لكن المشكلة كانت في قدرة الزهرة الحمراء المرعبة على التكاثر.
تبعتهما الزهور الحمراء خلفهما، متزايدة في العدد مثل آثار الأقدام في الثلج.
“إنها مخيفة نوعًا ما.”
التفتت يوانا لتنظر إلى الزهرة الحمراء بوجه خائف.
“لا تتحدثي وغطي أنفكِ.”
عند كلمات كايدن، أومأت برأسها وغطت أنفها بإحكام على الفور.
لكن بعد ذلك حدث شيء غريب.
كانت المجموعة تتحرك مع كايدن في المقدمة ثم يوانا ودييغو في الخلف، لكن فجأة، مرت الزهور التي تتفتح بسرعة مخيفة بجانب دييغو وتبعت يوانا حتى كاحلها.
التف الجذر حول كاحل يوانا، وسرعان ما نما إلى ساق قوية، وتفتحت زهرة حمراء.
“مهلا!، ما هذا!، آخ!”
“اهدئي لحظة!”
حاول دييغو إزالة الزهرة التي التفت حول كاحل يوانا، وشمها عن طريق الخطأ، فأحمر وجهه مرة أخرى.
أمسك كايدن بكاحل يوانا وبالكاد سحب الزهرة بعيدًا، لكن يوانا كانت قد أصبحت ذات وجه محمر مثل دييغو.
“تبًا، ما هذا بحق خالق الجحيم!”
من المدهش أن الزهور الحمراء توقفت عن النمو بمجرد تعرض يوانا ودييغو للتسمم.
كما لو أن شخصًا ما كان يراقبهم ويتحكم في الموقف.
إلى جانب ذلك، كانت هذه المرة مختلفة قليلاً عن الليلة الماضية.
كان دييغو ذا عيون مشوشة ويوانا كانت مذعورة.
في البداية، رفع كايدن دييغو ويوانا على كتفيه وغادر حديقة الزهور، مرة أخرى، لم تتبعهم الزهور الحمراء كما لو أنها أكملت مهمتها.
“هاا، آآآه.”
يوانا، التي كانت معلقة رأسًا على عقب على كتف كايدن الأيمن، أمسكت بشعرها بعنف وأطلقت أنينًا غريبًا.
“ماذا؟، تحملي فقط.”
ركض كايدن بسرعة، كان قلقًا بعض الشيء لأنه لم يكن هناك رد فعل من دييغو، وأخيرًا، ظهر أمام عينيه نهر ضخم.
فكر كايدن أنه مهما كانت سرعة نمو الزهور الحمراء، فلن تتبعهم إلى هذا الحقل الحصوي.
وضع كايدن الاثنين على الحصى أولاً.
كان دييغو أفضل مما كان متوقعًا، ربما لأنه استنشق كمية قليلة نسبيًا من حبوب اللقاح، لذا لا يزال لديه بعض المنطق، بمجرد نزوله إلى الحصى، أمسك بمعصم كايدن.
“أعتقد أنني يجب أن ألمس الناس لأتنفس بسهولة أكبر.”
فهم كايدن ما كان يقوله دييغو، لكنه لم يرغب في لمسه، فسحب يده.
لكن دييغو أمسك بمعصمه مرة أخرى وهز رأسه بعيون مثيرة للشفقة.
“من فضلك… أيها الساحر، من فضلك أنقذني.”
“أنا أكاد أفقد عقلي.”
نظر كايدن إلى دييغو بوجه متضايق واستدار لينظر إلى يوانا، بدت حالتها خطيرة إلى حد ما.
“مهلا، أيتها القديسة، هل أنتِ بخير؟”
في النهاية، مد كايدن ذراعًا واحدة لدييغو وانحنى أمام يوانا، التي كانت منهارة على الحصى.
ثم، كما لو كانت تنتظر، مدّت يدها بفارغ الصبر لتلمس خد كايدن.
سرعان ما ربتت على خده بلطف كما لو كانت تلمس حبيبها الذي فقدته منذ زمن طويل، وبدت مثيرة للشفقة.
“…لا تـ…”
تمتمت بشيء ما، أزاح كايدن يدها بسرعة من وجهه، مضيقًا حاجبيه.
“ماذا؟”
“…لا…لا، لا!!”
“ما هذا بحق خالق الجحيم!، لقد أفزعتني!”
“القديسة.”
دييغو، الذي تفاجأ أيضًا، ترك يد كايدن واقترب من يوانا، وأمسكها من كتفها.
“القديسة!، اهدئي!”
“آآآآه!!”
غطت يوانا أذنيها وصرخت، ثم تراجع دييغو بوجه مرتبك.
“لا، لا تمت، أنا لا أريد أن أعيش وحدي…”
انفجرت في البكاء وصاحت، حتى كايدن نظر إليها ببلاهة في حيرة.
بدت يوانا وكأنها تعاني من الهلوسات، ربما لمست الزهرة صدمة عميقة لديها.
“أوه، ربما تلك الزهرة هي… تينتاثيونيم؟”
عند تمتمة كايدن، التفت إليه دييغو بنظرة استفهام.
“ما هي تينتاثيونيم؟، هل تعرف تلك الزهرة؟، من فضلك افعل شيئًا للقديسة!”
“إنها زهرة طورتها عائلة رود، من الصعب تميزها بالنظر لجميع النباتات الموجود في الجزيرة، لكن بالنظر إلى الأعراض، يبدو أنها هي تلك الزهرة، لكنها زهرة لا يمكن أن تتفتح بشكل طبيعي…”
“هل يوجد علاج لها؟!”
عند سؤال دييغو، هز كايدن رأسه.
“لصنع ترياق، تحتاج إلى معدات، لذت اا يمكننا صنعه هنا، إذا قمت بالتلامس الجسدي، ستزول الأعراض بعد فترة.”
بمجرد أن انتهى كايدن من الشرح، أمسك دييغو بيد يوانا، لكنه سرعان ما رفع نظره إلى كايدن بوجه دامع.
“لماذا تنظر إلي؟”
عندما سأل كايدن وذراعيه متشابكتان، تنهد دييغو ووقف.
“لم يبدُ أن ذلك يهدئها لأنني أيضًا مسموم، عندما أمسكت بيدك، شعرت برأسي يصفى، لكنني لم أشعر بذلك على الإطلاق عندما لمست القديسة.”
كما قال دييغو، كانت يوانا لا تزال تبكي وتعاني.
عض كايدن شفته السفلى للحظة، كان يعلم أن الأمر يتعلق بالتضحية بجسده، لكن قلبه لم يوافق.
“أيها الساحر.”
تنهد دييغو وجثا أمامه وخفض رأسه.
“من فضلك، من فضلك، امسك بأيدينا.”
إذا أغلقت عيني وساعدتهما، سيصبح المستقبل أسهل، وقد أستطيع مساعده مارغريت.
بعد التفكير لفترة، قرر كايدن أخيرًا إعارة يديه لهما.
* * *
غطست حجر الشحذ في الماء ونظرت خارج الكوخ من خلال الباب المفتوح.
“لقد مر وقت طويل منذ أن كان من المفترض أن يعودوا، أليس كذلك؟، ماذا حدث؟، ألا يجب أن نذهب؟”
سألت إينوك، الذي كان جالسًا بهدوء بجانبي.
يوانا والباقون، الذين قالوا إنهم سيعودون في غضون خمسة أيام على الأكثر، لم يعودوا بعد أسبوع.
“لقد تأخروا جدًا.”
“لا تقلقي، ناهيك عن مهارات السيد دييغو، السيد كايدن أيضًا يمتلك قوة هائلة.” أجاب إينوك بنبرة غير صادقة وربت على رأسي.
حسنًا، يوانا ليست عادية أيضًا، وافقت على نصيحة إينوك، وأخرجت حجر الشحذ المغمور في الماء ووضعته على الأرض.
وضعت قطعة قماش على الأرض، ثبّت حجر الشحذ حتى لا يتحرك، ومددت يدي إلى إينوك.
“أعطني سيفك،” قلت وأنا أنظر إلى السيف المعلق على خصر إينوك، بينما كان يميل رأسه بوجه مرتبك، سلمّني سيفه بطاعة.
بعد رذاذ الماء مرة أخرى على حجر الشحذ، شحذت النصل بينما كنت أضغط عليه بيدي اليسرى وأحافظ على زاوية النصل ثابتة بيدي اليمنى.
في ذلك الوقت، تجمع حولي روزيف وأرثدال، اللذين عادا بعد استكشاف خارج الكوخ، بدهشة.
“يا إلهي، الآنسة فلوني يمكن أن تصبح حدادة بعد أن تغادر الجزيرة.”
ها قد بدأ مرة أخرى.
جلس أرثدال مسندًا ذقنه بينما يراقب ما كنت أفعله ويضايقني.
“يالها من وقاحة أن تقول لآنسة نبيلة أن تعمل في الحدادة.”
وبّخ روزيف أرثدال، ثم أشار أرثدال إلي بوجه مرتبك.
“ألا تعرف حتى المزاح؟، الحدادة أيضًا أمر نبيل يمكنها القيام به من أجل البلاد.”
كانت تلك كذبة، لكن كما لو لم يكن هناك المزيد ليقوله، أغلق روزيف فمه واستمر في التحديق بي، هز أرثدال رأسه.
“على أي حال، هذا الرجل وذاك الرجل جميعهم مفتونون بالآنسة فلوني.”
“انتبه لكلامك.”
كان صوت إينوك منخفضًا بشكل مخيف، هذا يعني أنه غاضب جدًا.
“هذا صحيح، أنا أحمل سيفًا الآن، لا يجب أن تزعج الأشخاص الذين يحملون سيفًا، انتبه لكلامك، يا ولي العهد.”
شحذت النصل ورفعت السيف نحو أرثدال.
أرثدال، الذي تراجع ويده خلف ظهره، قال مبتسمًا “الآنسة فلوني، لا تسيئي فهمي، كان ذلك بالتأكيد مدحًا.”
“أنا أعلم أنه ليس مدحًا.”
“كما هو متوقع، أنتِ لا تصدقيني.”
بينما كنت أتحدث بهدوء، تظاهر أرثدال بمسح الدموع التي لم تكن تتدفق، ألا يتعب من أثارة المشاكل ثم التصرف بـجبن طوال الوقت؟
على أي حال، بعد شحذ نصل إينوك الباهت، شحذت أيضًا السكين الخشبية والسكين الحجرية ووضعتهما جانبًا.
* * *
كان الوقت حول ارتفاع الشمس فوق رؤوسهم عندما استيقظ يوانا ودييغو.
في ظهيرة يوم حار، قفز دييغو، الذي كان أول من استيقظ، من مكانه وألقى بذراع كايدن بعيدًا.
“لقد ركعت وتوسلت إلي، والآن نسيت المساعدة التي منحتك إياها؟”
عندما سخر كايدن بتعبير ساخر، أجاب دييغو بهدوء وهو يعدل ملابسه.
“شكرًا لأنك أمسكت بيدي.”
كانت شكرًا جافًا ومتيبسًا بوجه غير ممتن على الإطلاق.
وفي تلك اللحظة، أطلقت يوانا، التي استعادت وعيها للتو، يد كايدن بسرعة وكانت مصدومة.
“هؤلاء الناس…”
هدأ كايدن الغضب المغلي، وهذه المرة نظر إلى يوانا.
كانت تنظر حولها بوجه مرتبك، وكأنها لاتعرف كيف حدث هذا.
“ما الذي يحدث الآن؟”
“ألا تتذكرين؟”
اقترب منها دييغو ونظر إلى لون وجهها، فرك كايدن جبينه بوجه متعب.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات