كانَ هذا هوَ السّؤالُ الذي حيّرني منذُ وقعتُ في هذا العالمِ.
لماذا، لماذا أنا بالذّاتِ؟
<لقد سألتِني هذا من قبل. من دعاني إلى هذا العالمِ؟>
“هذا السّؤالُ لم يعد صالحًا. الآنَ أعرفُ الإجابةَ. هناكَ رابطٌ غامضٌ بيني وبينَ جوليا، وكنا بحاجةٍ إلى بعضِنا. لذا، في النّهايةِ، من دعاني إلى هذا العالمِ كانت جوليا، أو بمعنى آخرَ، أنا نفسي.”
<السّببُ الذي جعلني أتحدّثُ إليكِ مشابهٌ.>
“… لم أكن بحاجةٍ إليكِ.”
<ألم تكوني تريدينَ معرفةَ طريقةٍ للهروبِ من غرفةِ راسيل؟>
“وأنتِ؟ لماذا كنتِ بحاجةٍ إليَّ؟”
توقّفت للحظةٍ ثمَّ واصلت.
<يجبُ أن أبدأَ منَ البدايةِ. رؤيتُكِ الأولى كانت صدفةً. كما لاحظتِ منَ الدّفترِ، فقدتُ جسدي وجئتُ إلى هذا العالمِ. إلى جسدِ باميلا… انتقلتُ إليهِ نصفَ انتقالٍ.>
“نصفَ انتقالٍ؟”
<باميلا لم تتخلَّ عن روحِها. كانت على وشكِ الزّوالِ، لكنّها لم تُفنَ تمامًا. كأنَّ روحينِ يتعايشانِ في جسدٍ واحدٍ. أحيانًا كنتُ داخلَ جسدِها، وأحيانًا كنتُ أتجوّلُ هنا وهناكَ كما في الحلمِ.>
“وثمَّ رأيتني؟”
<صحيحٌ. شهدتُ مشهدَ قتلِ راسيل. بالأحرى، رأيتُهُ يشربُ الشّايَ ويسقطُ في غرفةٍ خاليةٍ. بعدَ دقائق، ظهرتِ أنتِ، أو بالأحرى جوليا ريتس، من خلفِ خزانةِ الزّينةِ. رأيتُها تطعنُ راسيل. لكن في لحظةٍ… تغيّرَ كلُّ شيءٍ.>
لم تكن بحاجةٍ إلى التّوضيحِ.
كنتُ أعرفُ ما ستقولُهُ.
تلكَ اللحظةُ التي وقعتُ فيها في هذا العالمِ.
اللحظةُ التي زالتْ فيها روحُ جوليا ودخلتْ روحي في جسدِها.
<أدركتُ في لمحةٍ. كنتِ غريبةً، لستِ من هذا العالمِ. كانَ ذلكَ غريزيًّا.>
ربّما لأنّنا منْ عالمٍ واحدٍ.
كانت كلماتٍ صعبةَ الفهمِ، لكنّني أومأتُ بهدوءٍ.
<بالطّبعِ، علمتُ أنّكِ في موقفٍ صعبٍ. لم تكوني أنتِ من قتلَ راسيل.>
التعليقات لهذا الفصل " 134"