هل من المدهش أنّني كنتُ مقيّدة؟، ما الذي كنت تتخيّله بالضبط؟
“كيف كان الوضع هناك؟، أين وجدتَ الزهرة؟، ما هي أعراضك؟، هل أنتَ متأكّد أنّك بخير الآن؟” سألتُ كايدن بوجه قلق.
“أوه، هل تتحدّثين عن تلك الزهرة؟”
في تلك اللحظة، سألتني يوانا، التي عادت بعد أن استقبلت آرثدال من بعيد، أومأتُ برأسي ونظرتُ إليها وإلى كايدن بالتناوب.
“السيّر دييغو وأنا أُصيبنا بالتسمّم، لم أتحسّن حتّى عندما كنتُ مقيّدة، لكن عندما أجريتُ تلامسًا جسديًا، خفّت آثار السمّ، لذا كان الأمر صعبًا على السيد كايدن.”
عند كلمات يوانا، تذكّرتُ القصة الأصليّة، حيث أصيب الأبطال الرئيسيّون بالجنون بسبب تسمّم تينتاثيونم.
‘تلامس جسدي مع كايدن…’
أتساءل عن نوع التلامس الجسدي الذي كان، لكنّ كليهما تجاهلا الأمر دون تفسير كبير، كما لو أنّهما لا ينويان الحديث عن التفاصيل.
‘ماذا، هل تخفيان شيئًا حقًا؟’
لكن، سواء علم بفضولي أم لا، تنهّد كايدن وأثار موضوعًا آخر.
“عندما تحسّنوا، أُصيبوا بالتسمّم مجدّدًا، ثم تحسّنوا، ثم أُصيبوا بالتسمّم مجدّدًا، لذا كان الأمر صعبًا، كنتُ آمنًا لأنّني محصّن ضدّ جميع السموم.”
بطريقة ما، شعرتُ أنّ الشتائم التي كان سيقولها قد خُنّست*، ربّما لستُ مخطئة.
(تقصد انها تحس ان كايدن كان وده يشتم بس مسك لسانه)
“الزهرة لها خاصيّة التكاثر بسرعة عندما تصل إلى درجة حرارة جسم الإنسان وزيادة عددها، يبدو أنّها تتجمّع بعد البحث عن طاقة الإنسان.”
عند سماع كلمات كايدن، أدركتُ مدى صعوبة ما واجهوه.
“لم نستنشق الكثير من حبوب اللقاح، لذا لم يكن الأمر سيّئًا جدًا، كما أنّ إيونجي أكل جميع الأزهار حول الكوخ،” قلتُ.
نظرتُ إلى يوانا وطبطبتُ على كتفها.
“لا بدّ أنّكِ عانيتِ كثيرًا، لقد أدّيتِ عملًا رائعًا.”
“لنتحدّث عن التفاصيل عندما نجتمع جميعًا،” قالت يوانا.
ثم ابتسمت وعادت إلى دييغو وآرثدال في المطبخ.
نظرتُ إلى كايدن مرّة أخرى.
“لقد أدّيتَ عملًا رائعًا أنتَ أيضًا.”
ثم رفعتُ كعبيّ قليلًا، وقفتُ على أطراف أصابعي، ومسحتُ على رأس كايدن.
كايدن، الذي تلقّى لمستي، فتح عينيه بدهشة ورفع رأسه.
“ماذا؟”
“أنا أحبّ هذا أيضًا.”
عندما كنتُ على وشك سحب يدي، أمسك بمعصمي، وخفّض رأسه، ووضع يدي على رأسه.
“افعليه أكثر.”
“ماذا؟”
“من فضلكِ، ربّتي عليّ أكثر لأنّه يشعرني بـشعور جيّد.”
أغلق كايدن عينيه بوجه سعيد، مثل قطّ يتوسّل ليتمّ مداعبته، لا أعرف لماذا، لكنّ خدّيه المبتسمين كانا متورّدين قليلًا.
ربّتتُ على شعره بلطف، شعره الفضّي الناعم انزلق بين أصابعي، كان شعورًا مثيرًا للدغدغة.
ثم امتدّت يد كبيرة من خلف ظهري.
أدرتُ رأسي قليلًا، وكان إينوك يقف هناك بوجه خالٍ من التعبير، يعبث بشعر كايدن نيابة عني، وبشكل خشن جدًا أيضًا.
“هاه؟، مارغريت، هذا يؤلم قليلًا.”
انفجرتُ بالضحك لأنّ وجه كايدن، الذي عبس دون أن يعرف شيئًا، كان لطيفًا جدًا.
“هاهاهاها!”
عند صوت ضحكتي، فتح كايدن عينيه ورفع رأسه، عندما وجد إينوك، تصلّب بوجه مصدوم إلى حدّ ما، ثم عبّر عن غضبه بسرعة.
“ما الذي تفعله بحق خالق الجحيم؟!”
انفجرتُ ضاحكة.
أمسك إينوك وكايدن بياقة بعضهما البعض وحدّقا ببعضهما، على الرغم من أنّهما لم يقولا شيئًا، تغيّرت الأجواء فجأة.
في النهاية، كان عليّ التدخّل والتوسّط بينهما.
“توقّفا.”
سرعان ما ترك الرجلان ياقة بعضهما، نقر إينوك لسانه وعدّل قميصه المجعّد.
“مارغريت.”
تصرّف كايدن بعفويّة، وعانقني بذراعين مفتوحتين وفرك وجهه على كتفي.
فرك خدّه على كتفي العاري، وأمسكتني ذراعاه القويتان بإحكام مُرهق.
أطلقتُ تنهيدة متعبة.
“إينوك، من فضلك…”
قبل أن أكمل حديثي، سحب إينوك كايدن بعيدًا عني كما لو كان ينتظر، ثم ربطه إلى عمود خشبي في منتصف غرفة المعيشة، انضمّ روزيف وآرثدال ودييغو أيضًا.
‘كايدن… كيف أصبحتَ عدوًا للجميع؟، لماذا عشتَ هكذا؟’
بالطبع، يبدو أنّ آرثدال انضمّ فقط من أجل المتعة، ومع ذلك، أشعر بالأسف تجاه كايدن، الذي أصبح عدوًا للجميع.
آرثدال، الذي جاء إليّ وهو يمسح يده، تمتم “المكان أصبح صاخب جدًا بمجرد وصول السيد كايدن.”
“أعتقد أنّ هذا هو الوقت المناسب للإعلان عن ذلك،” قالت يوانا.
خفّض إينوك كمّه ونظر إليها بلامبالاة.
“حسنًا، ماذا عن أن نجتمع للحظة؟”
نهضت يوانا من مكانها بابتسامة جميلة، جلسنا بشكل طبيعي في دائرة أمام كايدن المقيّد.
بقوّته، كان بإمكانه فكّ الحبل بسهولة، لكن يبدو أنّه لم يرغب في كسر العمود وانهيار الكوخ.
ضحكتُ عندما رأيته يتذمّر.
“بادئ ذي بدء، تحدّثتُ مع الآنسة فلوني حول هذا قبل قليل، واجهنا زهرة تُدعى تينتاثيونم خلال رحلتنا.”
“ما هي تينتاثيونم؟”
عند كلمات يوانا، سأل آرثدال بوجه متسائل.
بدلاً من يوانا، أجبتُ “أعتقد أنّه اسم الزهرة الحمراء التي كانت تتفتّح أمام الكوخ، هي ما جعلتني أنا ورئيس الأساقفة روزيف نُصاب بالتسمّم لفترة.”
أومأ آرثدال بفهم، التفتُ إلى يوانا مجدّدًا وسألتُ للتأكّد “هذا ما تقصدينه، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“بالمناسبة، كيف عرفتِ أنّ هذه الزهرة تُدعى تينتاثيونم؟، هل تعرفين هذه الزهرة؟”
عند سماع سؤالي، نظرت يوانا إلى كايدن، ثم ألتف الجميع إلى كايدن المقيّد إلى العمود، ويحدّق في الهواء ببلاهة.
لاحظ كايدن أنظارنا متأخّرًا وبدا مندهشًا.
“ماذا، لماذا؟”
تنهّدت يوانا وأجابت بدلاً منه “إنّها زهرة سامّة فريدة تمّ اختبارها وتطويرها سرًا من قبل عائلة رود.”
“ماذا؟!”
كنتُ مصدومة جدًا لدرجة أنّني رفعتُ صوتي، لكن لم يهتمّ أحد، كان ذلك لأنّ الجميع كانوا ينظرون إلى يوانا بنفس الوجه المندهش.
ليست هذه المرّة الأولى التي أعرف فيها بهذا، إذا كان الأمر هكذا، فهل هناك احتمال أن يكون الماركيز رود متورّطًا مع هذه الجزيرة؟
إذا كان سمًا تمّ تطويره بعد تجربة سريّة، فلم يكن ليتسرّب إلى العالم الخارجي، أليس من الغريب أن تنمو الزهرة في جزيرة نائية؟
شرح كايدن خصائص تينتاثيونم.
يقال إنّ الزهرة تسبّب اضطرابات عقليّة مثل الإثارة والهلوسة، وتجعل الشخص خارج السيطرة مؤقتًا.
“لم أُصاب أنا ورئيس الأساقفة روزيف بأيّ هلوسات.”
هزّ كايدن كتفيه وشرح أكثر “إذا لم يكن التسمّم شديدًا، فإنّكِ فقط تصبحين متحمّسة مع رغبة قويّة في التماس الجسدي، مع مرور الوقت، تخفّ الأعراض بشكل طبيعي، ومع ذلك، إذا كان التسمّم شديدًا، قد تصابين بالهلوسة، مع مرور الوقت، يتمّ إزالة السمّ بشكل طبيعي وتخفّ الأعراض، لكن حتّى ذلك الحين، المفتاح هو تحمّلها.”
أدركتُ فقط لماذا الرواية الأصليّة {أشياء أكثر أهمية من البقاء على قيد الحياة} هي رواية للبالغين بعد الاستماع إليه، أعتقد أنّ ذلك بسبب تينتاثيونم.
يجب أن يكون هذا السرّ هو السبب وراء عدم رؤيتي لكايدن متسمم بـتينتاثيونم في القصة الأصليّة، إنّه شخص مقاوم للسموم، لذا من المرجّح أن يساعد يوانا بدلاً من أن يُجعلهم يساعدونه.
“لكن لماذا طوّرت عائلة رود مثل هذه الزهرة؟، بماذا كانوا سيستخدمونها؟، ولماذا توجد زهرة طوّرتها عائلة رود سرًا في هذه الجزيرة؟”
عندما عبّرتُ عن هذا السؤال، تحوّلت أنظار الجميع مرّة أخرى إلى كايدن.
لم تكن تلك نظرة إيجابيّة، لذا بدا كايدن، الذي تلقّى الانتباه، منزعجًا بعض الشيء.
لكنّه سؤال مهم يجب الإجابة عليه، لذا سألتُ كايدن مجدّدًا “هل كان لعائلتك علاقة بخطفنا؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات