في وقت كهذا ، حتّى بالغ سليم لا يمكنه رفع رأسه بسهولة.
لكنّ بيريز مختلف.
عيناه ذواتا اللّون الأحمر الفاتح كانتا تنظران باستقامة إلى رولاك.
مثل آنية خزف بيضاء ، ذلك الوجه الذّي لا يحمل أيّ تعابير كان مليئًا بيقظة حادّة.
ذلك مختلف تمامًا عمّا كان عليه عندما كانتْ فلورينتيا بجانبه.
قبل مدّة قصيرة ، عندما مدّ رولاك يده ، لقد قام بشدّ انتباهه.
“هذا جيّد جدًّا.”
ظنّ رولاك بأنّه مجرّد جرو غير جذّاب فقد والدته عندما رآه يجري من خارج القصر بعد أن سمع صوت فلورينتيا و أيضًا استماعه لها بشكل مطيع.
الآن عندما قام رولاك بالنّظر إليه جيّدًا ، إنه نذل ذكيّ جدًّا.
ضحك رولاك.
“لقد ظننتُ بأنّ المظهر فقط هو الذّي تشبه فيه الإمبراطور السّابق ، لكنّ الشّخصيّة هي نفسها.”
كان رولك يقيّم بيريز الصّغير.
أمير منسيّ بجسد هزيل يمكن أن يتوقّف عن التّنفّس بمجردّ مدّ يد و سحب شعره بقوّة صغيرة.
طفل صغير وحيد لا أحد سيشفق على موته.
بدا مظهره بذلك الشّر مشابهًا كثيرًا للإمبراطور السّابق.
على الرّغم من أنّ الإمبراطور السّابق كان شخصًا قد فشل في حماية عائلته ، كإمبراطور حكم الإمبراطوريّة ، فقد نجح في أداء مهنته.
و بشكل مثير للسّخريّة ، هذا ما جعل غضب رولاك يهدأ قليلاً.
أراد رولاك أن يتظاهر بأنّه لا يعلم و تركه يموت فقط ، لكنّه لم يستطع…
“هل تريد العيش؟”
سأل رولاك بيريز.
“إذا قلتَ ‘أنا أريد’ ، ماذا تريدنني أن أفعل؟ هل أنقذكَ؟”
استمرّ بيريز في القبض على قبضتيْه الصّغيرتيْن.
نظرة دمويّة تلمع بالعداء اتّجاه رولاك الذّي كان يسخر منه.
عينان حمراوتان تشبهان عينيْ الأرنب ، الآن هو يفهم لماذا الإمبراطورة قد ترتجف.
في تلك اللّحظة ، تخيّل رولاك كيف ستقوم لافيني أنجيناس بالصّرير على أسنانها و هي تنظر إلى بيريز ، و عندها شعر بالتّحسّن.
في الحقيقة ، ذلك لوحده كافٍ لجعله يُبقي بيريز على قيد الحياة.
“نعم ، لقد قرّرتُ. سأنقذكَ.”
ابتسم رولاك بينما يحكّ لحيته.
“أنتَ محظوظ لأنّ وجودك يجعل الإمبراطورة تضطرب.”
لم بيريز سعيدًا.
بدلاً من ذلك ، قال بصوت مليء بالعداء.
“فلورينتيا لا تشبهك على الإطلاق.”
“ماذا؟ هاهاها!”
انفجر رولاك بالضّحك.
“نعم ، يا له من حظّ سعيد ، أليس كذلك؟ حفيدتي لا تشبهني ، لذلك هي ليستْ قذرة على الإطلاق.”
ثمّ اختفتْ الابتسامة من وجه رولاك في لحظة.
ثمّ حذّر بيريز.
“لذلك لا تفكّر في الالتصاق بحفيدتي. أنتَ لستَ الشّخص المناسب لها. هل تفهم؟”
تذكّر رولاك عينيْ بيريز و هو ينظر إلى فلورينتيا.
لم تكن تلك صداقة طفل نقيّة.
لقد كانتْ مشاعر إذا مرّ الوقت و كبرا ، ستنضج و تشتعل.
على الرّغم من أنّ بيريز هو ابن الإمبراطور ، هو لم يكن بتلك الأهمّيّة.
بالنّسبة للومباردي ، كونكَ فردًا من العائلة الإمبراطوريّة ليس أمرًا مهمًّا.
لم يجب بيريز ، لكنّ رولاك لم يحتج إلى إجابة أيضًا.
من اليوم فصاعدًا ، رغبة بيريز في العيش بيد رولاك.
“إذا حاولتَ التّقرّب كثيرًا من حفيدتي ، سواءً ككلب أو كمجرم ، أستطيع سحب الطّوق منكَ.”
في النّهاية ، نظر رولاك إلى بيريز ، ثمّ استدار ليبحث عن حفيدته.
“أين أنتِ يا فلورينتيا!”
و هو يفتح باب القصر المنفصل و يصيح بصوت عالٍ ، بدا صاحب الصّوت المسلّي شخصًا مختلفًا تمامًا.
*******
بينما كان بيريز و جدّي يحضيان بحديث ، كنتُ أتجوّل في أرجاء القصر.
كبناية متواجدة في القصر الإمبراطوريّ ، لقد كان كبيرًا و فسيحًا ، لكنّ القصر المهجور كان فارغًا.
خطوتُ بحذر على الدّرج المؤدّي إلى الطّابق الثّاني.
لقد كانتْ الأرضيّة مكسورةً هنا و هناك ، لذلك كان عليّ أن أكون حذرة في خطواتي.
بالتّأكيد ، لا يمكنني الرّؤية جيّدًا لأن المكان مظلم و لا أحد سيفتح الأضواء ، لذلك كان بإمكاني رؤية غرفة واحدة فقط بباب مفتوح في الجانب الآخر من الرّواق المظلم.
“واو ، حقًّا…”
عندما دخلتُ غرفة النّوم ، لم أستطع إيجاد ما أقول.
لقد كانتْ مخيّلتي في أنّها ستكون فوضويّة و قذرة لأنّ طفلاً يعيش هنا وحده دون رعاية شخص بالغ خاطئة تماما.
لن أكون متفاجئة لو كانتْ كذلك.
لقد كانتْ غرفة نوم بيريز فارغة.
لقد كانتْ تتكوّن فقط من سرير عريض ، أثاث بسيط ، و كتب مرفوفة.
باستثناء الأواني التّي كانتْ موجودة أمامًا المدفأة ، لم يكن هناك أيّ أثر لشخص يعيش في هذه الغرفة.
لم يكن هناك أيّ شيء من الحليّ الشّائعة أو أيّ شيء يبدو قيّمًا.
من المستحيل لقصر يعيش فيه طفل وحيدًا دون رعاية شخص بالغ أن يحتوي على كنوز.
“آه.”
باستثناء الشّيئيْن التّي وجدتُها بينما كنتُ جالسةً على السّرير.
لقد كانا السّيف الخشبيّ و قنّينة الدّواء الذّي أعطيتُهما له ، و كانا موجودان في طرف سريره.
تمّ ترتيبهما على شكل دائرة فوق البطّانيّة.
في ذلك الوقت ، سمعتُ صوت جدّي.
“أين أنتِ يا فلورينتيا!”
“أنا هنا!”
جريتُ بسرعة على الدّرج.
لحسن الحظّ ، بدا بيريز بخير بلا جروح.
بالتّأكيد هو كذلك.
جدّي ليس شخصًا سيّئًا ليصبح غاضبًا إلى تلك الدّرجة من طفل مسكين مثله.
عندما قفزتُ و وقفتُ أمامه ، أحنى جدّي ظهره قليلاً ، و نظر إلى عينيّ و قال.
“الجدّ عليه الذّهاب إلى مكان ما للحظة ، لذلك انتظري هنا. سأترك فارسًا واحدًا في الخارج ، لذا لا تقلقي.”
ظهر فارس بوجه مألوف قليلاً ، و كان يحمل الحقيبة التّي جلبتُها بيده ، ثمّ انحنى.
“نعم يا جدّي!”
“هاه هاه ، يا للطّفلة…”
ربّت جدّي على رأسي أخيرًا و خرج.
كانتْ عربة لومباردي تنتظر خارجًا ، ثمّ بدأتْ في الجري على طول طريق الغابة بعد أن دخل جدّي إليها.
لوّحتُ بيدي ثمّ سألتُ بيريز الذّي كان واقفا بجانبي.
“ما الذّي تكلّمتَ بشأنه مع جدّي؟”
“…لا شيء.”
“لقد كنتما خارجًا لوقت طويل. ما الذّي تكلّمتُما عنه؟”
“أنا لم أقل شيئًا.”
إذن ، هل قام جدّي بتوبيخكَ؟
حسنًا ، لا بدّ أنّهما لم يتكلّما عن الكثير من الأشياء.
عندما أوقفتُ فضولي ، مددتُ يدي نحو بيريز.
نظر إليّ متعجّبًا.
“لنذهب ، لقد أحضرتُ الكثير من الأشياء لأعطيها لكَ.”
طريق الدّرج وعر للغاية.
إذا سقط هذا الصّبيّ عن طريق الخطأ ، قد يصاب بشكل خطير.
و بسبب ذلك قد مددتُ يدي.
رمش بيريز ببطأ مرّة واحدة ثمّ أمسك بيدي ، ربّما لأنّه بطيء في كلّ شيء.
بدأتُ في الصّعود على الدّرج أوّلا و أنا أمسك بتلك اليد التّي كانتْ تمسك بي بإحكام.
تساءلتُ إذا كان لا يحبّ الإمساك بالأيدي هكذا ، لكن لحسن الحظّ ، كان يتبع خطواتي بهدوء ، خطوةً بعد خطوة.
عندما وصلنا إلى غرفة النّوم ، كان بيريز يمسك بيدي بإحكام أكبر.
*******
مشى جوفانيس على طول أروقة القصر الإمبراطوريّ بوجه متصلّب.
لقد كانتْ خطواته تنمّ على نفاذ الصّبر.
عندما وصل إلى المكتب ، فتح الخادم الواقف أمامه الباب بسرعة.
الشّمس الحمراء التّي تلوح في أفق السّماء قد أشرقتْ لتوّها فقط ، و أضاءتْ أشعّة الشّمس التّي تدخل من خلال النّافذة المكتب.
و كان هناك رجل يستقبل أشعّة الضّوء في المكتب ، كما حيّا جوفانيس.
“لقد مرّ وقت طويل با صاحب الجلالة.”
لقد كان رولاك لومباردي ، الذّي كان جالسًا على الكرسيّ و يشرب الشّاي كما لو كان في مكتبه الخاصّ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 47"