخدمُ القصرِ الجانبيِّ.
من غيرُنا هنا؟”
“أختي، عَمَ تتحدَّثينَ؟ ذاك اللقيط على الأرض…”
“فيرناند، ما زلتَ تهذي.”
ازدادتْ نظرةُ إيلوسيان برودةً.
“إنْ لم تفهما، اذهبا إلى الملكِ واسألاهُ.
من هناكُ في القصرِ الجانبيِّ؟”
عندَ سماعِ كلمةِ “الملكِ”، أدركَ الأميرُ الرابعُ مقصدَ إيلوسيان، فخفضَ رأسَهُ سريعًا.
“أنا… لقد زلَّ لساني. كما قالت أختي، لا أحدَ في القصرِ الجانبيِّ سوانا والخدمِ.”
“نعم، لا أحد. لكن…”
مدَّت إيلوسيان كلامَها بنبرةٍ لا مباليةٍ، ثمَّ ارتسمتْ على شفتيها ابتسامةٌ بلا دفءٍ.
“لا يبدو لائقًا أنْ تزورا مكانًا بلا سببٍ مرارًا. بصفتي أختكما، أقولُ هذا: ألا تعتقدانِ أنَّ الآخرينَ قد يقلقونَ على سلامتكما العقليَّةِ؟”
“… “
“لا ينبغي لكما أنْ تسبِّبا الضررَ لـ هيدوين.”
“…سننتبهُ، يا أختي.”
أجابَ الأميرُ الرابعُ بأدبٍ، وهو يكبحُ غضبَهُ بصعوبةٍ.
ارتسمَ الرضا على وجهِ إيلوسيان بعدَ سماعِ ما أرادت.
“جيد. بما أنكما أدركتما خطأكما، فهذا يكفي. سأكتفي بهذا التنبيهِ، فعودا إلى قصرِ شاريت وقدِّما اعتذاركما لـ هيدوين.”
حتى لا يتخلَّى عنكما.
لم تُكملْ كلامَها، لكنَّ الأميرينِ فهما مقصدها.
كانت إيلوسيان تنوي استغلالَ هذا كورقةٍ لمهاجمةِ الأميرِ الثاني هيدوين.
ففي النهاية، الأميرُ غيرُ الشرعيِّ يحملُ دمَ العائلةِ المالكةِ، وما فعلوهُ يعدُّ اضطهادًا لأحدِ أفرادِ الدمِ نفسِه.
“…سنفعل.”
غادرَ الأميرُ الرابعُ مع الخامسِ القصرَ الجانبيَّ وهو يعضُّ على أسنانه.
ما إنْ اختفيا حتَّى سارعتُ أنا لتفقُّدِ حالةِ الأميرِ غيرِ الشرعيِّ.
كانتْ ثيابُهُ ممزقةً بشدَّةٍ، وجروحٌ تملأُ وجهَهُ وجذعَهُ، والدمُ يسيلُ من هنا وهناكَ، وجسدُهُ ساكنٌ كأنَّهُ غائبٌ عن الوعي.
لكنَّ أنفاسَهُ الخافتةَ دلَّتني على أنَّهُ لا يزالُ حيًّا.
…ها.
لقد أنقذتُهُ.
بمحوِ وجودِه.
خرجَ زفيرُ ارتياحٍ من فمي مع انقشاعِ التوتّرِ.
“أنتِ، هناكِ.”
“نعم؟”
انتبهتُ فجأةً ورفعتُ رأسي.
اقتربتْ إيلوسيان خطوةً وسألتْ:
“ما اسمُكِ؟”
“…أسيل.”
أجبتُ وأنا أنهضُ، فانحنتْ عيناها قليلًا.
“أسيل… يا له من اسمٌ جميلٌ.”
تفاجأتُ بالمديحِ غيرِ المتوقع، فاتسعتْ عينايَ.
مدَّتْ إيلوسيان يدَها وربَّتتْ على رأسي مرتينِ، ثمَّ استدارت.
“سنلتقي مجددًا، يا أسيل.”
تركتْ تحيَّةً عابرةً وغادرتْ القصرَ الجانبيَّ مع خدمِها دون انتظارِ شكري.
عندما غابتْ تمامًا عن الأنظار، اقتربَ الخدمُ المتردِّدون بحذرٍ.
“أسيل…”
نطقتْ كاسي بخفوتٍ وهي تحدِّق بي.
وبجانبها، كانَ بقيةُ الخدمِ ينتظرونَ قولي بوجوهٍ حائرةٍ.
كانَتْ الدهشةُ والارتباكُ تملأ ملامحهم.
لم يكنْ ذلكَ غريبًا، لكن الأهمَّ الآنَ هو علاجُ الأميرِ غيرِ الشرعيِّ.
“كاسي، سأوضّحُ لاحقًا. الآنَ، يجبُ أنْ ننقلَ سيِّدَ الأشباحِ إلى غرفتِه.”
“آ… آ؟ حسنًا…”
أومأتْ كاسي مرتبكةً، بينما انحنيتُ لأحملَ الأميرَ غيرَ الشرعيِّ.
كان جسدُ الفتى ابن الثانية عشرة هشًّا وواهٍ، فرفعتهُ بسهولة.
كان خفيفًا جدًا لدرجةٍ آلمَ قلبي بشدَّةٍ.
عضضتُ شفتيَّ وهممتُ بالمضيِّ، لكنني توقَّفتُ فجأةً.
آه.
ربَّما لأني حملتُهُ بسرعةٍ.
كان رأسُهُ المرتخي يتأرجحُ للخلفِ.
أسندتُ رأسَهُ إلى صدري بحذرٍ، ثم تقدَّمتُ بخطواتٍ أكثرَ هدوءًا إلى الداخل.
—
لقد جننتِ يا أسيل.
بعد أنْ وضعتُهُ على السريرِ، ومع انحسارِ القلقِ، كانَ هذا أوَّلَ ما خطَرَ في ذهني.
حتى لو كنتِ في عجلةٍ، كيفَ تجرَّأتِ على إدخالِ الأميرةِ الأولى في خضمِّ الصراعِ السياسيِّ؟
بل وأغضبتِ الأميرَينِ الرابعَ والخامسَ كذلك.
كلُّ ذلكَ من أجلِ إنقاذِ شريرٍ سيُدمِّرُ العالمَ يومًا ما.
لو تجاهلتِ هذا الشريرَ الذي سيُبادُ على أيِّ حالٍ، لما تورَّطتِ مع العائلةِ المالكة.
لو فعلتِ ذلك، لاختفى الشريرُ، واستعادَ العالمُ سكينتَه.
لو فعلتِ ذلك، لما كانَ يرقدُ الآنَ بوجهٍ مسالمٍ على السرير.
لو فعلتِ ذلك…
“…”
فجأةً، شعرتُ بغصَّةٍ في صدري.
قبضتُ كفّي، هدَّأتُ أنفاسي، ثمَّ شرعتُ في معالجةِ الفتى.
نظَّفتُ جسدَهُ من الدماء والأوساخِ، وغيَّرتُ ثيابَهُ الرثّةَ.
سكبتُ قليلًا من الماءِ بينَ شفتيهِ المتشققتينِ لترطيبِ حلقِه، ثمَّ فتحتُ صندوقَ الدواءِ وبدأتُ بالعلاج.
وضعتُ المرهمَ على جراحِه، وغطَّيتُ جسدَهُ برفقٍ باللحاف.
حتى تلك اللحظة، لم يُبدِ الأميرُ غيرُ الشرعيِّ أيَّ إشارةٍ على صحوهِ.
بعد أن أنهيتُ، تردَّدتُ قليلًا ثمَّ خرجتُ من الغرفة.
خرجتُ فعلًا.
لكنني ما لبثتُ أنْ عدتُ، وأنا أحملُ صينيَّةً عليها طعامٌ بسيطٌ وزجاجتانِ من الدواء.
…ماذا أفعل بحقِّ السماء؟
هل أُقيمُ طقوسًا لفناءِ العالم؟
تمتمتُ ساخرًة في داخلي، لكنني وضعتُ الصينيةَ قرب السريرِ بهدوء.
حسب ما أتذكره، لم يتناولْ شيئًا منذ الصباح.
وضعتُ الصينيةَ، وعندما رفعتُ رأسي لألتفت…
“…”
تقابلتْ عينايَ بعينينِ حمراوينِ تحدّقان بي مباشرةً.
متى استيقظ؟
تجمَّدتُ مكاني لحظةً، ثمَّ التفتُّ بارتباكٍ.
كنتُ على وشكِ الخروجِ بسرعة، لكن…
“…ما هذا؟”
جاءَ صوتهُ فجأةً من خلفي.
كانَ منخفضًا، لكن وضوحَ نبرته لم يخفَ عليّ.
منذُ عودتي إلى سنِّ الرابعةَ عشرة، كانَ هذا أوَّلَ صوتٍ أسمعُهُ منهُ.
توقَّفتُ، ثمَّ حرَّكتُ شفتيَّ وأجبتُ بهدوءٍ:
“… لقد التقطتُهُ في طريقي.”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"