وفجأة، خطت دمى العرض المتفرّقة خطوة إلى الأمام، دفعة واحدة.
أوه، بدأ العرض الآن.
ليست الرؤوس وحدها ما تتحرّك، بل الأرجل أيضًا؟
تراجعتُ خطوة أخرى، فتقدّمت دمية أخرى نحوي.
هاها…
هاهاهاها.
أيّ نوع جديد من الرعب هذا؟!
إنّه النهار، ومع ذلك، أشعر برعب حقيقي.
فماذا لو كان الليل…؟
ابتسمتُ بمرارة، ثمّ التفتُّ برأسي إلى الغرفة التي كنتُ فيها سابقًا.
ثمّ انطلقتُ بالجري نحوها.
طخ، طق، طخ، طق، طخ!
خلفي، صوت خشب يتحرّك ويرتطم بالأرض. الصوت يلاحقني.
الدمى تطاردني! الدمى تطاردني!!
الشيء الوحيد المريح، هو أنّ غرفة لايل لم تكن بعيدة.
والباب… لا يزال مفتوحًا!
سأدخل فورًا وأغلق الباب خلفي!
وما إن حسبتُ خطواتي جيدًا، ونظرتُ خلفي للحظة…
حتّى ندمتُ.
دمى العرض بلا وجوه كانت تركض نحوي كالبشر، بشكل مريع يفوق مشهد مطاردة مامون لي بالمكنسة.
“آسفة! أرجوكم سامحوني!”
“لم أقصد فتح الباب! أعلم أنّ لكم خصوصيّتكم! في المرّة القادمة سأطرق الباب أولًا! فقط لا تؤذوني!”
كنتُ أصرخ بأعذار لا معنى لها وأنا أركض باتّجاه غرفة لايل، وعندها…
رأيتُ الثعبان يتسلّل ببطء من فتحة الباب.
لا وقت الآن، ثعبان أو غيره، سأدخل فورًا!
بـــاك!
“…هاه؟”
هل كان هذا… مجرّد صدفة؟
الباب… أُغلق أمام وجهي مباشرة.
وكأنّه… يمنعني من الدخول.
جربتُ المقبض بسرعة وقلق.
لكن كما توقعت… الباب لم ينفتح.
صرير… صرير…
وراء ظهري، لا يزال صوت الدمى يقترب.
ارتسمتْ على وجهي ابتسامة عصبيّة وأنا أستدير ببطء.
وعندها…
تهاجمتْ عليّ دمى العرض دفعة واحدة، بتناغم مخيف.
***
“……”
عاد لايل إلى المنزل مبكّرًا على غير عادته، وحدّق من تحت الباب بدهشة.
وهناك، كانت لوسي ملقاة على الأرض، منكمشة وسط الدمى.
انحنى لايل، والتقط واحدة من الدمى من الأرض، يتفحّصها.
‘لا شكّ أنّه عمل مامون.’
غالبًا انتقامًا على ما فعله به صباحًا، حين كسر عنقها.
كان يختار أضعف ضحيّة ليؤذيها، كشيطان لا يُخطئ.
لايل رمى الدمية بلا اهتمام خلفه، وأصدر خطوات ثقيلة نحو لوسي.
“إن قلتُ…”
رفعت لوسي رأسها، بصوت مرتجف:
“إن قلتُ إنّي أحبّك… هل ستدعني أخرج؟”
أن تصل بها الحال لقول هذا… فلا بدّ أنّها خافت كثيرًا هذه المرّة.
ابتسم لايل قليلًا، ثمّ ركع أمامها.
وعندها، تشبّثت لوسي بركبته كمن وجد طوق نجاة.
رفعت رأسها، ودموعها تلمع في عينيها. حتى أنفها صار يسيل.
مدّ لايل يده، ومسح دموعها بلطف. ثمّ مدّ يده إلى أنفها ومسح مخاطها دون تردّد، وقال:
“لا.”
ورغم نبرة رفضه القاطعة، لم تبدُو لوسي حزينة كثيرًا.
فهي، في قرارة نفسها، كانت تعلم أنّه سيرفض.
“إذًا؟ إذًا ماذا تريد لأخرج؟”
أنا لم أعد أطيق البقاء هنا…
بدأت دموعها تنهمر، حقيقية هذه المرّة.
رغم أنّها تتأثّر بسهولة، إلا أنّ لوسي نادرًا ما تبكي فعلًا.
حتى لايل، الذي يعرفها منذ صغرها، بالكاد رأى دموعها مرّات قليلة.
‘ليتها بكت من أجلي.’
فكّر أنانيًّا، ثمّ قال ما كان يخطّط لقوله:
“الخروج… مسألة مختلفة.”
شهقت لوسي، إذ قطعت كلماته كلّ أمل في نجاتها.
لكن، ما إن تابع كلامه، حتّى عاد بصيص الأمل إلى عينيها:
“لكني أريد شيئًا آخر… إن نفّذتِه، سأدعك تخرجين.”
“شيء آخر…؟ما هو؟”
تشبّثت بركبته بشدّة، تطلب منه أن يخبرها.
‘وكأنّكِ ستوافقين.’
قالها في نفسه، ومع ذلك، كان يأمل من أعماقه أنّ حالتها المضطربة ستدفعها للقبول.
“هنا.”
مدّ يده، وسحب ساق لوسي من عند الساق إلى جهته.
ثمّ، وبحركة مغرية، جعل يده تنزلق من ساقها إلى كاحلها، ممسكًا به وبعظم كعبها بقوّة.
“الكاحل…؟”
وجدت لوسي نفسها تجلس مسنِدة ظهرها إلى الباب، وراحت تحدّق في الأرض.
“دعيني أعضّه.”
طلبٌ بسيط ظاهريًّا.
أفضل من أن تُسجَن إلى الأبد.
لو لم ترَى ابتسامته تلك، وعينيه المنحنيتين كالهلال…
لكانت وافقت فورًا.
لكن هناك شيء غير طبيعي.
هل يُعقل أن يرضى بشي
ء كهذا فقط؟!
تجهمت لوسي وسألت بنبرة مرتابة:
“و… وماذا يحصل إن عضضتَني؟”
ظننتُ أنّك ستوافقين بما أنّك بكيتِ، لكن…
لايل ابتسم بأسف، كاشفًا عن أنياب حادّة أشبه بالوحوش منها بالبشر.
“لا شيء كبير. فقط… كلّ ما تفكرين فيه، كلّ مكان تذهبين إليه، كلّ شيء تفعلينه… سيدخل مباشرة إلى عقلي.”
ترجمة:لونا
ما تنسوش تدخلوا في قناة الملفات حقتي بالتيليجرام حاطيت الرابط في الصفحة الرئيسية بالتعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 93"