تردد صوت الدوق من خلفي. التفتُ فرأيته يحمل الماركيز على كتفه. نعم، الأيل لم يكن الأولوية الآن، بل إيصال الماركيز إلى طبيبٍ بأسرع وقت. اقتربتُ من الدوق لأساعده في دعم الماركيز.
بينما كنا نتقدم بخطواتٍ متثاقلة، تقدم الأيل فجأة وحجب طريقي. كان شبحًا يمكن اختراقه، لكنني لم أجرؤ. توقف الدوق أيضًا، كأننا تشاركنا الفكرة ذاتها.
بدت حركاته وكأنه يريد قول شيء، ربما عن الأرواح المحبوسة في الخنجر. فكرتُ فيما ينبغي فعله ونظرتُ إلى الخنجر المُلقى، ثم رأيتُ الكاهن ينهض ويلتقطه.
“سيدي الكاهن، إن كسرنا الخنجر… هل تتحرر الأرواح داخله؟”
سألته فجأة. لكنه هز رأسه نافيًا.
“ليس فكرةً جيدة. كسره سيحررها، لكنه خطر. قد تبحث الأرواح غير المستقرة عن وعاءٍ جديد، ربما أنتِ، أو شخصٌ آخر.”
“آه…”
إذن، قد نضطر لحبسها في الخنجر. شعرتُ بالحيرة. الأرواح تحتاج التناسخ عبر الصعود، لكنها محرومةٌ من ذلك داخل الخنجر، بما فيها روح الدب الذي مات للتو.
“ماذا عن الخنجر إذن؟”
أطرقتُ ونظرتُ إليه في يد الكاهن وسألتُ. أجاب وهو يضمه إلى صدره.
“سآخذه إلى المعبد. قد يجذب أرواحًا أخرى، وهو خطرٌ على العامة.”
“وماذا عن الأرواح المحبوسة؟”
“همم… سيستغرق وقتًا، لكن سأساعدها على الصعود تدريجيًا. لكن الخنجر لن يُستخدم مجددًا، إذ سينكسر عند تحررها.”
واصل بهدوء. لاحظتُ الأيل يتردد كأنه يستجيب، ثم اقترب من الكاهن ودار حوله.
أيقنتُ أنه يفهم كلامنا. كنتُ أظنه كائنًا مقدسًا لقوته الاستثنائية، وها قد تأكد ذلك.
“أنا آسفة لموت الدب. لكنه يعدك بمساعدة الأرواح على الصعود، فهل تتنحى؟”
لم أتردد، بل خاطبتُ الأيل مباشرة. كان السؤال إن يصغي أم لا، لكنني أردتُ المحاولة.
“هل تقلق الروح التي تراها الآنسة على الأرواح في الخنجر؟”
تبعني صوت الكاهن. بدا مرتبكًا من تصرفي، إذ يشعر بالأرواح دون رؤيتها.
“نعم، الأيل يدور حول الخنجر، ويبدو أنه يفهم كلامنا إلى حدٍ ما.”
“حقًا…؟”
التفت إلى اتجاه الروح متعجبًا، وفرك ذقنه متأملاً قبل أن يتكلم.
“سأضمن صعودها جميعًا. لن أتخلى حتى لو طال الوقت، فلا تقلق.”
كان موقفًا مهذبًا تجاه أرواحٍ حيوانية، ربما صدقٌ نابعٌ من ذلك.
استدار الأيل بهدوء وغادر الكهف ببطء، كأن تعلقه يثقله، حتى اختفى من رؤيتنا.
“ر-رحل؟ أسهل مما توقعتُ…”
“أرواح الحيوانات غالبًا كذلك. لكن فهمه للكلام يعني ذكاءً عاليًا، فخشيتُ تعقيد الأمر، لكنه رحل لحسن الحظ.”
قال الكاهن. حدقتُ في مكانه الخالي، متخيلةً قلقه على الأرواح. ربما يبقى هنا يرعى أرواح الغابة حتى تتلاشى روحه.
‘هل يفضل الأيل البقاء هنا على الصعود…؟’
فكرتُ وأنا أغادر الكهف مسرعة. وضع الدوق الماركيز على حصان، وركبتُ مع الكاهن، عبرنا الغابة المظلمة حتى وصلنا العربة. كانت الخيول الهاربة قد عادت، فأوصلها السائق بالعربة، وغادرنا الغابة.
رأيتُ الكاهن والماركيز منهكين أمامي. كانت تجربةً غير متوقعة. أصيب الماركيز بجروحٍ بالغة، وكاد يموت، لكنه بدا مستقرًا على العربة، وقد تخلص من الأرواح الملتصقة، فلا مخاطر أخرى تلوح.
***
بعد أيام، زرتُ أنا والدوق الماركيز في قصر الماركيز. نهض من سريره فور دخولنا، رغم الضمادات حول بطنه، وكأنه لا يتألم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 85"
امتى الشابتر الجديد؟