عندما انحنيتُ له شاكرة، هزّ نوكتيس رأسه كما لو أن الأمر لم يكن مهمًّا.
“لم أكن ذا فائدة كبيرة. لدى الآنسة روزيت قدرة تعافٍ سريعة.”
واصل نوكتيس حديثه مبتسمًا.
“يبدو أنكِ قد أيقظتِ القوة المقدسة بسبب هذا الحادث.”
أنا أعلم ذلك أيضًا. ما زلتُ أتذكر الشعور بتدفّق القوة المقدسة عبر يدي.
المشكلة هي أنه مهما حاولتُ التركيز، لا تتحرك القوة المقدسة كما أريد.
“أم… لكن القوة المقدسة لا تخرج كما حدث حينها.”
حاولتُ جهدة سابقًا، لكن كل ما تمكنتُ من فعله هو تحريك يدي في الهواء.
“هل يمكنني التحقق من قوتكِ المقدسة؟”
“نعم، من فضلكِ.”
أخذ نوكتيس يدي برفق وأغمض عينيه.
**وووش—**
بعد لحظة، تدفّقت القوة المقدسة ببطء إلى جسدي، وانتشرت داخلي طاقة منعشة.
لكن، على عكس المرة السابقة، لم تختفِ هذه الطاقة المنعشة كما لو كانت سحرًا.
كانت القوة المقدسة تتدفّق بوضوح إلى جسدي باستمرار، متألقة بوهجها، لكنني لم أستطع فهم السبب.
“كيف هو الأمر؟”
عند سؤالي، ارتجفت عينا نوكتيس الذهبيتان قليلًا.
“لا شك أنكِ أيقظتِ القوة المقدسة، لكن هذا… غريب بعض الشيء.”
“غريب؟”
“أنتِ تعلمين أن القوة المقدسة تستيقظ عندما ينال الشخص نعمة الحاكم موريوس، صحيح؟”
بالطبع كنتُ أعلم. القوة المقدسة تُعتبر بمثابة نداء من الحاكم.
“لكن هناك من يولدون بكمية كبيرة من القوة المقدسة، وهناك من يمتلكون كمية أقل.”
“أجل، ولهذا قلتَ إن لديّ الكثير من القوة المقدسة في داخلي.”
“هذا صحيح. لكن… القوة المقدسة لدى الآنسة روزيت مختلفة قليلًا.”
“ماذا تعني؟”
“…إنها تبدو أكثر نقاءً. تشبه الطاقة التي شعرتُ بها عندما تلقيتُ نعمة الحاكم موريوس.”
كنتُ أعتقد أن كل القوة المقدسة متشابهة، لكن يبدو أن هناك اختلافات دقيقة بينها.
“إذًا، تقصد أنني حالة خاصة؟”
“لستُ متأكدًا، فهذا لم يحدث من قبل… لكن يبدو كذلك.”
بدت نهاية جملته غير واضحة، وظهرت على وجهه تعابير نادرة من الحيرة.
لا سبب يجعل الكاهن الأعظم للمعبد الكبير يكذب، لذا يبدو أنني أيقظتُ فعلًا قوة مقدسة نقية.
بالإضافة إلى إيقاظ القوة مقدسة، أصبح لديّ الآن بنية خاصة.
_وهناك أيضًا الوحش الإلهي.’
لا أعلم لماذا تستمر الأحداث الخاصة في الحدوث لي بينما كنتُ أرغب فقط في الاستمتاع بحياة العزوبية. إن كنتُ قد تلقيتُ حقًّا نعمة الحاكم، فلديّ الكثير من الأسئلة التي أودّ طرحها.
“إذًا، هل عدم قدرتي على استخدام القوة المقدسة مرتبط بذلك؟ أنا أركّز، لكن لا توجد أي استجابة.”
“حسنًا…”
كان نوكتيس على وشك فتح فمه للحديث، لكن الباب انفتح فجأة مع صرخة عالية.
“واااهب!”
توجهت نظراتنا أنا و نوكتيس إلى الباب.
كانت ماري تبتسم بارتباك وهي تحمل سنو بين ذراعيها، بينما كان كيريس متكئًا على إطار الباب بوجه متجهم.
“آنستي، فجأة أراد سنو رؤيتكِ…”
قفز سنو بسرعة من بين ذراعي ماري وركض نحوي، يتطاير فراؤه مع حركته.
ثم فجأة—
[سيدتي!]
تردد صوت غريب في أذنيّ كالرعد.
‘هل سمعتُ خطأ؟’
سمعتُ بوضوح كلمة “سيدتي” قبل قليل.
وبالنظر إلى ردود فعل من حولي، بدا أنه لم يسمعها أحد غيري.
[لقد شعرتُ بصدمة كبيرة عند الإحساس بوجود وحش!]
أملتُ رأسي بحيرة عند سماعي ذلك الصوت المتسائل مجددًا.
“ماذا؟”
عندما عقدتُ حاجبيّ قليلًا، تقدم كيريس خطوة إلى الأمام بملامح قلقة وسألني.
“سيدتي، هل هناك خطب ما؟”
“…ألم تسمع شيئًا؟”
“ماذا؟”
“كأن أحدهم قال إنه شعر بوجود وحش…”
حينها، خيّم صمت بارد على الأجواء.
“حقًّا؟ لم أسمع شيئًا.”
“لكنني سمعته بوضوح… هل أتخيل الأشياء؟”
كان الصوت عاليًا لدرجة أنه آلمني أذنيّ، لذا لم يكن من الممكن أن أكون قد تخيلتُ الأمر.
شعرتُ بغموض ظاهرة ما، سواء أكانت مرتبطة بالسحر أو بالقوة المقدسة.
لكن ما لم أفهمه هو سبب نظرة كيريس الجادة تجاهي.
تألّقت عيناه الحمراوان بوميض حاد.
“نوكتيس.”
بدأت طاقة سحرية تدور حوله كما لو كان يستعد لاستخدام السحر في أي لحظة.
“ماذا فعلتَ لسيدتي الآن؟ طلبتُ منك أن تعالجها، أليس كذلك؟”
“كنتُ فقط أتحقق من قوتها المقدسة.”
“ها، هل تظن أنني سأصدق ذلك؟”
“إنها الحقيقة.”
“انتظِر، لحظة واحدة.”
لم أكن أعرف أي سوء فهم قد حصل بينهما، لكنني سارعتُ لإيقافهما قبل أن يندلع قتال.
إن هاجم كيريس نوكتيس، فلا أعلم ماذا سيحدث.
وإن انتشر الخبر بأن سيد البرج السحري قد أصاب كاهنًا عظيمًا في المعبد الكبير…
مجرد التفكير في الأمر جعلني أشعر بالدوار.
“لا تقلق. لن يكون الأمر كما تظن. سأعالج الموقف. فلنذهب إلى البرج السحري.”
قلتُ ذلك بأكثر طريقة عادية ممكنة.
“…أنا حقًّا سمعتُ ذلك. وأشعر أنني بخير تمامًا الآن. وكأنني وُلدتُ من جديد.”
لكن كيريس لم يرمش حتى عند كلامي.
نظرتُ إلى ماري برجاء، خشية أن يقوم كيريس بنقلي إلى البرج السحري في أي لحظة.
“ماري! أنا أتناول طعامي جيدًا وأنا بصحة جيدة، أليس كذلك؟”
لكن، ما هذا؟
“ماذا تعنين؟ آنستي، لا تقولي لي…”
أمسكت ماري بيدي فجأة بتعبير حزين.
“سأساعدكِ على الشفاء، آنستي. سأفعل.”
“لا، أنا بخير حقًّا، ماري. لقد سمعتُ شيئًا للتو…”
“الوحش… الوحش…”
فقدت عينا ماري تركيزهما، وانهمرت الدموع على وجهها، مما جعلني أرغب في الصراخ والهرب.
يديها المرتعشتان ونظراتها القلقة…
كانوا جميعًا يعاملونني وكأنني مريضة. ليس ماري فقط، بل حتى تعابير الجميع كانت مشابهة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 44"