تكلّم الرّجل برفق و فتح الباب المؤدّي إلى الدّاخل.
بدا كليريفان ، الذّي عومل على أنّه شخص غير معروف الهوّيّة ، منفعلاً.
كليريفان قد خلف والده ، روماسي ديلارد ، في حياتي السّابقة ، لكن ليس بعد.
كليريفان بحدّ ذاته يميل إلى أن يخفي نفسه لأنّ والدي هو شعار متجر الملابس.
ربّتُّ على ظهر كليريفان.
فقط تحمّل الأمر أكثر قليلاً.
عندما ينتهي كلّ هذا ، لن يكون هناك شخص لا يعلم اسم كليريفان بيليت.
شركة بيليت ، التّي سمّيتْ باسمه ، ستكون مشهورة في جميع أنحاء الإمبراطوريّة.
تبعنا الرّجل المسؤول على طول ممرّ مغطّى بسجّاد ناعم ، و دخلنا الغرفة الدّاخليّة.
كانتْ الحراسة شديدة لدرجة أنّه كان بحاجة إلى فتح العديد من الأقفال.
عندما فُتح الباب ، أصبحتْ أضواء مشرقة مرئيّة من المكان الذّي تُعرض فيه المجوهرات.
ضغطتُ على صدري الذّي كان ينبض بسرعة و نظرتُ إلى الأشياء المعروضة وراء الزّجاج كما لو أنّه لا يوجد أيّ شيء خاطئ.
لقد كنتُ أسمع فقط عن المنتجات الخاصّة لمتجر إيفان ، لكنّها المرّة الأولى التّي أراها فيها شخصيًّا.
“هل أنتِ تبحثين عن مجوهر خاصّ؟”
نظرتُ إلى كلّ الرّفوف بحثًا عن المنتج الذّي كان من المفترض أن يكون هنا.
ثمّ وضع الرّجل وسادةً بها العديد من المجوهرات أمامي.
“ماذا عن هذه؟”
نظرتُ إلى الأشياء المعروضة ثمّ إلى التّي جلبها الرّجل مجدّدًا.
شعرتُ بأنّني على وشك الضّحك.
أنتَ تتجاهلني يا صاح.
لا أصدق أنّه يفعل هذا بعد أن أحضرتُه إلى الغرفة الدّاخليّة.
عرض عليّ المسؤول المرتدي لقفّازات بيضاء منتجات كبيرة فقط ، لكنّ قطع المجوهرات و نقاءها كانا فظيعيْن.
الرّجل يختبر عينيّ.
إنّها تبدو كبيرة و زاهية من النّظرة الأولى ، لكن إن لم تكن تمتلك عينًا جيّدة ، ستشتريها دون أن تعلم بأنّ الجودة سيّئة.
ربّما أبدو مضحكةً لأنّني صغيرة في العمر.
قلتُ للرّجل الواقف بوجه وقح.
لكنّني لم أعبّر عن الغضب و الاستياء.
قلتُ بطريقة تُظهر الكرم و تتغاضى عن أخطائه.
“دعني أعطيكَ فرصة أخرى. أحضر المنتجات الصّحيحة.”
“…حسنًا.”
أخفض الرّجل عينيْه و انحنى بأدب.
“لا ، سأرى بنفسي و أختار.”
قلتُ ذلك و مشيتُ ببطأ أمام المعرض.
و لم يمرّ وقت طويل حتّى وجدتُها.
“تلك.”
مجوهر موضوع في متصف المنتجات الخاصّة ، في أكثر مكان يحتوي على الإضاءة.
على عكس المنتجات الأخرى التّي كانتْ مملّة و رتيبة قليلاً ، فقد كان ذلك المجوهر عبارة عن زبرجد** أخضر فاتح يعزّز من جمال الحجر الكريم إلى أقصى حدّ بفضل قصّته الجيّدة و السّلسة.
*** زبرجد : أحد أنواع الأحجار الكريمة ، يأتي بلون أخضر فاتح.
“صانع هذا المجوهر ، هل هنا الآن؟ أريد أن أراه.”
“كيف يمكنني…لا ، ذلك صعب قليلاً.”
كنتُ أعلم بأنّه سيقول شيئًا كهذا.
لن يسمح سيّد إيفان الأعلى برؤية مثل هذا الشّخص المهمّ بسهولة.
لذلك جهّزتُ شيئًا.
نظرتُ إلى كليريفان ، الذّي كان بعيدًا عنّي بنصف خطوة.
و كما أخبرتُه سابقًا ، أخذ كليريفان خطوة إلى الأمام.
“دعني أقدّم لكَ نفسي مرّة أخرى. كليريفان بيليت ، مدير متجر جالاهان للملابس و شركة بيليت.”
“آه…”
جفل المسؤول متفاجئًا.
لقد تجاهل علانيّة رجلاً مسؤولاً عن متجر جالاهان للملابس.
أنا متأكّدة بأنّ قلبه ينبض بتوتّر.
سأل كليريفان بصوت منخفض و بارد ، كما لو أنّه ينتقم ممّا حدث قبل قليل.
“هل يمكنكَ من فضلكَ أن تخبر الحرفيّ الذّي صقل هذا الحجر الكريم أنّني أريد الالتقاء به؟”
********
“من يريد الالتقاء بي؟”
كان كراولي ، الذّي كان يعمل في الورشة العلويّة لمتجر إيفان ، منزعجًا و تجاعيد ظاهرة حول عينيْه.
“المسؤول عن متجر جالاهان للملابس.”
“لماذا يريد مثل هذا الشّخص الالتقاء بي؟”
“أنا لا أعلم.”
“شييش.”
نزع كراولي ، الذّي يكره أن تتمّ مقاطعته أكثر من أيّ شيء ، مئزره بينما يبصق بشتيمة.
بعد كلّ شيء ، المسؤول عن متجر جالاهان للملابس في مكانة يُحسب لها حساب.
حيّتْ طفلة صغيرة و رجلاً طويلاً بعينيْن شرستان كراولي الذّي نزل إلى الغرفة حيث يتمّ عرض المنتجات الخاصّة.
تحاهل كراولي الطّفلة و اقترب من الرّجل و حيّاه.
“لقد سمعتُ بأنّكَ تبحث عنّي.”
فقط في إيفان ، يتمّ معاملة كراولي كشخص لا يقلّ أهمّيّة عن نبيل ، لكنّه على أيّ حال شخص من العامّة.
إضافة إلى ذلك ، كليريفان مسؤول عن متجر جالاهان للملابس ، الذّي يُقال بأنّه يأخذ كلّ المال الذّي تُنتجه الإمبراطوريّة في هذه الأيّام.
نزع كراولي ، المشهور بشخصيّته الصّارمة ، قبّعته و انحنى.
“تشرّفتُ بمعرفتكَ يا سيّد كراولي. أنا كليريفان بيليت.”
ثمّ مدّ الرّجل يده.
“أوه ، نعم…”
رفع كراولي يده و صافحه.
“أنا آسف لمقاطعتكَ ، لا بدّ من أن تكون مشغولاً. هناك شيء أريد حقًّا أن أقوله وجهًا لوجه.”
لقد كانتْ المرّة الأولى التّي يُعامل فيها باحترام من طرف نبيل منذ أن انتقل إلى العاصمة ، التّي يتواجد فيها طبيب جيّد من أجل أن يعالج مرض حفيدته.
لقد مرّ وقت طويل ، لذلك فقد كان الأمر محرجًا بعض الشّيء ، لكنّه شعر بأنّه قد تمّ الاعتراف به كحرفيّ ، لذلك فغضبه ، بسبب أنّه قد تمّ مقاطعة عمله ، قد زال.
“لقد سمعتُ باسم حرفيّ سيّد إيفان الأعلى. لذلك فأنا أودّ أن أطلب من كراولي طلبًا.”
“ذلك صعب قليلاً.”
قال كراولي و هو يأرجح يده.
في الحقيقة ، جدوله ضيّق ، لكنّ كراولي كسول.
و لقد كان من الواضح أنّ نتيجة طلب من نبيل سيتبعها سيل غير منته من الطّلبات.
“أنا أعمل لصالح إيفان فقط.”
كراولي يعلم كيف يحبط النّبلاء الذّين يطلبون هذا النّوع من الطّلبات.
“لكنّها فرصة عظيمة لكراولي…”
“لو كان هذا الرّجل العجوز أصغر سنًّا قليلاً ، كان ليكون له بعض القوّة. أنا آسف.”
“سعال…”
سعل كراولي بمكر ، لكنّ كليريفان لم يستطع فعل أو قول أيّ شيء.
“هممم!”
في ذلك الوقت ، سعلتْ الطّفلة الصّغيرة التّي كانتْ تنظر إلى المجوهرات وحيدةً في الزّاوية بصوت عال.
كما لو أنّها علامة ، اشتدّ مجدّدًا زخم كليريفان الذّي كان قد ضعُف قبل قليل.
“أنا أعلم بأنّكَ مشغول ، لكنّني أتمنّى أن تعتبر الأمر يا سيّد كراولي.”
“أنا لديّ جدول بالفعل…”
كان كراولي منزعجًا قليلاً.
يبدو بأنّه لا يستسلم بسهولة.
حاول التّنفيس عن غضبه المتراكم.
“في الحقيقة ، حفيدتي مريضة…”
“آه…”
“عليّ أن أعتني بها يا سيّد بيليت. أتمنّى أن تعذرني.”
تمّ معالجة الحفيدة من قبل الأطّباء ، كما أنّها تنمو بشكل جيٌد ، لكنّه كان العذر المثاليّ ليرفض.
كما هو متوقّع ، لم يجد كليريفان ما يقوله.
“أنا ذاهب إلى الورشة. تجوّل…”
“ماذا عن حجر كريم لم تتعامل معه من قبل؟”
لقد كانتْ الطّفلة التّي سعلتْ قبل قليل.
“أيّتها الآنسة الشّابة النّبيلة.”
جرح ما قالتْه طفلة نبيلة بنفس عمر حفيدته كبرياءه كحرفيّ.
“لا يوجد حجر كريم لم يصقله هذا الرّجل العجوز.”
“أنا لا أعتقد ذلك.”
“أوه ، حقًّا لا يوجد!”
“هل ستتحمّل مسؤوليّة ذلك؟”
لقد كان وجهها المبتسم وقحًا.
“ماذا ستفعل إذا ما أحضرتُ ، و كليريفان هنا ، حجرًا كريمًا لم تره من قبل إليكَ؟”
“ذلك غير موجود في المقام الأوّل!”
“إذا كان ذلك موجود ، هل ستتحدّى نفسكَ؟”
“أ ، أتحدّى…ها!”
تحدّ لكراولي هذا ، الذّي لم يضيّع أبدًا حجرًا كريمًا لم يصقله.
لم يكن يعلم هوّيّة الطّفلة الصّغيرة ، لكنّ الطّفلة خدشتْ كبرياءه للغاية.
تحوّل وجهه الأحمر إلى اللّون الأحمر ، و رفرف شاربه.
“نعم ، ذلك عظيم.”
قال كراولي ، عاقدًا عزيمته و رافعًا صدره.
“إذا كنتِ تمتلكين مثل هذا النّوع من الأحجار الكريمة ، سأعمل عليه بالتّأكيد!”
أصدرتْ الفتاة ، التّي كانتْ تنظر إلى كراولي ، صوت همهمة كما لو أنّها لم تصدّقه و سألتْ.
“هل أنتَ تراهن على شرفكَ كحرفيّ؟”
“أنا أراهن!”
في تلك اللّحظة ، راهن كراولي بكبريائه على ما يعتقد بأنّه أكثر أهمّيّة من حياته.
“جيّد.”
قالتْ ذلك و ابتسمتْ مثل السّابق.
جفل كتفا كراولي ، يبدو بأنّ قشعريرة قد سرتْ على طول عموده الفقريّ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "80"