نظرت لوسي خلسة إلى يدها اليسرى التي كانت تقبض بقوة على اللحاف.
كان من المفترض أن ترفضها على الفور.
“أريد أن أنام معكِ.”
‘لقد فهمت، فلتتوقّف!’
صرخت لوسي في داخلها.
أخيرًا، هل أتى ذلك اليوم المشؤوم؟
وكأنّها كانت تتوقّعه منذ زمن، تدلّت رأس لوسي إلى الأسفل، ووجهها شاحب كالثلج.
عيونها المرتجفة كانت تعكس كمّ الارتباك الذي يعتريها الآن.
‘ما العمل؟’
تساءلت لوسي مع نفسها.
‘وما الذي يمكن فعله؟ لا بدّ من الرفض!’
رفعت رأسها فجأة دون لحظة تردّد، وفتحت فمها بتصميم واضح.
“أ، أعتقد أنّه لا يمكن، ه…؟”
لكن لفرط توتّرها، عضّت لسانها.
ويبدو أنّ العضّة كانت عنيفة بعض الشيء، إذ شعرت بطعم الدم المعدنيّ يملأ فمها.
ومع ذلك، لم تشعر لوسي بألمٍ يُذكر.
“هل عضضتِ لسانكِ؟”
الغريب أنّ من أبدى ردّ فعلٍ حادًا كان لايل.
“هاه؟ أُه…”
“دعيني أرى.”
‘ماذا ترى؟’
‘إذا عضضتُ لساني، فقد عضضته. ما الذي تريد رؤيته؟’
أغلقت لوسي فمها بتعجّب.
“قلتُ دعيني أراه، فلماذا تُغلقين فمك؟”
استدار لايل تمامًا بجسده نحو لوسي، ومدّ يده نحو فمها.
ثمّ ضغطت على فكّها السفلي لتفتح فمها عنوة.
“إيـ…”
لم تسنح للوسي حتى فرصة لمنعها، فقد فتحت فمها قسرًا، ما جعلها تشدّ على فكّها لا إراديًا.
ولكن كلّما فعلت ذلك، طالبها لايل بصوتٍ حازم:
“افتحي.”
أضيف الفاعل.(تقصد يقول “قلت افتحيه”
عشان يكون في فاعل بالجملة)
” افتحي.”
أضيفه.
حتى لو أُضيف الفاعل، فإنّ الجملة ما تزال تُسمع بأقبح شكلٍ ممكن. ولا حاجة للحديث عمّا دار في عقل لوسي.(يعني حتى لو لايل اضف المفاعل للجملة و الي هتصير نحويا صحيحة الا انها هتبقى فيها سياق قاسي و مش مريح)
كأنّها كانت في صراع قوى، راح فكّ لوسي يرتجف بشدّة.
وظلّتا هكذا فترة لا نهاية لها، حتى تخلّت لوسي عن عنادها في النهاية.
وأطلقت فكّها ببطء.
حينها، وكأنّها كانت تنتظر تلك اللحظة، غزت إصبعان غليظان فم لوسي.
“ممف!”
من شدة الذهول، عضّت لوسي إصبعي لايل بعنف.
فانطبع أثر أسنانها على جلده.
ورغم ذلك، لم يتوقّف لايل عن تقليب فم لوسي من الداخل.
“هناك جرح في طرف لسانكِ.”
‘أ، أعلم ذلك أنا أيضًا!’
لكن بما أنّ إصبعي لايل لا يزالان داخل فمها، لم تتمكّن لوسي من الرد، واكتفت بالتمتمة في داخلها.
‘كلّ هذا من أجل عضّة صغيرة؟!’
لو كان ما يدفعه هو القلق، لَظهر بعض القلق على وجهه. لكنّ لايل كان مفرطا في عد ابداء أي ردة فعل.
ومع مرور الوقت، بدأ فكّ لوسي يؤلمها من شدة الفتح.
وظهرت دمعة صغيرة في طرف عينيها، كما لو أنّ ذلك أمرٌ حتميّ.
‘لقد كان هذا كافيًا!’
أمسكت لوسي بسرعة بمعصم لايل، كأنّها تستجديها أن تتوقّف.
لعلّ توسّلها قد وصل، إذ انطلق صوت لايل من جديد بنبرةٍ صارمة:
“سيشفى قريبًا.”
وكأنّه قام بتشخيصٍ حقيقيّ، قال ذلك بنبرةٍ يملؤها الثقة. لكنه مع ذلك لم يسحب إصبعيه بعد.
“فالجرح داخل الفم يشفى بسرعة.”
وكأنّه يطلب منها أن تقتنع بذلك وحسب. لكن بالنسبة للوسي، لم يكن ذلك المهم حاليًا.
“أممف! أوفففف!”
‘فهمتُ! فقط أزيل إصبعَيكِ!’
حاولت لوسي الاعتراض بتحريك فمها، لكن لسانها المضغوط لم يسمح لها بإصدار كلمات مفهومة.
“لوسي، لا تجرحي نفسكِ بعد الآن.”
“قلتُ لكِ من قبل، إن تأذيتِ، سأشعر بالسوء.”
وكأنّه يحذّرها ،ضغط لايل بيدها الأخرى على فخذ لوسي وهو يقول ذلك.
‘هل أنت جادّ؟ هذا كلامك أنت؟’
احتجّت لوسي في داخلها وهي تُغمض عينيها.
‘أنت من طلبت أن تعض كاحلي!’
ورغم أفكارها الساخطة، كان رأس لوسي يتحرّك للأعلى والأسفل بجدّية تفوق أيّ أحد.
‘لن أؤذي نفسي! فأنا أيضًا لا أحبّ الألم!’
بقي لايل ينظر إلى لوسي التي أومأت برأسها بصدق، ثم سحب فجأة إصبعيه من فمها.
“كح!”
ما إن استعاد فمها حريته، حتّى خرجت سعلات صغيرة منها.
شعرت وكأنّ لسانها مخدّر.
ولم تحتمل لوسي ذلك هذه المرّة، فحدّقت بريبة وغضب في وجه لايل.
وفي تلك اللحظة، وقع بصرها على إصبعَي لايل المبللين بالبصاق يلمعان تحت الضوء.
“آ… آآااه!”
كانت لديها الكثير من الكلمات، لكنها لم تعرف من أين تبدأ.
وفي النهاية، بدلًا من أن تقول شيئًا، اخذت يد لايل المتّسخة بلعابها وبدأت تفركها بكمّ قميص نومها.
‘إن عضضتُ لساني مرّتين، سأموت!’
وحتى وهي تمسح يد لايل، كانت لا تزال تحدّق فيها بنظراتٍ محتقنة بالغضب.
“تحديقك بي الآن، يعني أنكِ ستنامين معي، أليس كذلك؟”
‘هل ما زال لديك الجرأة لقول هذا؟!’
حتى الثعلب لا يضاهي خبث هذا الرجل.
وابتسامته المرحة كانت تخدش أعصاب لوسي مرارًا وتكرارًا.
وهكذا، عادت المحادثة مجددًا إلى بدايتها.
وهذه المرّة، ردّت لوسي بوجهٍ حازم جدًا:
“قلتُ لك، لا يمكن!”
كلا! لا! ولن يكون!
ولأنّها قالتها بقوة هذه المرّة دون أن تعض لسانها، ابتسم لايل بكسل وسألت:
“لماذا؟ كنا ننام سويًّا عندما كنّا صغيرتين.”
كأنّه يقصد “النوم” فقط، راح يتحدّث عن الذكريات القديمة.
“ما هذا الهراء؟! هل تعتقد أنّ الأمر لا يزال كما كان؟! ثمّ إنّك لا تقصد النوم فقط!”
‘يا لهذا الفاجر!’
ردّت لوسي بغضبٍ مكبوت.
وكالعادة، تصرّف لايل ببرودٍ مطلق.
“ما الذي تقصدينه؟ ما غير هذا؟”
وكأنّه لا يعرف شيئًا، مال برأسه ببراءة.
توقّفت لوسي فجأة، وفتحت فمها بذهول.
“لا تقولي إنّكِ لم تفكّري بتلك الطريقة؟”
“أن، أنت من توحي لي بذلك باستمرار!”
“أنا كنتُ واضحا تمامًا.”
قالها لايل بثقة، وكأنّ لا مشكلة في كلامها.
“وأنتِ من فسّرتِ كلامي بطريقة منحرفة.”
‘فهل هذا خطئي أنا؟’
وكأنّها لا تفهم سبب الغضب، أضافت بنبرة مستغربة:
“التحديق وما إلى ذلك…”
“ما به؟”
“أ… ألم تقل أيضًا في تلك الليلة إنك إن نظرتِ إليّ على السرير…”
كانت تنوي تقليد كلماته، لكنها لم تستطيع أن تنطق بها بسبب الخجل.
“فماذا؟ ما به؟”
“……”
أجل، ماذا به؟
بعيدًا عن الإحساس بالظلم، لم يقلل لايل شيئًا صريحًا حقًا.
فقد توقّف حديثها دومًا عند ‘السرير’ فقط.
حتى الآن، تفادت دائمًا التوضيح المباشر، كأنّها تترك لنفسها مهربًا.
“……”
في النهاية، أصبحت لوسي وحدها هي الفتاة المنحرفة. واحمرّ وجهها من الخجل، مع ملامح استسلامٍ تملأها.
وهنا، استغلّ لايل اللحظة، وقالت بنبرة مرحة:
“مثلما كنّا صغارًا… لن أمسك سوى يدكِ فقط.”
لقد سئمت لوسي من مجاراته.
فدفعت يد لايل بغضب وصاحت:
“كفى! اذهب واغسل يديك و نم وحدك!”
رغم أنّها كانت إجابة حاسمة، إلا أنّ لايل لم يُظهر أيّ خيبة أمل. بل زادت ابتسامته إشراقًا، وكأنّه يستمتع بالأمر كثيرًا.
*
**
في صباح اليوم التالي.
خرجت موران من الخيمة بوجهٍ مملوء بخيبة الأمل.
“صباح الخير.”
ألقت كاميلا، التي كانت تجهّز للرحيل، تحيّة الصباح فور أن رأت وجه موران المنتفخ.
“هل نمتِ جيّدًا؟”
ورغم شعورها بالإحباط، ردّت موران بأدب.
كان رود يقف قريبًا يراقب ما يجري وهو يضغط على لسانه، كأنّه يقول:
‘كما توقّعت’.
فالخيبة تأتي بقدر التوقّعات.
“بما أنّ القائد جاء، فلننطلق الآن.”
قالها هامون متثائبًا، بعد أن لمح لايل من بعيد.
عندها توجّهت أنظار موران إلى لايل، الذي كان يبتسم ببشاشة.
على عكسها، التي قضت الليل وحيدة، كان وجه لايل يبدو أكثر إشراقًا من اليوم السابق.
ورغم شعورها بالغضب، اقتربت موران من لايل بخطًى قوية، وحيّته من جديد:
“أيها القائد، صباح الخير!”
رفع لايل نظره إلى الأسفل حين سمع صوتها ينبعث من تحته.
وما إن رآها، حتى ارتسمت على شفتيه ابتسامة مختلفة عمّا قبل قليل.
“نعم، صباح الخير لكِ أيضًا.”
لا أحد يمتلك جدار متين أقوى من هذا.
ومع ذلك، لم تشعر موران بالإحباط، بل قابلت ذلك بابتسامةٍ أكثر إشراقًا.
“……”
فابتسم لها لايل بدوره.
“لننطلق.”
ثمّ مرّ بها دون أن يتوقّف، متوجّهًا نحو باقي الفرسان.
‘هَه! تعتقد أنّني سأتراجع؟’
لكن تصرّف لايل ذاك لم يزد موران سوى إصرارًا. فما دام الهدف واحدًا، لا معنى للاستسلام مبكّرًا.
صَفعت خدّيها وشدّت عزيمتها، ثمّ أسرعت تركض نحو مكان تجمّع الخيول.
“آنستي، اركبي خلفي.”
لاحظت كاميلا أنّ موران تنوي التوجّه نحو لايل، فأمسكت بكتفها وقادتها إلى جوارها.
“هاه؟ أوه… حسنًا…”
وبما أنّها في موقفٍ ضعيف، لم تستطيع موران الرفض، فامتثلت لكلام كاميلا وركبت خلفها.
وما إن انطلقت الخيول، حتى أحاطت موران خصر كاميلا بكلتا يديها.
وفي تلك الأثناء، كان رود يركض جوار لايل.
وقد بدا عليه الفضول من تصرّفات لايل المبتهج بشكل غير معتاد، فلم يستطيع كتم تساؤله:
“هل حصل أمرٌ جيّد الليلة الماضية؟”
فما الذي قد يحدث في مكانٍ لا يُرى فيه سوى الغابات والجبال، ليجعل وجهه يشعّ بهذه السعادة؟
منذ اختفاء لوسي، لم يرَى رود وجه لايل بهذا الانشراح أبدًا.
وله
ذا لم يتمكّن من كبح فضوله.
بينما كان ينتظر ردّه بعينين متلألئتين، نظر إليه لايل بطرف عينه، وابتسم بابتسامةٍ لا تقلّ عن أعظم اللوحات جمالًا.
لكنّه لم يردّ بشيء.
لا يزال إحساس لسانها الرخو عالقًا في أطراف أصابعه.
ولعلّ النوم دونها في تلك الليلة كان نعمة من نوعٍ ما.
فلو حدث العكس، لما استطاع حقًا الاكتفاء بمجرّد إمساك يدها.
ترجمة:لونا
ما تنسوش تدخلوا في قناة الملفات حقتي بالتيليجرام حاطيت الرابط في الصفحة الرئيسية بالتعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 97"