الفصل 10 :
تغيّر بريق عيني أكسيل الجالس في الجهة المقابلة، وارتسم فيه التوتّر.
“……آنسة، ما الذي تنوين فعله هذه المرّة؟”
“ما الذي تعنيه بـ ‘فعله’؟ لا شيء خطير. فقط……”
تركتُ كلامي مُعلّقًا، ثمّ استدعيتُ النادل الذي مرّ بجانبنا. وحين اقترب منّا، ابتسمتُ لأكسيل ببراءة وقلت:
“سنأخذ طبق الأزواج، ‘لارا سويت B’ من فضلك.”
“نعم، على الفور.”
تمّ الأمر بسرعة دون أن أُعطي أكسيل أيَّ فرصةٍ للاعتراض. فابتسمتُ له بخفّة بينما هو يرفع حاجبه بحدّة.
“لأني عرفتُ أنك ستُعارض فور سماعك بكلمة ‘طبق الأزواج’.”
“……ومع هذا فعلتِها. يا آنسة، يبدو أنكِ شجاعةٌ جدًّا.”
“لكن يا سموّ الدوق، طبق الأزواج أوفر بكثير، أليس كذلك؟ إن كنّا سنطلب نفس الأطباق، فلمَ ندفع أكثر؟”
أمالت أوديت رأسها ببساطة كما لو أنّها لا تفهم سبب اعتراضه، فتنهّد أكسيل ساخرًا.
“منذ متى صرتِ تفكّرين في مثل هذه الحسابات؟”
فهمستُ له بنبرةٍ جادّة وكأنّي أُسرّ له بسرٍّ خطير.
“……قد لا تعلم هذا، لكن ثمن فساتيني كلّها أوفّره من هنا. كما يقولون: القرش على القرش يكوّن جبلًا.”
“من كان يظنّ أن وضع الدوقية بهذا السوء المالي. لو سمع والدكِ الدوق هذا الكلام لصُدم حقًّا.”
لم يكن أكسيل من النوع الذي يُمكن خداعه بسهولة. ومع أنّي كنتُ أفكّر في خطّةٍ جديدة، فإنّي اكتفيتُ بالابتسام له على طريقة “ابتسم، فليس بالإمكان بصق على وجه مبتسم”.
نظرتُ في عينيه مباشرة، ثم قرّرتُ تغيير الموضوع.
وضعتُ يديّ على وجهي كأنّني أقدّم زهرة، وغمزتُ له بإحدى عينيّ وأنا ألوّح بأصابعي بلُطف مثل جناحي فراشة.
“عمومًا، ما رأيك بي اليوم؟ أبدو نقيّةٍ كحوريّة الربيع، أليس كذلك؟ ألَا تشعر بأنّكَ وقعتَ في حبّي قليلًا؟”
لكن أكسيل ردّ بنبرة خالية تمامًا من المشاعر.
“……لستُ متأكدًا. لا أظنّ أنّني وقعتُ في حبّكِ. آسف، يا آنسة.”
توقّفت حركاتي فجأةً. لم يكن في وجهه أيُّ أثرٍ للمزاح أو التظاهر.
ردّة فعله الصادقة تمامًا جعلتني أتجمّد في مكاني.
“……مستحيل. أنت تمزح، أليس كذلك؟”
“ولِمَ قد أمزح؟ في الواقع، منذ فترة، بدأتُ ألاحظ أنّكِ مغرورةٌ للغاية. بدرجةٍ تُثير الدهشة.”
الناس عادةً ما يكونون ضعفاء أمام الجمال الظاهر.
وبشكلٍ موضوعي وذاتي، أوديت كانت جميلةً حدّ الكمال.
وجهٌ يسقط أمامه الجميع، دون استثناء!
لكنّه رفضني بهذا الشكل؟ ببرودٍ كهذا؟
في هذه اللحظة، بدأتُ أتساءل بجدّية إن كان بصره سليمًا.
رفعتُ عيني نحوه وسألته:
“سموّ الدوق، هل ترى كم إصبعًا أُلوّح به؟”
“اثنين.”
“غريب… يبدو أنَّ بصرك سليم.”
رفع أكسيل حاجبه متفاجئًا من همهمتي.
يبدو أنّه من تلك الفئة النادرة، 0.001% من البشر الذين لا يتأثّرون بالمظهر الخارجي.
لو أنّه يهتمّ بالجمال فقط، لكنتُ أغويتُه بسهولة. للأسف.
لكن لا بأس… عليِّ إذًا أن أهاجمه من زاوية “الفتاة المثاليّة”.
سألتُه باهتمام وأنا أقترب منه أكثر:
“إذًا، سموّ الدوق، ما هو نوعكَ المثالي؟”
“……نوعي؟”
“نعم! هل تفضّل الفتاة البريئة؟ الظريفة؟ أم الجذّابة؟ أخبرني، وسأُظهر لك ما تُحبّ. أعدك!”
نظر إليّ بثباتٍ، ثم بدأ يُنقّر الطاولة بطرف إصبعه بينما بدا وكأنّه يُفكّر.
ووسط هذا التوتّر، بلعتُ ريقي بتوتّر.
وأخيرًا، نطق:
“لم أفكّر في ذلك بعمق من قبل، لكن…”
رفع عينيه ونظر إليّ بطرفها.
“أعتقد أنّني أُفضّل من تكون طيّبة القلب.”
فهمتُ ما قصده على الفور.
كان يقصد بذلك: أيُّ شخصٍ ما عدا أوديت.
رغم أنّي كنتُ أدرك أنّه يقصد “النسخة الأصلية من أوديت”، إلّا أنّني لم أستطع منع شعوري بالاستياء.
فابتسمتُ له بجهدٍ واضح وأجبتُ.
“فتاةٌ طيّبة القلب… لا تبدو صعبة. على العكس، أعتقد أنّني أتمتّع بقلبٍ ناعم ومليء بالخير!”
ضحك أكسيل ساخرًا، مِمّا زاد من توتّري، لأنَّ ابتسامته بدت وكأنّها سخريةٌ مباشرة.
‘هل تضحك؟ وأنا أُحاول بجدّ؟ أتسخر منّي؟’
في تلك اللحظة، وجّه لي أكسيل أوّل سؤال على الإطلاق.
“وأنتِ، يا آنسة… ما هو نوعكِ المثالي؟”
“……أنا؟”
لم أتوقّع هذا السؤال.
فتوسّعت عيناي بدهشة، ثم هزّ رأسه مؤكدًا.
تأمّلتُ قليلًا وبدأتُ أفكّر.
“اممم… أظنّ أنّني أحبّ الرجل الطيّب.”
“رجل طيّب؟”
ردّ فعله كان وكأنّه يقول: “أنتِ؟!”
في الحقيقة، كنتُ أعني: “الرجل ذو الوجه الجميل”، لكنّي لم أقلها.
اكتفيتُ بتقليد ابتسامة الآيدولز الساحرة، وأطلقتُ عليه غمزةً مغازلة.
“إذا أردنا أن نكون أكثر دقّة، فشخصٌ مثل سموّ الدوق تمامًا هو نوعي المثالي!”
فور سماعه هذا، تقطّب وجه أكسيل كما لو أنّه تلقّى حكمًا بالإعدام.
لكنّي، وقد اعتدتُ هذا النوع مِن ردود فعله، ابتسمتُ له ببشاشة.
كلّما ضاق ذرعًا بي، ازداد حماسي لمضايقته.
“……ولِمَ أنا تحديدًا؟ أعتقدُ أنّكِ تعرفين أنّني بعيدٌ تمامًا عن هذا النوع.”
“لِمَ تقول هذا؟”
“لا أظنّكِ تجهلين ما يُقال عنّي.”
كما أنِّ أوديت كانت تُلقّب بالفتاة الشريرة، فإنَّلأكسيل ألقابًا أيضًا:
سفّاح الحروب، الوحش الإمبراطوري.
رغم كونه بطلًا قاد الحروب إلى النصر، إلّا أنَّ النّاس اختاروا نبذه بدلاً من تمجيده.
فبدلًا من اعتباره منقذ الإمبراطوريّة، فضّلوا أن يروه ككائنٍ مخيف.
حتى النبلاء كانوا يتهامسون عنه بخوف.
وبرودة شخصيّته الطبيعيّة زادت من تلك الصورة، حتى انتشرت عنه شائعاتٌ تقول إنّه يخرج سيفه عند أدنى لمسة.
وهو بدوره، لم يُنكر أيًّا منها.
ربّما لهذا السبب، يصدّق الجميع أنّه بتلك الوحشيّة فعلًا.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
وين حسابك بالتلجرام ؟