الفصل 164

 

“بايكري أويران ، لماذا جاءت السيدة كواك لزيارتك سرًا في تلك اللحظة؟”  

 

سأل العم إيويموك بنبرة مليئة بالشك.

 

“حَسَنًا…”  

 

 

رمقتني العمة أويران بنظرة نارية، كأنها تلومني على طرح مثل هذا السؤال.  

 

 

أنا بدوري، اكتفيت بإمالة رأسي قليلاً، متظاهرًا بالفضول حيال ما تعنيه.  

 

 

عضت العمة أويران شفتيها، ثم حثت السيدة كواك قائلة:  

 

 

“كيف لي أن أعلم؟! سيدة كواك، قولي شيئًا!”

 

نظرت السيدة كواك إليها بامتعاض، لكنها سرعان ما صرّت على أسنانها وأجابت. 

 

 

“قبل أن أُمنح بعض الوقت للراحة، تذكرت أن الآنسة أويران كانت تقيم مع السيدة وو، لذا ذهبت لرؤيتها.”

 

“هذا صحيح! آه! لقد أخبرتها من قبل، عندما منحتها إجازة، أنني سأقيم عند السيدة وو. ربما جاءت لتخبرني بما حدث في العشيرة…”  

 

فجأة، انطلقت ضحكة مني، وحاولت جاهدًا استعادة رباطة جأشي.  

 

 

قاطعها العم ايويموك بحدة قائلاً:  

 

“هل تعتقدينني أحمق؟!”

 

“إيويموك …”  

 

“إذا كنتِ تعلمين أن أويران كانت تقيم عند السيدة وو، كان يجب أن تذهبي لرؤيتها مبكرًا!”  

 

 

أشار العم ايويموك إلى السيدة كواك وقال:  

 

 

“كيف يمكنني أن أفهم هذا الموقف؟ لم تذهبي لرؤيتها بينما كان ميونغ يحتضر، لكنك ذهبتِ فور ظهور فرصة لإنقاذه؟!”

 

رأيت وجهه يتلوى من الخيانة، فأشحت بنظري بعيدًا.  

 

 

كان وجه والدي شاحبًا، وشفتاه مغلقتان بإحكام، مما يظهر عذابه الداخلي. 

 

 

من الواضح أن والدي لم يخطر بباله أبدًا أن العمة أويران يمكن أن تصل إلى هذا الحد.

 

أدرت رأسي نحو جدي، وفوجئت قليلاً.  

 

 

بدلاً من أن ينظر إلى العمة أويران ، أو الجدة، أو العم ايويموك، كان ينظر إليّ.  

 

منذ متى وهو يحدق بي؟  

 

التقت أعيننا للحظة.  

 

كان مظهره المعتاد وتعبيره الثابت لا يتناسبان مع الموقف الحالي.  

 

لكن، لسبب ما، شعرت بحزن عميق في عينيه.  

 

أنزلت بصري مرة أخرى.

 

تقدم العم ايويموك متعثرًا نحو العمة أويران وأمسك بمقدمة ثوبها.  

 

 

“كيف… كيف استطعتِ؟!”  

 

تأتأ قبل أن يزأر. 

 

“ميونغ ابن أخيكِ! كيف يمكنكِ أن تفعلي به هذا؟!”

 

“اتركني!”  

 

 

أمسكت العمة أويران بمعصمي عمي وحررته من قبضته.  

 

 

بعد كل الاضطرابات الجسدية والنفسية التي عانى منها، ناهيك عن اقترابه من حالة انحراف تشي، كان جسد العم ايويموك في حالة يرثى لها.  

 

 

دفعته العمة أويران بسهولة جانبًا، ثم صرخت. 

 

 

“قلت لك إنني لم أفعل شيئًا!”

 

نظر إليها العم ايويموك مذهولاً.  

 

“ما زلتِ تنكرين حتى في هذا الموقف؟!”

 

“وما الذي في هذا الموقف؟ هل لديك دليل؟”  

 

 

رتبَت ثوبها بإحباط شديد.  

 

 

“كل ما في الأمر أنني خططت للقاء السيدة كواك عند السيدة وو. كيف كان بإمكاني أن أعلم أنها ارتكبت فعلاً شنيعًا كهذا؟”

 

“ماذا؟”

 

بينما كان العم ايويموك عاجزًا عن الكلام أمام إجابتها الوقحة، قالت الجدة له: 

 

 

“ايويموك، اهدأ. لا يوجد دليل على أن أويران فعلت ذلك.”

 

“أمي؟ كيف يمكنكِ قول ذلك في هذا الموقف؟!”

 

“هذا مجرد شعور. لا يمكن أن تكون أويران قد فعلت ذلك!”

 

“أمي، هل أنتِ… هل يمكن أن…؟”  

 

 

حدق العم ايويموك في الجدة بعدم تصديق، ثم بدأ يضحك كالمجنون.  

 

 

“ها، هاها. هاهاها! أنتِ… أنتِ كنتِ تعلمين منذ البداية، أليس كذلك، أمي؟  

لهذا كنتِ دائمًا تتسترين على أويران .”

 

“لا أعلم عما تتحدث.”  

 

ألقت إليه نظرة قلقة.  

 

“أعتقد أنك في حالة صدمة عميقة. سأتولى الأمور هنا، فاذهب وارتح قليلاً.”  

 

 

كانت حقًا صورة الرحمة بعينها.

 

“هذا محض هراء.”  

 

 

تردد صوت هادئ في القاعة.  

 

نظر الجد إلى العمة أويران .  

 

“بايكري أويران ، كل شيء يشير إليكِ. هل هذا كل ما لديكِ من أعذار؟”

 

عضت العمة أويران شفتيها، وأنزلت رأسها، ثم رفعت بصرها فجأة وصاحت. 

 

“لطالما كرهتني، أبي. مهما قلت، ستظل تشك فيّ! طالما أن أمي هنا وليس لديك دليل، حتى أنت لن تستطيع لمسني!  

لن أعترف بأي شيء أبدًا!”

 

 

في هذه اللحظة، لم يعد لدى العمة أويران ما تخسره، فرمت الجد بنظرات حادة كالسكاكين.  

 

 

ابتسم الجد وألقى نظرة خاطفة على الجدة.  

 

 

“كنت أتساءل من كان يدعمها لتجرؤ على فعل شيء كهذا، لكن يبدو أنكِ أنتِ من كان وراءها طوال الوقت.”

 

“لا أعلم عما تتحدث،” 

 

أجابت الجدة بلا مبالاة.

 

“كنت أتساءل عن شيء واحد طوال الوقت—هل كنتِ جزءًا من هذا، أم أن أويران ارتكبت كل هذا بمفردها؟ لكن يبدو أن هذا ليس مهماً.”

 

“سيدي، عما تتحدث؟ أرجوك توقف عن التحدث إليّ بنبرة الشك هذه وأنت لا تملك أي دليل على الإطلاق.”

 

 

نظر الجد إلى العمة أويران ، ثم قال للعم ايويموك:  

 

 

“ايويموك، ماذا ستفعل الآن؟”

 

“عذرًا؟”

 

“سألتك ماذا ستفعل الآن. ألن تبحث عن الشرير الذي فعل هذا بابنك؟ لقد تركت العشيرة ظنًا مني أنك ستتولى أمرها في غيابي. إلى متى تخطط للوقوف هكذا دون حراك؟!”

 

عندها، عبس العم ايويموك، وكأنه استعاد وعيه.  

 

“ماذا… ماذا يفترض بي أن أفعل؟ أنا… أنا… أبي، أرجوك ساعدني.”  

 

 

كان يكاد يبكي في نهاية حديثه.

 

نقر الجد بلسانه وقال:  

 

 

“تريدني أن أتدخل؟”

 

“بالطبع. بالطبع، يجب أن تفعل! ميونغ حفيدك! من… من غيرك يمكنه حل هذه المشكلة؟”

 

أطلق الجد تنهيدة عميقة.  

 

 

“حسنًا،”

قال للعم، الذي بدا وجهه يضيء قليلاً، 

 

“لكنني لست الشخص الذي يمكنه حل هذا.”

 

“ماذا؟”

 

“أيها الأحمق! منذ البداية، كان هناك شخص واحد فقط يمكنه كشف الحقيقة!  

كيف لم تدرك هذا بعد؟!”

 

“لا أفهم.”

 

“الشخص الذي يجب أن تطلب المساعدة منه لست أنا، بل يون!”  

 

 

نظر جدي إليّ. كانت عيناه الغائرتان تلمعان ببريق حاد.

 

  

“بايكري يون! لقد كنتِ توجهين مجرى هذه القضية. أفترض أن لديكِ كل الأدلة أيضًا؟”  

 

 

 

أطلق تنهيدة عميقة.  

 

 

“افعلي ما تشائين. سأتحمل المسؤولية.”

 

كان هذا متوقعًا من جدي.  

 

 

لا بد أنه أدرك منذ البداية أنني كنت أعرف الحقيقة.  

 

 

بدأت أتساءل لماذا بقي صامتًا بينما كانت العمة أويران ، والجدة، والعم ايويموك يثيرون كل هذا الضجيج.

 

“كيف؟ ماذا يمكن أن تعرفي أنتِ؟”

 

“أخي، أرجوك انتظر وسترى.”  

 

 

ألقيت نظرة على والدي، ثم خفضت رأسي قليلاً.

 

سخرت العمة أويران وتمتمت. 

 

 

“يبدو أنك بحاجة إلى التفكير في التقاعد، أبي. ماذا يمكن أن تفعل هذه الطفلة؟”

 

تجاهلتها وتقدمت نحو السيدة كواك.  

 

 

“أنتِ لستِ الخادمة الوحيدة للعمة أويران ، ولا يمكن أن تكوني قد خططتِ لكل هذا بمفردك.”  

 

 

لم تنظر إليّ السيدة كواك حتى.  

 

تابعت دون أي رد فعل كبير. 

 

“على سبيل المثال، مثل ذهابك للقاء الصيدلي كوانسونغ.”  

 

 

اتسعت عينا السيدة كواك. سمعت شهقة من مكان ما خلفي.

 

“منذ حوالي شهرين، ذهبت إحدى خادمات العمة أويران للبحث عن صيدلي شهير يُدعى كوانسونغ. كان ماهرًا جدًا، لكن بعد أن ارتكب عددًا من الجرائم، توقف الناس العاديون عن زيارته. لكن، هل تعلمين لماذا ذهبت خادمة العمة، وهي عضو في عشيرة بايكري النبيلة والعادلة، للبحث عن صيدلي مثله؟”  

 

 

لم تجب.

 

“طلبت خادمة العمة أويران منه صنع دواء معين—دواء يمكن أن يسبب انحراف تشي لمن يتناوله.”  

 

 

نظرت إلى كل من العم ايويموك والعمة أويران .  

 

 

“رفض كوانسونغ في البداية. ثم عادت خادمة العمة أويران وطرحت الأمر بطريقة أخرى: أعطته دواءً غامضًا وطلبت منه تقليده.”

 

الصيادلة من الطوائف الطبية الشهيرة أو الأطباء المعروفين لن يشاركوا أبدًا في صنع مثل هذا الدواء الشرير.  

 

 

كان من الواضح أن هذا النوع من الطلبات يتم تحت الطاولة.  

 

 

خطأ بسيط قد يؤدي إلى كارثة. 

 

 

لكن لم يكن بإمكان الخادمة أن تطلب ذلك من أي صيدلي عشوائي أيضًا.  

 

 

بعد تفكير دقيق، تم اختيار كوانسونغ.

 

“قبل كوانسونغ الطلب لأنه كان مهتمًا بصنع دواء لم يره من قبل. لكنه فشل.”  

 

 

أخرجت قطعة صغيرة من الورق وحزمة صغيرة من كمي.  

 

 

“هذا اعتراف كوانسونغ. وبما أن المساعد جانغ يراقب كوانسونغ الآن، يمكنكم التأكد منه في أي وقت.”

 

ثم قدمت الحزمة الصغيرة. 

 

 

“هذا جزء من الدواء الذي طلبت العمة أويران صنعه. وبما أن كوانسونغ كان مفتونًا به، احتفظ بكمية صغيرة قبل إعادته إلى العمة أويران . إذا قارنتموه بما تبقى من كرة الثلج الجليدية، يمكنكم التحقق مما إذا كانا متطابقين.”  

 

 

ثم سألت بسخرية:  

 

 

“عمة أويران ، لماذا وثقتِ بصيدلي مجرم؟”

 

 

 

━━━━⊱⋆⊰━━━━