قالتها بحماسة وثقة، لكنها ما لبثت أن تلعثمت. يبدو أنها حاولت التعبير عن امتنانها بأقصى طاقتها، لكنها لم تكن متأكدة إن كانت تستخدم المستوى اللغوي المناسب.
“ثم… ثم!”
لم أُجِب بعد، لكنها سارعت بإكمال كلامها:
“لم تعودي بحاجة للعب معي بعد الآن!”
نظرت إليها بدهشة، وكذا فعل الإمبراطور.
لكنها لم تُدرك نظراتنا وواصلت:
“سأقلّل من اللهو، وأكرّس نفسي للدراسة، حتى أصبح إمبراطورة عظيمة في المستقبل!”
لهو؟ دراسة؟
حسنًا، الدراسة أمر معقول، لكن أن تخرج كلمة “لهو” من فم طفلة في الخامسة…!
وهي حتى لم تعرف كيف تعبّر عن الشكر منذ قليل!
“هممم… يا صاحبة السمو، أنتِ بالفعل تجتهدين كثيرًا.”
أومأتُ برأسي نافية، لكنها فعلت الأمر نفسه بعزم، وكأنها ترفض الفكرة بشدة.
“لا! هذا لا يكفي.”
كانت جديتها تامة، زادها وضوحًا الظلّ الذي ارتسم على وجهها بسبب الإضاءة الخلفية.
رُفض طلبها آنذاك، لأن لايل أخذ كلامها على محمل الجد…
لكن الآن، ها هي تتقدّم إليّ بعرض زواج، وبأسلوب أكثر توترًا، مما جعلها تبدو جادّة للغاية.
مع ذلك، لم أرَى فيها سوى براءة طفلة في الخامسة من عمرها، فلم أتمالك نفسي عن الابتسام بلطف.
لكن ما إن ابتسمت، حتى صاحت الأميرة بصوت أعلى:
“لو— لوسي أنقذت حياتي! فكيف لي ألّا أقع في حبّك؟!”
آه، إذًا لهذا السبب…
الآن فهمت سبب اقتراحها المفاجئ. ومع هذا الإدراك، اتسعت ابتسامتي أكثر.
“الزواج، هاه… هممم…”
وضعت ذراعيّ على صدري وتظاهرت بالتفكير بجدية، كأنني راشدة مسؤولة.
في الحقيقة، كنت أبحث عن إجابة لا تجرح ذكرياتها عندما تكبر.
“إذًا—”
كنت على وشك أن أتكلم، عندما—
“أعذريني، صاحبة السمو.”
لايل، الذي لم أسمع اقترابه، قاطعني بصوت رسمي، وقد اختفت ابتسامته السابقة تمامًا.
أنت تقاطعني كثيرًا اليوم، أليس كذلك؟
“حسب قوانين الإمبراطورية، هذا مستحيل.”
ما مشكلتك بالضبط؟
لماذا تُحبط أحلام الأطفال بهذه الطريقة؟
“قا— قانون…؟”
تمتمت الأميرة بذهول وكأنها اصطدمت بجدار الواقع.
“لـ— لا، صاحبة السمو… الأمر ليس هكذا…”
لكن لأن لايل كان محقًا، لم أجد ما أقول. رمقته بنظرة غاضبة ووبخته هامسة:
“لمَ تقول هذا الآن…!”
رغم خفوت صوتي، لم يكن مستحيلًا على الإمبراطور القريب سماعه، وبدأ العرق يتصبّب من ظهري.
“أنا فقط أقول الحقيقة.”
آه، وهل يجب قول الحقيقة دائمًا؟!
خفت أن يتفوّه بكلام أكثر، فسحبت ذراعه بسرعة وقربته مني، ثم غطيت فمه بيدي ونظرت نحو الإمبراطور.
“جلالتك، أعتذر. هو، أعني، لايل، أعني ابن آل مارسِين، لم يقصد شيئًا سيئًا، فقط…”
ماذا أقول؟ هل أقول إنه لا يعرف كيف يتعامل مع الأطفال؟
بينما كنت أفكر، بدأت ملامح الأميرة تتلوى وكأنها ستبكي.
لا، كارثة… إن بكت الأميرة الآن، فالإمبراطور سيغضب—
“وما الذي تعتذرين عنه؟ لقد قال ابن آل مارسِين الحقيقة، أليس كذلك؟”
“… عذرًا؟”
ظننت أنني سمعت خطأ.
“كلوي، ربما لم تتعلمي بعد قوانين الزواج في الإمبراطورية، لكن كما قال ابن آل مارسِين، لا يمكنك الزواج من ماركيزة سويينت.”
“آه… اهععع…”
كلمات الإمبراطور، التي بدت كمحاضرة قانونية، صدمت الأميرة التي بدأت تدمع من جديد.
كنت أتبادل النظرات بينه وبين الأميرة بدهشة لا أستطيع إخفاءها.
“وفوق ذلك، أن تطلبي من فتى تكبرك بسنوات أن ينتظركِ للمستقبل، هو أمر غير عادل له.”
في هذه المرحلة، بدأت أشكك في نفسي.
“ماركيزة سويينت، لا بأس بأن تكون صريحة و قولي إن الأمر لا يجوز. سيساعدها ذلك على النمو.”
هل أنا من يفكر بشكل غريب…؟
شعرت بالهزيمة، وتركت ذراع لايل، بينما بدا هو غير مدرك لأي خطأ ارتكبه.
والآن، مع كلام الإمبراطور الذي يتماشى مع لايل، أصبحتُ أنا الطرف الغريب في المعادلة.
“كلوي، فهمتِ؟”
قالها الإمبراطور بنبرة صارمة أولًا، ثم بلطف في النهاية، كأن الأمر انتهى.
“نـ نعم… اهععع اهع… واععع!”
رغم أنها أجابت، لم تستطع تمالك دموعها، فانفجرت بالبكاء مجددًا.
كنت أعرف أنها ستبكي،
بناءً على تجارب كثيرة سابقة.
تعلّقت الأميرة بأطراف سريري، كأنها تتمسك بآخر أمل لها، فمددت يدي وربّتُّ على ظهرها.
بصراحة؟ لها كامل الحقّ في البكاء هذه المرة.
لكن لايل، بل وحتى الإمبراطور، بدوا حقًا غير مدركين سبب بكائها.
ترجمة: لونا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 63"