رغم أن اليوم الذي وقع فيه الحادث كان من أسوأ الأيام في تاريخ الإمبراطورية، فإن ما تلاه كان هادئًا بشكل غريب.
بالنسبة لي، أكثر ما كان مزعجًا هو أن النبلاء أخذوا يتهافتون لسؤالي عن صحتي دون توقف.
ونظراتهم التي تشبه النظر إلى مبنى أثري غريب لم تكن مريحة أبدًا.
ومع مرور الوقت، بدأت أعداد الوحوش الشيطانية في أنحاء الإمبراطورية تنخفض بشكل ملحوظ، وكأن الحادثة كانت مجرد نكبة عابرة، وسارت الأمور بسلاسة بعد ذلك.
وحين بدأت ذاكرتهم عني تتلاشى ببط
وبينما كان الوقت يمرّ بهدوء، أكمل لايل جميع مقرراته الدراسية وعاد إلى القصر.
وبما أنه كان قد أخذ إجازة فصل دراسي سابقًا، تأجل موعد تخرجه إلى نصف عام لاحق، ليكون في نفس وقت تخرج ميليسا.
ولأن التعيين الرسمي كفارس لا يتم إلا بعد التخرج، ظل لايل يتنقل طوال تلك الأشهر الستة في عدة أماكن.
كما فعل سابقًا حينما أخذ إجازته، بدا واضحًا أنه لا يستطيع البقاء في مكان واحد طويلًا.
وبالتالي، لم أتمالك نفسي وسألته:
“إلى أين تتنقل طوال هذا الوقت؟”
فأجابني بابتسامة:
“أتنقل بين القصر والأكاديمية، أقبل المهام وأكسب المال.”
تفاجأت، لكن ما قاله بعد ذلك فاجأني أكثر.
“أخطط لمغادرة البيت بعد التخرج. علي أن أستعد من الآن.”
لم يكن مجتهدًا فحسب، بل كان يخطط للمستقبل بدقة أيضًا.
كان يستعد للاستقلال التام.
“إذا ادخرتُ قليلًا بعد، سأتمكن من شراء المنزل الذي اخترته مسبقًا.”
كانت ملامحه متألقة بالفخر حين قال ذلك.
حقًا، لطالما ضاق ذرعًا بالبقاء طويلًا في قصر الدوق، وكان يقضي أغلب وقته في الخارج أو عندنا.
ربما كان ينوي الخروج من البيت بمجرد أن يُتم سن الرشد ويتخرج، لكنني تسببت في تأجيل خطته دون قصد.
جلست أمامه بعدما ناولته أوراق تأسيس الفيلق الجديد. راقبته وهو يوقّع بأناقة لا تزال كما عهدتها.
هذا القرار نابع مني جزئيًا، لذا أردت مساعدته قدر المستطاع…
بينما كنت أراقب خط يده الأنيق، تجرأت وقلت:
“لايل.”
ناديت باسمه بنبرة جادة، فتوقّف ورفع رأسه نحوي.
“نعم؟”
“كنت أفكر… لم أقدّم لك هدية دخول الأكاديمية من قبل، أليس كذلك؟”
“هدية دخول؟”
فتح عينيه بدهشة وكأن الموضوع قديم جدًا.
ثم أجاب:
“اتفقنا حينها أننا لن نتبادل الهدايا.”
حسنًا، ولكن—
بدا عليه الارتباك، وكأنه لا يفهم ما الذي أقصده، فتابعت بسرعة:
“لكننا لم نتفق على شيء بخصوص هدية التخرج، أليس كذلك؟”
اعتدلت في جلستي وأظهرت وجهًا جادًا كما لو كنت سأصدر قرارًا خطيرًا. ومع ذلك، كان ينظر إلي بحيرة أكبر.
“أنا، رغم كل شيء، أملك بعض المال.”
والبعض هذا… كثير في الحقيقة.
“كما أنني لا أنفق على رفاهيتي كثيرًا.”
“لوسي؟”
“لذا، ادّخرتُ مبلغًا لا بأس به.”
ولأني سأدفع من مالي الخاص وليس من ميزانية العائلة، فلا بأس بذلك… صحيح؟
“هل ترغب بمنزل كهدية تخرج؟”
لم يكن كلامي ثقليلًا من شأنه أبدًا. بل، في الواقع، استطاع في أقل من نصف عام أن يدّخر ما يكفي لشراء منزل— وهذا بحد ذاته إنجاز.
كانت نيتي صافية— مجرد هدية تهنئة.
وبالطبع، لو رفض، فلن أصر عليه.
“…يمكنني أن أشتري لك منزلين أيضًا.”
وحين بدا عليه التردد، رفعت أصبعيْن بابتسامة وأضفت العرض.
عندها، غطى لايل فمه سريعًا بيده، وكان واضحًا أنه يحاول كتم ضحكته.
وكانت كتفاه ترتجف بخفة.
…هل تضحك علي الآن؟
ترجمة:لونا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 64"
دايلر يا غثاثته ..!!! ما كنت مرتاحته من الفصول اللي قبل من مشاهده مع لايل! حتى لايل حس.. والحين أثبت لي صحة إحساسي ومع الوقت لايل بيتأكد من إحساسه😂😂😭