الفصل 118

 

ابتسم جيغال هوا مو وواصل:

 

 “إذن ما الذي يجعلكِ متعلقة بها إلى هذا الحد؟”

 

أطلقت تنهيدة عميقة.

 

 “نعم. أنت محق.” 

 

كنت أعرف أن هناك إجابة واحدة فقط، لكنني هنا أتذمر له على أي حال.

 

نظر إليّ للحظة طويلة، ثم قال فجأة:

 

 “حسنًا. بما أنها أنتِ.”

 

“ها؟”

 

“راقبيني للحظة فقط.”

 

قبل أن أتمكن حتى من استيعاب ما يقوله، جلس على الأرض وأغمض عينيه.

 

“ما الذي تـ—” 

 

 

أغلقت فمي دون أن أكمل جملتي، أراقب بدهشة وهو يبدأ في تدوير قوة حياته.

 

 ماذا؟ هل… يقوم بتدوير الطاقة الآن؟

 

لكن على عكس تدوير الطاقة، كان تدفق طاقته مركزًا في مركز طاقته العلوي—أي رأسه. 

 

على أي حال، بدا الأمر مشابهًا لشيء ما، لذا نظرت حولي في محيطنا، حريصة على عدم إصدار أي صوت عالٍ حتى مع تنفسي.

 

على الأقل حارسه موجود.

 

 كنت أرى هالة مويونغ على مسافة ليست بعيدة. نظرت إلى رئيس عشيرة جيغال للحظة قبل أن أغمض عينيّ أنا أيضًا. 

 

لم يكن لدي شيء أفضل لأفعله، لذا قررت أن أتدرب أنا أيضًا. الشيء الجيد في القوة الطبيعية هو أنه، على عكس تدوير الطاقة، يمكنني التوقف متى شئت. 

 

حتى مع ذلك، شعرت ببعض الذهول. ماذا أفعل في هذه الساعة؟ لماذا أتدرب فجأة بجانب رئيس عشيرة جيغال؟

 

لم أستطع معرفة كم من الوقت مر قبل أن أفتح عينيّ عند سماع صوته.

 

“هل سمعتِ عن طائفة موسون من قبل؟”

 

“طائفة موسون؟” قلبت ذكرياتي. “لقد دُمرت منذ زمن طويل.”

 

لماذا يثير هذا الموضوع فجأة؟

 

 لقد تم ذبح طائفة موسون منذ زمن بعيد، لكن أي شخص في عالم الفنون القتالية كان قد سمع اسمها مرة واحدة على الأقل. 

 

ذلك لأن طائفة موسون كانت مشهورة جدًا، جدًا بسحرها. انتهت العديد من تعاويذ طائفة موسون في أيدي طوائف أخرى وتم الحفاظ عليها. لكن عندما تتعمق في الأمر، كان كل ذلك مجرد خدعة.

 

“هل تعرفين لماذا دُمرت؟” سأل رئيس عشيرة جيغال.

 

“سمعت أنه بسبب إجرائهم تجارب شريرة جعلتهم أعداء لكل من الفصائل الصالحة وغير الصالحة.”

 

بمعنى آخر، ذبحوا الطائفة بأكملها بسبب شرورها المزعومة، ثم سرقوا ودرسوا واستمروا في استخدام نفس التعاويذ التي أدانوا طائفة موسون من أجلها. 

 

ربما كان أعضاء طائفة موسون يتقلبون في قبورهم. لكن… من سيهتم بطائفة قد ضاعت بالفعل في الزمن؟

 

“أنتِ محقة جزئيًا، لكنكِ مخطئة جزئيًا أيضًا،” قال جيغال هوا مو.

 

أمَلتُ رأسي بفضول بينما كان يلتقط أنفاسه.

 

“ألا تعتقدين أن الأمر غريب؟ كانت طائفة موسون بالفعل مشهورة بسحرها، لكن ما الذي يمكن أن يكونوا قد فعلوه ليلهموا تحالفًا بين الفصائل الصالحة وغير الصالحة، الذين يعتبرون بعضهم البعض أعداء؟”

 

لم أفكر في الأمر من قبل، لكنه كان بالتأكيد غريبًا.

 

“الحقيقة هي أن طائفة موسون لم تُدمر بسبب سحرها الشرير، بل بسبب السم الذي اخترعوه.”

 

“سم؟”

 

أومأ، ثم وضع يده على جبهته. 

 

“لقد خلقوا سمًا مشتتًا للطاقة عديم اللون والرائحة لا يمكن عكس آثاره أبدًا.”

 

“ماذا؟”

 

“ما رأيكِ في ذلك؟ أليس هذا سمًا مرعبًا سيثير الخوف في قلب أي فنان قتالي؟”

 

السم المشتت للطاقة يعطل طاقتك الداخلية. 

 

كان هذا ما تعرض له السيد وان ومجموعة كيرين عندما كانوا يقاتلون تشون غويجو، وكان أيضًا التكتيك المفضل للأشرار الذين واجههم نامجونغ ريوتشونغ. 

 

سم يمكنه إضعاف حتى البطل القوي في لحظة؟ 

 

يا لها من سهولة! لهذا السبب كان يُعتبر السم المشتت للطاقة حقيرًا بشكل خاص في عالم الفنون القتالية، لدرجة أن أي شخص يُضبط وهو يصنعه أو يستخدمه كان يُعتبر عدوًا عامًا—على الرغم من أن تشون غويجو لم يهتم بذلك، لأنه كان بالفعل واحدًا.

 

على أي حال، على الأقل السم المشتت للطاقة كان يخرج في النهاية من نظام الشخص، ويمكن حتى تبديده على الفور إذا كان هناك شخص حولك للمساعدة في تدوير طاقتك.

 

 لم تكن هناك آثار جانبية دائمة أيضًا، لكن مع ذلك، كان الجميع في عالم الفنون القتالية يرتجفون عند مجرد ذكره. لكن… سم مشتت للطاقة لا يمكن تحييده؟ شيء يجعل شخصًا ما لا يستطيع استخدام الطاقة الداخلية التي بناها طوال حياته، أبدًا مرة أخرى؟

 

لم أستطع إلا أن أغطي فمي من الصدمة. 

 

“مستحيل…”

 

“بمجرد اكتشاف وجوده، تكاتف الجميع بغض النظر عن انتمائهم لمهاجمة طائفة موسون. ‘يا للشر! لا يمكن السماح بوجود شيء كهذا!’ أليس كذلك؟”

 

كان ذلك طبيعيًا فقط. كان هذا سمًا يعرض أساس عالم الفنون القتالية للخطر. والسبب في أن رئيس عشيرة جيغال ذكر هذه القصة في المقام الأول كان… 

 

“لا يمكن أن تقول إن حالة أبي هي…؟”

 

امتدت ابتسامة خافتة عبر وجه جيغال هوا مو الشاحب.

 

هززت رأسي نافية.

 

 “لكن ألم تُدمر الطائفة؟ لا بد أن الوصفة قد دُمرت أيضًا!”

 

إذا كانوا قد أبادوا الطائفة بسبب ذلك السم، لما تركوا وصفته سليمة أبدًا.

 

“أنتِ محقة. على الأرجح. لكن إذا كان شخص ما يعلم أن شيئًا كهذا كان موجودًا ذات مرة، أليس من الممكن أن يتمكن من إعادة صنعه؟”

 

“لكن لماذا…؟”

 

ولماذا أبي، من بين كل الناس؟ 

 

قد يكون فنانًا قتاليًا ذا شهرة كبيرة، لكن لم يكن هناك سبب لاستخدام سم حقير كهذا عليه. كان عالم الفنون القتالية مليئًا بأشخاص أكثر شهرة وخطورة منه. كل ما أردته هو إنقاذ أبي والبقاء على قيد الحياة بنفسي، فلماذا يحدث هذا لنا…؟

 

“من يدري. لكنه الأقرب من أي شيء وجدته للتو—” توقف، يأخذ نفسًا عميقًا.

 

“وجدته؟”

 

كان هناك شيء غريب في طريقة حديثه. الآن بعد أن فكرت في الأمر، كان يتحدث كما لو كان شيئًا تذكره للتو، أو قرأ عنه للتو في كتاب.

 

“نعم. تم محو هذه القصة من التاريخ، لذا حتى جدكِ ربما لا يعرف عنها.”

 

جعل ذلك الأمر أكثر غرابة. فكيف عرف هو عنها؟ في سن الحادية عشرة، على الأقل؟

 

 هل وراثة عشيرة جيغال تعني أنك تسمع قصصًا كهذه؟ لكن لماذا كان يتحدث كما لو أنه تذكرها للتو؟

 

ابتسم لي رئيس عشيرة جيغال، غير مبالٍ بشكوكي.

 

 “هل تريدين معرفة شيء؟ التعويذة التي ألقيتها على القطة جاءت في الواقع من طائفة موسون.”

 

نظرت إلى القطة بمفاجأة. يا لها من مفاجأة بعد كل ما تعلمته عنهم للتو.

 

“مثير للاهتمام، أليس كذلك؟” 

 

مياو!

 

أطلقت القطة مواءً قصيرًا عندما تقابلت أعيننا.

 

“ألا تشعرين بيد القدر؟” واصل جيغال هوامو.

 

“ماذا؟”

 

“ألا تعتقدين أنه كان من المقدر أن تكوني أنتِ من يحمل قدرة الطبيب الإلهي؟ تمامًا كما كان من المقدر أن ألتقي بكِ.”

 

حدقت فيه وقلت:

 

 “أنت… بدوت حقًا كزعيم طائفة الآن.”

 

أطلق ضحكة جوفاء، متكئًا على الشجرة خلفه لينحني إلى الأمام.

 

“على أي حال… شكرًا.”

 

 كنت حقًا ممتنة لهرائه. شعرت وكأنه سحبني من حافة اليأس.

 

 “هل يمكنني إخبار جدي عن طائفة موسون؟”

 

“كما تشائين.”

 

“حسنًا. إذن سأذهب الآن.”

 

“يون.”

 

عندما نظرت إليه بفضول، ضيق عينيه قليلاً. 

 

“لا أستطيع المشي. احمليني.”

 

نظرت إليه من الأعلى إلى الأسفل، عاجزة عن الكلام. 

 

قد يكون رئيس عشيرة جيغال مريضًا بسبب انسداد أوردته، لكن جسديًا، كان طويل القامة ومبنيًا جيدًا.

 

 على الرغم من وجهه الشاحب المنهك، بدا ناضجًا جدًا مقارنة بأقرانه. من ناحية أخرى، كنت دائمًا صغيرة بالنسبة لعمري بسبب الجوع المبكر. حتى لو تمكنت بطريقة ما من رفعه على ظهري، كانت ساقاه ستتدليان على الأرض بالتأكيد.

 

“انتظر. سأنادي شخصًا بالغًا،” أخبرته.

 

ارتفعت زوايا شفتيه. “يا لها من عنيدة.”

 

نقرت بلساني واستدرت لأذهب. آه، صحيح. هل أحتاج حتى لمناداة شخص بالغ؟ حارسه موجود هناك مباشرة—

 

وبينما كنت أفكر في ذلك، سمعت صوت ارتطام جسد بالأرض.

 

 

* * *

 

لم يتغير شيء في عشيرة بايكري خلال عام. حدث الكثير منذ ذلك الحين، لكن لم يمضِ وقت طويل في الواقع، عند التفكير في الأمر.

 

توجهنا أنا وأبي إلى أماكننا على الفور. عندما مررنا عبر البوابة، وجدنا الخدم ينتظرون في الفناء لاستقبالنا، مع إيوندو في مركزهم.

 

“السيد الشاب! الآنسة الصغيرة! مرحبًا بعودتكما!” صرخ، فأومأ له أبي دون كلام.

 

ابتسمت له. “لقد مر وقت طويل.”

 

اقترب مني إيوندو، عيناه تفيضان بالعاطفة، ثم حدق بي للحظة قبل أن يمسح عينيه.

 

 “أنا سعيد جدًا… جدًا لأنكِ بخير.”

 

“نعم… أنا آسفة لأنني جعلتك تقلق.”

 

بالنسبة لي، بدا وكأن الانهيار الأرضي حدث منذ زمن بعيد، لكن رؤية جدي وإيوندو جعلتني أدرك كم عدد الأشخاص الذين تسببت في ألمهم.

 

“تبدين أكثر صحة الآن، وقد نميتِ قليلاً أيضًا،” لاحظ.

 

“حقًا؟”

 

“نعم، على الرغم من أنكِ لا تبدين تمامًا في السابعة.”

 

عبست. كان عيد ميلادي قد مر في طريقنا إلى هنا، لذا أصبحت الآن رسميًا في السابعة من عمري، لكنني ما زلت لا أبدو كذلك.

 

“هل يجب أن تظلي تغطين عينيكِ؟”

 

“أنا فقط أشعر براحة أكبر هكذا.” 

 

ثم أشرت إلى الشخص خلفي.

 

 “هذه هي غومسوي، الخادمة التي رافقتنا في طريق العودة.”

 

نظر إيوندو بلا فهم بينما كنت أقدم غومسوي ببطء ليسمعه الجميع حولنا، أخبرهم كيف قضينا وقتًا معًا في عشيرة نامجونغ وكيف أرسلتها السيدة الشابة معي.

 

 كان بعض الخدم يتبادلون النظرات بالفعل.

 

“ستساعدني غومسوي في تفريغ الأمتعة التي أرسلتها خدمة الأمن تشانغهيونغ،”

 

 انتهيت وهي تخرج بهدوء الدفتر الذي كانت قد خبأته مسبقًا.

 

“لدي القائمة معي، لذا سأبدأ في التفريغ بمجرد أن ألقي نظرة على أماكنكِ، يا آنسة.”

 

كان إيوندو يقفز من الفرح تقريبًا لهذا التطور الجديد. تحولت دهشتي من المشهد إلى شفقة عند كلماته التالية.

 

“أخيرًا، شخص لمشاركة العمل معه!” 

 

قال، وهو يمسح المزيد من الدموع.

 

أدركت حينها كم كان من الصعب على إيوندو مراقبة أماكننا دون روح واحدة أخرى يمكنه الوثوق بها.

 

في تلك اللحظة، قاطع صوت فتاة المشهد. 

 

“الآنسة الصغيرة…؟ عما تتحدثين؟”

 

كانت دانغيوم. بمجرد أن سمعتها تتحدث، فكرت في نفسي، 

 

‘واو، لقد عدت إلى المنزل حقًا. للأفضل أو للأسوأ.’

 

“لقد مر وقت طويل، كيف كنتِ؟ غومسوي، هذه خادمتي دانغيوم.”

 

بدت دانغيوم مذهولة عندما حيتها غومسوي، فتحت فمها كما لو كانت ستبدأ بالصراخ، ثم ابتسمت بتكلف وأحنت رأسها عندما لاحظت أبي يعود من النظر حول الغرف بعد تحية إيوندو بسرعة.

 

نظرت إلى أبي عن كثب أنا أيضًا. أصبح فحصه عادة لدي الآن. ولحسن الحظ،

 

لم أرَ بعد تكرارًا لما حدث ذلك اليوم. يبدو أن النوبات لم تكن شائعة حقًا.