رغم أن عقلي ظلّ يحثّني على التحلّي بالعقلانية، كان قلبي يزداد حزنًا.
“بالنسبة لي، فالأمر لا بأس به، لكن لايل…”
أحسستُ بخيبة أمل كبيرة تجاه الدوقة، التي أرادت أن تُلقِي به عليّ دون أيّ اعتبار لرأيه.
ومع ذلك، حاولت أن أُذكّر نفسي بأننا لسنا في ذات الطبقة، وأبقيت رباطة جأشي.
“لقد ترك الدوقية بإرادته. لذا لا أظنّ أنّه من الضروري أن تُقحِميه في شؤون العائلة مجدّدًا من أجل الزواج.”
فضلًا عن أنّ الوسيلة كانت أنا. أنا، بالتحديد، لا يمكن أن أكون جدارًا آخر يقف في طريقه.
بل، إنّه الشخص الوحيد الذي وددت لو أُزِيل من طريقه كلّ حجر.
كم هو مُؤلم مدى قلقي عليه.
“لا أفهم ما تقولينه.”
أنكرت السيدة ببرود، وإن بدا لي أنّها تتظاهر بعدم الفهم.
“كنتُ متأكدة أنّك ستوافقين…”
تابعت تمثيلها للنهاية، فيما بلعتُ ريقي بصعوبة وقلت:
“لو اعتقدتِ ذلك بسبب علاقتي بـ لايل، فهذا مفهوم. لكن هذا شيء مختلف.”
لقد أصبح فارسًا للتوّ.
لم يُظهر سعادته علنًا، لكنّي كنتُ أراه يوميًا يعمل بتفانٍ، ما يعني أنّه كان سعيدًا بحلمه الذي تحقّق.
لم أُرد أن أُلقي عليه عبئًا جديدًا فوق كتفيه.
“هاه.”
ضحكت فجأة. أو بالأحرى، ضحكة ساخرة خرجت منها.
ولمّا لم أفهم تغيّر مزاجها المفاجئ، رمشتُ بدهشة، لكنّها سرعان ما عادت إلى صرامتها.
مسحت ذقنها بأناملها، وهمست:
“لكن يبدو أنّه لم يكن ينوي الاكتفاء بـالصداقة فقط…”
“عفوًا؟”
كانت كلماتها همسًا غامضًا، حتى أنني بالكاد سمعتها. سألتها مجددًا، لكن يبدو أن الفرصة مضت.
“يبدو أنني كنتُ أتكلم عن أمرٍ مختلف تمامًا، ماركيزة.”
اعترفت فجأة وتراجعت، ثم تمتمت بصوت ممتلئ بالضيق وكأنها وقعت في مأزق:
“من كان يظن أن الأمور ستنقلب بهذا الشكل…”
هذه الجملة سُمعت بوضوح رغم أنها قالتها وكأنها تحدّث نفسها، لكنّي تظاهرت بعدم سماعها.
“على كل حال، فهمتُ ما قصدتِه، ماركيزة. ويبدو أنني بالغت في تقديري له.”
له؟ تقصدين لايل…؟
بدأ التوتّر في داخلي يتبدّد قليلاً.
لسببٍ ما، بدا أنّ انزعاج السيدة توجّه فجأة نحو لايل.
مع أنها هي من بدأت هذا الضغط عليه، فلماذا تُحمّله المسؤولية؟!
رغبتُ في الردّ، لكنّ عينيها الخضراوين اللامعتين التفتت نحوي فجأة، ما جعلني أرتبك وأُجبر على رسم ابتسامة متكلفة.
“لكن ماركيزة، لا أريد أن أُساء الفهم. لذا سأوضّح نقطة واحدة فقط. لم أكن أرغب في سرد كل هذا الكلام، لكن…”
بخلاف عادتها، كانت تُظهر مشاعرها دون تصنّع.
“كنتُ أحاول أن أُراعي شعور ذلك الطفل، على طريقتي.”
حتى ملامح وجهها الملتوية كانت تدلّ على مدى استيائها وكبريائها المجروح.
“وإلا، لماذا كنتُ سأأتي لأعرض زواجه على الماركيزة اولا، و ليس باقي العائلات؟”
أنهت كلامها وأطبقت شفتيها.
لكن، مهما كانت مشاعرها، لم يكن ذلك ما يهمّني الآن.
بكلماتٍ أخرى، كانت تعتقد أنّها تُراعي وضع لايل، فاختارتني أنا تحديدًا، بما أنني أعرفه.
لكن هذا لا يُبرّر تجاهل رغبة لايل بالكامل.
ولذا قرّرتُ أن أطلب منها بكلّ صراحة:
“سيدتي، أرجوك. لا تستخدمي لايل في شؤون العائلة بعد الآن.”
بما أنها قالت أولًا، فقد لا تكون هذه نهاية الأمر.
ولذا، بعكس لهجتي السابقة، انحنيتُ باحترام وطلبتُ منها بتوسّل.
ومضت لحظة طويلة من الصمت…
“هاه…”
كسرته تنهيدة من السيدة.
“على الأقل، هذه المرّة، أشعر بالشفقة عليه فعلًا.”
اليوم، بدت كلماتها غامضة أكثر من المعتاد. رفعت رأسي لأستفسر، لكنّها لم تكن تنوي منحي الوقت.
فقد نهضت واستعدّت للرحيل.
“سأغادر الآن. وبشأن ما طلبتِيه أخيرًا، لا تقلقي. لا أهتمّ بذلك الطفل إلى درجة أن أُدبّر له زواجًا من عائلة أخرى أيضًا.”
أطلقت كلماتها بتتابع سريع.
أتت خصيصًا إلى مقرّي من أجل هذا الأمر، ثم تدّعي أنها لا تهتم؟!
أردتُ الرد، لكنّها لم تمنحني فرصة.
وما إن خرجت من غرفة الاستقبال، حتى شعرت بقواي تخور.
في تلك اللحظة، فقط شعرت بشيء من الراحة.
في الحقيقة، لم أكن أملك الشجاعة لمواجهة تناقضات الدوقة.
“آه… إنها تستنزفني…”
ارتميتُ على الكرسي، وغطّيت عينَي بظهر يديّ. وما إن حجبت رؤيتي، حتى اجتاحتني موجة تعب.
تعبٌ نفسيّ، وعاطفيّ… إلى أقصى الحدود.
فالعرض الذي
قدّمته السيدة كان شيئًا لم أتخيّله يومًا.
أنا… مع لايل؟!
حتى لايل نفسه لم يكن ليتخيّل ذلك يومًا.
لكن، ألم تقل إن لايل لا يعلم عن هذا الأمر؟
هل أخبره؟ أم لا؟
كنتُ غارقة في الحيرة، عندما فُتِح الباب فجأة، وسمعت صوت سارة:
“ماركيزة، السيّد دايلر قد وصل.”
ترجمة:لونا
ما تنسوش تدخلوا في قناة الملفات حقتي بالتيليجرام حاطيت الرابط في الصفحة الرئيسية بالتعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 70"