انجرفت إيفلين بلا حول ولا قوة مع التيار القوي، لكنها استمرت في النضال للتمسك بالحياة، حتى أمسكت بشيء ما في النهاية.
كان ذلك الشيء عبارة عن كرمة طويلة. تشبثت بها بكل قواها كما لو كانت حبل نجاة.
ثم بدأت تمتد ببطء نحو اليابسة.
“ها!”
ما إن خرجت أخيرًا من النهر حتى ارتمت إيفلين على الأرض الموحلة، وهي تلفظ المياه التي ملأت فمها.
لقد استنزفت كل طاقتها حتى إنها لم تعد قادرة على تحريك إصبع واحد. كان جسدها مبللًا بالكامل وبدأت تشعر بالبرد.
رفعت جفونها الثقيلة لتلقي نظرة على محيطها. كانت الأشجار الكثيفة تحيط بها من كل جانب. لقد جرفها التيار حتى مصب النهر، لكنها لم تكن تعرف مكانها بالضبط.
كان بإمكانها السير بمحاذاة النهر صعودًا، لكن المشكلة أنها لم تعد تملك أي طاقة لذلك.
شعرت بالحمى ترتفع في جسدها مرة أخرى.
بدأت عيناها تنغلقان ببطء. حاولت أن تقاوم بالإمساك بالتراب، لكنها لم تستطع فعل شيء.
ثم، في لحظة، غرقت إلى ظلام دامس.
* * *
كان الشعور مختلفًا تمامًا عما حدث عندما فقدت وعيها من قبل.
لقد شعرت و كأنها تغرق في مستنقع عميق. لم تستطع التنفس، وكأن الطين يسد حنجرتها، وجسدها أصبح ثقيلاً كالصخرة.
إذن، هذا هو الموت…
كان موتًا غبيًا. لم يكن عمرها طويلًا في الأصل، لكنها الآن تموت بسبب حادث.
ربما كانت ميتةً في كل الأحوال. ومع ذلك، لم تستطع إلا أن تشعر بالأسف.
لو أنني أكلت الفاكهة كما قال ديفرين، هل كان جسدي سيكون بخير؟ هل يجب أن أحاول على الأقل؟
لكن أفكارها لم تدم طويلًا.
“إيفلين!”
وسط الضوضاء المشوشة، كان صوت ديفرين هو الوحيد الذي وصل إليها بوضوح.
شعرت بضغط قوي على صدرها، ثم بهواء يُنفخ في فمها.
في تلك اللحظة، شعرت وكأنها ترتفع ببطء من أعماق المستنقع الذي كانت تغرق فيه.
“هناك استجابة! لنحاول مجددًا.”
شعرت بضغط قوي على منتصف صدرها.
– “سأفعل كل ما بوسعي لإنقاذك.”
وفي النهاية، أطلقت شهقة، ها! وخرجت أنفاسها.
أصبح التنفس أسهل. لكن رؤيتها كانت لا تزال ضبابية.
أدركت إيفلين غريزيًا أنها نجت من عتبة الموت، لكنها لم تستطع استعادة وعيها.
هكذا مر الوقت. لقد خرجت من المستنقع، ولكنني كنت لا أزال محصوراً في متاهة كبيرة، حيث لم أستطع رؤية ما كان أمامي أو ما كان خلفي.
أحست بدفء خافت جداً في يدها. عرفت إيفلين صاحب هذا الدفء.
‘ديفرين…’
لماذا يبذل كل هذا الجهد لإنقاذها؟ هل يمكن أن يتغير شخص بهذا الشكل بدافع الحب؟
لكن إيفلين كانت تعرف الجواب بالفعل.
جاء إلى هذه الجزيرة بعد استقالته من منصب الوزير الذي شغله لفترة طويلة. ديفرين، الذي اعتقدت أنه لن يكون قادرًا على التكيف، توافق مع سكان الجزيرة وقبل الحياة هنا.
لقد تخلى عن كبريائه الذي كان يعادل حياته، في سبيل تصحيح أخطائه.
بعد أن أمضت وقتًا معه، لم تستطع إنكار أن ديفرين أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا.
ومع ذلك، فإن القلق الذي استقر في زاوية من قلبها ولم يختفي كان يعيق إيفلين.
الشك في أنه قد يتغير مرة أخرى والخوف من أن تتأذى بسببه.
في ذلك الوقت، مرت يد برفق على خدها.
“إيفلين… حياتي ليس لها معنى بدونك.”
لو كانت قادرة على الاستجابة، لكانت دموعها قد انهمرت. حتى الآن، شعرت بغصة في حلقها.
كان صوته مفعمًا بالصدق، لدرجة أنه وصل إلى أعماق قلبها.
“حتى لو رحلتِ عن هذا العالم… لن يكون طريقك وحيدًا.”
اختفت لمسته عن خدها، ثم شعرت بشيء ناعم يلامس جبينها برفق.
“سأكون معك… دائمًا.”
كان صوته همسًا هادئًا لكنه حمل الكثير من المشاعر.
‘ماذا…؟’
في تلك اللحظة، اهتز العالم من حولها، وكأن المكان الذي كانت محاصرة فيه بدأ بالتشقق.
وفجأة، فتحت عينيها على مصراعيها.
* * *
عندما استيقظت، وجدت نفسها مستلقية على سرير. كان الظلام يحيط بها، ولم يكن هناك أي مصدر للضوء.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "100"