< أنا رئيسة فصل الجزر في روضة نم نم.! >
هذه الطفلة ليست ابنته.
“إذن، ما هذا بالضبط؟”
“إنها كائن حي يجب على سموّك تربيته. وبصيغة أخرى: تُدعى ‘ابنة’.”
رفع دييغون يده إلى جبينه عند سماعه شرح نائبه.
لقد عاد لتوّه مساء البارحة بعد أن قضى على مجموعة من القراصنة.
لقد مضى نصف عام على آخر مرة وطئت قدماه بيته.
ثم، ما إن استيقظ صباحًا، حتى اكتشف أن لديه ابنة!.
كيف يمكنه وصف ذاك الشيء الذي تحدق به بعينان مستديرتان؟.
صغيرة هامستر.؟
أم صغيرة نجم البحر…؟
“أم صغيرة خُلد البحر؟”
يبدو أنها لم تحب ذلك، فنفخت وجنتيها.
أن تفهم طفلة بهذا العمر ما هو “خُلد البحر” أمر عجيب، لكن الأعجب من ذلك هو خدّاها المنتفخان المتمايلان.
ما الذي يجعلها تبدو وكأنها على وشك الانفجار؟.
بل والأدهى من ذلك، أنها كانت مغطاة بشيء يبدو لذيذًا.
“زبدة؟ هل دهّنوها بالزبدة حتى ألتهمها؟”
“سيدي! إنها تبكي! ملامحك صارمة بما يكفي كما هي!”
ركض النائب، كارمين، مفزوعًا ليسدّ أذني الطفلة.
لكن الطفلة بدا وكأنها فهمت كل شيء، إذ عبست بأنفها الصغير.
من الطريف كيف كانت تعبّر عن إعجابها أو انزعاجها بوضوح تام، رغم حجمها الضئيل.
“لا يمكن أن تكون قد التقطتها من الشارع.”
“بالطبع لا.”
“إذًا؟”
“إنها هدية من جدّ الحيتان الأوّل. ويجب عليك تقبّلها. يُقال إنها أكثر المُرشّحين استحقاقًا في هذا الجيل.”
قطّب دييغون حاجبيه قليلًا.
وحين فعل، راحَت الطفلة تقلّده بتعبير وجه مطابق.
لمّا وجد الأمر غير معقول، وجّه نظره إلى كارمين، الذي أضاف بصوت خافت:
“كما أنها أذكى بكثير من أقرانها.”
“همم.”
“وفوق ذلك، ظهرت بالفعل علامة ‘بيجو’ على جسدها، وفقًا لشهادة المُعلمة المُكلّفة بها. إنها ‘مُستيقظة’، بلا شك.”
بيجو.
تلك العلامة هي الدليل على أنها مُستيقظة.
لكن دييغون لم يسمع في حياته أن طفلة في الرابعة من عمرها ظهرت عليها علامة بيجو.
بل حتى لو ظهرت…
“لماذا أنا؟ أليس من الأفضل إرسالها إلى أختي الكبرى التي لا تملك أطفالًا؟”
فلديه بالفعل ولدان.
وابنة صغرى… كانت لديه.
فقد كان معروفًا للجميع أنّه فقد زوجته وابنته في نفس اليوم، قبل سبع سنوات، في عاصفة لا مثيل لها.
كما لم يكن سرًّا أنه، منذ ذلك الحين، جُنّ تمامًا وأخذ يطارد القراصنة بلا هوادة في عرض البحر.
“همم… لديّ رسالة من السيّد الكبير.”
ويبدو أن الطفلة لاحظت أنه يرفض الأمر، فبتسمت قليلًا.
لحظة… إبتسمت؟
أي طفل يفرح حين يُرفض من قِبل من سيصبح أباه؟.
وفوق كل هذا، لم تبكِ حتى. بل ظلّت ساكنة وكأنها معتادة على مثل هذا الموقف الغريب والمُزعج.
لكن ذلك لم يكن تصرفًا طبيعيًّا لطفلة في هذا العمر… بل لم يكن تصرّف طفلة أصلًا.
ولسببٍ ما، شعر دييغون بانقباض في صدره، فصمت.
مع أنه لم يرتكب خطأً ، إلا أنه شعر وكأنه اقترف ذنبًا بحقّها.
شَعْرها وردي… تُرى، هل كانت ابنتي لتبدو هكذا لو بقيت حيّة؟.
لكن لا، هذه الطفلة لا يمكن بأي حال أن تكون ابنته الراحلة.
“قال الجد الأكبر ذات مرة: ‘ذاك الولد الرابع الأحمق… إن رزق بابنة أخرى، فربما سيعيش كإنسان محترم أخيرًا!'”
تنهد دييغون وهو يتجاهل كلام كارمين الذي دخل من أذن وخرج من الأخرى.
نعم. هذه الطفلة ليست ابنته.
فلو كانت ابنته على قيد الحياة، لكانت في التاسعة من عمرها الآن.
❈❈❈
‘ واو… إنه ضخم.’
كانت تلك أول فكرة خطرت لي حين رأيت الرجل.
‘ ضخم….ضخم فعلًا. .. بشكل لا يُصدّق.’
ثم فكرت بشيء آخر:
‘ وسيم جدًا.’
أحسست بجرحٍ بسيط حين شبّهني بخُلد البحر… بل كدت أبكي…
لكنني تماسكت.
لأنني!…
أنا رئيسة فصل الجزر في روضة نم نم!
إحم.
صحيح أنني لم أستطع حتى مسح الزبدة عن وجنتي حين أُمسكت وأُحضرت إلى هنا…
لكنني كنت رئيسة فصل الجزر في روضة باشاين العامة.
لذا يجب أن أكون قوية. لا بد أن هناك خطأ ما.
وأنا أعرف حتى كلمات صعبة لايعرفها اقراني!.
لم أقرأ كتب الحكايات التي يقرؤها الصغار عادةً، بل قرأت كتباً “حقيقية”.
كان ذلك في كتاب بعنوان: < الأم وصغيرها يخبزان البسكويت! نم نم! >، ومن هنا صادفت تلك الكلمة[ نم نم].
‘ لماذا قرأتُ كتابًا كهذا؟ ‘
لأن أطفال فصل الجزر مصيرهم أن يكونوا خدَمًا أو طهاة في المستقبل! فدعنا نقول إنها كانت مُذاكرةً مُبكرة.
ولم أكن أجد في حياتي تلك أي مشكلة.
روضة باشاين العامة كانت مكانًا يأوي الأطفال الذين فقدوا أهلهم بسبب غارات القراصنة، فيطعموهم ويعتنون بهم.
بل ويُخطّط لهم وظائف المستقبل أيضًا!
منذ اللحظة التي ولدت فيها لديّ “ذات”، بدأت أفهم الكلام بسرعة، وكنت أذكى بكثير من بقية الأطفال في عمري، ولهذا بادرت بالسؤال فورًا.
واخترت من بين الرجال ذوي الوجوه المخيفة رجلًا بدا أكثر لطفًا.
“عمي!، هل سأصبح طاهية الآن؟”
“هم؟ حين تكبرين وتُصبحين آنسة، فإن مثل تلك المهام توكل إلى الخادمات.”
—كـــــوونغ!
لكن ذلك كان حلمي!
المعلّمة في فصل الجزر كانت الشخص المفضّل لدي.
كنت أرغب بشدة في ارتداء تلك القبعة الطويلة التي لا يُسمح إلا لها بارتدائها!
كنت أودّ إيصال مشاعري، لكن رغم أنني أفكر كالكبار، فإن لساني لا يُطاوعني بسهولة.
لأن جسدي، الغريب بما فيه الكفاية، كان أصغر من باقي الأطفال.
كنت أصغر واحدة في فصل الجزر.
في الطول، وفي الحجم، وفي اليدين والقدمين.
من يراها قد يظنها في الثانية أو الثالثة.
رغم أنني بلغت الرابعة بالفعل!
“إذًا، أيتها الصغيرة…”
حينها تمامًا، وبينما كنت غارقة في تفكير عميق حيال مستقبلي المُهدَّد…
❈❈❈
سأل دييغون بدافع الأدب:
“ما اسمك؟”
“تشو؟”
أجابت الطفلة وهي تهزّ شعرها الوردي المتطاير كغزل البنات.
بل تنهدت كما لو كانت تشرح له مجددًا لأنه لم يفهم من المرة الأولى.
“لااا، تشو! أوو!”
“تشورو، إذن.”
لا يُعقل أن يكون اسم أحدهم “تشورو”.
توصّل دييغون إلى استنتاجه من خلال تفكير عقلاني.
ورغم أن الطفلة نفخت خدّيها الممتلئين كأنها غير راضية، فقد تجاهلها ببساطة.
في الحقيقة، راوده شعور غريب برغبة في الضغط على وجنتيها بسبابته.
“تافهة كهذه… تشبه سلطعونًا غاضبًا.”
حينها، ارتعشت عيناها الصافيتان في اضطراب شديد.
وكأنها تلقت صدمة مدوية– كوونغ!، فشعر دييغون مرة أخرى بانقباض في صدره.
كان التشبيه مناسبًا تمامًا، فلمَ ردّة الفعل هذه؟.
أبناؤه كانوا يضحكون إذا وصفهم بمثل هذا الكلام.
نظر دييغون إلى نائبه، الذي أطلق صوت “تشه” بلسانه، بازدراء.
‘على الرغم من انه أعزب، لا تُحسن التعامل مع الأطفال مثلي.’
“كم عمرك؟”
“أربعة.”
“أربعة؟ ولكنك لا تجيدين الكلام بعد.”
قال دييغون ذلك دون قصد، بينما استرجع في ذهنه أولاده الوحوش.
فأبناؤه، حين بلغوا الرابعة، كانوا يمتطون الدلافين، أو يركضون فوق الماء بجنون.
بل حتى انتزعوا قشور الحراشف من ذيل حورية البحر وفرّوا بها!
وتسبّبوا في عداء شديد مع حوريات البحر استمر لوقت طويل.
لكن هذه الطفلة أمامه لا تبدو من ذلك النوع أبدًا.
“لم يُرسلوها لي كي ألتهمها، لكنني لا أعرف كيف أستفيد منها.”
نظره انزلق إلى بطاقة الاسم المعلقة على صدرها.
كانت على شكل زهرة دوّار الشمس صفراء، مكتوبٌ عليها بخط عريض: “رئيسة الفصل”.
وهكذا، بدأت الطفلة تعرض نفسها كما يليق برئيسة فصل.
“لدي مااريد قوله.”
لا بد أن ظنّه بأنها لا تريد أن تصبح ابنته كان خاطئًا.
فمن ذا الذي يرفض فرصة أن يصبح من طبقة النبلاء؟
“أنا… أنا أجيد خبز الحلوى.”
“همم. وماذا أيضًا؟”
“وأجيد أكلها أيضًا. لهذا أنا ممتلئة!”
“لا فائدة. لا أحب الحلوى. أكرهها بشدة.”
“حقًـــــــًا؟!!!”
“لكنني آكل الأطفال الذين لا يُطيعونني.”
—كوووونغ!
كانت هذه ثالث صدمة حتى الآن.
كاد أن يضحك من طرافتها، لكنه مسح ابتسامته بعناية.
فهو لا يتذكر آخر مرة ضحك فيها أصلًا.
لكنه سرعان ما أعاد تجهمه، وأصدر أمرًا باردًا:
“أعيدوها. جهّزوها للرحيل.”
“حـ–ــاضر…”
“أجيبي بوضوح.”
“نـ… نعم، سيدي.”
يبدو أن والده العجوز قد قرر أن يُفرغ بعض الحنان… باللكمات، بعد طول غياب.
هكذا ظنّ، فعضّ على أسنانه بغضب.
لم تكن الطفلة مذنبة، لكنه لم يستطع تقبّل حقيقة أنها تُشبه ابنته كثيرًا.
لكن بعد لحظات…
اختبر دييغون ولأول مرة في حياته، تجربة أن يُرفض في وجهه.
وذلك حتى قبل أن يُعلن رسميًا أنه لن يتخذها ابنة.
“أنا… لا أريد أن أكون ابنة هذا العمّ. أنا فقط أريد أن أخبز الحلوى.”
يالها من طفلة وقحة.
لقد جرحت كرامته!
__________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐••
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "1"
برااااه التشبيهااات😂💔💔+سعيدة لانها مش تجسد