الفصل 14 :
“دائمًا ما يكون هناك استثناء.”
هل يُقصد أنّ ذلك الاستثناء يشمل الأميرة؟ ما هذا! غلياني في الداخل تجاوز حدّه وصار صدري يحترق.
على الأقل، أولئك الوسيمين الذين كنتُ أحبّهم من قبل، كانوا يوازنون بين جمالهم وأخلاقهم الجيّدة.
بكلمة أخرى، أن أرى مَن أحببتُ يتصرّف هكذا صراحةً بطريقة مزعجة ومدلّلة، فهذا أمر لم يحدث منذ زمن طويل.
لذلك لم أستطع التّحمّل واندفعتُ بالكلام:
“……لن آتي غدًا.”
لأوّل مرّة منذ أن بدأتُ عملي، أعلنتُ أنّني لن أحضر غدًا.
رأيتُ حاجبَي أكسل يتحرّكان قليلًا للحظة، لكن ذلك كان كلّ شيء.
“……كما تشائين.”
وجهه وهو يقولها بدا وكأنّ الأمر لا يهمّه إطلاقًا.
أطرقتُ برأسي بخيبة أمل، وملامحي مُنهارة.
قاسٍ جدًّا……
ألن يُمسكني حقًّا؟
كنتُ أظنّ أنّنا كوّنا بعض المودّة خلال هذه الفترة على الأقل……
تعلّقتُ بأمل واهٍ، فرفعتُ رأسي قليلًا وسألتُ بصوتٍ خافت، حتى أنّني بنفسي شعرتُ أنّه بدا مثيرًا للشّفقة:
“……ألن تسأل لماذا لن آتي؟”
بعد صمتٍ قصير، جاء صوته البارد المعتاد:
“هذا أمرٌ لا يخصّني على ما يبدو.”
كلماته الباردة حتّى النّهاية جعلتني أطرق رأسي من جديد.
“حسنًا.”
ابتعدتُ عنه من دون أن أنظر إلى وجهه، وتوجّهتُ ببطء نحو الباب.
مع كلّ خطوة أخطوها، الدموع……
الدموع……
لم تنهمر.
كلّ ما فعلته أنّني كنتُ أشحذُ سيفي داخل قلبي.
أخفيتُ نظرة عيني المشتعلة وأقسمتُ داخلي:
سأجعلك تقَع في حُبّي مهما كلّف الأمر……
كلّما عاملني أكسل ببرود، كلّما زادت ناري اشتعالًا.
ولم يكن يدري شيئًا عن ذلك.
صحيح أنّني قلتُ لن آتي غدًا بدافع الغضب، لكن في الحقيقة كان هناك سبب آخر.
لقد وصلني اتّصال من صاحب متجر الكُرات السّحريّة الذي زرتُه من قبل.
بصوتٍ متردّد ومُرتبك، أخبرني أنّ برج السّحر طلب أن آتي شخصيًّا بنفسي إن أردتُ أن يُنجزوا طلبي.
برج السّحر، ذاك المكان الخارج عن كلّ المعايير.
السّحرة معظمهم غريبو الأطوار، وهو المكان الوحيد الذي لا تنفع فيه الألقاب أو المكانة.
قد يطلبون مالًا كثيرًا، لكن إن لم يرق لهم شيء فجأة يتركون العمل في الحال.
لذلك كثير من التّجّار يتأذّون منهم، لكن مع ذلك، لا مؤسّسة أخرى تستطيع أن تحلّ محلّهم.
ومهارتهم وجودة منتجاتهم لا شكّ فيها، حتّى النّبلاء أنفسهم يضطرّون إلى خفض رؤوسهم أمامهم.
على حدّ علمي، السّحرة لا يحبّون إدخال الغرباء إلى مجالهم، فلماذا يطلبون منّي أن آتي؟
مع ذلك، على الأقل لم يرفضوا طلبي مباشرة، وهذا بحدّ ذاته كان حسنًا. لكن الفضول أكلني لمعرفة السبب.
المركبة التي أرسلها برج السّحر كانت تشبه تلك التي تراها في “سندريلا”.
لم يكن هناك سائس، وبمجرّد أن جلستُ انطلقت وحدها.
شعرتُ أنّني أعيشُ “عالمًا خياليًّا” حقًّا.
ركضت المركبة طويلًا من دون أن أعلم وجهتها، وحينها ظهر أمام نافذتي مشهد جديد لم يكن في الغابة الموحشة.
كان المكان مليئًا بمبانٍ فاخرة تضاهي حجم القصر الإمبراطوري!
فتحتُ النافذة باندهاش وأخرجتُ وجهي.
الشَّعر يتطاير مع الهواء العليل المحمّل برائحةٍ جميلة.
كنتُ أتصوّر برجًا رماديًّا كئيبًا طويلًا، فإذا بي أجدُ مكانًا أنيقًا ومُشرقًا كهذا.
يبدو أنّه عند تجاوز حاجزٍ مُعيَّن يظهر هذا المكان المخفيّ.
وقفتُ أمام بناءٍ يُشبه المعبد، وتوقّفت المركبة.
نظرتُ حولي قليلًا بحذر ثم نزلت.
بمجرّد أن نزلت، صدر صوت “بَانغ” خلفي.
استدرتُ، فالمركبة اختفت كأن لم تكن.
لم أكن أملك وقتًا للتجوّل في العالم السّاحر بسبب انشغالي بمطاردة أكسل، لذا كان هذا المشهد جديدًا عليّ.
إنّه حقًّا رائع. شعرتُ كأنّني دخلتُ إلى حكايةٍ ساحرة.
صعدتُ الدّرجات القليلة ثم رفعتُ بصري لأُشاهد المكان من قرب.
شارع واسع ممتدّ للأمام، وإلى جانبه حدائق واسعة.
رأيتُ بعض السّحرة يجلسون على المقاعد أو يستريحون تحت الأشجار.
وآخرين يرسمون دوائر سحريّة ضخمة في منتصف الطّريق.
أثناء تجوّلي بنظري، لاحظتُ أمرًا غريبًا.
‘انتظر لحظة…… هؤلاء لا يعيرونني أيّ اهتمام، أليس كذلك؟’
بالنّسبة لهم أنا غريبة بالتّأكيد، لكنّهم يتصرّفون وكأنّني غير موجودة أصلًا.
وقفتُ في مكاني أرمشُ بعيني. لم أعلم إلى أين أذهب، فجمعتُ شجاعتي.
تنفّستُ بعمق ثم صرختُ عاليًا:
“أعذروني!”
تحوّلت أنظارهم إليّ جميعًا في لحظة، ثم بعد ثانية عادوا إلى أعمالهم وكأنّهم لم يروني أصلًا.
اتّسعت عيناي بارتباك.
‘واحد أو اثنان يتجاهلني مفهوم…… لكن الجميع؟!’
ابتلعتُ ريقي بصعوبة.
‘قالوا إنّهم غريبو الأطوار…… يبدو أنّه صحيح.’
لكن، إذن، إلى أين أذهب؟
كلّ ما لديّ هو الدّعوة من البرج، ولا أحد يُجيبني.
وبينما أقف حائرة وحدي، لمحتُ سنجابًا يعبر أمامي.
وفي لحظة، لمعت فكرة في رأسي.
‘أليس هذا الكليشيه المعروف؟ الحيوان الذي يقود الطّريق!’
وهذا برج السّحر، لذا احتمال كبير أن يكون الأمر هكذا.
وبحماسة، ناديتُ السّنجاب:
“أأنتَ تطلب منّي أن أتبعك؟ صحيح؟!”
وكأنّه أجابني، حرّك ذيله ثم انطلق جريًا.
“آه! انتظر، أنا أيضًا!”
ركضتُ خلفه بسرعة.
لكنّ المشكلة أنّ السّنجاب كان أسرع بكثير ممّا توقّعت.
كنتُ أتخيّله يمشي ببطء وينتظرني، لكنّه جرى بسرعة جنونيّة.
أردتُ مشهدًا رومانسيًّا أسير فيه مع السّنجاب بهدوء……
لكن النتيجة كانت عكس ذلك تمامًا.
قدماي لم تتوقّفا عن الحركة.
أوّل مرّة منذ أن تجسّدتُ هنا، أركض بجنون هكذا.
“هاه…… هه…….”
توقّفتُ ألهثُ وأنفاسي تتقطّع.
قلبي يخفق كأنّه سينفجر.
سقطتُ على الأرض وأنا أتمتم:
“أيّها السّنجاب الملعون…….”
كان قد اختفى منذ زمن.
تاهت خطواتي وسط المباني ولا أعلم أين انتهى بي المطاف.
وبينما أستعيد أنفاسي بصعوبة، رفعتُ رأسي ببطء لأتفحّص المكان حولي.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"