الفصل 9 :
اليوم هو يوم موعدي الأوّل، اليوم الذي انتظرته طويلًا بفارغ الصبر.
بسبب قلبي المتلهّف، لم أستطع النوم جيّدًا، بل انتهى بي الأمر إلى الاستيقاظ أبكر من المعتاد، وبعد أن انتهيتُ من الاستعداد، وقفتُ أمام المرآة أُعدّل مظهري للمرّة الأخيرة.
كنتُ أرتدي فستانًا أخضر فاتحًا بلون الباستيل مع كشكش ناعم فوقه.
أهمّ شيءٍ في هذا المظهر هو المكياج.
ركّزتُ على إظهار بشرةٍ شفّافة مع إبرازٍ بسيط للّون على الشفتين والخدّين، بمكياجٍ عصريّ حديث. واعتنيتُ برموشي خيطًا خيطًا، مع التركيز على ملامح أوديت الأصلية. وكان وجهي يستحقّ كلّ هذا التعب، فقد بدا رائعًا.
كانت أوديت جميلةً بالأصل، لكن بلمستي أصبحت أكثر إشراقًا.
‘الجمال فعلًا هو السلاح الأقوى!’
وبينما كنتُ أُحدّق في نفسي أمام المرآة بجنون، وكأنني الساحرة الشرّيرة من بياض الثلج، فتحت ميري الباب فجأة وصاحت:
“سموّ الدوق قد وصل للتو، يا آنستي!”
“ماذا؟ بالفعل؟”
“نعم نعم! أسرعي، لنذهب!”
بينما كنتُ أقضي وقتي أمام المرآة، كان أكسيل قد وصل فعلًا. أنهيتُ بسرعةٍ آخر التجهيزات، وتوجّهتُ إلى حيث ينتظرني.
رأيتُ العربة الملكيّة، المزيّنة باللون الأزرق والذهبي، تقف أمام بوّابة قصر الدوق. ركضتُ نحوها فورًا، وبمساعدة الفارس، صعدتُ إلى العربة.
ابتسمتُ بعينيّ بينما حيّيتُ أكسيل.
“مرحبًا، سموّ الدوق! وجهكَ يبدو مشرقًا كالعادة.”
ذقنه الحادّة، قوامه المثالي الذي لا نهاية له، والبدلة التي تليق به تمامًا… الجاذبية المتحكّمة في كلّ شيء. كيف يمكن لعاشقة ألا تُظهر جنونها أمامه؟ بالنسبة لمن تتابع معشوقها، هذا أشبه بالقانون.
إذا وُجد شخصٌ لا يُظهر جنونه بعد رؤيته، فليتفضّل ويخرج الآن!
أراد أكسيل أن يُبادلني التحيّة، لكنّه أغلق فمه فورًا بسبب كلماتي.
نظرتُ إليه مطولًا، ولم أتمالك نفسي، فأضفتُ.
“سموّ الدوق… كيف يُمكن لوجهك أن يكون بهذا الجمال من وقت الغداء؟”
“أما تزالين… لا تهدئين منذ الصباح، يا آنسة.”
“لا يُمكنني السيطرة على نفسي. هذا لأنني لم أرَ سموّك منذ وقتٍ طويل.”
“لكنني أذكر أنّنا التقينا البارحة.”
كان يصدّني ببرودٍ تام. هذه هي قوّة الرجل الحديدي!
لكنّ ردوده الحادة لم تُطفئ حماسي، بل أيقظت لديّ رغبةً في التحدّي. تمنّيتُ أن يأتي اليوم الذي يعترف فيه بمشاعره نحوي، ورددتُ عليه ببراءةٍ مصطنعة.
“فعلًا؟ شعرتُ وكأنِّ أسبوعًا قد مرّ! ربّما لأنني لا أشبع من رؤيتك. لو كُنّا متزوجين لما حدث هذا، أليس كذلك؟”
وفيما كنتُ أُلقي كلمات الغزل كما أتنفّس، التفتَ إليّ أكسيل بدهشة، وكأنّه لم يتوقّع هذا الهجوم، ثم قطّب حاجبيه وجلس في الجهة المقابلة.
“……هل هذا المعقول!”
“أنتِ لا تتوقّفين عن الحديث. من الأفضل أن تبقي جالسةً بهدوء.”
حاولتُ التقرّب منه مجدّدًا، لكنّه أوقفني بكلماته.
“من الأفضل ألّا تنهضي من مكانك، يا آنسة. إلا إن كنتِ ترغبين بإلغاء هذا الموعد من الأساس.”
توقّفتُ وأنا في منتصف الطريق إلى الوقوف، وعدتُ إلى الأريكة بتثاقل.
نظرتُ إليه بشفاهٍ ممدودة تدلّ على انزعاجي. كان واضحًا جدًّا أنّني مستاءة، لكن بالطبع، لم يُعرني أيَّ اهتمام.
حينها فقط أدركتُ أنَّ محاولاتي لا تُجدي نفعًا معه. سحبتُ شفتيّ إلى الداخل وبدأتُ بالتفكير.
ألم يكن الجوّ لطيفًا قبل قليل؟ هل كنتُ أتوهّم؟
تذكّرتُ كيف تصلّب جسده عندما أمسك بخصري، وتغيّرت ملامحه في لحظة.
… ربّما هو لا يتحمّل التلامس الجسدي أصلًا. نعم، هذا أقرب تفسيرٍ للواقع.
هو ليس من نوع الرجال الذين يُحيطون أنفسهم بالنساء، بل بالعكس.
لكن في النهاية، هذا لا يهمّني. ما المشكلة إن رُفضتُ قليلًا؟
لم آتِ إلى هنا متوقّعةً أن يُعجب بي من أوّل لحظة، بل كنتُ مستعدّةً لهذا منذ البداية.
لأجل أن أجعل الأوبا المنيع يقع في حبّي، فإنَّ هذا الجهد لا يُعتبر شيئًا يُذكر.
سيكون من الممتع أن أرى الفرق بين أكسيل المستعدّ للعض إن اقتربتُ منه، وأكسيل الذي سيُصبح في يومٍ ما مملوكًا لي.
أن أشهد تحوّل الشخص الذي أحبّه، منذ البداية، لحظةً بلحظة، لهو حظٌّ عظيم بحدّ ذاته.
ما زال هناك الكثير من الوقت. لا حاجة لأن أشعر بالتوتر على الإطلاق.
وبينما كنتُ أفكّر بذلك، ابتسمتُ، وانشغلتُ بمراقبة وجه أكسيل عن قرب.
وفجأة، توقّفت العربة.
كنا قد وصلنا إلى مطعمٍ راقٍ في العاصمة، وهو المكان الذي حجزتُ فيه مسبقًا.
بمجرّد نزولي من العربة، ركض المدير إلينا وقد عرفنا فورًا. ثم انحنى بأدب وقال بتوتّر:
“آنسة أوديت، كنّا ننتظر قدومكم. من فضلكم، من هذا الطريق.”
قادنا إلى طاولةٍ خاصّة بجانب النافذة. كانت أشعّة الشمس الدافئة تتسلّل بلطف، والمكان يحمل جوًّا هادئًا رائعًا. كنتُ واثقة أنَّ تناول الطعام معًا في هذا الجوّ الدافئ سيكون فرصةً ممتازة لإظهار جاذبيّتي.
بابتسامةٍ مشرقة، توجّهتُ إلى أكسيل وسألته.
“ما الطبق الذي تُفضّله يا سموّ الدوق؟”
وبينما كنتُ أتصفّح قائمة الطعام وأقترح عليه بعض الأطباق، توقّفتُ فجأة.
“كنتُ أفكّر بطلب قائمة A التي تبدأ بالحساء، لكن قائمة B تبدو جيّدة أيضًا—”
لقد رأيتُ شيئًا.
رأيتُ عبارةً ورديّة على جانب القائمة، تُعلن عن “قائمة الحُبّ الخاصّة للأزواج”.
عندها، لمعت عيناي مثل قطةٍ رأت وجبتها المفضّلة.
“سموّ الدوق، بخصوص الطعام… هل تسمح لي باختيار الطبق بدلًا عنك؟”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات