الفصل 152  

 

* * *  

 

بوجه محمر، قال العم إيويموك: 

 

“كنت فقط قلقًا لأن يون تكبر بسرعة كبيرة.”  

 

“قلقًا؟”  

 

“إذا استمرت في قضاء الوقت مع فتيان لن تتزوجهم، فقد تتلوث سمعتها. قد تكون صغيرة، لكن لا يمكننا أن ندعها تتسكع معهم إلى الأبد.”  

 

ابتسم الجد ببرود ونظر إلى ري. 

 

“فهمت. إذا كنت قلقًا لهذه الدرجة، فأفترض أنك فكرت أيضًا في زواج ريري، لأنها لا تفرق عن يون سوى بعام واحد. أم أن عليّ مساعدتك في البحث عن صهر مناسب من الآن؟”  

 

“هاه؟ لا، لا! لا.”  

 

 

صُدم العم إيويموك وانحنى برأسه.  

 

حدّق الجد في العم إيويموك بنظرة استياء، ثم قهقه بامتعاض وغيّر الموضوع. 

 

 

 “بالمناسبة، سأشارك الهدايا التي تلقيتها في احتفال عيد ميلادي، لذا تحققوا منها عندما تعودون.”  

 

عبس أبي .

 “أليست هذه هداياك؟”  

 

“بالضبط. يجب أن تستخدمها أنت، يا أبي،” أضاف العم إيويموك كابن بار، لكن الجد لوّح بيده.  

 

“لا يمكنني استخدامها جميعًا على أي حال. لا أخطط لأخذ أي منها معي إلى قبري. لا كلمة أخرى من أي منكما. إذا كان هناك شيء تريدونه، أخبروا المدير كو.”  

 

في تلك اللحظة، تحدث ميونغ بسرعة.

 

 “في هذه الحالة، ألم يكن هناك كرة جليد الثلج بين هدايا عيد ميلادك، يا جدي؟”  

 

“نعم. سمعت أنني تلقيت واحدة.”  

 

“أود أن أحصل عليها.”  

 

بمجرد أن انتهى من الحديث، صرخت ري.

 

 “لا، ميونغ! كنت سأ—”  

 

لكن في اللحظة التي التقت فيها عيناها بعيني الجد، خفضت رأسها بسرعة في مفاجأة.  

 

كان الجد دائمًا شخصية مخيفة للأطفال.  

 

حتى التوأمان كانا يتصرفان كفأرين أمام قط في حضور الجد، لذا لم تكن ري، الابنة الصغرى المدللة، استثناءً.  

 

كان الجد دائمًا يوبخها كلما تصرفت خارج الخط، ربما بسبب التوأمين.  

 

وهكذا، نشأت ري وهي تخاف الجد، غير قادرة حتى على النظر في عينيه.  

 

بينما استمر الجد في التحديق بها، لاحظت قبضتيها المشدودتين على الطاولة وهما ترتعدان.  

 

أصدر الجد حكمه.  

 

“بما أنك مررت بالكثير اليوم، فإن الكرة لك، يا ميونغ. ومع ذلك، لا تتناولها على الفور. ركز على إذابة الأدوية الروحية داخل جسمك الآن. تناول الكثير من الأدوية الروحية لن يفيدك بشيء.”  

 

عبست ري بشفتيها بينما انحنى ميونغ بابتسامة.  

 

“شكرًا، يا جدي.”  

 

ارتدى ميونغ تعبيرًا منتصرًا عندما التقت عينانا للحظة.  

 

هاه…؟  

 

* * *  

 

في تلك الظهيرة، بينما كنت أرتب الأغراض التي أعطاني إياها الجد، زارتني ري في مسكني.  

 

 

اندفعت عبر الفناء المزدحم.  

 

“مرحبًا.”  

 

دخلت ري ببطء.  

 

“هذه أول مرة أزور فيها مكانك.  

ها هي هدية.”  

 

قدمت لي الخادمة التي خلف ري صندوقًا طويلاً ملفوفًا بقماش.  

 

بعد أن أخذت الهدية، لاحظت أن الخادمة هي نفسها التي طاردت ري عندما كانت مبللة في الحديقة.  

 

انحنت الخادمة.  

 

“غرفتي في هذا الاتجاه. تعالي.”  

 

أمسكت بيد ري وقدتها، لكنها دفعتني بعيدًا ونظرت حولها. 

 

“اتركيني. ما الذي يستعجلك؟  

أريد أن أتجول.”  

 

بصبر كبير، راقبت ري وهي تنظر حولها.  

 

 

بمجرد أن انتهت من جولتها حول المبنى والحديقة، نظرت إلى الأغراض التي كنت أحزمها وسألت: 

 

“انتظري، بجدية؟ هل هذا كل الدواء الروحي الذي حصلتِ عليه؟”  

 

“هاه؟ آه، نعم. هذا صحيح.”  

 

لم يكن لدي أي استخدام للدواء الروحي.  

 

 

لكن قدراتي ومشكلة مركز تشي كانتا سرًا، لذا كنت قد أخذت الدواء الروحي كشكل من أشكال التمويه.  

 

بما أنه كان فقط للمظهر، لم أطلب أي شيء ذي قيمة لأن ذلك سيكون إهدارًا.  

 

 

على هذا النحو، لم يكن الدواء يرتقي إلى معايير ري.  

 

 

نظرت إلى الدواء الروحي ببرود.  

 

“يون؟”  

 

 

أعدت تركيزي عند نبرتها السائلة ونظرت إليها.  

 

 

 “ألستِ حتى غاضبة؟”  

 

“بشأن ماذا؟”  

 

“كرة جليد الثلج!”  

 

لم أقل شيئًا.  

 

“كنت سأطلبها!”  

 

إذا كنتِ ستطلبينها، فلماذا يجب أن أغضب…؟  

 

 

كنت مرتبكة تمامًا.  

 

 

ذهبت معها على أي حال وأخذتها إلى غرفتي.  

 

 

ملأت فنجان شايها بينما جلسنا على الطاولة المستديرة.  

 

 

ألقت ري نظرة حول غرفتي.  

 

أخفيت توتري وسعلت بجفاف لجذب انتباهها.  

 

“تعلمين… ري، كنت فقط أتساءل.  

هل ذكر العم إيويموك أي شيء عن زواجي؟”  

 

رمشت ري وعبست بشفتيها.

 

 “لهذا السبب دعوتني؟ لا عجب أنكِ استمررتِ في محاولة قيادتي إلى غرفتك.”  

 

“كنت أقول الحقيقة عن كعك الأرز الجديد من تشوودانغ. ها هي، تناولي بعضًا.”  

 

على الرغم من كعك الأرز الأحمر اللذيذ الموضوع أمامها، بدت ري غير مهتمة.  

 

“حسنًا، لا يهم. كنتُ فضولية أيضًا.  

لكنني حقًا لا أعرف الكثير.”  

 

 

“فقط أخبريني بما تعرفينه بالفعل.”  

 

شحذت أذني وركزت على كلمات ري.  

 

“مما قاله أبي، فإن الجد والعم أويغانغ ذاهبان إلى مؤتمر التحالف ويخططان لمناقشة زواجك مع نائب رئيس عشيرة نامجونغ.”  

 

لم أقل شيئًا.  

 

“كان يلمح نوعًا ما إلى أنهم ناقشوا الأمر إلى حد ما بالفعل. أنه لن يكون هناك خطبة أفضل. لكن يون، هل ستتزوجين حقًا السيد الشاب نامجونغ؟”  

 

* * *  

 

في تلك الأثناء، كان رذاذ الشاي الهادئ يتصاعد في المكتبة داخل قاعة الحرس الأبيض.  

 

“لا يوجد خطبة أفضل.”  

 

نظر بايكري بيهيوك إلى ابنيه أمامه وهو يضع فنجان الشاي ببطء.  

 

 

أحدهما أحمق، والآخر غبي.  

 

“شريك زواج ميونغ المناسب قد تم تقريبًا تحديدها، وبما أن ريري لديها جدتها وأمها، فلا يجب أن تكون مشكلة. همّي الوحيد المتبقي هو يون.”  

 

 

أغلق بايكري بيهيوك عينيه وواصل.

 

 “لذا سأتأكد من أن تتزوج يون قبل أن أموت.”  

 

تحدث كل من بايكري ايويموك و بايكري أويغانغ من الصدمة.  

 

“أبي!”  

 

“أبي، أنت لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة. من فضلك لا تقل أشياء مثل هذه.”  

 

“أنا في الثمانين بالفعل.”  

 

 

تذكر بايكري بيهيوك سيد اللهب تشيونسان للحظة لكنه هز رأسه لطرد الفكرة.  

 

 

“لا توجد عشيرة أخرى تملك عائلة وثروة وشرف مثل عشيرة نامجونغ. كل من نائب رئيس العشيرة والسيدة الشابة يعشقان يون، ونائب رئيس العشيرة يعرف أيضًا عن طباع يون.”  

 

 

كان يعلم أيضًا أن بايكري يون بلا أم، وأن مركز تشي لديها مدمر، وأن لديها عينين ذهبيتين.  

 

“لكن أبي، يون لا تزال صغيرة جدًا.  

هل من الضروري حقًا تحديد زواجها بهذه السرعة؟”  

 

“ألا تحب السيد الشاب نامجونغ؟”  

 

“لا يهم ما أفكر به. ما يهم هو شعور يون.”  

 

“إذن، هل تكره يون السيد الشاب نامجونغ؟”  

 

“لا…” 

 

بدا أن بايكري أويغانغ قد أنهى جملته، لكنه أضاف بسرعة

 

 “لكن ليس كما لو كان لديها أي مشاعر تجاهه أيضًا.”  

 

بذل بايكري أويغانغ قصارى جهده لإخفاء انفجار ضحكته بسعال.  

 

انحنى برأسه من نظرة بايكري بيهيوك الحادة.

 

 “أعتذر.”  

 

تنهد بايكري بيهيوك، ثم قال:

 

 “كلاكما كبيران بما يكفي لتعرفا الآن. لم يكن زواجي سلسًا بالضرورة، لذا بذلت قصارى جهدي لعدم التدخل في شؤون زواجكما.  

كنت دائمًا أحترم آراءكما.”  

 

ألقى بايكري إيويموك نظرة على بايكري إيويموك.  

 

 

كرئيس عائلة متسلط، كان بايكري بيهيوك يحث بايكري أويغانغ بشكل متكرر بشأن الزواج.  

 

 

لكن بما أن بايكري أويغانغ لم يرغب في ذلك، لم يجبره على الزواج أبدًا.  

 

 

كان هذا بالتأكيد مختلفًا عن طباع بايكري بيهيوك المعتادة.  

 

“والآن انظر إليك! لقد أتيت بيون فجأة يومًا ما، مدعي أنها ابنتك!”  

 

تقلصت معدة بايكري بيهيوك وهو يتذكر ذلك اليوم.  

 

 

أبقى بايكري أويغانغ فمه مغلقًا.  

 

قهقه بايكري بيهيوك وقال: 

 

“لن أدع يون تعيش كما تعيش الآن!”  

 

كسر بايكري أويغانغ صمته وقال بحذر.

 

 “هذا… قفزة كبيرة.”  

 

“قفزة كبيرة؟ هه! يجب أن تكون سعيدًا لأنها ذكية وتتمتع بشخصية متميزة. إنه معجزة أن تكون قد خرجت بهذا الشكل مع تربيتك لها بمفردك!”

 

  

احتسى بايكري بيهيوك شايه لتهدئة الغضب الذي كان يغلي داخله.  

 

ملأ بايكري إيويموك فنجان شاي بايكري بيهيوك بسرعة ووبخ بايكري أويغانغ. 

 

 “استمع إلى والدنا. قد يكون من المقبول لك أن تعيش بمفردك، لكن لا يجب أن تدع ذلك يحدث ليون.”  

 

لم يقل أي منهما شيئًا.  

 

“وبما أن ريوتشونغ هو السليل المباشر الوحيد لعشيرة نامجونغ، فبالطبع سيرغبون في زواج مبكر!  

لهذا السبب ربما أرسلوا ريوتشونغ لهذا الاحتفال حتى نتمكن من إلقاء نظرة عليه.”  

 

“نعم. لقد مر وقت منذ أن قال إيويموك شيئًا يمكن الموافقة عليه.  

أنت لم تتزوج أبدًا، فماذا تعرف؟!  

قد يتمكن إيويموك من قول شيء عن زواج يون، لكنك لا تستطيع!”  

 

أمسك بايكري بيهيوك بفنجان الشاي الساخن وقال: 

 

“ولقد كان لديك بالفعل بعض الدلائل حول ذلك، أليس كذلك؟ لا تتصرف كما لو أنك لم تعرف شيئًا حتى الآن.”  

 

“أنا فقط… كنت أخطط للانتظار والأخذ الأمور ببطء.” 

 

كان صوت بايكري أويغانغ ضعيفًا.  

 

إلى حد ما مطمئنًا بذلك، واصل بايكري بيهيوك. 

 

“لقد كنت أراقب السيد الشاب نامجونغ لفترة، وهو متميز من حيث المهارات والمظهر. قد يكون متعجرفًا وعنيدًا بعض الشيء، لكن… بالنسبة لشخص هو فنان قتالي، فإن هذا القدر من العناد ضروري. وهو يعامل يون جيدًا.”  

 

بمجرد أن تم إبلاغه بالحادثة المتعلقة بالتوأمين ويون، استدعى بايكري بيهيوك نامجونغ ريوتشونغ وسأله عن ذلك.  

 

 

دافع نامجونغ ريوتشونغ عن يون بحماس، كما لو كان ينتظر الفرصة للقيام بذلك.  

 

قال إن تصرفات التوأمين كانت متعمدة بشكل واضح وأن بايكري يون لم تكن مخطئة.  

 

كان بإمكانه أن يرى أن نامجونغ ريوتشونغ كان قلقًا حقًا على سلامة يون.

 

 

 

━━━━⊱⋆⊰━━━━