هذا الإحساس المزعج… أشعر أنّني مررتُ به من قبل. متى كان ذلك؟
***
كان منزل لايل يقع على أطراف الإمبراطوريّة، في أقرب نقطة إلى الجدار الخارجي.
في الواقع، قبل نصف عام، حاول أن يبحث عن مكان أقرب إلى منزل لوسي.
واختار من بين أفضل الخيارات، لكنّه اضطرّ للتراجع عن قراره.
كااااك—
بينما كان يصعد التلّة، شعر بنظرات تخترقه من الغابة من حوله.
لم تكن نظرات بشر… بل وحوش، مخلوقات شيطانية.
مسح عنقه بضيق وقال:
“لماذا تبحثون عن ملككم عندي؟”
لقد سئم حقًّا.
تزداد تلك الوحوش جرأة كلّ يوم، بل وأصبحت تتخطّى الجدار لتصل إلى حيث يسكن.
لذا قرّر أن يختار هذا المكان المنعزل القريب من الجدار الخارجي كمقرّ له.
“إن كنتم تستطيعون دخول المنزل، فادخلوا بأنفسكم.”
قالها دون أن يُعير تلك النظرات أيّ اهتمام.
وحينها، فُتحت مناقير الطيور قليلًا.
[نحن لا نستطيع.]
[الملك أخفى نفسه حتّى عنّا.]
[دون أمرٍ منه، لا يمكننا دخول المكان.]
راحت الطيور تُفسّر الأمر بصوتٍ يشبه التأوّه.
فردّ لايل بعينين نصف مغمضتين، كأنّه يستمع لحكاية مملّة:
“لكنّكم قد دخلتم بالفعل، فما هذا الهراء؟”
ضحك ساخرًا، وهو يُعبّر عن استغرابه.
[أنت وحدك من يستطيع إيجاد الملك.]
يا للغرابة.
كان لايل يتمنّى لو يتمكّن من رؤية وجه ذلك الملك.
فردّة فعل الوحوش تجاهه تُشير بوضوح إلى أنّ الوشم في كاحله له علاقة بذلك الملك.
لكنّه لم يكن واثقًا.
فالناس يعتقدون أنّ ملك الشياطين قد مات منذ زمن طويل.
“اختفوا من وجهي.”
أنهى تفكيره العقيم هذا، وأمر الطيور بالمغادرة.
فبدأت ترفرف بأجنحتها، كما أشار.
واحدة تلو الأخرى، انفصلت أقدامها عن الأغصان، والتي ارتجّت قليلًا بفعل الحركة.
وما إن همّت بالرحيل، حامت فوق رأسه لبعض الوقت قبل أن تتلاشى في السماء.
***
كان دايلر يمرّ بظرف عصيب في تلك اللحظة.
“ما زلتَ لم تعثر عليها؟”
لقد مرّ عامٌ كامل منذ ادّعى بثقة أنّه وجدها، دون أن يُظهر أيّ نتيجة تُذكر.
وصبر سيّده قد بلغ أقصاه.
وإن طال الأمر أكثر، فسيجنّ جنونه لا محالة.
وبينما كان يسير في الشارع وسط الفرسان، كان يئنّ بتنهيدة طويلة.
أمّا بقيّة الفرسان، فلم يكونوا على علم بما يُعانيه، بل غرقوا في حديثٍ صاخب.
“إذاً، تمّ رفضك؟”
“لا مفرّ، فهي لا تُحبّ أمثالي.”
“ألم تكن تُحبّها منذ ثلاث سنوات؟ كفى، تزوّج من التي اختارتها عائلتك وانتهِي من الأمر.”
أحد الفرسان، لاحظ صمت دايلر، فسأله بقلق:
“هل تشعر بشيء؟”
أومأ دايلر نافيًا، لكن فجأة… وصلت إلى أذنه صوت أنثوي مألوف:
“قلتُ لك، الأبيض لا يُناسبك!”
“حقًا؟ لكن إن صُمّم بشكل جيّد فقد يبدو جيّدًا…”
ثمّ تبعها صوت مألوف آخر.
دايلر استدار بفزع، وكأنّ الآلهة قد منحته أخيرًا فرصة منصفة.
فرأى لوسي و لايل يتجادلان بخفّة.
“حسنًا، ما دمتَ سترتديه، فافعل ما تريد.”
كانت لوسي تحمل قطعتي قماش، إحداهما سوداء، والأخرى بدرجات الكحلي.
يبدو أنّهما يناقشان زيًّا رسميًّا.
ثمّ بدأت لوسي تشرح:
“كما أنّني بحثتُ قليلًا عن طرق لزيادة عمليّة الزيّ الرسمي…”
وكانت عينا دايلر لا تبارح وجهيهما.
وهذا هو السبب الرئيسي وراء فشله في التقدّم حتّى الآن.
فالعلاقة بينهما كانت كجدارٍ منيع لا يُمكن تجاوزه.
بل ولم يكن لايل وحده صعب المنال، بل حتى لوسي، بصفتها مركيزة، يصعب الوصول إليها.
‘أليس هناك مبرّر جيّد أستطيع التقدّم من خلاله؟’
فكّر في التظاهر بالغباء والتقدّم نحوهما.
لكن صوت فارسٍ كان لا يزال حزينًا، قطع عليه حبل تفكيره:
“كنتُ أحلم بزواجٍ عن حب!”
“لكنّ عائلتك محافظة جدًا. حلمك مستحيل من البداية.”
“يا لك من عديم الرومانسية…”
“أنا شخص واقعي. أرسلتُ قبل مدّة عرض زواج لفتاة من الدولة المجاورة
. أنصحك بأن تفعل شيئًا قبل أن يفوتك قطار الزواج.”
وما إن سمع تلك الكلمات، حتى خطرت في ذهن دايلر فكرة خاطفة.
الماركيزة التي تُدعى لوسي سويينت، بلا خطيب.
“عرض زواج…”
فكر بها، ولم تكن فكرة سيّئة تمامًا.
ابتسم وهو يُفكّر بأنّ لديه الآن ذريعة معقولة… حتى لو بدت غريبة بعض الشيء.
ترجمة:لونا
ما تنسوش تدخلوا في قناة الملفات حقتي بالتيليجرام حاطيت الرابط في الصفحة الرئيسية بالتعليقات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 67"
لااااااااااااااا !!
لوسي لـ لايل !!
ان شاء الله لايل يدفنه ويفكنا منه