الفصل 4
“آااه! هذا كثير!”
ألقيتُ بنفسي على السرير وأنا ألوّح بذراعيَّ وساقيَّ غاضبة،
لأني اليوم أيضًا لم أتلقَّ أي رد.
حتى إنني أخذتُ أضرب الهواء بيديّ ورجليّ وكأن الأمير لوتشيانو واقف أمامي.
ذلك البطل المزعج!
ما دمتَ متفوّقًا ووسيمًا، هل يحقّ لك أن تظل تتجاهلني هكذا؟
“آه يا آنستي… كيف تفعلين هذا وأنتِ ترتدين فستانًا؟”
اقتربت المربية وهي تهرع لترتّب تنورتي التي انقلبت بسبب حركاتي العشوائية.
لكنني لم أكن في مزاج يسمح لي بسماع الملاحظات، فتابعتُ بضرب السرير بعنف.
“يا مربية، لم يصلني أي رد اليوم أيضًا! هذه ثالث مرة! أليس هذا ظلمًا؟”
منذ ذلك اليوم الذي طُردت فيه من القصر الإمبراطوري،
أرسلتُ له ثلاث رسائل كاملة.
كلّ واحدة منها كانت مهذّبة للغاية، أسأله فيها إن كان بوسعي زيارته.
ومع ذلك… لم يكلّف الأمير لوتشيانو نفسه بالردّ ولو لمرة واحدة.
الرسالة الأولى… كنتُ متفهّمة إن لم يرد عليها.
لكن تجاهل الرسالة الثانية أيضًا أثار غضبي قليلًا، ومع ذلك تمالكت نفسي وصبرت.
لكن… أليس هذا كثيرًا عند الرسالة الثالثة؟
كيف يمكن لشخص أن يتجاهل الآخرين بهذه الثبات؟
بدأتُ أتساءل إن كان الأمير لوتشيانو أصلًا ليس أحد المرشحين ليكون رجلي المستقبلي.
في أغلب قصص التجسّد داخل الروايات، تسير الأمور بسهولة أكبر بكثير.
خصوصًا عندما تمد البطلة يد العون للبطل الذي عاش طفولة تعيسة…
فهو يفتح قلبه لها مباشرةً. أليس هذا هو “الكليشيه” الشهير في الروايات الرومانسية الفكتورية؟
(وقت الشروحات ؛
كلمة كليشيه (Cliché) أصلها فرنسي، وتُستعمل كثيرًا في الأدب والسينما.
معناها: فكرة أو مشهد أو تعبير متكرر ومألوف جدًا بسبب كثرة استخدامه، حتى صار متوقعًا ومبتذلًا أحيانًا.
مثال بسيط:
في الروايات الرومانسية، “الأمير البارد الذي يذوب قلبه أمام البطلة الطيبة” = هذا كليشيه.
في مسلسلات الأكشن، “البطل ينقذ العالم في آخر لحظة” = أيضًا كليشيه.) شكرا الاستماع 😚
لكن لماذا أنا لا أستطيع حتى أن أراه وجهًا لوجه؟!
لقد تمكنتُ من مواجهة الإمبراطورة إيزابيل وإيقافها عند حدّها، أليس كذلك؟!
فلماذا هو لا يترك لي حتى فرصة صغيرة للتقرّب؟
بدون أن يفسح لي أي مجال، كيف من المفترض أن أبدأ بالتقرّب منه؟
عليَّ أن أصبح صديقة طفولته بسرعة حتى تسير الأحداث كما ينبغي،
لكن… كيف أصل إلى تلك المرحلة؟
وبينما كنتُ أغرق في التفكير حتى أصابني الصداع،
ألقت المربية بقنبلة فجائية:
“صحيح… جلالته الأمير يبالغ حقًا.
لماذا يرفض الاقتراب من آنستنا الجميلة والرقيقة؟”
قفزتُ من مكاني مصدومة،
عيناي اتسعتا بشدة من وقع الكلمة التي تفجّرت من فمها.
مهلًا… الآن أدركت! لقد رُفضتُ ثلاث مرات كاملة!
وإن حسبتُ تلك المرة الأولى حين طُردت من القصر…
فهذا يعني أنني قد رُفضت أربع مرات بالفعل!
حين اعتبرته مجرد تجاهل، شعرت بالغضب فقط.
لكن الآن… التفكير بأنني قد “رُفضت” صراحةً،
جرح كبريائي بعمق.
لا عجب أن يولد داخلي عناد مشوّه، لا يعرف الهزيمة.
[العزيز الأمير لوتشيانو.
الطقس الدافئ ما زال مستمراً، فتغدو الأيام مليئة بالبهجة.
هل تقضي أوقاتاً سعيدة؟
وليس لسبب آخر، إنما أبعث بهذه الرسالة لأسألك: هل يمكنني أن أزورك في اليوم السابع القادم؟
ألا ترى أنه سيكون من الجميل أن نتناول طعام الغداء معاً ونقضي وقتاً ممتعاً؟
أعتقد أنّها ستكون فرصة طيبة كي تزداد متانة العلاقة بيننا.
لقد تواصلت معك مرات عدة من قبل، لكنني لم أتلقَّ أي رد، ولذلك لم أتمكن من زيارتك، وهذا أمر مؤسف بالنسبة لي.
أعلم أنّك منشغل إلى حدّ لا يسمح لك حتى بكتابة جواب.
ومع ذلك، لا بدّ أنك تتناول طعامك، ولذا فسوف أزورك وقت الغداء.
وإن لم يصلني ردّ هذه المرة أيضاً، فسأعدّ ذلك موافقة ضمنية منك وأحضر.
داعيةً أن تكون أيامك المقبلة هانئة،
المخلصة: إسبين صاموئيل.]
كتبت رسالة طويلة مليئة بالكلمات، لكن لو لخّصتها لكانت هكذا:
أنا أعرف جيداً أنك تتعمّد تجاهلي.
لا بأس، كل شيء على ما يرام.
لكن إن تجاهلت رسالتي هذه أيضاً، فسأعتبر الأمر موافقة وأقتحم طريقك بنفسي.
يا له من إصرار وجرأة!
فإن جاء الردّ فهذا يعني أنه لم يكن يتجاهلني، وهذا حسن.
وإن لم يأتِ الردّ، فهذا يعني أنّ بإمكاني الذهاب كما أشاء، وهذا أيضاً حسن.
“يا مربية! أرسلي هذه الرسالة إلى القصر الإمبراطوري فوراً!”
وهكذا أرسلت الرسالة، وجلست أنتظر بفارغ الصبر اليوم السابع الذي وعدت نفسي به.
ومع مرور الوقت بلا وعي، حلّ أخيراً اليوم المنتظر…
***
اليوم المنتظر جاء بسرعة، وكان غداً فقط.
صحيح أنّني لم أتلقَّ أي جواب من الأمير لوتشيانو، لكن الأمر لم يكن يهمني.
«سألتقيه وجهاً لوجه على أي حال!»
كنت متحمسة للغاية، ليس بدافع الشوق أو الترقب، بل من العناد والإصرار على أن أوقعه في شباكي مهما حصل.
“يا إلهي! آنستي!”
“ماذا هناك؟”
“لقد وصل ردّ!”
كنت منهمكة أضع خطة للغد، فإذا بالمربية تصرخ بحماسة. نهضت واقفة بسرعة من المفاجأة.
وما إن رأيت وجه المربية المشرق، وذلك الظرف الفاخر في يدها، حتى أدركت فوراً من صاحبه.
“أعطيني إياه بسرعة!”
في الأصل لم أكن أتوقع أي جواب من الأمير لوتشيانو، بل كنت عازمة على اقتحام طريقه بالقوة، لذلك كانت مفاجأتي هائلة، وحماسي في ذروته.
“تفضلي.”
أخذت الرسالة من يدها، وشققتها بسكين الورق في لحظة واحدة.
قلبي يخفق بشدة وأنا أقرأ السطور… ثم تجمّدت.
[أرفض.]
كان رفضاً قاطعاً بلا حتى تحية افتتاحية.
رفضٌ صارمٌ للغاية لم يترك لي أي منفذ لأدسّ نفسي بوقاحة كالعادة.
حتى التوقيع تجنّبه، مكتفياً بختم رسمي… حصن منيع بحق.
“هذا كثير!”
“هل قال لكِ ألّا تأتي؟”
“بل وبمنتهى الحزم!”
ركلت الهواء بعصبية مرّة أخرى، فتنهدت المربية قائلة يا للعجب بأسى.
لكن برود الرسالة لم يخفف من خيبتي ولو قليلاً.
“إذن، ما الذي تنوين فعله الآن؟”
“سأكتب رسالة أخرى بالطبع!”
لم يكن بوسعي أن أستسلم بهذه السهولة.
فاتجهت مجدداً إلى المكتب، وأمسكت القلم وبدأت أكتب:
[إلى الأمير لوتشيانو الجليل والحازم.
لقد طال عنقي في انتظار لقائنا المرتقب حتى خشيت أن ينكسر،
وها قد وصلني رفضكم الصريح بكل وضوح.
لكن… أنا أرفض رفضكم.
سنلتقي غداً بلا شك.
المجروحة من صرامة الأمير،
إسبين صامويل.]
(ياروعة الرسالة حلوة عجبتني 😂😂)
بما أن الأمير لوتشيانو هو من كسر أصول المجاملة أولاً، فقد رميت أنا أيضاً بكل قواعد الأدب جانباً وكتبت صلب الموضوع مباشرة.
طيَّيت الرسالة بعناية وأدخلتها في المغلّف، ثم مددت يدي بها نحو المربية.
“مربيتي، أرسلي هذه فوراً!”
“حسناً يا آنستي.”
فور ندائي أسرعت المربية في إرسالها. كانت تدرك كم أنا مستعجلة، لذا جاءت حركتها سريعة ومرتبة.
ومع ذلك، حتى بعد أن أرسلت الرسالة، لم يهدأ قلبي.
صحيح أننا ما زلنا صغيرين على أي رومانسية حقيقية…
لكن مع هذا، الأمر مبالغ فيه.
بهذه الوتيرة قد لا نصبح حتى صديقين!
يا لها من ورطة! صدري امتلأ بالضيق حتى خرجت مني تنهيدة طويلة.
أليس من المفترض حين يُبعث المرء داخل رواية رومانسية أن تبتسم له الأقدار ويتيسر له كل شيء؟
يسقط أرضاً فيجد الذهب بانتظاره!
يتدحرج من علوّ فيقع فوق البطل نفسه!
حتى لو واجه أوباشاً في الطريق، يتدخل البطل الثاني وينقذه!
كأن الكون كله يتآمر لمصلحته، تنساب الأحداث وحدها، ويولد الارتباط مع أبطال القصة بلا جهد… والمال يتدفق كالسيل!
لقد خضتُ سجالاً كلامياً مع الإمبراطورة إيزابيل نفسها، وهو أمر لا بد أن يكون قد ترك أثراً قوياً في ذاكرة الأمير لوتشيانو…
فلماذا إذن تسير الأمور هكذا؟
لكن لا حياة لمن تنادي!
حتى مع مراعاة طبع الأمير لوتشيانو، لم أطلب منه أن يقع في غرامي من النظرة الأولى.
لكن ألا يجدر به على الأقل أن يترك لي مساحة صغيرة، مجرد خيط أمل؟!
“بهذا الشكل، كيف ستتقدم أحداث الرواية أصلاً؟!”
“آنستي.”
بينما كنت غارقة في أفكاري بعد إرسال الرسالة، جاءني صوت المربية. كان في نبرتها هذه المرة شيء من التهويل غير المعتاد.
“لقد وصل خطاب آخر.”
ليس تجاهلاً… بل رسالة ثانية؟!
بل إنها وصلت بسرعة تكاد تعني أنه أجاب فوراً بعد أن وصله خطابي! ازداد قلبي خفقاناً.
أخذت الرد من يدها وفتحتُه على الفور.
[لا وقت لدي لأضيعه عليك.]
“مستحيل! أي جدار حديدي هذا؟!”
أيعجز عن كتابة جملتين إضافيتين؟ هل ستنكسر أصابعه لو فعل؟
زمجرتُ غاضبة، ثم ما لبثت أن جلست من جديد أكتب رسالة أخرى ملتهبة بالحنق.
[إلى سمو الأمير لوتشيانو المشغول جداً حتى إن كتابة رد طويل تُرهقه.
لكن، ألا بدّ من تناول الطعام مهما كان انشغالك؟
كل ما أطلبه هو أن نتشارك وجبة واحدة فقط.
من سامويل إسبين، الفتاة المتفهمة لانشغالكم.]
“يا مربية!”
وكالعادة، أسرعت مربيتي لتأخذ الرسالة مني وترسلها إلى الأمير لوتشيانو.
آه، إنها بالفعل مربيتي الوفية.
وكأن الأمير أدرك أنني لو تُركت دون رد سأقتحم القصر بنفسي، جاء جوابه هذه المرة سريعاً أيضاً.
[ألا تفهمين الكلام؟ قلت لا تأتِ.]
هل قرأ أفكاري أم ماذا؟
لكن على الأقل، كان هذا الرد أطول بجملة من السابق!
ومع ذلك، لو توقفتُ عند هذا الحد فلن أكون البطلة الحقيقية.
فوراً أمسكت القلم وكتبت رسالة جديدة:
[وكأنك تنتظر رسائلي، سمو الأمير لوتشيانو.
يبدو أنك تستمتع بتبادل الرسائل معي في الوقت الحقيقي، أليس كذلك؟
فردُّك الذي يصل وكأنك كنت بانتظاره يُسعدني كثيراً.
لكن، لا شك أن اللقاء المباشر سيكون أجمل من هذه الرسائل.
إذن… أراك غداً.
من إسبين سامويل، التي تجد متعة كبيرة في الرد على ردودكم.]
أنا التي تجرأت يوماً على مجادلة الإمبراطورة إيزابيل بلا أي خجل، أيمكن أن أعجز عن التظاهر بعدم فهم الإشارات في رسائل؟
كلا، أستطيع أن أكرر ذلك مئة مرة إن لزم الأمر!
وهكذا استمر تبادل الرسائل بيني وبينه بشكل متواصل، كأننا في محادثة مباشرة.
تراكمت الرسائل، لكن محتواها لم يكن سوى تكرار مضحك:
[سآتي!]
[لا تأتِ!]
[قلت لك سآتي!]
[أرفض!]
[هيه! قلت إني سآتي!]
[قلت لك إنني مشغول!]
باختصار، كان هذا مضمون ردِّه.
أما أنا، فبعنادٍ أقرب إلى “لنرَ من سيفوز” واصلت كتابة الرسائل.
[سمو الأمير لوتشيانو،
بعد أن تبادلنا الرسائل طوال هذا اليوم، أشعر أن بيننا ألفة لم تكن موجودة من قبل.
إننا نتحدث في الوقت الحقيقي تقريباً، وكأن المسافة بيننا تلاشت.
ولذلك، حين نلتقي غداً، لن يكون هناك أي حرج أو جفاء.
فلنقضِ وقتاً ممتعاً في الحديث معاً عند لقائنا.
من إسبين سامويل، الطيبة جداً التي تتطلع بشوق للقاء الغد.]
بينما كنا نتبادل الرسائل، كان الغروب قد صبغ السماء بلونٍ أحمر.
وعندها، شعرت في أعماقي أن هذه ستكون آخر رسالة لهذا اليوم.
“يا مربية!”
ما إن ناديت حتى سارعت المربية كعادتها وأخذت الرسالة لتسلمها.
كلما كتبت رسالة جديدة، تولّد في نفسي مزيد من العناد لأردّ عليه، لكن في داخلي كان الغضب والخيبة يتراكم.
حتى إنني فكرت للحظة في الاستسلام… وفي أن أتخلى عن لقاء الأمير لوتشيانو تماماً.
لكن كان عليّ أن أبقى بجانبه كي ألتقي أيضاً بالرجُل الثاني هاريسون.
في الأصل، كان حارساً شخصياً للأمير لوتشيانو.
صحيح أنهما لم يلتقيا بعد، لكن لاحقاً حين يظهر في القصة، يلازمه طَوال أحداث الرواية.
إن لم أستطع الآن إيجاد نقطة تماس مع الأمير لوتشيانو، فحتى لقائي بهاريسون سيصبح غامضاً.
ثم إن هاريسون لم يكن البطل الرئيسي، لذلك لم يُذكَر في الرواية ما الذي كان يفعله في ماضيه بشكل مفصّل.
بالطبع، كونه “الرجل الثاني” فقد حصل على بعض المشاهد بعد ظهور البطلة، لكن ذلك لم يكن إلا لاحقاً… وفي المستقبل البعيد.
أما الآن، قبل بداية القصة الأصلية، فلست أستطيع استغلال هذه الأفضلية ولو قليلاً.
والأمر نفسه ينطبق على “الظل الخفي” دِميان.
ففي الحقيقة، في الرواية الأصلية، ظهر في البداية كلٌّ من الإمبراطورة إيزابيل وابنها الأمير ستيفن كشريرَين مكشوفَين.
لكن بعد منتصف الأحداث تقريباً، ظهر دِميان فجأة.
وكان ظهوره المفاجئ قد أثار ضجة كبيرة في التعليقات، حتى أن البعض قال إنه أُقحِم عمداً فقط لإطالة الفصول.
بمعنى آخر: المعلومات المتوفرة عن دِميان في البداية أقل حتى من المعلومات عن هاريسون.
لا يمكنني أن أقتحم بيت ديميان أو مخبأه هكذا من دون سبب، لذا كان عليّ أن أنتظر حتى تتقدّم الأحداث قليلاً ليأتي لقاؤنا بشكل طبيعي.
لهذا لم يكن أمامي سوى التمسك بالأمير لوتشيانو!
لكن… لو تمسكت به بهذه الطريقة، ألن يملّ مني؟
بدلاً من أن ينبت حب بيننا، قد يصل به الأمر إلى كراهيتي ورغبته بعدم رؤية وجهي…
“لا، عليّ أن أفكر في القصة الأصلية.”
في الرواية الأصلية، كانت البطلة مع الأمير ل
وتشيانو يتشاجران بشدّة.
إذن عليّ أن أعتبر نفسي الآن في نقطة البداية لذلك المسار وأفكر بإيجابية.
فهل بلغتْ أمنيتي الصادقة عنان السماء؟
[مفهوم. أسمح لك بزيارتي غداً.]
أخيراً وصلتني رسالة من الأمير لوتشيانو تحمل الإذن!
(حاليا انا والقراء : اخيرا بداية الوقوع انها مختلليييفة )
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 4"