الفصل 1 :
قبل أسبوع، وجدتُ نفسي متجسّدةً داخل روايةٍ كنتُ أقرأها في حياتي السابقة.
تجسّدتُ في شخصية الشريرة “أوديت ميلبرين” التي كانت مهووسةً بولي العهد، لتنتهي في النهاية بالإعدام على يده.
عندما أدركتُ لأول مرة أنني تجسّدت داخل الرواية، كان أول ما فكّرت به هو: ‘هل هذا يعني أنني سأرى الوسيمين كما أشاء؟!’
والسبب واضح… ففي حياتي السابقة، كنتُ مهووسةً بالوسامة إلى حدٍّ جعل الناس يضربون أخماسًا في أسداس!
ولأنَّ هذه لم تكن أيِّ رواية، بل روايةً خياليّة رومانسيّة، فقد كانت الشخصيّات الثانوية فيها تفوق الوسامة التي يملكها المشاهير!
وهذا يعني، أنّني أملك فرصةً هائلة لرؤية عددٍ هائل من الوسيمين!
وفوق ذلك، أتمتّع الآن بمكانةٍ اجتماعيّة عالية كامرأةٍ نبيلة! ولم يكن هناك أيُّ مشكلةٍ في وضعي، سوى أنَّ الأحداث قد بدأت بالفعل في التقدّم قليلًا. وكان إعدام أوديت لا يزال بعيدًا.
إذا لم أُظهر هوسًا بولي العهد من الآن فصاعدًا، فهذا يعني أنَّ بإمكاني عيش حياةٍ هانئة مليئة بالوسيمين بكلّ راحةٍ وسعادة!
“هممم، صغيرتي، هل تسمعينني؟”
أعادني صوت دوق ميلبرين، والد توديت، إلى الواقع بعد أن كنتُ سارحةً في أفكاري حول الوسيمين. ورغم أنّه في منتصف العمر، إلّا أنَّ وسامته كانت لا تزال ظاهرة.
ابتسمتُ له بلُطف وقلت:
“طبعًا، أبي.”
ظهرت على وجهه تعابيرٌ غريبة وكأنّه لم يعتد على ابتسامتي، ثم تردّد قليلًا قبل أن يقول أخيرًا.
“أممم… صغيرتي، لم يمضِ وقت طويل منذ استيقاظكِ من المرض، فماذا لو لم تحضري حفل ميلاد ولي العهد هذه المرة؟”
“حفل… تقول؟”
الحفل؟! ذاك المكان الذي يجتمع فيه جميع الوسيمين والجميلات ليضحكوا ويتبادَلوا أطراف الحديث؟ بداية كلّ روايةٍ رومانسية خيالية؟!
بالطبع يجب أن أذهب! لا مجال لرفض الدعوة!
ظهر الإحباط على وجه والدي وهو يراقب وجهي يتغير بسرعة. بدا أنّه بدأ يقلق بشأن العواقب من الآن.
لكنّني تجاهلتُ ذلك تمامًا، ورفعتُ رأسي بفخرٍ كما تفعل أوديت دومًا.
“بالطبع سأذهب، أبي. إن لم أذهب أنا، فمن عساه يذهب؟”
“آه… نعم… صحيح… آه…”
***
مرّ الوقت سريعًا، وأخيرًا جاء يوم الحفل.
وقفتُ أمام المرآة أتأمّل مظهر أوديت ميلبرين. شعرٌ ورديّ بلون الباستيل، وعينان تلمعان كأنّهما تلمعان بانعكاس ضوء القمر، وشفاهٌ ممتلئة بلون الكرز.
تأمّلتُ هذا الوجه المتكامل المنعكس في المرآة، ثم أملتُ رأسي بتساؤل.
“من أين جاءت فكرة أنَّ هذا الوجه يخصّ شريرة؟”
كانت ملامح أوديت أقرب بكثيرٍ إلى بطلة القصّة من أن تكون شريرةً شرسة. رفعت ماري رأسها عند سماع تمتمتي.
“هل ناديتِني، آنستي؟”
“لا، لا شيء.”
في الحقيقة، حين رأيت وجه توديت بالمكياج لأول مرّة، كنتُ على وشك أن أسقط من شدّة الدهشة. كان مكياجها فظيعًا!
جفناها مطليّان بالسواد كأنّها تضع مكياجًا دخانيًّا، وشفاهها مطليّة بلونٍ نود باهت.
أما عن ملابسها! فخزانتها كانت ممتلئةً عن آخرها بفساتين سوداء داكنة تُشبه الدماء، لا تليق بها أبدًا.
حسب ما سمعته من ماري، فقد كانت أوديت دومًا تُصرّ على هذا المكياج وهذه الأزياء.
لا أعرف إن كانت تسعى لإبراز صورةٍ قويّة، لكن بما أنّني من في هذا الجسد الآن، فلا يُمكنني تحمّل أن يُهدر هذا الجمال.
لذلك تخلّصت من كلّ شيء وأعدت ترتيب الأمور من جديد.
واخترت ألوان ربيعية مشرقة تتماشى مع وجه أوديت!
وبفضل ذلك، أصبح الوجه الجميل أصلًا، أكثر إشراقًا بمرّتين بفضل مكياجٍ مناسب.
الحسناوات اللواتي كنَّ يصففن شعري بجانبي فتحن أفواههن بدهشة.
“آنستي، تبدين رائعةً اليوم!”
“نعم! كنتِ دائمًا جميلة، لكنّ جمالكِ اليوم يتألّق أكثر من أيِّ وقتٍ مضى!”
“أليس كذلك؟ حتى أنا أوافقكن.”
رددتُ عليهنَّ بمكر، فبدأن بالضحك ضحكًا خفيفًا.
عندما تجسّدتُ في البداية، كنَّ جميعًا يخشينني، أما الآن فقد أصبحن يمازحنني.
عدتُ أتأمّل نفسي في المرآة، وأخذت أتخيّل الحفل الذي سأحضره بعد قليل.
لابدّ أنَّ الكثير من الوسيمين والجميلات سيأتون من جميع الأنحاء… وإن كنت محظوظة، فقد أجد زوجًا وسيمًا لي اليوم!
“هوهوهوهوهو…”
أخفيتُ نيّتي السوداء خلف ابتسامةٍ مشرقة، وصعدتُ إلى العربة المتجهة نحو القصر الإمبراطوري.
***
نَفَسي المُتحمّس تردّد في أرجاء قاعة الحفل.
“فووو…”
كنتُ أتجوّل داخل القاعة وأنا أُخفي الجزء السفلي من وجهي بمروحة، وأتأمّل النبلاء من حولي.
‘هذا وسيم! وتلك جميلة! مذهل! الجميع هنا رائع الجمال!’
كلّ من نظرت إليه كان جميلًا. عيناي لم تتوقفا عن الحركة من كثرة الجمال المنتشر.
كنتُ أتمنّى أن أضحك وأتحدّث معهم، لكن للأسف لم أتمكن من ذلك.
‘أنا الوحيدة… التي لا تملك أصدقاء…’
ربّما بسبب سمعة أوديت السيئة، لم يقترب أحدٌ مني.
لم يكن بوسعي إلّا أن أراقبهم من بعيد وأنا أكتم دموعي.
وفي تلك اللحظة، بينما كنتُ أراقبهم بحزن، بدأت أسمع حديثًا يدور عنّي بين مجموعةٍ من النبيلات. أصغيت إليهنّ دون أن أُظهر اهتمامًا.
“ماذا جرى للآنسة ميلبرين؟ كانت دائمًا ترتدي فساتين داكنة ومبهرجة، لكنها اليوم ترتدي زيًّا هادئًا.”
“نعم! حتى تعابير وجهها تغيّرت! كانت دائمًا توسّع عينيها بطريقةٍ مخيفة، لكنها اليوم تبدو كأنّها جنّية الربيع!”
وقبل أن أُكمل فرحتي، سمعتُ صوتًا يسخر باستهزاء.
أغلقت نبيلة ذات شعرٍ أحمر ياقوتي مروحتها بصفعةٍ خفيفة، وهي تعبّس. كانت مذهلة الجمال.
“هاه. جنّية الربيع؟! وما فائدة أن تكون ثيابها هادئةً؟ الجوهر لم يتغيّر. أترقّب بشدّة أيِّ تصرّفٍ مُشين ستُظهره أمام وليّ العهد اليوم.”
ثم رمقتني بنظرةٍ حادّة وكأنّها تريد أن تحرقني.
سرعان ما أدرتُ رأسي متظاهرةً بعدم سماع شيء.
لا أعرف السبب، لكن يبدو أنَّ هذه الفتاة الجميلة تُكنّ لي كراهيةً شديدة.
لم أكنُ من فعل ذلك أصلًا، وفي العادة لما كنتُ لأكترث، لكنّ معرفتي بأنَّ فتاةً جميلة تكرهني بهذا الشكل، جعلني أشعر بالإحباط الشديد.
حاولتُ تمالك نفسي وهممتُ بتغيير مكاني.
وفجأةً، دوّى صوت الجرس وارتفع صوت خادم القصر المهيب
“جلالة الإمبراطور وجلالة الإمبراطورة يدخلان الآن!”
وقف النبلاء جميعًا في أماكنهم وانحنوا. وأنا فعلتُ مثلهم تلقائيًّا.
تردّد صوت الإمبراطور المهيب في القاعة.
“ارفعوا رؤوسكم. أشكركم لحضوركم حفل ميلاد ولي العهد. لن أطيل الحديث. استمتعوا بوقتكم.”
وما إن انتهى كلام الإمبراطور ورفعتُ رأسي، حتى توجّه بصري إلى من يقف خلفه… وليّ العهد.
وكانت عينيّ قد التقت بعينيه.
شعره الذهبي كأنّه مِن الذهب المصهور، ووجهه يفوق بوسامته كلّ نجوم الغناء!
بل وكان يبتسم لي بلُطف!
‘ما هذا…؟ ألم أكن أنا مَن كانت مهووسةً به؟ لماذا يبتسم لي هكذا؟ هل يُلمّح لي بشيء؟ أليس هذا اعترافًا؟’
نظرةٌ واحدة كانت كافيةً لأفهم.
وليّ العهد كان وسيمًا بدرجةٍ مُذنبة لا شكّ فيها.
لهذا السبب كانت أوديت مهووسةً به إلى هذه الدرجة…
وبدأتُ أشعر بأنَّ عزيمتي بعدم الهوس به قد تنهار…
لكن… رغم أنّه كان أجمل رجلٍ رأيتُه في حياتي، شعرتُ بأنّه ينقصه شيءٌ بسيط… شيءٌ بنسبة 2%.
‘فقط قليل… شيءٌ بسيطٌ ناقص…!’
وليّ العهد لم يكن يُطابق صورتي المثاليّة عن الرجل الكامل تمامًا.
شعرتُ وكأنّني لن أكتفي به، وكأنَّ هناك من يستطيع أن يُكمل هذا النقص.
‘آه… صحيح… كان هناك الدوق كأحد أبطال القصة. أظنّ أنَّ اسمه “أكسيل فالنتيون”.’
وفور أن تذكّرتُه، نظرتُ حولي بسرعة… لكنّي لم أره في أيِّ مكان.
عضضتُ شفتي بتوتّرٍ وبدأتُ أفكّر.
‘لا يُعقل ألّا يحضر الدوق حفل وليّ العهد. إنهما أبناء عم. إن لم يكن في القاعة… فلا بدّ أنّه في الشرفة!’
في القصّة، كان يُفضّل الابتعاد عن الأماكن المزدحمة.
إذا ذهبتُ إلى الشرفة الأكثر هدوءًا… فلا بدّ أن ألتقيه هناك.
فما إن خطر ببالي، حتّى أسرعتُ بخطايَ إلى هناك.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 1"
شو اسم قناتك على التليجرام بليز