انبهر إيشيد بتعليق سيرينا الجذاب. كيف يمكن لامرأته الصغيرة الثمينة، التي تناسب ذراعيه تمامًا، أن تبدو جديرة بالثقة إلى هذه الدرجة؟
كبت إيشيد رغبته في ضمها إلى حضنه والاستمتاع برائحتها، وسأل.
“كيف تخططين لحمايتي؟”
“همم… لستُ متأكدة بعد.”
تململت سيرينا بين ذراعيه، مؤجلة ردها. لا أحد يضاهي موهبة سيرينا في تركه معلَّقًا في ترقب.
خفض إيشيد رأسه أكثر، مقلّصًا المسافة بينهما. دغدغت أنفاسه الدافئة طرف أنف سيرينا، مما جعلها تضحك وهي ترفع رأسها.
“هل أبدأ… بإعطاء جلالتكَ ما ترغب به الآن؟”
“هل تعرفين حقًا ما أريده… مم.”
قبلة خفيفة لامست شفتيه، فأسكتته.
كانت تعرف تمامًا ما يريده. ما إن همّ إيشيد بضمّ شفتيها مجددًا، حتى همست سيرينا.
“تمالك نفسك.”
“همم…”
أوقف إيشد شفتيه المرتعشتين بجهدٍ كبير. شد فكه بصعوبةٍ بالغةٍ وهو يكبح جماح نفسه.
نقلت سيرينا شفتيها من فمه إلى فكه، ثم إلى شحمة أذنه الناعمة. دون وعي، أطلق إيشيد نفسًا حارًا.
“ها…”
توترت يداه الممسكتان بها. أصبحت يدا سيرينا، اللتان تستكشفان جسده، أكثر إلحاحًا. عادت إلى شفتيه، وهمست بعذوبة.
“أنتَ تريد هذا.”
كل لمسةٍ سريعةٍ من شفتيها حطمت ما تبقى من ضبط النفس لدى إيسيد.
بموافقتها، وضع إيشيد سيرينا برفقٍ على السرير وتسلق فوقها. انتشر شعرها البنفسجي على الملاءات.
تلألأت خصلات شعرها في ضوء الشمس، مذكّرةً إياه بالستائر البنفسجية التي ترفرف في الريح. همس إيشيد وهو ينفض خصلات شعرها المتطايرة عن خدها.
“أينما أذهب، يلفتُ كل ما هو بنفسجيٌّ انتباهي – بفضلكِ، رينا.”
“حقًا؟ مؤخرًا، أصبحتُ مفتونةً باللون الأصفر، وهاتين العينين الزرقاوين الصافيتين الجميلتين.”
بينما كانت سيرينا تمرر أصابعها على عينيه، قبّل كفها برفق.
“خذيهما. كلّي لكِ.”
انحنى إيشيد كأنه يستسلم، ولامست شفتاه زوايا عيني سيرينا المتوردتين خجلاً.
مستمتعةً بالدغدغة، عانقته سيرينا بقوة.
***
في تلك الليلة، وبمرسومٍ إمبراطوري، لم يُسمح حتى لنملة واحدة بمغادرة القصر.
كان ذلك إجراءً لضمان ألا يكتشف أحد أن أحدهم قد سُحب إلى تحت الأرض. غادر إيشيد غرفة سيرينا ونزل مباشرةً إلى الزنزانة.
« كان سيباستيان يحرق عطر جلالتكَ سرًا.»
«عطر؟»
« ربما كان تمويهًا لشيءٍ آخر. تلك النوبة التي أصابت جلالتك – لا تبدو مصادفة.»
«لكن لم تحدث أي نوباتٍ منذ ذلك الحين.»
« هذا ما يحيرني. أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من التحقيق.»
عبث إيشيد بالزجاجة التي أعطته إياها سيرينا.
حتى في تلك اللحظة الحرجة، كانت بارعة في حيلتها. تذكر كيف تباهت بفخر بحصولها على زجاجتين جعله يتمنى لو أنه احتضنها لفترة أطول قبل أن يغادر.
‘ليتها قدّرت حياتها أكثر بقليل.’
بالطبع، بعد أن أمسك بها سيباستيان، لم يكن هناك خيارٌ أفضل. كان الهروب بالزجاجتين سليمتين خيارها الوحيد المعقول.
لحسن الحظ، غرس إيشيد في خاتم إيسلينغ القوة، متجنبًا الكارثة. جعله التفكير فيما كان سيحدث بدون إيسلينغ يعبس. أشار إيشيد إلى سيباستيان، الذي كان مقيدًا ومعلقًا بملابسه الداخلية فقط، وأصدر أمرًا موجزًا.
“أيقظه.”
رشّ ليونارد الماء على سيباستيان شبه فاقد للوعي.
“آه!”
تأوّه سيباستيان ورفع بصره المرتجف. ما إن أزالوا الكمامة، حتى توسل بيأس:
“جـ جـ جلالتك … أرجوكَ ارحمني!”
“هذا ليس طلبًا من شخصٍ حاول القتل.”
“لـ لقد… كان سوء فهم.”
“أوه؟ إذًا الآن تحاول زرع الفتنة أيضًا؟ هل أقطع لسانك؟”
بحركة من إصبع إيشيد، انفجرت ألسنة اللهب، تزحف كالأفعى.
“يا إلهي!”
ارتجف سيباستيان عندما فحّ الثعبان الناري، وهو يحرك لسانه مهددًا بالقرب من وجهه. هزّ إيسيد الزجاجة بيده وسأل.
“لقد كنتَ تُحضّر شيئًا مُسليًا، أليس كذلك؟”
“…”
“هذا عطري، أليس كذلك؟”
“صـ صاحب الجلالة…”
“هل أمر الدوق بهذا؟”
أطبق سيباستيان شفتيه، لكن عينيه المرتعشتين كشفتا أمره. بنظرة رحمة ساخرة، رفع إيشيد إصبعين.
“لديك خياران. أحدهما أن تُعذَّب حتى الموت.”
“…وـ والآخر؟”
“أن تعترف طواعيةً وتموت طاهرًا كجثة مشوية. في هذه الحالة، ستبقى عائلتكَ سالمة. وسيقع اللوم عليكَ وحدك.”
“يا إلهي… هاه… هيك “
كان سيباستيان يلهث، غير قادر على تحمل هذا الوضع القاسي. على الرغم من المنظر المؤسف، فرض إيشيد الخيار دون تردد.
“أيهما يبدو لكَ أفضل، سيباستيان؟ أعتقد أنني أعرفه بالفعل.”
شعر وكأن شفرة حادة قد غُرست في حلق سيباستيان. كان الخوف خانقًا.
إذا رفض الاعتراف، سيعاني كحيوان قبل أن يموت. وإذا اعترف، فقد يموت على الأقل موتًا سريعًا.
لكن بالنسبة لسيباستيان، الذي لم يختبر شيئًا كهذا من قبل، كان الوضع بحد ذاته جحيمًا.
‘مرعب! إنه مرعب!’
بعد أن تحمّل جولة تعذيب واحدة، شعر أنه لا يقوى على تحمّل المزيد. وبينما كان على وشك الاستسلام وفتح فمه –
“سأخبرك بكل شيء! الدوق… آه!”
أطلق سيباستيان صرخة ألم في منتصف الجملة. في الوقت نفسه، ومض رمزٌ عابرٌ على صدره العاري، وانهار جسده بلا حراك.
“!!!”
إيشيد، الذي كان جالسًا على مهل، نهض من كرسيه. اقترب ليونارد على الفور ووضع أصابعه تحت أنف سيباستيان. لكن سيباستيان كان قد رحل عن هذا العالم بالفعل.
“…لقد مات.”
“هاه!”
أطلق إيشيد سخريةً غير مصدقة. كانت لعنة. لم يكن يعرف نوعها تحديدًا، لكنها بلا شك سحرية بطبيعتها.
المشكلة أن كل ما رأوه كان ذلك الرمز الزائل. لم يكن هناك أي أثر لتدفق المانا من سيباستيان.
لعنة بلا أثر.
لم يكن هذا أمرًا يمكن تحقيقه بقطعة أثرية سحرية – بل يتطلب ساحرًا مستيقظًا حقيقيًا.
في تلك اللحظة، تكلم ليونارد بتعبير جامد.
“إنه مثل المرة السابقة.”
“المرة الأخيرة؟”
“عندما ماتت عائلة المدير في منطقة غرينوود. ماتوا أيضًا فجأةً، هكذا تمامًا.”
“آه.”
أطلق إيشيد تعجبًا خافتًا. خلال مهرجان الصيد، زار ليونارد عائلة المدير سرًا.
لكن في ذلك اليوم، ماتت العائلة بأكملها فجأةً، ولم تترك وراءها أي أثر. لو لم يكن هذا الموت مصادفة…
“هل يُعقل… أن أحدهم يُخفي ساحرًا مُستيقظًا؟”
صرّ إيشيد على أسنانه، مُتذكرًا أولئك المرتبطين بالدوق غرينوود. لم يُعرف عن أحدٍ بينهم استخدام اللعنات أو السحر المُشابه.
بعد صمتٍ قصير، تكلّم إيشيد.
“ليونارد.”
“أجل. سأُرسل رسالةً إلى ليلي فورًا.”
أجاب ليونارد على الفور، مُخبئًا الزجاجة التي سلّمها له إيشيد في جيب معطفه.
***
بعد رفع الإغلاق عن القصر الإمبراطوري بفترة وجيزة، كان نوكتورن يستريح هناك بهدوء، غافلًا تمامًا عن أحداث الليلة الماضية.
بالنسبة لشخصٍ مُحتجزٍ في القصر لارتكابه جريمةً، بدا أشبه بضيفٍ في منتجعٍ فاخر.
في الحقيقة، لم يكن نوكتورن مُحتجزًا كمجرم، بل تحت ستار تحقيقٍ لحمايته – من مخالب الدوق غرينوود المُحتملة. لكن نوكتورن كان يعلم أكثر من ذلك. لم يكن الدوق شخصًا يُترك بسهولة. سيأتي، وقريبًا.
وخطط نوكتورن لاستخدام نفسه طُعمًا. في ذلك الصباح، استيقظ أبكر من المعتاد وصعد إلى الشرفة.
بينما لامست ريح البرد وجنتيه، أيقظته تمامًا، أحس بوجود خلفه. خطوات مألوفة. دون أن يلتفت، تكلم نوكتورن.
“أنتَ هنا.”
“سيدي الشاب.”
تقدمت شخصية مختبئة في الظلال نحو نوكتورن. كان أحد الظلال التي تُنفذ مهام الدوق غرينوود السرية. وصوله يعني أن لدى الدوق ما يقوله لنوكتورن.
“الدوق يستدعيك.”
“قُل له إنني لا أستطيع المغادرة. أنا قيد الاستجواب.”
رده الحاد جعل الظل يتردد قليلًا.
“قال إن هذا سيغير رأيك.”
ناول الظل نوكتورن شيئًا باحترام. عند رؤيته، خفت بريق عيني نوكتورن الرماديتين.
[دعني أخبرك بما يثير فضولك.
عُد إلى القلعة.]
كما كان نوكتورن يعرف الدوق جيدًا، كان الدوق يعرفه أيضًا. كان الطُعم الذي رماه مغريًا للغاية. في الواقع، هذا ما كان نوكتورن يأمله.
“هاه…”
انبعثت ضحكة خفيفة من شفتي نوكتورن، وتنحى الظل جانبًا ليُخلي الطريق.
“هيا بنا.”
“لحظة. دعني أترك لهم رسالة على الأقل.”
اتجه نوكتورن إلى الطاولة وأخرج ورقة. وتحت عين الظل اليقظة، كتب رسالة مخت
صرة.
“انتهى.”
بعد أن أغلق نوكتورن الرسالة بدقة في ظرف، تبع الظل دون مقاومة. وبينما اختفت صورتهما خلف النافذة، لمع الظرف الذي تركه على الطاولة خافتًا في الضوء.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل " 99"
شكرًا ع الفصل❤️