هل كان هناك المزيد من الأشخاص؟، هل جاؤوا قبلنا؟، أم بعده؟، هل كانوا أيضًا مواطنين في الإمبراطورية؟
كان هناك الكثير من الأسئلة التي أردتُ طرحها، لكن لم أستطع، لا أعرف كم كان جيناس بائسًا عندما قال إنّ الأشخاص الذين كان معه قد ماتوا.
توقّفتُ للحظة.
لكن قبل أن أتمكّن من تقديم تعازيّ، تحدّث جيناس أوّلًا “أنا لا أعرف حتّى كم من الوقت مرّ.”
“آه…”
“لقد كنتُ أعدّ الأيام في البداية، لكنّني فوّتها في مرحلة ما.” أجاب جيناس، وهو لا يزال يحمل جوز الهند في ذراعيه، بنبرة هادئة جدًا.
“فهمتُ.”
إذًا، حتّى لو سألته متى استيقظ، سيكون من الصعب مقارنته بدقّة مع التاريخ الذي استيقظنا فيه.
“هل كنتِ هنا لوحدكِ أيضًا؟”
“لقد كنتُ مع مجموعة، عندما فتحنا أعيننا، كنّا فجأة في هذه الجزيرة، وأنا لقد جُرفتُ بالنهر وانفصلتُ عنهم.”
“ما اسمكِ، يا أختي؟”
“أوه، لقد تأخّرتُ في تقديم نفسي، أليس كذلك؟، أنا مارغريت روز فلوني، يمكنك مناداتي مارغريت، أنا ابنة الدوق فلوني من إمبراطورية لانغريدج.”
“ابنة دوق…”
نظر إليّ جيناس بنظرة فضوليّة، هل هذه أوّل مرّة يرى فيها نبيلة؟، تفاجأتُ بنظرة جيناس المندهشة.
‘على هذا المنوال قد يغمى عليه عند رؤية وليّ عهد مملكة لانغريدج ووليّ عهد مملكة هيستيا.’
مع هذه الفكرة في ذهني، فكّرتُ في مجموعتي للحظة.
‘هل الجميع بخير؟ آمل أن يكون جميعهم بأمان.’
أعتقد أنّ هذه الجزيرة كبيرة جدًا، ماذا لو أبتعدنا أكثر أثناء محاولتنا لإيجاد بعضنا؟، هل سيكون من الأفضل أن احاول الذهاب بالقرب من الجسر المعلّق؟
أطلقتُ تنهيدة، لا أصدّق أنّني قلقة على الآخرين في فترة لا أعرف فيها ماذا سيحدث لي.
من مظهره، لا يبدو أنّ جيناس لديه أيّ أسلحة خاصّة، أوّلًا، أحتاج إلى معرفة الوضع في مكان آمن، ثم التفكير في كيفيّة العثور على إينوك وكايدن.
“أختي، هناك كوخ كنتُ أعيش فيه، هل تودّين الذهاب معي؟”
“هل هناك كوخ هنا؟”
“نعم.” أومأ جيناس برأسه بقوّة.
ظننتُ أنّ الكوخ موجود فقط في الجزيرة الجنوبيّة حيث كنّا نعيش.
‘هل يمكنني الثقة به؟’
لكن إذا كان لهذا الصبي الصغير علاقة بسرّ هذه الجزيرة، يجب أن أتحقّق منه.
إلى جانب ذلك، الجزيرة خطيرة جدًا بعد غروب الشمس.
“أنتِ مصابة، يا أختي، يمكنني شفاؤكِ،” أضاف الصبي، مشيرًا إلى جرحي “هناك دواء في الكوخ.”
“دواء؟، حقًا؟، هل أنتَ متأكّد أنّ هناك دواء لشفاء هذه الجروح؟”
أومأ بهدوء لسؤالي، لا يبدو أنّ لديه أيّ نية لتقديم تصريحات إضافيّة.
فكّرتُ لفترة طويلة وأخيرًا اتّخذتُ قرارًا “…نعم، هيّا بنا.”
إذا تُرك جرحي كما هو وأصبت بعدوى، ستكون مشكلة كبيرة.
لا يمكن الحكم على المظاهر وحدها، لكن لا أعتقد أنّ هذا الصبي الصغير هو من اختطفنا جميعًا، بالطبع، سأضطر إلى البقاء على أهبة الاستعداد.
حدّقتُ في أغراضي الموضوعة على الحصى لتجف، أصدر جيناس، الذي تبع نظرتي، تعجّبًا “لديكِ الكثير من الأشياء الغريبة.”
“الملابس التي ترتديها غريبة أيضًا.”
عند كلماتي، خفض جيناس رأسه ومسح ملابسه بذهول.
“لقد وجدتُها في الكوخ، إنّها مريحة.”
يبدو أنّ كوخ جيناس كان يحتوي على أغراض حديثة أيضًا، تمامًا كما التقطتُ حقيبتي الظهريّة وأحذيتي الرياضيّة من كوخ الجزيرة الجنوبيّة.
“هناك ملابس أخرى أيضًا.”
حدّق جيناس في ملابسي وقال ذلك، وشعرتُ بالإحراج للحظة.
الفستان الذي يكشف عن ساقيّ يبدو بائسًا جدًا، الأكمام والشريط حول العنق فوضويّان أيضًا، بالإضافة إلى ذلك، إنّه مبلّل ورطب، وعلى الرغم من عدم وجود رائحة، إلا أنّه غير مريح جدًا.
“لنغيّر ملابسكِ أيضًا، يا أختي،” قال جيناس، مشيرًا إلى فستاني الممزّق.
“هل الكوخ قريب من هنا؟”
“على بعد دقيقة من هنا.”
عند كلمات جيناس، انحنيتُ لالتقاط حقيبتي المائلة، ثم صرختُ من الألم.
“هاه، آه.”
نظر إليّ جيناس وتنهّد، وضع أغراضي في حقيبتي المائلة نيابة عني، وسلمّها إليّ.
“…شكرًا.”
“لا مشكلة، هل نذهب؟”
تبعتُ جيناس بهدوء، حاولتُ معرفة الموقع بالنظر حولي، لكنّني لستُ متأكّدة إذا كان مجرد النظر كافيًا.
‘الغابة بأكملها تبدو متشابهة.’
أعتقد أنّ عليّ الصعود إلى الجبل العالي فور طلوع الشمس غدًا والتحقّق من الموقع مجدّدًا، لو كان مسدّس الإضاءة الخاص بي صالحًا للاستخدام، لكنتُ أطلقتُ إشارة إلى السماء للإعلان عن موقعي، لكن من المؤسف أنّه ابتلّ.
‘كيف يمكنني إخبارهم بموقعي؟’
بينما كنتُ أفكّر في ذلك، نظرتُ إلى ظهر رأس جيناس مجدّدًا.
“كيف نجوتَ هنا؟، المكان خطير جدًا هنا، هناك وحوش أيضًا.”
عند سؤالي، ألقى جيناس نظرة إليّ ونظر إلى السماء بوجه متفكّر.
“أنا جيّد في الهروب أو الاختباء،” أجاب، وهو يخدش صدغه.
“وأنا كذلك.”
“وأنا لستُ بحاجة للبحث عن طعام.”
“هاه؟، لماذا؟، هل هناك الكثير من الطعام في الكوخ؟”
سألته بقليل من الأمل، لكن، الإجابة التي سمعتها كانت غير متوقّعة جدًا.
“أنا ساحر، يمكنني العيش بدون أكل.”
لهذا السبب ترتدي رداء ساحر فوق قميصك.
لكن الأكثر إثارة للتساؤل من ذلك هي الكلمات التي أضافها جيناس بعد أن اعترف بأنّه ساحر.
“كيف يمكن لبشري العيش بدون أكل؟، هل كلّ السحرة هكذا؟، الساحر الذي أعرفه ليس مثلك.”
“لقد غيّرتُ تكوين جسدي، لا أحد آخر يستطيع فعل ذلك،” أجاب بثقة وحزم شديدين.
بينما كنتُ أسير بحذر عالٍ، سألته بفضول “لا أعتقد أنّ الأمر له علاقة بتكوين جسدك، هل هذا ممكن…؟، الساحر الذي أعرفه لم يتحمّل الجوع، لدرجة أنّه أراد الموت، آه، إنّه أيضًا واحد من أفضل السحرة في القارّة.”
لم يجب جيناس على سؤالي، ولم يفتح فمه إلا بعد فترة طويلة.
“أختي، أنا عبقري.”
أوه، لديك ثقة أكبر مما ظننتُ.
“إنّه عبقري أيضًا،” قلتُ مدافعة عن كايدن.
كايدن هو أصغر ساحر عظيم وأصغر رئيس في برج السحر، على الرغم من أنّ شخصيّته غريبة قليلًا، إلّا أنّه بالتأكيد عبقري.
“من كلامكِ افهم إنّه لا يستطيع حتّى تغيير تكوين جسده، إذًا هو ليس عبقريًا.”
أوه، نعم، هذا صحيح، لأنّ كايدن لا يستطيع فعل ما يستطيعه هذا الصبي الصغير.
“هل هذا صحيح…؟، لكن لا يمكنك استخدام السحر في هذه الجزيرة.”
“لا يهم لأنّني غيّرتُ تكوين جسدي عندما كنتُ في المملكة.”
“حقًا؟”
لا أعرف شيئًا عن السحر، لذا لا أعرف إذا كان ما قاله صحيحًا أم لا، سأضطر إلى سؤال كايدن عن هذا لاحقًا.
“بالمناسبة، هل أنتَ من المملكة؟، مملكة هيستيا؟”
“لا، مملكة إنجرام.”
“…هاه؟”
تفاجأتُ بكلمات جيناس وتوقّفتُ للحظة، ثم توقّفتُ عن المشي وأمسكتُ بكتفه، بفضل ذلك، شعرتُ بألم كبير في جرح بطني، لكن هذا ليس ما يهم الآن.
“تمهل، ماذا؟، مملكة إنجرام؟”
مال جيناس برأسه بوجه متعجّب.
“لماذا؟”
“لقد انقرضت سلالة إنجرام منذ ألف عام، لقد مرّ وقت طويل منذ تأسيس مملكة إنجرام كإمبراطورية لانغريدج.”
“آه…”
أومأ جيناس برأسه بهدوء، ولم تظهر عليه أيّ علامة على الانزعاج.
“ربّما…”
“لقد مرّ ألف عام بالفعل.”
كنتُ عاجزة عن الكلام وحدّقتُ فقط في الصبي الجميل أمامي.
اصابتني الأفكار المعقّدة متدفّقة كالموجات، هل عاش لألف عام؟، هل يمكن أن يكون حقًا هو من اختطفنا؟ قال أيضًا إنّه ساحر، ساحر عبقري.
حدّق جيناس بي بهدوء وهزّ كتفيه كما لو أنّه لا شيء.
“الوجود هنا يُضعف إحساسك بالوقت.”
“أليست ألف عام طويلة جدًا لتقول إنّ إحساسك بالوقت ضعيف؟، آه!”
رفعتُ صوتي مصدومة، وجاء ألم شديد، ربّما انفتح جرحي، تبًا، أعتقد أنّ عليّ معالجة جرحي بسرعة.
“هل أنتِ بخير؟”
سألني جيناس بصوت غير مبالٍ، أومأتُ أيضًا بلا مبالاة، لكنّني لستُ بخير حقًا.
بطني تؤلمني كثيرًا، وأنا حتّى مصابة بصدمة نفسية.
ثم تذكّرتُ الفرضيّة السخيفة التي وضعتها قبل لقاء جيناس مباشرة: شبح متجوّل.
الشبح المتجوّل لا يدرك أنّه ميت ويعيش في نفس المكان باستمرار وإلى ما لا نهاية.
“مستحيل…”
شددت شعري مصدومة.
من السخيف أنّني متّ من ضربة لوحة إعلانيّة على رأسي، لكن هل متّ مرّة أخرى كمارغريت؟، متى؟
“أنا ميتة…”
أعرف أنّها فكرة سخيفة، لكن من الصعب استنتاج أيّ احتمال آخر غير ذلك.
عندما كنتُ في يأس لفترة طويلة، تحدّث جيناس إليّ بصوت هادئ “عمّ تتحدّثين؟، أنتِ لستِ ميتة، يا أختي.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات