أومئتُ بقوّة على الرّغم من أنّن لا أعلم على من سيكون غاضبًا.
في نفس الوقت ، دخلتْ العربة القصر الإمبراطوريّ.
مثلما ما هو الحال في الخارج ، لقد كان مكانًا مظلمًا ، باستثناء الأنوار المتفرّقة على طول الطّريق.
“أين يجب أن نذهب؟”
فتح الحوذيّ النّافذة الصّغيرة و سأل.
“أنا أعرف فقط كيف نمشي من هنا.”
“إذن ما باليد حيلة.”
بدا جدّي متحيّرًا للحظة ، ثمّ فتح باب العربة و خرج.
قفزتُ أيضًا بينما أمسك بيد جدّي.
قال الحوذيّ أنّه سيتبعنا ليحمل حقيبتي ، لكنّ جدّي هزّ رأسه و حمل حقيبتي بيده.
لا بدّ أنّ السّبب أنّه لا يستطيع إظهار بيريز لأيّ شخص.
“لنذهب يا فلورينتيا.”
مدّ الجدّ يده إليّ.
مشيتُ على الطّريق المؤدّي إلى الغابة غير المرئيّة بينما أمسك بيد أكبر و أكثر خشونة قليلاً من يد والدي.
لحسن الحظ ، بدأتْ السّماء تُضيء تدريجيًّا من الشّرق.
بالاعتماد على ذاكرتي ، وصلنا إلى المكان حيث كان بيريز يقطف و يأكل الأعشاب.
و هناك أدركتُ.
أنا فقط أعلم بأنّه في الجهة الغربيّة ، لكنّني لا أعلم حقًّا أين يعيش بيريز.
“جدّي ، هنا…”
“ماذا؟”
“لقد قابلتُ بيريز هنا في ذلك اليوم. و لقد سمعتُ فقط بأنّه يعيش في الغابة غرب قصر الإمبراطورة…”
على العكس من توقّعي بأنّه سيتحيّر ، بدا جدّي يعرف أين يجب الذّهاب.
“هل يعقل…هناك…؟”
تمتم جدّي بكلمة مجهولة و نظر إلى مكان بعيد حيث يمكن فقط رؤية الأشجار الكثيفة.
“إنّها أكثر شرًّا ممّا توقّعتُ.”
ضغط جدّي على يدي.
“من هنا فصاعدًا ، الجدّ يعلم الطّريق ، لنذهب إذن.”
مشى الجدّ أوّلا بوجه متصلّب.
و بعد فترة ، وقفنا أمام قصير صغير.
لقد كانتْ بنايةً قديمةً بدتْ أقرب إلى أنقاض.
بمجرّد أن هبّ ريح صغير ، صدر عن النّافذة صوت صفير عالٍ.
“لا بدّ أنّكِ مجنونة…”
خرجتْ تلك اللّعنة من فمي دون إدراكي.
مهما كنتِ تكرهينه ، كيف استطعتِ ترك طفل في قصر مهجور مثل هذا لوحده؟
مخزن الإمبراطورة مريح أكثر منه بلا شكّ.
قال جدّي و هو ينظر إلى القصر بعينيْن جادّتيْن مثلي.
“إحدى محظيات الإمبراطور السّابق قد سكنتْ هنا…”
لم يستطع جدّي قول كلّ الكلمات التّي كان يريد قولها و قصّرها ، لكنّه بدا يعرف كلّ شيء.
أمر الإمبراطورة جعل بيريز و والدته يعيشان في مثل هذا المكان.
“لا أحد سيأتي إلى هنا. هذا المكان…”
“لقد قلتِ بأنّه يعيش في غربيّ قصر الإمبراطورة؟ هذا هو القصر الوحيد الموجود في الغابة الغربيّة ، و يبدو أنّه المكان الذّي عاش فيه الأمير الثّاني مع والدته.”
“إذن ، حقًّا هذا المكان…”
لأكون صادقة ، بدتْ البناية كما لو أنّه لن يكون غريبًا إذا ظهر شبح فجأة.
العيش هنا وحيدًا لأشهر.
لن أكون قادرةً على الصّمود هنا ليوم واحد ، فما بالكَ بسنة.
لقد أدركتُ مجدّدًا كيف نجا بيريز بشراسة.
“لنذهب إلى الدّاخل.”
لقد كنتُ على وشك الدّخول إلى الدّاخل كما قال الجدّ.
بانغ-!
سمعتُ صوتًا عاليًا ، و فُتح الباب بقوّة كبيرة لدرجة أنّني ظننتُ أنّه سينفصل عن مكانه.
و خرج الفتى الصّغير الذّي دفع الباب قادمًا نحوي.
رفرف شعره الأسود في كلّ خطوة يخطوها ، و لمعتْ بشرته البيضاء مثل آنية فخّار نظيفة بسبب شفق الفجر.
“بيـ ، بيريز…آو!”
وصل بيريز إليّ بسرعة كبيرة ، و حضنني على الفور.
كان الجسد الذّي ارتطم بي بصوت طنين مؤلمًا ، لكنّني لم أستطع دفعه بعيدًا.
لقد كان الصبيّ الذّي يسند رأسه على كتفي و يحضنني بإحكام يائسًا للغاية.
“فلورينتيا.”
كان صوت الصّبيّ الهزيل الذّي يناديني مرتجفًا.
“هاي ، ابتعد قليلا. لا أستطيع التّنفّس.”
قلتُ بصوت عالٍ عن قصد.
و عندها استمع الصّبيّ لكلماتي على الرّغم من أنّه كان يبدو و كأنّه لن يتركني مهما حصل.
لكن لقد كانتْ مجرّد نصف خطوة.
خطى إلى الوراء فقط و حدّق فيّ.
و ما تزال يده ممسكة بكمّ قميصي.
لقد كان وجهه خاليًا من التّعابير ، لكنّ عينيْه الحمراوتيْن كانتا تنظران إليّ فقط.
لماذا يفعل هذا؟
حسنًا ، بما أنّه كان وحيدًا في مكان كهذا ، لا بدّ أنّه سيكون من الرّائع رؤية أيّ شخص.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 46"