تنهّدتُ، وجفّفتُ أغراضي المبلّلة على الحصى، ونظرتُ إلى دفتري، كان الدفتر مبلّلًا بالماء، فتفشّت كلّ الملاحظات.
“تبًا! لا شيء يعمل!”
لحسن الحظّ، كانت الخريطة القماشيّة للقبو آمنة، هل قام أحدهم بجعلها مقاومة للماء؟، لا أعرف إذا كانت تقنية حديثة أم تقنية سحريّة، لكن من الجيّد أنّها بخير حتّى عندما تبتلّ.
“يجب أن أتحرّك أوّلًا.”
أخذتُ نفسًا عميقًا ونهضتُ من مكاني ببطء، ربّما الجرح في الجانب، وليس في أسفل البطن، لذا أعتقد أنّني أستطيع التحرّك إذا كنتُ حذرة.
نظرتُ حولي، على الجانب الآخر من النهر الضخم الذي يجب أن أكون قد سقطتُ فيه، هناك غابة كثيفة.
بالطبع، لم أرى الآخرون في أيّ مكان، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشكلة أكبر تتمثّل في عدم معرفتي حتّى إذا كنتُ في الجزيرة الشماليّة أم الجنوبيّة.
وقفتُ مذهولة على الحصى وشهقت، أنا أريد أن أبكي.
“هل يمكن أن أكون ميتة؟”
ربّما أنا ميتة بالفعل وأصبحتُ شبحًا يتجوّل في هذه الجزيرة، الأشباح المتجوّلة لا تدرك أنّها ميتة، لذا، فإنّها تتجوّل باستمرار في نفس المكان مرارًا وتكرارًا.
“مستحيل، لا يمكن أن أكون هكذا، أوّلًا، لا زلتُ أشعر بألم في بطني.”
بعد أن خضتُ الكثير من الأمور التي لا تبدو حقيقيّة، شعرتُ أنّ خيالي قد أصبح أكثر غنى وأنّ تفكيري وحكمي قد أصبحا باهتين.
“ربّما أنا مجنونة فقط.”
نظرتُ فقط إلى النهر المتدفّق بذهول، لأنّ رأسي كان يؤلمني كثيرًا.
ماذا حدث للآخرين؟، خاصة إينوك.
‘إينوك لا يستطيع العيش بدوني.’
ثم تذكّرتُ فجأة أنّ إينوك قد تُرك في الجزيرة الجنوبيّة مع آرثدال ويوانا.
إذا كانت يوانا مع إينوك… قد يكون ذلك جيّدًا، في القصة الأصليّة، تخفّف يوانا من نوبات إينوك بحبّها.
التفكير في ذلك جعل قلبي ينبض بألم، أنا لا أشعر بالراحة عندما أتخيّل الاثنين معًا.
‘أنا قلقة على كايدن أيضًا.’
هل سيكون الجميع بأمان؟
لماذا يحدث هذا لي؟، اجتاحتني مشاعر البؤس واليأس كسدّ ينفجر.
‘أنا متعبة.’
كبحتُ الدموع التي كانت على وشك الانهمار.
إذا كان هناك حاكم، فماذا يريد مني بحق خالق الجحيم؟ لماذا تفعل هذا بي؟
‘لقد كنتُ حياتي أعيش بجهد كبير.’
وحتّى الآن، لا زلتُ أكافح للبقاء على قيد الحياة.
تجمّعت الدموع في عينيّ، حاولتُ كبحها بالضغط على جفوني بظهر يدي.
“أوه… ظننتُ أنّكِ ميتة.”
ثم، سمعت صوتًا من مكان ما.
مذعورة، أدرتُ رأسي ورأيتُ صبيًا صغيرًا يبدو كطالب في المدرسة الابتدائيّة يقف على تلّ ينظر إليّ وهو يحمل مجموعة من جوز الهند في ذراعيه.
حدّقتُ في الصبي لفترة طويلة جدًا، هل أنا أهلوس؟
“هل أنتَ إنسان؟”
كنتُ مصدومة جدًا لدرجة أنّني طرحتُ سؤالًا سخيفًا على الصبي.
‘هل هو إنسان أم شبح؟’
الصبي ذو الشعر الفضي الذي كان ينظر إليّ بوجه خالٍ من التعبير وسّع عينيه وأظهر تعبيرًا متفاجئًا.
بعد قليل، سألني الصبي بصوت منخفض.
“…أنتِ غبيّة؟”
“لا!”
احمرّ وجهي من الإحراج.
نسيتُ أنّني كنتُ مكتئبة قليلًا قبل لحظة ووضعتُ ظهر يدي على خدّيّ لتهدئة الحرارة المشتعلة.
ثم نظرتُ إلى الصبي مجدّدًا، إنّه صبي وسيم بشكل مذهل بشعر قصير أنيق يغطّي رقبته.
لا يزال يحدّق بي بدون تعبير، لذا لا أعرف ما الذي يفكّر به.
“ظننتُ أنّكِ ميتة.” توقّف لفترة وأضاف “لأنّكِ لم تكوني تتنفّسين قبل قليل.”
أنا؟، حقًا؟
نظرتُ إلى الصبي بهدوء أكثر من قبل، بدا صغيرًا جدًا ليكون وحيدًا في هذه الجزيرة القاسية.
“كم عمرك؟”
عند سؤالي، مال الصبي برأسه ونظر إليّ بوجه قلق لفترة، ثم نظر إلى الأرض، رفع عينيه إلى السماء، فكّر، وأخيرًا فتح فمه.
“…اثنا عشر عامًا؟”
“لماذا تردّدت في الإجابة عن عمرك؟”
عندما سألتُ هذا بدافع الفضول، عبس الصبي وفكّر لفترة.
“لا أعرف كم من الوقت مرّ.”
هل يعني ذلك أنّ هذا الصبي قد نُقل بالقوّة إلى هذه الجزيرة ولا يعرف كم من الوقت مرّ منذ ذلك الحين؟
في العمل الأصلي، لا يوجد أحد غير الشخصيّات الرئيسيّة في هذه الجزيرة غير المأهولة.
‘لا شيء يتماشى مع القصة الأصلية.’
ضغطتُ على صدغيّ بقوّة.
مهما كان الطفل صغيرًا، هل يمكنني الثقة بهذا الصبي الذي لم يظهر في القصة الأصلية؟
‘يجب أن أكون يقظة بالتأكيد.’
بينما كنتُ أفكّر في ذلك، مال الصبي برأسه بلطف وسأل “كم عمركِ، يا أختي؟”
“أنا في الثانية والعشرين.”
أومأ الصبي لإجابتي وأضاف “أنتِ كبيرة.”
“أنا لا زلتُ شابة.”
الثانية والعشرين لا زال عمر صغير، صغير!
بعد أن تذمّرتُ هكذا، أدركتُ أنّني شعرتُ بتحسّن كبير.
هذا بفضل ظهور الصبي، لا أصدّق أنّ هناك ناجيًا آخر، حتّى قبل قليل، كنتُ في يأس من فكرة البقاء على قيد الحياة وحدي في هذه الجزيرة الباردة النائية، لكن الآن أشعر براحة أكبر.
خفضتُ رأسي فجأة، لأنّ إحدى جوزات الهند التي أسقطها الصبي تدحرجت تحت قدميّ مباشرة.
اقترب الصبي مني، والتقط جوز الهند الذي أسقطه، أردتُ التقاطه، لكن لم أستطع الانحناء بسبب جرحي.
ثم نظر إليّ الصبي وسأل بهدوء، مشيرًا إلى فستاني الملطّخ بالدم “هل أنتِ بخير؟”
“لا.”
“أعرف، فأنتِ تبدين مريضة،” قال بوجه خالٍ من التعبير.
عند رؤية زيّه الفريد، نظرتُ إليه من الأعلى إلى الأسفل بهدوء وحذر.
أوّلًا، الصبي يرتدي أحذية رياضيّة، وهو أيضًا حذاء نايك دانك هاي* أبيض، من المدهش أنّ الأحذية جديدة تمامًا بدون خدوش، بالإضافة إلى ذلك، كان يرتدي شورتًا وقميصًا قصير الأكمام أنيقًا.
(حذاء نايك دانك هاي هو حذاء شركة نايك سوته مخصوص لرياضة كرة السلة)
الشيء الغريب هو أنّه يرتدي رداء ساحر إمبراطوري فوقه، كان أيضًا رداءً مقدمًا من برج السحر، نفس الذي يرتديه كايدن.
‘إنّه مشبوه جدًا.’
ومع ذلك، قد يكون، مثلي، قد التقط أغراضًا حديثة مثل الأحذية الرياضيّة من مكان ما.
الصبي بوضوح مواطن إمبراطوري، لأنّه لا يوجد شخص ذو شعر فضي وعيون حمراء على الأرض التي كنتُ أعيش فيها.
“من أنت؟، كيف وصلتَ إلى هنا؟، هل أنتَ وحدك؟”
طرحتُ السؤال الأساسي أوّلًا.
ثم حدّق الصبي في وجهي مجدّدًا، وبعد فترة، قال “أنتِ جميلة، يا أختي.”
“هل يمكنك الإجابة على أسئلتي؟، فأنا أعرف أنّني جميلة.”
أومأ الصبي ببطء لكلماتي.
“جيناس إيغران.”
“هل هذا اسمك؟”
أومأ ببطء مجدّدًا لسؤالي، جيناس إيغران؟، لا يبدو أنّه من النبلاء، بالنظر إلى أنّه ليس لديه اسم وسط*.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات