رفعت كارنتينا الصندوق وأغلقت الباب، ثم جلست على السرير.
لم يُكتب اسم المرسل أو المستلم، لكنها شعرت أنه هدية لها، ففتحت الغطاء بحذر.
“واو! إنه جميل.”
كان داخل الصندوق زخرفة زجاجية على شكل بلورة ثلج مصنوعة بدقة، ومعها قنينة دواء تشبه القارورة المثلثة. كانت الزخرفة الزجاجية تحمل لونًا أزرق باهتًا، مما جعلها تبدو كقطعة فاخرة باهظة الثمن من النظرة الأولى.
في وقت الفجر، عندما كان القمر الباهت معلقًا في السماء، كان إيجنيس ينظر إلى زخرفة زجاجية موضوعة بعناية في صندوق دون أن يهتم بمسح الماء المتساقط من شعره.
“ما الذي دفعني لفعل هذا…؟”
مع تنهيدة خافتة، تدفقت مشاعر غامضة في عينيه الحمراوين. لم يفهم نفسه.
“ها.”
كانت هذه المرة الأولى.
كانت فكرة أن جسده تحرك قبل عقله تختلط في رأسه بفوضى محيرة.
ضحك إيجنيس بسخرية وهو يشعر بالذهول من تصرفاته، ثم أشعل نارًا ليجفف الماء من شعره بسرعة لأن القطرات أزعجته.
دفن جسده في ظهر الأريكة وأبعد عينيه عن الزخرفة الزجاجية التي صنعها.
“غريب.”
كان يشعر بعطش لا يُشبع.
كلما رأى عيني كارنتينا الزرقاوين تبتسمان للدمية شيون، وجد صعوبة في الحفاظ على رباطة جأشه.
على الرغم من أن لون شعرها وعينيها مختلفان بوضوح، إلا أنهما ظلا يزعجانه ويجذبان انتباهه.
منذ أن التقى بتلك المرأة ذات الشعر الأسود في الغابة، شعر كأنه وقع تحت لعنة تجعل مشاعر غير ضرورية تتسلل إلى قلبه. غطى إيجنيس وجهه بيده الكبيرة.
“سأكون مفيدة لك في شيء ما.”
تذكر ظهر كارنتينا وهي تنظر إليه بثبات ثم تغادر بهدوء، ثم تنهد مرة أخرى.
“لماذا لم أقل شيئًا في ذلك الوقت؟”
مهما فكر وتأمل، لم يفهم الأمر.
“كارنتينا لورين.”
لم تكن مثل النساء اللواتي أرسلتهن الإمبراطورة لأغراض أو مكاسب، ولا تعلقت به لجماله. كان موقفها البسيط في وضع الحدود يجعل فمه يجف، رغم أنه كان يفترض أن يرحب بذلك.
على عكس ما قاله جوزيف وستيلا، لم تكن مثل السيدات النبيلات المتغطرسات اللواتي عرفهن. أطلق إيجنيس ضحكة ساخرة.
“كنت أنوي جعلها تبكي، لكنها لم تفعل.”
تذكر كيف كانت ترتجف كحيوان صغير خائف عندما حاصرتها جدران النار لأول مرة.
توقع أن كلماته القاسية ستجعلها تبكي وتخافه قريبًا.
كان قد طرد العديد من النبيلات اللواتي نشأن كزهور في بيوت زجاجية بكلمات قاسية لم يتحملنها. ظن أن رد فعلها سيكون كالمعتاد، لكن…
“لقد فعلت ذلك مستعدًا لمواجهة غضب داميان، لكنها فاجأتني.”
بدلاً من البكاء، انفجرت كارنتينا بالضحك، وأضافت تفسيرات هادئة جعلت من الصعب عليه أن يرفع عينيه عنها.
“امرأة غريبة حقًا.”
تمتم إيجنيس بصوت متضايق، وبدأ رأسه يؤلمه تدريجيًا.
“أخي، هل اعتذرت لكارين بشكل صحيح؟”
لم يكن هو الوحيد الذي يعاني من كراهية الناس والخوف منهم، بل ستيلا أيضًا. شعر إيجنيس بغرابة كبيرة لرؤية ستيلا تهتم بشخص آخر هكذا.
ما الذي حدث في غيابه؟
لم يستطع الرد على سؤال ستيلا عن الاعتذار. وهو يرى ستيلا أكثر صحة وإشراقًا، شعر إيجنيس بذنب غريب لشكه في كارنتينا ومعاملتها بقسوة.
كانت صورة كارنتينا وهي تركض لإنقاذ ستيلا تتردد في ذهنه باستمرار.
“لماذا تبذل كل هذا الجهد؟”
كان مجرد فضول صغير.
مشاعرها تجاه ستيلا كانت حبًا خالصًا دون أي غرض أو نية.
عندما حمل كارنتينا بعد أن أغمي عليها في غابة كوكويل، شعر إيجنيس لأول مرة بأن قلبه يتصلب.
كان وجهها شاحبًا كالثلج، وجسدها خفيفًا جدًا كأنه فارغ.
تذكر رائحة زهور البنفسج الخافتة التي تفوح منها، فمسح وجهه ببطء. ثم نظر إلى الزخرفة الزجاجية الزرقاء على الطاولة وضحك بسخرية خفيفة.
“لقد فعلت شيئًا سخيفًا.”
كان صنع الزخرفة الزجاجية اندفاعيًا بعض الشيء.
أن تتحرك مشاعره وليس عقله… لم يكن ذلك يليق به.
أقنع إيجنيس نفسه أن هذا رد لجميل إنقاذ ستيلا، ثم نهض. كل ما يتلقاه يجب أن يرد عليه، سواء كان خيرًا أو شرًا.
مشى ببطء في الممر الفارغ.
عندما وصل إلى باب غرفة كارنتينا، وضع الصندوق الذي يحتوي على الزخرفة الزجاجية واستدار. عاد تعبيره إلى برودته.
“هذا مجرد رد للجميل.”
الآن، كان البحث عن المرأة ذات الشعر الأسود هو الأولوية.
تلك المرأة التي بدت كأنها ترى المستقبل.
المنقذة التي أنقذته ثم اختفت كالدخان.
استدار إيجنيس ببطء.
تأججت النيران الهادئة من جسده كأنها ستشتعل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 32"