ابتسم والدي بحرارة ، على ما يبدو فإنّه قد ارتاح بإجابتهما.
“أراكِ قريبًا يا تيا.”
سرعان ما قام والدي ، الذّي ودّعني و قبّل رأسي ، بالابتعاد وصولاً إلى المائدة هناك.
في المكان الذّي يجلس فيه الأزواج قرب بعضهم البعض ، فقط والدي الذّي كان وحيدًا.
بتنهيدة صغيرة ، استدرتُ لأجلس.
“ستجلس تيا إلى جانبي!”
“لا! بل إلى جانبي!”
كان التّوأم يتجادلان حولي.
والدي ، من يعتني بمن؟
جيليو و مايرون ، اللّذان يمتلكان علاقة جيّدة ، دائما ما يتجادلان عندما يتعلّق الأمر بي.
“الآن ، أنتما. لا تتقاتلا.”
حاولتُ تهدئتهم ، لكنّ التّوأم المنزعجيْن بالفعل لا يسمعان صوتي على ما يبدو.
“إنّه دوري!”
“هذا ليس عدلاً!”
صوتهما يرتفع.
حدث ذلك عندما تدخّلتُ بين هذيْن الاثنيْن الحيويّيْن لأنّه قد بدا أنّنا سنثير حقًّا الانتباه.
“جيليو. مايرون.”
عندما دخل شخص ما إلى قاعة المأدبة ، نوديَ باسم التّوأم بصوت صارم.
لقد كان فيستيان سكولتز ، والد الاثنيْن.
لم تختفِ الابتسامة من الوجه الذّي يقترب بخطى كبيرة ، لكن الجوّ المحيط به بارد حتّى دون الشّعور بذلك.
“لماذا هذه الضّجة؟”
و التقتْ نظراتُ فيستيان بي.
“أنتِ مجدّدًا.”
نعم؟
موقف فيستيان غريب.
موقفه مختلف تمامًا عن ذاك عندما كان مع العمّة شانانيت.
لقد كان ينظر إليّ كما لو أنّني مشكلة تجلب الصّداع ، حتّى أنّه قد دفع كتفي كما لو أنّ وجودي غير ضروريّ.
على الرّغم من أنّها قد كانتْ دفعة خفيفة ، لكنّ جسدي الطّفل قد عاد للوراء بفعل قوّة بالغ.
فيستيان ، الذّي أزالني من جانب التّوأم ، قال لابنيْه.
“ألم يخبركما والدكما بأنّ عليكما أن تكونا مأدّبيْن في اجتماع العائلة اليوم؟”
“نعم.”
“أنا آسف…”
أحنى التّوأم اللّذان أصبحا كئيبيْن عندما تمّ توبيخهما رأسيْهما.
“نعم ، أنا أثق بكما.”
قال فيستيان ذلك للمرّة الأخيرة ثمّ مشى نحو المائدة.
“هاها ، أنا آسف ، أنا متأخّر!”
لقد كان صوتًا مسلّيًّا لدرجة أنّه لا يمكن تخيّل أنّ صاحبه هو نفس الشّخص الذّي نظر إليّ باحتقار و ببرود قبل وهلة.
نعم ، هذا هو ما أعرفه عن فيستيان سكولتز.
جلستُ بجانب التّوأم اللّذان جلسا بهدوء على مقعديْهما.
بالتّأكيد ، لقد عاد الاثنان إلى وجهيْهما المرحيْن المعتاديْن ، كما لو أنّهم لم يكونا مكتئبين قبل دقيقة.
سألتُهم بحذر.
“هاي ، أتعلمان ، هل قمتُ بشيء خاطئ؟”
أمال التّوأم رأسيْهما على سؤالي.
“قبل قليل ، السّيّد فيستيان…، أظنّ أنّه غاضب عليّ قليلاً.”
فقط حينها ، أومأ الاثنان قائليْن ‘آه’.
ألقا نظرةً على محيطهما ثمّ أجباني.
“لم يكن ذلك بسبب أنّ تيا اقترفتْ خطأً.”
“بل بسبب أنّ والدي من الأصل يكره أبناء العمومة.”
“يكره…أبناء العمومة؟”
لم يكن من السّهل فهم ما كانا يقصدانه.
“نعم. لقد قال والدي أنّه يكره لومباردي.”
تردّد جيليو ثمّ قال.
“لا يمكنكَ قول ذلك!”
ارتعب مايرون و وبّخ جيليو.
“لكن ، لا بأس مع تيا.”
“نعم ، لكن…”
“لن أخبر أحدًا. لا تقلق.”
قلتُ محاولةً طمأنتهما.
هدأ مايرون كما لو أنّه قد أصبح مرتاحًا بوعدي.
ثمّ همس بصوت صغير كما لو كان يختلق أعذارًا.
“والدي أيضًا لا يحبّ أن نلعب مع تيا.”
“حقًّا؟ هل تعلم العمّة شانانيت عن ذلك؟”
كما هو متوقّع ، حكّ التّوأم شعريْهما في نفس الوقت.
“قال والدي بأنّه سرّ بين رجال عائلة سكولتز فقط.”
رجال عائلة سكولتز.
من الواضح أنّه غير ملائم للتّوأم اللّذان يستعملان اسم لومباردي ، و حتّى لفيستيان الذّي غيّر اسمه الأخير و يقدّم نفسه على أنّه ‘فيستيان لومباردي’ في العلن.
أدرتُ رأسي و ألقيتُ نظري على المائدة التّي يجلس حولها البالغين.
أتساءل ما هي النّكتة التّي يضحك عليها فيستيان بهذا الصّوت.
لكن ، لا توجد أيّ كذبة في كلمات التّوأم و لا حتّى القوّة التّي دفعتني بعيدًا.
و مع ذلك ، لم تكن هناك أيّ علامة عن ابتسامة زائفة من شانانيت ، التّي كانتْ تمسك بيد فيستيان و تضحك معه.
بقدر ما أعلمه ، شانانيت امرأة ستفضّل القيام بكلّ شيء بشكل أنيق و صريح على أن تقوم بهكذا مسرحيّة.
بالضّبط كما كانتْ في حياتي السّابقة.
لكنّني متأكّدة من شيء واحد ، أن فيستيان سكولتز على الأغلب ليس الصّهر البهيج الذّي كنتُ أعتقده.
و إذ ذاك.
سمعتُ صوت نقيق آتي عبر المائدة الكبيرة.
“مرحبًا أيّتها الهجينة.”
آه. لقد مرّ وقت طويل.
عندما نظرتُ إلى ذلك الجانب ، رأيتُ بيلساك يضحك عليّ.
لقد كان يضحك بصوت عالٍ لدرجة أنّه يبدو و كأنّه سيختنق عمّا قريب.
أشعر أنّ هذا اليوم قد أصبح الأسوء فقط بسماع ضحكته.
و بالتّأكيد ، من المستحيل أن أضيّع وقتي في الشّجار معه.
أستاليو ، الجالس بجانب بيلساك اليوم ، بدا أنّه أيضًا في روح معنويّة عالية.
“هاي ، ألا يمكنكِ سماعي أناديكِ؟”
عندما لم أُجب ، تذمّر بيلساك بصوت أكثر فظاظة.
بالنّسبة لي ، فقد كان يشبه نباح كلب.
ركّزتُ في تقطيع الخبز قبل أن نبدأ الأكل كما لو كنتُ لا أسمع أيّ شيء منه.
“هذه الفتاة حقًّا…”
بيلساك ، الذّي أصبح أشدّ انفعالاً ، تأوّه و نظر حوله.
ثمّ ، أمسك احدى حبّات العنب الخضراء الذّي كان أمامه و رماها عليّ.
توك.
حبّة عنب سقطتْ فوق غطاء المائدة بعد أن أصابتْ وجهي و تدحرجتْ فوق المائدة.
يبدو أنّكَ ما تزال بحاجة للمزيد من الضّرب.
لم تكن لديّ أيّ نيّة لأكون صبورة.
كنتُ فقط أفكّر كيف أردّ الصّاع صاعيْن.
لذلك ، اقتطفتُ ثلاث حبّات ناضجة من عنقود العنب الأخضر بيد واحد.
لكن قبل حتّى أن أتمكّن من رميها ، شيئ ما قد اصطدم بوجه بيلساك.
سحق!
بدا الخبز المدهون بالزّبدة كما لو أنّه قد التصق بوجه بيلساك ، ثمّ انزلق ببطء.
“فوهاها!”
ابتسمتُ ثمّ نظرتُ إلى المكان الذّي انطلق منه الخبز.
لقد كان مايرون ، الذّي ما يزال يمسك بسكين مدهون بالزّبدة بيده.
“مالذّي تفعله الآن؟ آغه!”
بيلساك ، الذّي أبعد الخبز عن وجهه ، أصبح غاضبًا ، لكن قطعة خبز أخرى طارتْ مجددًّا ، و هذه المرّة إلى الجانب الآخر من وجهه.
دون الحاجة لقول ذلك ، لقد كانتْ فعلة جيليو.
“لحظة ، ماذا! لماذا أنتما تفعلان هذا؟!”
صرخ بيلساك مدّعيًا الظّلم و هو يمسح وجهه الذّي أصبح دهنيًّا بمنديل ورقيّ.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 35"