اعتذر جيناس لي، وهو يمسح دموعه، على الأقل لديه أخلاق.
“لكن لا يوجد شيء للأكل في الكوخ.”
“لقد خمنت ذلك، فأنت قلتَ إنّك تستطيع العيش بدون أكل.”
“نعم، سأنقذكِ غدًا.”
“ستنقذني؟”
أومأ جيناس “نعم، بالسمك.”
ثم مال برأسه متعجبًا، بدا لطيفًا جدًا، لكنني استعدتُ حواسي مجددًا عندما تذكرتُ عمره.
“ألا تحبّين السمك؟” سأل.
تأكدت عندما سمعتُ ذلك، أنّ جيناس كان يراقبني طوال الوقت.
“لقد تأخر الوقت الآن، لذا اذهبي للنوم أولًا.”
اقترب جيناس مني بوجه غير ضار ابدًا وربت على كتفي.
“سأحضر لكِ شيئًا لتأكليه غدًا.”
كان وجهًا خاليًا من التعبير، لكنّه كان ودودًا إلى حد ما، لسبب ما، بدا مهتمًا بي جدًا.
‘من الصعب التعامل مع طفل مثله.’
في النهاية، قررتُ الحصول على سمك للفطور غدًا ولكن أولاً يجب النوم.
بالطبع، لن أنام على الإطلاق، فتحتُ عينيّ وكافحتُ ضد النعاس، أنا لستُ غبية بما يكفي لأنام مع شخص مشبوه.
أهكذا شعر إينوك عندما التقى بي أول مرة؛ حين ظلّ مستيقظًا طوال الليل على أهبة الاستعداد وراقبني وأنا نائمة.
جيناس، الذي كان مستلقيًا على الأرجوحة، كان نائمًا بعمق مثل ملاك، يبدو وسيمًا ولطيفًا حقًا، نظرتُ بهدوء إلى وجه جيناس ثم نظرتُ خارج النافذة، الفجر يبزغ.
فركتُ جفوني المتعبة وأطلقتُ تثاؤبًا صغيرًا.
‘أنا متعبة جدًا.’
يجب أن أغادر قريبًا وأجد الجميع، أريد أن أخبرهم بهذا الخبر بسرعة وأعقد اجتماعًا معهم.
أعتقد أنّه من الأفضل أن أكون مع مجموعتي بدلاً من أن أكون وحدي.
* * *
سقطت مارغريت في النهر.
في الوقت نفسه، قفز كايدن من الجزيرة الشمالية وإينوك من الجزيرة الجنوبية إلى النهر.
صرخ آرثدال في إينوك “مهلاً،!! نصف الأ— إينوك!!”
ثم، سُمع صراخ روزيف اليائس في الجزيرة الشمالية أيضًا “الساحر!!، أين أنت!”
للأسف، اختفى الرجلان في الماء مع مارغريت.
“مجنون، الجميع مجنون.”
فرك آرثدال وجهه بعدم تصديق، النهر واسع والتيار سريع جدًا، كما لو أنّ الماء صُنع اصطناعيًا ليتدفق بسرعة.
جلس روزيف ودييغو مذهولين في الجزيرة الشمالية ونظروا إلى المكان الذي اختفوا فيه، بينما وقف آرثدال ويوانا في الجزيرة الجنوبية وحدّقا بذهول في النهر المتدفق.
انتظروا لفترة طويلة جدًا، لكن حتى بعد مرور الوقت، لم يعد الثلاثة.
* * *
عندما استعاد كايدن حواسه، كان إينوك يمسكه من ياقته ويسحبه من الماء.
“آه!”
أطلق نفسًا خشنًا وبصق الماء، وسحبه إينوك تمامًا من النهر قبل أن يتركه أخيرًا.
“آه، آه.”
أطلق إينوك نفسًا ثقيلًا ومسح الماء من طرف ذقنه، ثم عصر حافة قميصه بيديه المرتجفتين وصفّاه.
“آه، هاه، مار-مارغريت…”
خفض كايدن رأسه وبصق المزيد من الماء.
إيونجي، الذي كان ملفوفًا حول ساعده، انزلق إلى الأرض وبصق الماء بعده بنفس الطريقة، ثم نظر بينه وبين إينوك ذهابًا وإيابًا.
بعد فترة وجيزة، رفع رأسه ونظر حوله كما لو كان يبحث عن شيء.
نظر كايدن إلى إيونجي بوجه متعجب، ثم بدأ ينزلق إيونجي بسرعة إلى مكان ما.
“هاه؟، مهلاً…!”
عندما مدّ كايدن يده، كان إيونجي قد انزلق بالفعل خارج نطاق بصره.
حدّق إينوك أيضًا في المشهد بوجه متعجب.
هزّ كايدن رأسه “ها…”
لن يتمكنوا من ملاحقة إيونجي، لأنّه أسرع من معظم الرجال البالغين، لا خيار لهم سوى الانتظار حتى يعود بنفسه.
‘إذا حدث له شيء، لن يكون لديّ شيء لأقوله لمارغريت.’
بينما يفرك وجهه، تمتم كايدن بشتيمة داخليًا.
كان صدر إينوك يرتفع وينخفض بعنف، هزّ رأسه، يتنفس بصعوبة، ثم جلس ومسح شعره بوجه مضطرب.
عضّ إينوك على أسنانه، متمتمًا “تبًا.”
لقد أضاع مارغريت، لقد رآها بالتأكيد تطفو في نطاق بصره، لكن في مرحلة ما أضاعها.
“أنا، أنا بالتأكيد رأيتها،” قال كايدن لإينوك، وهو يتنفس بسرعة أكثر من قبل.
ألقى إينوك نظرة عليه، تنهّد كايدن وهو ينهض ببطء ومسح شعره المبلل إلى الخلف.
“لقد رأيتُ مارغريت بالتأكيد، ظننتُ أنّني يمكنني الإمساك بها… ثم، أصبح التيار فجأة أسرع، ألم يكن ذلك غريبًا؟، فنحن لم نكن في المكان الذي يتدفق فيه التيار بسرعة.”
أومأ إينوك عند تمتمة كايدن، كان ذلك غريبًا بالتأكيد، ومع ذلك، ليس هناك شيء أو اثنين غريبين حول هذه الجزيرة.
ضيّق إينوك حاجبيه بانزعاج، ينظر إلى النهر الهادئ مجددًا.
“بناءً على اتجاه التيار، أعتقد أنّها جُرفت إلى الشمال الغربي.”
“لكن ليس لديّ فكرة عن مكاننا الآن، هل تعرف، سموّك؟”
“جُرفتُ غربًا مع مارغريت، لقد كنا بالتأكيد في اتجاه الجزيرة الشمالية حيث سحبتك.”
“المشكلة هي أنّنا لا نعرف إذا كانت مارغريت في الجزيرة الشمالية أم الجنوبية…”
تأكدوا إن مارغريت لم تُجرَف إلى البحر، بالإضافة إلى ذلك، هم متأكّدون إلى حد كبير أنّها ليست ميتة.
“سأجدها مهما كلف الأمر، حتى لو اضطررتُ للبحث في الجزيرة بأكملها.”
نهض إينوك بهدوء من مكانه، تبعه كايدن وهو يومئ، خلع رداءه المبلل، وهو يعصر الماء.
“بالطبع، يجب أن نجدها، أينما كانت مارغريت، سأطاردها إلى أطراف الجحيم، أنا لا يمكنني أن أتركها تتركنا هكذا.”
أخرج كايدن خنجرًا من غمده.
وسحب إينوك سيفه أيضًا ووجهه نحو الغابة مع كايدن.
كانوا محاطين بوحوش كانت مظاهرها مشوهة بشكل غريب نوعًا ما.
نظر كايدن بهدوء إلى السماء، كان شمس الظهيرة الدافئة تضربهم بقوة.
يبدو أنّ الوحوش، التي كانت نشطة فقط من غروب الشمس إلى منتصف الليل، قد وسّعت الآن نطاق نشاطها.
كان بإمكانهم التجوال بأمان خلال النهار، لكن الآن لا يمكنهم ذلك.
اختفى الاستثناء من الحذر فقط في الليل، وقد حان الوقت للتحضير لحرب ضد الوحوش طوال اليوم.
“تبًا، يبدو أنّ هؤلاء الأوغاد قد تطوّروا مجددًا،” تمتم كايدن.
“يمكنني القضاء عليهم على الفور.”
ابتسم كايدن عند كلمات إينوك، ثم ركض مع إينوك نحو الوحوش وهزّ خنجره.
“بالتأكيد.”
كانت هذه المرة الأولى التي يتفق فيها إينوك وكايدن.
* * *
بعد ليلة واحدة، كان الجرح أقلّ ألمًا من الأمس، بالطبع، لا يزال يؤلمني عندما أتحرّك، لذا يجب أن أكون حذرة.
‘لكن لا يمكنني الاستسلام فقط لأنّني مصابة، يجب أن أتسلّق جبلًا لمعرفة جغرافيا الجزيرة الشمالية…’
قررتُ صنع جوارب وارتدائها قبل الذهاب للتسلّق، لأنّ الحذاء يبدو أفضل من زوج من الأحذية الرياضية البيضاء.
من بين كومة الملابس التي جلبها لي جيناس، اخترتُ بعض الملابس القابلة للاستخدام ومزّقتها، ثم، لففتها حول قدميّ مثل الجوارب، وربطتها بإحكام، وارتديتُ الحذاء، بعد النهوض والتجوال عدة مرات، تحقّقتُ من جرح بطني مرة أخرى.
“آه.”
عندما أزلتُ الشاش ببطء، كان الألم قويًا، لحسن الحظ، تم تطهيره جيدًا بالدواء الحديث، لذا لم يكن هناك التهاب.
‘آمل ألا يسوء.’
نظرتُ إلى بطني، تنهّدتُ، أخذتُ زجاجة الدواء، طهّرتُ الجرح مجددًا، ووضعتُ شاشًا عليه.
تحقّقتُ لمعرفة إذا كانت حقيبتي المائلة جافة وفحصتُ محتوياتها، دفتري آمن وسليم، لكن القلم غير صالح للاستخدام، نفس الشيء ينطبق على مسدس الإضاءة والدواء الاعتيادي.
هذه أغراض غير صالحة للاستخدام لكنّها لا تزال محفوظة جيدًا في الحقيبة، هل لديّ هوس غريب؟، بطريقة ما لا أريد التخلّص منها.
جيناس خارج يصطاد السمك، لذا نهضتُ ونظرتُ حول الكوخ.
لا أريد البقاء هادئة في الكوخ لتناول فطور ودود معه.
بينما كان غائبًا، قررتُ تفتيش هذا الكوخ المشبوه.
‘أولًا، سأصعد إلى الطابق الثالث الذي لم أره بالأمس.’
وقفتُ أمام السلالم المؤدية إلى الطابق الثاني مع حقيبة مائلة معلّقة على كتفي وسكين خشبي في يدي.
لكن بعد ذلك، رأيتُ شيئًا غريبًا على جانب السلالم المؤدية إلى الطابق الثاني، يبدو مثل باب خزانة تحت السلالم، شبيه بالمكان الذي كان يعيش فيه هاري بوتر.
لمستُه ودفعته بلطف، فجأة، انفتح باب، يكشف عن درج يؤدي إلى الأسفل.
كان مظلمًا، لذا لم أتمكّن حقًا من رؤية ما تحته.
ابتلعتُ ريقي الجاف وفكّرتُ لفترة، هل من الجيّد النزول؟
‘أموت هكذا أو هكذا، من الأفضل أن أكتشف شيئًا.’
للهروب من هنا مع الجميع، أحتاج إلى إيجاد دليل، مهما كان ذلك.
لم يبدُ جيناس مهتمًا بإعطائي تفاصيل، لذا لم يكن أمامي خيار سوى اكتشاف ذلك بنفسي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 98"