قلت لآمون إنّني سأقتل الجاني بنفسي إذا وجدته، وعدتُه بذلك.
لكنّني لم أقتل سيلينا.
كانت أمامي فرصة ذهبيّة، لكنّني تراجعت.
البحث عن أدلّة لعقابها بشكل صحيح، أو ارتباكي بسبب عودة ذكريات الماضي، كلّ ذلك مجرّد أعذار.
كنت خائفة.
خائفة من قتل سيلينا.
ليس من ملمس الجلد المقطوع أو الدم المتدفّق كالنافورة، بل من الثقل الذي سأحمله بسبب قرار قتل إنسان.
أخيرًا، شعرت أنّني أفهم كلام كليفورد.
‘من أجلي. أدركت أنّ هذا هو الأفضل بالنسبة لي.’
أمام فرصة قتل سيلينا، أدركت شيئًا.
من أجلي، وليس لأحد غيري… عدم الانتقام هو الخيار الأفضل.
كان قراري مجرّد أنانيّة.
“أنا…”
لو لم أرَ ذلك الحلم حينها، لو لم تصلني رسالة من دولوريس،
لو لم تصدّقني سيلينا أبدًا، أو لو تخلّت عن والدتها الحقيقيّة،
ولو لم تتمكّن من فتح الخزنة…
لو أُطلق سراح سيلينا دون أي عقاب…
“لم أستطع قتل سيلينا. قلت إنّني سأقتلها، لكن…”
هل كنت سأندم لأنّني لم أقتلها؟ هل كان آمون سيعاتبني؟
لم أستطع النظر إليه، فأخفضت رأسي وأغلقت عينيّ بقوّة.
“كانت هناك فرصة مثاليّة. كلّ ما كان عليّ فعله هو طعنها بالخنجر الذي أحمله. لكنّني، بدلًا من قتلها، أنقذتها. نظّفت جسدها وأوقفت نزيفها-”
“آنستي.”
بينما كنت أنهي كلامي، لمست يد حذرة يدي الموضوعة على ركبتي.
فتحت عينيّ ببطء، فوجدت آمون جالسًا على الأرض ينظر إليّ من الأسفل.
كان يضع يده الكبيرة فوق يدي وينظر إليّ بهدوء.
عيناه الزرقاوان اللتين تنظران من الأعلى بدتا مختلفتين تمامًا عن المعتاد.
لم تكن عيناه وحدها.
شعره الفضّي اللامع، بشرته البيضاء النقيّة، أنفه الحاد، وهدبه الطويل الذي يلقي ظلالًا تحت عينيه.
كلّ ما جعله يبدو حادًا وباردًا كان الآن يجعله أكثر دفئًا وحنانًا من أيّ شخص في العالم.
توقّفت عن الكلام وحرّكت يدي المحاصرة بيده الكبيرة.
“آنستي.”
ناداني آمون مجدّدًا.
كان إصبعه يداعب ظهر يدي بلطف.
كانت إيماءته كمن يهدّئ طفلًا، أو على النقيض، كمن يغري أحدهم.
“عندما نصل إلى العاصمة وتنتهي كلّ هذه الأمور بسلام… هل تتذكّرين ما قلته لكِ عن شيء أودّ قوله؟”
أطلقت تنهيدة صغيرة وفتحت فمي.
كنت قد نسيت تمامًا كلام آمون بسبب قضيّة سيلينا.
شعرت بحرارة تغزو وجهي، كأنّها ستنتقل إلى يد آمون الممسكة بي، وخفق قلبي بقوّة.
“أنا…”
“هل تتذكّرين؟”
“…نعم.”
لم أتحمّل، فأومأت برأسي بخفّة.
تبع ذلك صمت خانق، ثم نهض آمون ببطء.
تبعت عيناي حركته تلقائيًّا.
انفصلت أصابعه الطويلة عن يدي، ليتلاشى الدفء الذي كان يُحيط يداي.
كان قلبي يخفق بسرعة، وسمع صوته المهتزّ وراء خفقان قلبي:
“غدًا في المساء، هل يمكنكِ تخصيص وقت لي؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 127"