الفصل 3 :
لا توجد روايةٌ من نوع الفانتازيا الرومانسيّ يكون فيها البطل والبطلة المُتجسدة لا ينتهيان معًا. وبما أنَّ البطلة المُتجسدة هنا هي أنا، فهذا يعني أنِّ هذا الزواج سينجح بالتأكيد إن سار حتى النهاية.
‘تُرى، ما نوع الشخصيّة التي يكون عليها أكسيل عندما يكون في علاقة حب؟ حسب ما فسّرتُ شخصيّته، يبدو أنّه يُقدِّم كلّ شيء للطرف الآخر، حتى كبده ومرارته. هل سيكون كذلك فعلًا؟’
على أيِّ حال، سأعرف عاجلًا أم آجلًا، شئتُ أم أبيت. ففي النهاية، سيجمعني القدر بأكسيل.
نجاحي في إقناعه لم يعُد من الأمور التي تُشغل بالي.
كنتُ أحلُم بمستقبلٍ سعيد مع أكسيل، حينها تمامًا، سُمِع صوت طرقٍ على الباب.
طَقّ طَقّ.
“تفضّل بالدخول.”
“آنستي… لقد أحضرتُ ما طلبتِه منّي، لكن… لمَ تحتاجينه بالضبط؟”
سألتني ميري وهي تُسلّمني مستندات. ما أحضرته لم يكن سوى جدول مواعيد الدوق الرسميّ. وقد حصلتُ عليه بطريقةٍ شرعيّة بمساعدة والدي، الذي وعدني بأن يتعاون معي قدر المستطاع خلال هذه الفترة.
“أهذا… جدول مواعيد صاحب السموّ الدوق؟…”
كانت ملامح ميري تُشير بوضوح وكأنّها تقول: ‘ولِمَ ليس جدول وليّ العهد؟’ لذا قرّرتُ أن أُخبرها بالحقيقة على نحوٍ خاصّ، كونها خادمتي الشخصيّة.
تحدّثتُ بوجهٍ جادٍّ ونبرةٍ مُظلمة.
“أنصتي جيّدًا، ميري. أنا…”
“ن-نعم…!”
شعرت ميري بالجدّيّة فتأهّبت بكامل تركيزها.
“لم أعد أحبّ وليّ العهد. من الآن فصاعدًا، الشخص الذي أحبّه هو صاحب السموّ الدوق.”
“نـ… نَعَم؟! أ-آنستي، ما الذي تقولينه؟!”
شهقت ميري وكأنّها سمعت أمرًا لا يُصدّق، واتّسعت عيناها دهشةً وهي تصرخ بصوتٍ عالٍ.
“آنستي التي ظلّت تطارد وليّ العهد لثلاث سنوات منذ أيّام الأكاديميّة… تقولين الآن إنّك تُحبّين الدوق؟! بل الدوق الذي كنتِ تصفينه بالمُقرف يوميًّا؟!”
…هل فعلتُ ذلك؟
لم تكن تلك التفاصيل مكتوبةً بدقّة في الرواية، لذا لم أكن أعلم أنَّ ذلك قد حدث فعلًا. والآن فهمتُ لمَ صاح في وجهي الدوق قائلًا إنّني مجنونة… يبدو أنَّ الأمور لن تكون سهلةً من الآن فصاعدًا.
“على كلّ حال… هكذا جرت الأمور.”
ما لبثت ميري تُحدّق بي حتّى لمع بريقٌ في عينيها، وكأنّها اكتشفت الحقيقة كالمُحققين، ثم جمعت كفّيها بحماس.
“آنستي… لا بدّ أنَّ شيئًا ما حدث في الحفل، أليس كذلك؟! شيءٌ ما جعلكما تتقرّبان، كالروايات التي تقع فيها شخصيّتان كانتا تكرهان بعضهما وتقعان في الحب!”
“آه، نعم… صحيح.”
أجبتها مؤيّدةً لتخيّلاتها كي أتجاوز الموقف، فقبضت ميري بيدها بقوّة ونظرت إليّ بعزم.
“جيّد! سأُساعدكِ، آنستي! سأبذل كلّ جهدي كي تنجح علاقتكِ!”
في تلك اللحظة، كان سوء الفهم مفيدًا للغاية.
***
منذ تلك اللحظة، عرفتُ ما الذي يجب عليّ فعله.
كان عليّ أن أُدبّر لقاءً عفويًّا، وهذا كلّ ما في الأمر.
ولتحقيق ذلك، كان عليّ الذهاب إلى…
القصر الإمبراطوريّ.
توقّفت العربة، وترجّلتُ منها وأنا أُغطّي عينيّ بيديّ بسبب ضوء الشمس الساطع الذي جعلني أُغمض عينيّ.
“رائع، الجوّ جميل!”
كان يومًا مثاليًّا لرؤية الدوق.
وصلتُ إلى القصر في الوقت الذي تنتهي فيه الاجتماعات الدوريّة. أسرعتُ بالذهاب إلى المكان الذي تُعقد فيه الاجتماعات، ووقفتُ أُراقب الناس يخرجون من بعيد.
‘إنّه أكسيل!’
رغم عدد الحاضرين، كان من المستحيل عدم ملاحظة أكسيل. طوله، هيئته، ووجهه الذي يشعّ جمالًا حتى من بعيد!
‘لا وقتَ للذهول، يجب أن أُصوّره!’
كان مظهره أشبه بشخصيّةٍ خرجت من صفحات مانغا، لدرجة أنّني نسيتُ تمامًا أنّه ليس من المشاهير بل مجرّد شخصٍ عاديّ في هذا العالم، وبدأتُ أُفتّش عن هاتفي.
“الـ-هاتف! تبًّا…”
بدأتُ أُفتّش عن هاتفي كالعادة، لكن يدي لم تلمس سوى الفستان المُزيَّن بالكشاكش والذي لا يحتوي على جيوب.
عندها فقط أدركتُ أنّني في عالمٍ لا وجود فيه لشيء اسمه هاتف. كان مؤسفًا للغاية أنّني رأيتُ معشوقي من قرب ولم أستطع حتى التقاط صورةٍ له!
وبينما كنتُ أُحاول حفظ صورته بعينيّ، التفتَ أكسيل فجأةً إلى جهتي، وتلاقى نظرانا.
كنتُ أختبئ خلف الشجيرات أُراقبه، لكنّني أدرتُ رأسي بسرعةٍ لا إراديًّا، كأنّني مُتلبّسة بفعلٍ مُريب.
خُطّتي الأصليّة كانت أن أقترب منه بعد أن يغادر الناس، لأتظاهر بأنِّ اللقاء عفويّ.
لكن للأسف، كشفني منذ البداية وأنا أُراقبه!
‘م-ماذا أفعل؟ هذا يبدو وكأنّني مُطاردة! لا، لم أُخطّط لهذا! لقد أفسدتُ كلّ شيء! هل أهرب الآن؟’
كنتُ أطمح بلقاءٍ مُحكم يبدو كقدرٍ محتوم، لا كهذا!
بينما كانت الأفكار تتصادم في رأسي، رأيتُ أكسيل يقترب شيئًا فَشيئًا، ووجهه يزداد عبوسًا.
نسيتُ حتى فكرة الهرب، وبقيتُ أحدّق به وهيبتي تتلاشى، بينما قلبي ينبض بعنف، ويداي تتشابكان بتوتر أمام فمي. بدا كأنَّ هالةً مُضيئة تحيط به من الخلف.
“ما الذي تفعلينه وأنتِ مختبئةٌ هنا؟”
“يا إلهي…”
صوته… كان خيالًا. لو كان ممكنًا، لوددتُ تسجيله وسماعه طوال اليوم.
أكسيل بدا وكأنّه رأى شيئًا لا ينبغي أن يكون، وقال وكأنّه يُحدّث نفسه.
“ألم تذهب خلف وليّ العهد؟”
“…نعم؟ أنا؟”
سألتُ باندهاشٍ وأنا أفتح عينيّ على اتّساعهما، إذ لم أفهم لمَ ذكر وليّ العهد فجأة.
“ظننتُ أنّكِ تعلمين أنّه في إجازة. لم تكوني على علم؟”
بالطبع لم أكن أعلم. أنا لا أهتمّ بوليّ العهد أصلًا. كلّ اهتمامي منصبٌّ على من أمامي.
رغم أنّني قلتُ له من قبل إنّني أُحبّه، يبدو أنّه لم يقتنع.
لا ألومه، فلو كنتُ مكانه، لما صدّقتُ بسهولة.
لكنّني لا أستطيع تحمّل أن أُتّهم بأنّني أحبّ شخصًا آخر! يجب أن أُبرّئ نفسي من هذه التهمة الجائرة!
وبنبرة قائد فصيلةٍ يُحقّق مع مشتبهٍ به، قال أكسيل.
“إذن، ما سبب مجيئكِ إلى القصر الإمبراطوريّ؟ وأنتِ بهذه الهيئة المُريبة، آنستي النبيلة.”
“…في الواقع، جئتُ لرؤية صاحب السموّ الدوق.”
“…لتري مَن؟”
رفع حاجبيه علامةً على عدم رضاه.
نظرتُ إليه بثبات وقلت
“لقد قلتُ لك سابقًا إنّني أُحبّكَ، أليس كذلك؟”
“ما زلتِ… تقولين هذا؟ أظنّني حذّرتكِ في المرّة السابقة بأنّني لن أُسامحكِ إن كرّرتِ الأمر. هل نسيتِ بالفعل؟”
في تلك اللحظة، أصبحت نظراته حادّةً للغاية.
“إن قلتِ الحقيقة الآن، فقد أغفر لكِ. ما الذي تخطّطين له؟ هل طلب منكِ والدكِ أن تقولي هذا؟”
“بالطبع لا! ما أقوله نابعٌ من قلبي، لا من حيلة أو مؤامرة.”
عيناه السوداوان لم تُظهرا أيَّ إيمانٍ بكلامي، بل كانت نظرته وكأنّه يتساءل عن مدى جنوني.
إحباطٌ شديد ملأ قلبي، فعضضتُ شفتاي بخفّة، ثم قرّرتُ استخدام آخر ورقة لديّ.
خفضتُ عينيّ فجأةً، وبدأتُ أتصرّف وكأنّني حزينةٌ للغاية:
“في الحقيقة… قبل أسبوعين تقريبًا، مرضتُ مرضًا شديدًا. كنتُ على وشك الموت. وفي تلك اللحظة، أدركتُ الحقيقة!”
“أيُّ حقيقة؟”
“أنَّ الشخص الذي أحببته لم يكن وليّ العهد، بل أنتَ، يا صاحب السموّ الدوق! لكنّني أدركتُ ذلك… متأخّرةً جدًّا.”
وحين انتهت قصّتي المؤثّرة، نظر إليّ أكسيل وهو مكتّف الذراعين، ثم ناداني بصوتٍ خافت… وساد صمتٌ باردٌ المكان.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"