الفصل 7 :
لقد تعقّد الوضع تمامًا. لم يتبقَّ لي سوى خيارٌ واحد فقط.
تنفّستُ بعمق، ثم فتحتُ عينيّ على وسعهما وصرختُ بصوتٍ عالٍ:
“ثلاثة أشهر!”
“… ثلاثة أشهر؟”
ردّد أكسيل كلامي بنبرةٍ حائرة، وقد بدا الارتباك واضحًا على وجهه.
“… سموّك قلت إنّك لن تتزوّج من دون حب، أليس كذلك؟ حسنًا، أعطني فقط ثلاثة أشهر! إن لم تقع في حبّي خلال هذه المدّة، فسأنسحب بهدوء من حياتك ولن أزعجك مجددًا.”
“تقصدين أنّك ستجعلينني أحبّكِ خلال ثلاثة أشهر؟”
كما هو متوقّع، فهم أكسيل بسرعة. نظرتُ إليه مباشرةً وأومأتُ برأسي بثقة.
بدا وكأنّه يفكر قليلاً، ثم طرح عليَّ سؤالًا.
“لماذا بالتحديد ثلاثة أشهر؟”
“ذاك… لأن…”
لأنَّ رهاني مع والدي كان مدّته ثلاثة أشهر.
لكن لم أستطع قول الحقيقة. فقد اتّفقتُ مع الدوق على عدم البوح بأيِّ شيء عن الرهان، بموجب عقدٍ سحري. وإن تجرّأتُ وفتحتُ فمي، فسوف يجعلني أُقابل العرسان الآخرين فورًا.
تردّدتُ للحظة بينما كنتُ أحرّك شفتيّ بحثًا عن عذر، ثم خطر في بالي شيءٌ فجأة وقلتُه.
“لأنّك يا سموّ الدوق ستتعب إن استمر الأمر أكثر من اللازم. لذا أعتقد أنّ ثلاثة أشهر مدّةٌ مناسبة… أم نزيدها؟”
“..…”
لم يُجبني أكسيل، بل راح يحدّق بي بنظرةٍ حادّة كما لو أنّه يحاول كشف نواياي. شعرتُ بالحرّ والعرق يتصبّب من جبيني من شدّة التوتر، وأشحتُ بنظري بعيدًا.
“… وإن لم أوافق على هذا العرض، ماذا ستفعلين؟”
حينها لم يكن أمامي سوى استخدام القوة… لا، لا يجوز قول ذلك.
ما أظهرته له حتى الآن كان كافيًا لإبعادي من نظره، لذا كان عليَّ أن أتحمّل. لا حاجة للتفكير في المستقبل حاليًا.
“يبدو أنّكِ تفكرين في أمرٍ مريب، يا آنسة.”
“هاه؟ لا، لا! لم أفكّر في ملاحقتك بشكلٍ أعمى أو شيءٌ من هذا القبيل، أبدًا!”
ارتبكتُ تمامًا وبدأتُ ألوّح بيديّ مذعورة، وكأنّني أمسكتُ بالجرم المشهود.
أطلق أكسيل ضحكةً خافتة.
كانت لحظةً قصيرة، لكنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها ابتسامته. كنتُ مأخوذة بجمال وجهه وأنا أحدّق فيه مندهشة.
ثم أومأ لي برأسه وقال:
“حسنًا. أوافق. يا آنسة، لنرَ ما يمكنكِ فعله خلال هذه الأشهر الثلاثة.”
وضعتُ يدي على فمي، أحدّق فيه بدهشة.
يا إلهي… نعم، بالطبع.
***
ما إن خرجت أوديت من مكتب الدوق، حتى اقترب منه مساعده شويان بخطى سريعة.
كان وجهه متوتّرًا تمامًا وهو يسأل أكسيل.
“سموّك، لا تقل إنّك كنتَ جادًّا؟ نحن نتحدّث عن الآنسة أوديت ميلبرين! عرضٌ كهذا لا يمكن تصديقه، يبدو مريبًا جدًّا!”
“هل تعتقد أنّني كنتُ جادًّا؟”
أجاب أكسيل بهدوء وهو يحدّق في المكان الذي غادرَت منه أوديت.
“تصرفاتها مريبةٌ فعلًا، كما قلت. كأنّها تحوّلت إلى شخصٍ آخر.”
“لكن، لماذا وافقتَ؟!”
“لهذا السبب، عليّ أن أراقبها عن قرب.”
تذكّر أكسيل وجه أوديت المشرق حين كانت تبتسم له. ومع ذلك، لم يكن يصدّق تمامًا كلامها عن حبّها له.
“كلما زاد غموضها، ازدادت رغبتي في معرفة ما تخفيه.”
ما هي خطّتها يا تُرى؟
قرر أكسيل أن يسايرها في الوقت الراهن.
***
“هاهاهاها… يا إلهي، هذا رائع!”
كنتُ أضحك مثل المجنونة على سريري، أضرب الفراش بيديّ وأصرخ بفرح.
“أخيرًا، لقد نجحتُ في إقناعه!”
صحيح، لم يكن الإقناع عبارةً هعن زواجٍ عقديّ أو علاقةٍ وهميّة كما في الكليشيهات المعتادة، لكن لا بأس.
على الأقل، بدا أنّ أكسيل بدأ يصدّق بأنّني أُحبّه.
طالما وصلتُ إلى هذه النقطة، فإنّ الزواج منه لم يعُد إلا خطوة صغيرة.
الآن فقط عليّ أن أجعله يقع في حبّي تدريجيًا خلال هذه المدّة.
استطعتُ تخيّل مستقبلنا السعيد أمامي بوضوح، وغفوتُ وأنا أغرق في أحلامي السعيدة.
***
قبل أن يوافق أكسيل على اقتراحي، قمنا بتحديد بعض الشروط.
الأول: أن يمنحني سموّه وقتًا مرّةً واحدة أسبوعيًّا.
الثاني: أن أتمكّن من زيارته فجأة كما كنتُ أفعل من قبل، طوال فترة الثلاثة أشهر.
بالطبع، لم يكن ملزمًا بالتعامل بلطف، وكان من حقّه أن يتجاهلني كما في السابق.
قد يبدو هذا الظاهر وكأنّه لا يصبّ في صالحي، لكنني كنتُ واثقةً من نفسي.
كنتُ واثقة من قدرتي على إغوائه بشكلٍ سليم.
فأنا محترفةٌ في الهجوم المباشر.
كقاطرةٍ مجنونة لا تتوقّف، كنتُ مستعدةً للاندفاع نحوه دون تراجع.
فتحتُ باب مكتب الدوق بقوة وأنا أدخل بنشاط. التفتت إليّ ثلاثة أنظار: الدوق ومساعديه الاثنين.
“صباح الخير!”
“.…”
بين مساعدَين مذهولين، ضيّق أكسيل حاجبيه وسألني:
“… ما الذي أتى بكِ في هذا الوقت المبكر، يا آنسة؟”
“هاه؟ سموّك، ألم توافق على أن أزورك بحرّيّة؟”
“صحيح… لكنّني لم أتوقّع أن تأتين بعد يومٍ واحد فقط.”
“أنا سريعة التصرّف، كما ترى.”
قلتُ وأنا أبتسم، فمال أكسيل برأسه قليلًا وقال:
“لكن، للأسف، ليس لديّ وقتٌ لكِ اليوم.”
عينيه المنحنيتين قليلًا بدتا فاتنتين. شعرتُ وكأنّه يُخفي عبارة ‘ولَن يكون لديّ وقتٌ لكِ أبدًا’ خلف كلماته.
لكن لم يكن هنالك شرط يُلزمه بالتعاون الكامل، لذا توقّعتُ بالفعل أن يضع بعض الحواجز بيننا.
ابتسمتُ ببراءة وقلت:
“لا بأس!”
“… لا بأس؟”
تجعّد جبين أكسيل وكأنّه لم يفهم ما أعنيه.
“لأنّني اليوم لا أريد لقاءك، بل أريد التحدّث إلى مساعديك.”
وأشرتُ إلى المساعدَين الذَين ما زالا يحدّقان بي مذهولين.
“نحن؟!”
قال أحد المساعدين بصدمة.
“سموّ الدوق، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا. أردتُ فقط الحديث مع مساعديك لبضع دقائق… ألا يُمكن؟”
حدّقتُ فيه بعينين متوسلتين، وقد خفّضتُ زاويتي عينيّ لأبدو مظلومةً قدر الإمكان.
بدا أكسيل متردّدًا لوهلة، ثم أومأ برأسه أخيرًا.
“حسنًا، إن كان الأمر مؤقّتًا، فليكن. اذهبي معهم.”
تباينت تعابير وجهي ووجوه المساعدين بشدّة. هم نظروا إليه وكأنَّ السماء سقطت فوق رؤوسهم.
انحنيتُ له احترامًا وقلت:
“أشكرك على لطفك، سموّك. إذن، سنذهب قليلًا فقط. تفضّلوا.”
تحدّثتُ معهم بلطف، لكنّهم تبعوني كأنّهم ماشيةٌ تُقاد إلى المسلخ.
***
قرب المكتب.
كان هناك طاولةٌ وكراسي أعددتُها مسبقًا. على الطاولة، وُضعت أكواب الشاي وبعض الحلويات الشهيّة.
“تفضّلوا بالجلوس.”
نظروا إليّ بتحفّظ، ثم جلسوا بحذر.
أحدهم، زينون، أبدى اهتمامًا واضحًا بالحلويات.
أما شويان، فكان ينظر إليّ بنظرةٍ حادّة وكأنّه يرى خصمًا أمامه.
أدركتُ شخصيّاتهم بوضوح من أول نظرة، فكتمتُ ضحكتي وقلت:
“بإمكانكم تناول ما شئتم من الشاي والحلوى. أعددتُها خصّيصًا لكما. تفضّلوا.”
“إذن، شكرًا جزيلاً! لن أتردّد!”
“..…”
زينون، الذي كان متوتّرًا قبل لحظات، أمسك الشوكة على الفور وابتلع قطعة كعك دفعة واحدة، وكأنّه كان ينتظر إذني طوال الوقت.
أما شويان، فراح يراقبه بنظراتٍ جامدة قبل أن يرتشف الشاي بهدوء.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 7"