الماء، اللهب، الأرض، الهواء.
“تُسمّى هذه الأربعة بأرواح العناصر.”
القدر، الفوضى، العاطفة، الحظ.
“وهذه الأربعة تُعرف بأرواح الأصل.”
أوه، أنا… أعرف هذا!
وما إن خطرت لي الفكرة حتى ظهرت كلمات لامعة أمامي:
[ملك روح العاطفة ‘■■■’ يسعل بصوت مصطنع قائلاً: إحم، نعم، أنا المقصود!]
[ملك روح ◇◇ ‘■■■■■■’ يلوّح بخجل.]
[حالياً، الأرواح المتواجدة في برنامج <أحبُّ طفلتي حتى ولو أزعجتني> هم: الماء، اللهب، الأرض، العاطفة، و◇◇ و○○.]
[أما ملوك الأرواح الذين يخفون أنفسهم ولم يكشفوا عن عناصرهم بعد، فمن يا تُرى يكونون؟ هيا نبحث عنهم! ⋋( ՞ਊ ՞)⋌⊹]
أوه، لا بد أنه واحد من ملوك الأرواح الذين كانوا مختبئين آنفًا!
كان هناك ملك روح خجول، بالكاد أطل برأسه، وكنت في غاية الفضول لمعرفة من هو… لكنني كنت مضطرة للنظر إلى السبورة والكلمات اللامعة معًا، حتى بدأت عيناي تدوران من كثرة ما عليّ رؤيته.
“ملكا الأرواح الأوّلان كانا الفوضى والقدر. وعندما تشابكت أيديهما للمرة الأولى، وُلدت العاطفة. ثم، ما إن ظهرت الحياة في هذا العالم، حتى وُلد ملك روح الحظ.”
“…”
ومع ذلك، كانت قصة المعلم ممتعة.
ومع الوقت، انجذبتُ إلى الدرس تمامًا.
“لإبرام عقد مع ملك الأرواح، يجب معرفة إسمه الحقيقي. ووفقًا للسجلات المتوارثة، فإن اسم كل ملك روح مخبأ في مكانٍ ما.”
“الاسم الحقيقي؟”
أملتُ رأسي مستغربة، ثم نظرتُ إلى المربّع داخل الكلمات اللامعة.
‘أوه، لعلّ ذلك هو الاسم!’
لكنني… لستُ بارعة في الألغاز.
أما يمكنكم فقط إخباري به؟
[ملك روح الماء ‘■■■■’ يتنهد بصدق قائلاً إنه لا يمكن ذلك.]
[ملك روح اللهب ‘■■■■■’ يقول إن هناك الكثير من التلميحات، ويشجعك على العثور عليها.]
[ملك روح ◇◇ ‘■■■■■■’ يوصيك بلُطف أن تطالعي الكتب.]
صحيح، الكتب مليئة بالقصص.
وأنا أعرف كل الكلمات الصعبة، لذا يجب أن أقرأ الكتب!
‘لكن، من أين أجد كتابًا؟’
في غرفتي لم يكن هناك شيء.
وبينما كنتُ أفكر بجد، انتهى الدرس فجأة.
خرج الأطفال من الصف وهم يتذمرون، أما أنا، فبقيتُ حتى النهاية لأن لديّ سؤالًا.
“معلم، عندي سؤال.”
“نعم، آنسة.”
“أين الكتب؟”
“الكتب؟ بالطبع في المكتبة.”
المكتبة؟
في الحضانة كان هناك رف صغير للكتب، وقد قرأتُها كلها.
‘سأسأل لينا لاحقًا عن مكان المكتبة.’
أوه! تذكرت أنني لم أسأل بعد ما هي البيجو!
لكن عندما لم يُظهر المعلّم أي نية للحديث عنها، شعرتُ بالراحة وزفرتُ تنهيدة ارتياح.
في تلك اللحظة، أمسك المعلم بكتفي فجأة.
“آنسة، هل يمكنكِ… أن تصنعي لي تلك الكعكة مرة أخرى؟”
“الكعكة…؟”
“أرجوكِ. اعتبري أنكِ تنقذين إنسانًا من الهلاك. أرجوكِ، أرجوكِ.”
يعني، أنا…
‘حتى أنا أودّ صنعها… لكن…’
خرجتُ من الصف وأنا أمسك رأسي بيديّ الصغيرتين.
‘لقد نفد سكّر الحوت القاتل!’
كيف يمكنني الحصول على المزيد منه الآن؟.
❈❈❈
في نهاية الحصة، في مكتب دييغون.
أخرج كارمين علبة صغيرة من طيّات ملابسه.
“همهم…”
كان يصدر صوتًا غريبًا يشبه طنين الأنف، ثم قدّم العلبة أمام دييغون بخفة.
“هممهمم…”
ثم أطلق صوتًا غريبًا آخر.
وفي النهاية، أنزل دييغون المقص من يده وقطّب حاجبيه بضيق.
“أبعدها. رائحة السكر طاغية.”
داخل العلبة، كانت هناك كعكة قبيحة الشكل.
بدت شديدة الحلاوة، حتى إن مجرد استنشاق رائحتها كان مزعجًا.
لوّح دييغون بيده بلا اهتمام، فسارع كامين لإغلاق الغطاء ووضع العلبة في جيب بدلته.
ثم، ارتفع جانب فمه بابتسامة متكلفة.
“أوه، لا أصدق… ألم يصلك الكعك؟”
“الكعك؟”
“الآنسة الصغيرة أعطته قبل الحصة… لكن يبدو أنك لم تتلقاه. أوهوهه.”
تجمّد دييغون.
لثلاث ثوانٍ، راح يسترجع المشهد في ذاكرته، ثم أدرك أنه لم يرَ شكل تلك الكعكة أو يشمّ رائحتها من قبل إطلاقًا.
وفي اللحظة نفسها، انقبضت ملامحه.
“لماذا لم يصلني؟”
“…”
“من يدري؟ ربما لأن الآنسة تحبني أكثر.”
–طَقّ!
في تلك اللحظة، انكسر القلم الريشي في يد دييغون.
لكن… لم يفهم السبب.
لماذا؟!
لم أشعر بالضيق كثيرًا.
ولا حتى تأثرت، في الحقيقة.
“أوه، ولم تسمع حتى كلمة أبي…! ألم تخيفها في لقائكما الأول؟ لا عجب أن آنستنا الصغيرة لا تفتح لك قلبها، أليس كذلك، يا سيادة الأدميرال؟”
قهقه كارمين وهو يبتسم ابتسامة تستحق أن يُحسم من راتبه لأجلها.
لكن كيف لأدميرالٍ أن ينزل إلى ذلك المستوى؟.
نهض دييغون بهدوء من مكانه.
“…سيدي؟”
ناداه كارمين بصوت مرتجف، غير أن دييغون لم يُجب، بل أخرج سيفه دون كلمة.
“لم أجرِ نزالًا منذ زمن.”
“…عفوًا؟”
“ساحة التدريب. لديك خمس دقائق.”
“ه، هذا ظلم! كم أنت حقود!”
“ثلاث دقائق.”
“آاااااه!!”
وقبل أن يخرج، رمق دييغون سطح مكتبه بنظرة.
كانت قصاصة الورق التي قصّها على شكل سلطعون ترفرف بوقاحة.
❈❈❈
عدت إلى غرفتي وكنت ألعب بقطع البناء حين أدركت فجأة أن الغرفة أصبحت معتمة.
“هل حلّ الظلام بالفعل؟”
إذًا، حان وقت العشاء!
لا عجب أن معدتي بدأت تقرقر.
رفعت رأسي وأنا أفكر بذلك، وفوجئت بمن رأيت.
“سيادة الأدميرال؟!”
“نعم، إنه أنا. ماذا كنت تصنعين؟”
“أبني بيتًا!”
قطع الخشب الملوّنة تلك جلبتها لي لينا.
جلست على السجادة وبدأت ببناء البيت بحماس حتى تعبت يداي وساقاي.
وكان سيادة الأدميرال واقفًا مائلًا بجانبي، ولما تمايل جسدي تعبًا، أسرع وأمسكني بذراعه.
“ألم تطلبي أن أرافقك إلى الصف؟”
“إيهي، لكن اليوم، معلمي أمسك بيدي ورافقني بنفـسه.”
“…هل استمتعتِ بالدرس؟”
“نعم!”
لكن… لماذا جاء سيادة الأدميرال؟
هل يمكن…!
“هل أحضرتَ لي وجبة خفيفة؟!”
لمعت عيناي وبدأت أفتش يديه، لكني سرعان ما عبست.
هيييينغ. لا شيء.
وجلست ثانيةً على السجادة حين وخزني التعب في ساقي.
نظر إليّ بصمت ثم قال بجدية:
“ألم يكن لي نصيب من الكعكات؟”
“آه! أممم…”
حدّقت فيه بعينين فارغتين، ثم بدأت أفتش في جيبي حتى أخرجت الكعكة التي خبّأتها داخل المنديل.
“تشو معها وحدة. بقيت وحدة فقط.”
نسيت أنها كانت عندي.
هل آخذ قضمة صغيرة؟ أنا جائعة.
لكن فجأة، سيادة الأدميرال راح يحدّق بكعكة الدب حدّ أني شعرت بأنها ستتفتت من شدة النظرات.
“تريد أن تاكُلها؟”
لكن… أنت لاتحب الحلوى.
“لماذا لم أحصل على واحدة؟”
“لقد قلت..بأنك لا تحب الحلوى.”
“قلت إني لا… آه.”
“وقلت أنك سوف تنزعج إن لم استمع اليك.”
أجبت بصوت خافت وأنا أرمق كعكة الدب بنظرة.
‘ أنا حقاً أريد أن آكلها! ‘
لكن… هو يطعمني دائماً، ويحضر لي فساتين حلوة وأحذية جديدة.
يجب ان أتنازل، صحيح..؟
تنفّست بعمق واتخذت قراري.
في تلك اللحظة، قال:
“إن أعطيتني تلك الكعكة…”
“إذا أعطيتك؟”
“سأهديكِ إسمًا جديدًا.”
اسم جديد؟
شدّني كلامه، فارتخَت قبضتي قليلًا.
وفي تلك اللحظة، ظهرت الحروف اللامعة مرة أخرى!
[ملك الأرواح المائية ‘■■■■’ يضرب جبينه قائلاً: آااه، يا طفلتي…]
[ملك أرواح اللهب ‘■■■■■’ يصرخ غاضبًا: هذا غش!]
[ملك أرواح العاطفة ‘■■■’ يهمس لك بلطف.]
[أعطيه الكعكة وخذي الاسم، صغيرتي. إن قلتِ “لا” وهززتِ رأسك، سيبكي دييغون بصوت عالٍ!]
يااااه.
تخيلت فجأة سيادة الأدميرال الضخم يبكي بكاءً مريرًا، وابيضّ وجهي.
قد يغرق هذا البيت كله!
إنه أطول من أصدقائي في الحضانة، فبالتأكيد سيبكي أكثر منهم!
تردّدت، ثم مددت الكعكة أخيرًا.
كعكة الدب الملفوفة بالمنديل كانت قد تفتت قليلًا وتطايرت منها الفتاتات، وأذُن واحدة كانت مكسورة.
“إنها سيئة.”
“إنها جميلة.”
‘ تركت الأقبح لأنني سآكله….’
لو كنت ستأكلها ، لكان عليك إختيار الأجمل ، فلماذا إخترت القبيح؟.
_________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 9"