صديق جوليا القديم الذي التقاه بالقرب من منزل بارون ريتس.
‘بالتأكيد قال إنه يريد العمل كمرتزق، وأنه سيزورنا عندما يصل إلى العاصمة……’
لكنه لم يتوقع أن يأتي حقًا، وبهذه السرعة.
“هل تتذكرني؟”
سأل تيو وهو ينظر إلى آمون.
استعاد آمون رباطة جأشه بسرعة وأجاب:
“بالطبع.”
دار حول الطاولة ليستقبل تيو.
“اجلس هنا من فضلك.”
“لحظة واحدة!”
فجأة، فتح تيو الباب مجددًا وأطل بنصف جسده، صائحًا بصوتٍ يتردد في الممر بأكمله:
“شكرًا لتوجيهك، أيها الفارس!”
سُمع صوت مارفين يرد بتردد على تحيته الودودة.
عاد تيو مبتسمًا وجلس على الأريكة المقابلة لـ آمون.
“لم أتوقع قدومك، فلم أتمكن من تجهيز شيءٍ مناسب.”
“لا، لا بأس. أخشى أن أكون قد أزعجتكم بزيارتي المفاجئة.”
قال تيو بابتسامةٍ محرجة وهو ينظر إلى الطاولة الفارغة.
بدا كأنه يلمح إلى إلويز التي كانت لا تزال واقفة بجانب آمون، لكنها لم ترد.
“لا بأس.”
أجاب آمون بدلًا عنها، ثم طرح سؤالًا مباشرًا:
“إذن…… تريد العمل كمرتزق؟”
“نعم، صحيح.”
“ربما تعلم، لكن المرتزق هو مرتزق بالمعنى الحرفي. لا يخضع لسلطة فرقة الفرسان الزرق، لذا يجب عليك التسجيل في نقابة المرتزقين. بعد ذلك، عندما نحتاج إلى مرتزقين لحادثٍ معين، نجند على أساس كل حالة. القرار بالتوظيف يعتمد على طبيعة الحادث. لذا……”
أنهى آمون حديثه المتدفق بخلاصة:
“من حيث المبدأ، لا يمكنني تقديم أي مساعدة.”
“لا تقلق، أعرف ذلك!”
أخرج تيو بطاقةً صغيرة من جيبه ووضعها على الطاولة كأنه كان ينتظر هذا.
“في الواقع، لقد سجلت بالفعل.”
أخذ آمون بطاقة التسجيل وفحصها.
كانت من إحدى نقابات المرتزقين التي تتعامل مع فرقة الفرسان الزرق، وكانت القدرات المسجلة فيها لافتة.
مع هذا المستوى، من الواضح أنه سيتم اختياره للحادث التالي دون الحاجة إلى التردد.
“إذن، لمَ جئت إلى هنا؟”
سأل آمون وهو يضع البطاقة، فابتسم تيو مجددًا.
“فقط لألقي التحية. كنتُ فضوليًا لأرى كيف يبدو مبنى الفرسان، وأردتُ لقاء الفرسان أيضًا……”
نظر إلى إلويز وغمز بعينه، ثم أكمل:
“وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة للقاء جوليا.”
ارتجفت يد آمون الموضوعة على ركبته.
“لكن عندما سألتُ أحد الفرسان في طريقي، قال إنها ليست هنا الآن. أليس كذلك؟”
“نعم، هذا صحيح.”
“إذن، هل تعرف أين هي؟”
“لا أعرف.”
قاطعه آمون بحزم قبل أن يكمل جملته.
“حقًا؟ ألم تقل إنك حارس جوليا؟”
“كان ذلك في ذلك الوقت فقط. لظروفٍ معينة.”
“آه…… إذن، لا توجد طريقة للتواصل مع جوليا؟”
سأل تيو مرةً أخرى، دون أن يتأثر ببرود آمون.
تردد آمون للحظة.
كان يريد أن ينفي وجود أي وسيلة، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان تيو سيصدق ذلك، وأكثر من ذلك، عادت كلمات كليفورد إلى ذهنه.
على الرغم من أن جوليا قالت إنها لا تتذكر شيئًا، فإن تيو كان صديقها القديم.
وبناءً على تصرفاته، ربما كان أكثر من مجرد صديق.
ربما كان تحفظه المفرط تجاهه، كما قال كليفورد، مبالغةً في الحذر.
“……يوجد طريقة. لكن لا يمكنني إخبارك بها دون إذن السيدة أولًا.”
“حسنًا، لا بأس. أخبرها أن تيو وصل إلى العاصمة، وأنني أريد لقاءها بشدة.”
“سأفعل.”
حدق آمون بهدوء في تيو الذي كان يبتسم بود.
إنه مجرد صديقٍ قديم يحب جوليا كثيرًا، فلمَ يشعر بهذا الإحساس الغريب؟
‘هل هي غريزة اكتسبتها من سنوات عملي كفارس؟ أم أنها شيءٌ آخر……’
“بما أنني هنا، هل يمكنني التجول في مبنى الفرسان؟”
أوقف تيو تدفق أفكار آمون بكلامه المرح.
“التجول مسموح، لكن الدخول إلى الأماكن غير المفتوحة قد يكون مقيدًا.”
كرر في نفسه ألا يبالغ في الحذر، فقد لم يفعل تيو شيئًا مشبوهًا بعد.
* * *
مرت ثلاثة أيام منذ أن بدأت الإقامة في قصر دوق سبينسر.
خلال هذه الفترة، كنتُ أراقب كليفورد، واكتشفتُ شيئًا واحدًا فقط: أنه يحب الفلسفة حقًا.
على الرغم من قضاء اليوم بأكمله في قراءة السجلات، مما كان كافيًا ليرهق عينيه، إلا أن كليفورد لم يتوقف عن دراسة الفلسفة يوميًا.
‘لقد غادر الإمبراطورية فعلًا من أجل الدراسة.’
عندما سمعتُ ذلك من آمون لأول مرة، ظننتُ أنه هروبٌ من وفاة والديه، لكنني أدركتُ الآن أن ذلك كان سوء فهم ناتجًا عن تعاطفٍ متسرع.
-‘هل ظننتَ أنني سأخاف من هذا المكان؟ مثلما فعلتَ أنت؟’
إذن، هل كانت كلمات كليفورد تلك توبيخًا لـ آمون الذي لا يزال لم يتخلص من ألمه؟
شعرتُ بالاضطراب.
خمسة عشر عامًا فترةٌ طويلة، لكنها قصيرةٌ جدًا لمحو ألم فقدان الوالدين.
لا يمكنني لوم آمون لأنه لا يزال يعاني.
‘ليس خطأً أن يشعر المرء بالألم.’
هل لأنني أشعر بقربٍ عاطفي من آمون؟ لم أكن أرى تصرفات كليفورد بإيجابيةٍ تامة.
إنهما العائلة الوحيدة المتبقية لبعضهما، والشخص الوحيد القادر على مواساة آمون دون تعاطفٍ متسرع، فهل من الصعب أن يكون أكثر لطفًا معه؟
تنهدتُ بعمق وفتحتُ صندوقًا جديدًا.
“آنستي.”
طرقت مديرة القصر باب المكتبة المفتوح، مخاطبةً إياي بلقبٍ لم أعتد عليه بعد.
“نعم، تفضلي.”
تقدمت المديرة وانحنت باحترام.
قالت إنها تعمل كمديرة منذ أن كان دوق سبينسر وزوجته على قيد الحياة، وحافظت على القصر حتى عندما لم يكن هناك أحد يعيش فيه.
بالنظر إلى شبابها النسبي، ربما كانت في مثل عمري عندما بدأت العمل.
“قال السيد كليفورد إنه سيتغيب اليوم، لذا ستتناولين الطعام وحدك.”
“حقًا؟ إلى أين ذهب؟”
كانت عادةً تشرف على مباني القصر وحدائقه، لكن بسبب عدم ثقة كليفورد بالآخرين، كانت تتولى مؤقتًا مهام مدير الخدم أيضًا.
“لم يخبرني، لكنه يبدو أنه ذهب إلى مكتبة القصر الإمبراطوري.”
“حسنًا.”
لم تكن الوجهة مفاجئة. أومأتُ برأسي دون اهتمام، فأضافت المديرة:
“هل أجهز الطعام الآن؟”
“همم……”
كدتُ أومئ دون تفكير، لكن فكرةً جيدة خطرت ببالي فجأة.
“لا، سأتناول الطعام لاحقًا. لدي شيءٌ أفعله الآن.”
“حسنًا.”
غادرت المديرة المكتبة، وأغلقتُ الباب بحذرٍ وأقفلته.
غياب كليفورد يعني أنني سأكون وحدي في المكتبة اليوم، وهي فرصةٌ مثالية لإنهاء ما لم أستطع فعله بالأمس.
نظرتُ حولي في المكتبة الفارغة دون سبب، ثم بدأتُ أفتش الصندوق عند قدمي.
كان يحتوي على سجلاتٍ راجعتها مرةً واحدة، وفي الأسفل، مدفونًا، كان هناك تقرير.
تقرير عن اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، اليوم الذي توفي فيه دوق سبينسر وزوجته.
بما أننا نحقق في تلك الحادثة بالذات، لم يكن هناك سببٌ لإخفاء التقرير، لكنني عندما وجدته أمس، أخفيته دون تفكير في أعماق الصندوق.
ترددتُ في إخراجه أمام كليفورد.
‘يجب أن أراجعه قبل أن يعود.’
الصفحة الأولى من التقرير، التي بدت كأنها كتبتها فرقة الفرسان الزرق آنذاك، كانت مليئةً بأسماءٍ لم أسمع بها من قبل تحت جملٍ مألوفة.
تصفحتُ صفحاتهِ بسرعة.
بينما كنتُ أتصفح بسرعة أحداث ذلك اليوم المرتبة زمنيًا، توقفت عيناي عند النقطة التي سبقت وقوع الحادث مباشرة.
……قبل غروب الشمس، ركبا الدوق والدوقة سبينسر العربة. كانا متجهين إلى الحفل الإمبراطوري السنوي الذي يحضرانه كل عام.
كان الحفل مشابهًا للسنوات السابقة.
تأكد أن الدوق والدوقة تفاعلا مع معظم النبلاء الحاضرين، وكان عددهم يقارب المئة، إذ كان الحفل يجمع معظم النبلاء المركزيين.
استمتعا بالحفل كالمعتاد، ثم ركبا العربة مجددًا للعودة إلى القصر.
شهد سائق العربة أنهما بديا طبيعيين عند صعودهما. (راجع الملحق)
لكن عندما وصلت العربة إلى القصر وفتح السائق الباب، لم يجد بداخلها سوى جثتين باردتين توقف قلبيهما عن النبض.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 62"