قال ملكي إنّ أوّل مَن أطلق على أولئك اسم “شياطين” لم يكن الحاكم، بل البشر.
البشر يدّعون أنّ الشيطان كيانٌ مناوئ للحاكم، غير أنّ ما يسمّونه “شيطانًا” ما هو إلّا مخلوقٌ من مخلوقات الحاكم أيضًا.
وقد أخبرني ملكي أنّ الشياطين يعرفون هذه الحقيقة، بينما يجهلها البشر.
وكان هذا مما يرغبه الحاكم؛ لذلك، كان على الشياطين أن يلتزموا الصمت التام حيال سبب وجودهم.
من أجل الحفاظ على النظام الذي أراده الحاكم.
وفي اليوم الذي قصّ عليّ فيه هذه القصّة، طلب منّي ملكي أن أحفظ ذلك النظام.
***
يا له من مشهدٍ اشتقتُ إليه كثيرًا.
تلك الابتسامة المرتسمة على وجه لايل وهو ينظر إلى لوسي، التي كانت تعلوه وتبحث بيديها عن بشرته العارية بلهفةٍ لا تهدأ، لم يكن من الممكن أن تكون أصدق من ذلك.
لو حاول وصف مشاعره في تلك اللحظة، فسيعجز، بل لم يتبقى له من العقل ما يتيح له التعبير أصلًا.
كان واقعًا تمامًا تحت سطوة الحرارة، عاجزًا عن اختيار أيّ تعبيرٍ مناسبٍ لها.
كلّ موضعٍ تلامسه فيه يد لوسي كان يشعره بدغدغةٍ ساخنة، تكاد تُحرق جلده.
“لا تستطيعين إيجاده؟”
يد لوسي كانت تتحسّس قميص لايل المغلق بإحكام حتى العنق، كما لو كانت كفّ شخصٍ كفيفٍ يتلمّس طريقه.
وبينما كان لايل يستمتع بمشاهدتها، بدا أنّه ما عاد يحتمل، ففكّ ياقة قميصه بيده.
‘أقسم أنّني لم أفعل أيّ شيء… لكنّ نظرته تلك تجعلني أشعر وكأنّي مذنبة.’
“لِمَاذا لَمْ تذهب إلى غرفتك؟ لِمَا… آه، صحيح… هذه غرفتك بالأصل…”
‘لماذا هذا الجوّ محرج هكذا؟’
حاولتُ التخفيف من التوتّر بكلماتٍ عشوائيّة، لكنّ شيئًا لم يتغيّر.
وبينما كنتُ أتفادى عينيه، انزلقتْ نظراتي إلى ياقة قميصه، التي لم تكن ظاهرةً حين كان نائمًا.
هناك، كانت بقع دمٍ خفيفة متناثرة، أبرزها واحدة في الداخل الأيسر، تبدو بوضوح أنّها من دمه هو، لا غيره.
“أأنتَ مصاب؟”
العادة القديمة لا تُمحى بسهولة، فسألتُه تلقائيًّا.
وعندها، ارتجفتْ حاجباه بانزعاج.
“آه… لا بأس. يبدو أنّ الجرح قد التأم أصلًا…”
ولم ألبث أن أدركتُ عبثيّة سؤالي، فهززتُ رأسي كأنّي فهمت، وهممتُ بالنزول من السرير.
لو لم يُمسك لايل بمعصمي فجأة ويجذبني إلى الخلف.
فلوف!
اصطدمتُ بالغطاء الناعم.
“……؟”
“انفرجَ فمي لا إراديًّا من فرط الدهشة.”
وحاولتُ تجاهل خفقان قلبي الذي يعترضُ على هذا المشهد، ونظرتُ إلى لايل الذي كان يحدّق بي كأنّه يسأل:
“ما الذي ستفعلينه الآن؟”
وتقاطعت نظراتنا للحظة، ثمّ بدأ فجأة يمسح فمي بيده مرارًا.
“مه، لمَ، ممه، ماذا تفعل؟!”
كان يمسح، لا يعبث، واضحٌ من حركة يده.
وبعد لحظاتٍ، سحب يده أخيرًا.
رمشتُ بعينَيّ وأنا أحدّق في شفاهي التي صارت تؤلم، ثمّ سألته بوجهٍ جاد:
“هل كانت هناك آثار لعاب؟”
‘كان يمكنك إخباري، لكنتُ مسحتها بنفسي.’
“كان هناك… شيءٌ يشبهه.”
أجاب لايل بصوتٍ غامضٍ ومراوغ.
‘شيء يشبهه…؟ مثل ماذا؟’
ترجمة:لونا
ما تنسوش تدخلوا في قناة الملفات حقتي بالتيليجرام حاطيت الرابط في الصفحة الرئيسية بالتعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 91"