الفصل 110

 

لم أرَ جدي هكذا من قبل. في حيرة من أمري، تقلبت نظراتي بسرعة بينه وبين والدي، ثم إلى قدميّ، ثم عادت إليه.

 

“أنا آسفة. “

 

“إذن، هل لن تفعلي الشيء نفسه في المرة القادمة إذا حدث شيء مشابه مجددًا؟”

 

عندما لم أجب، تنهد جدي. 

 

“ما فائدة قولكِ إنكِ آسفة فقط؟”

 

لكن… لكن…

 

أعطيتُ رأيي بهدوء.

 

 “لو أنقذني والدي، لكان أحد الأطفال الآخرين قد فُقد.”

 

مهما كانت تقنية القدم السريعة لوالدي مذهلة، فإنه لا يزال يمتلك ذراعين فقط، والهروب من انهيار أرضي محملاً بثلاثة أطفال كان…

 

“أنتِ لا تزالين في السادسة فقط”، قال جدي بحزم: “لماذا تقلقين بشأن أشياء مثل هذه؟”

 

عند صمتي، تنهد مرة أخرى:

 

 “يون، لا يمكنكِ الاستسلام بعد. حتى لو لم تمسكي سيفًا أبدًا، فأنتِ لا تزالين حفيدتي. هل تفهمين؟”

 

اتسعت عيناي. لقد جعل الأمر يبدو وكأنني قد تخليتُ عن حياتي من اليأس بسبب مركز طاقتي المدمر.

 

‘”لكن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق!’

 

 علاوة على ذلك، قد لا يكون مركز طاقتي قد تعافى، لكن الآن لديّ القدرة التي تلقيتها من الطبيب الإلهي.

 

ومع ذلك، جدي لا يزال لا يعرف عن ذلك. فكرتُ في الأمر للحظة.

 

‘هل يجب أن أخبره عن عينيّ الذهبيتين الآن؟’

 

 لم يكن جدي على قائمة الأشخاص الذين كنتُ أخطط لإخبارهم. لقد أحب والدي، لكن… ذلك لم يكن نفس حبه لي.

 

“تعالي إلى هنا.” 

 

عندما تقدمتُ نحوه بخطوات صغيرة، مدّ جدي يديه وجذبني إلى حضنه:

 

 “يا لكِ من مسكينة، أن تفكري في كل ما مررتِ به، وحدكِ في ذلك القبر…! أنا سعيد جدًا بعودتكِ. لقد أبليتِ بلاءً حسنًا.”

 

* * *

 

أرسلني جدي بعيدًا بعد ذلك، قائلاً إنه لا يزال لديه أمور يناقشها مع والدي. 

 

فركتُ ذراعي وأنا أغادر الغرفة، وكل أنواع الأفكار تدور في رأسي: تجمد والدي عند ذكر انهيار قرية بالغواي، افتراض جدي أنني قد تخليتُ عن الحياة…

 

لكن سرعان ما قاطع أفكاري شخص يقف أمامي.

 

 “يون.”

 

“ميونغ. “

 

كان ذلك بايكري ميونغ. بدا وكأنه كان ينتظرني.

 

“لقد مر وقت طويل، ميونغ. لقد أصبحتَ أطول كثيرًا.”

 

لا بد أن بايكري ميونغ قد مر بانتفاضة نمو خلال الأشهر الستة الماضية.

 

“كيف كنتِ؟كنتُ قلقًا عندما سمعتُ أنكِ كنتِ في حادث كبير، لكنني سعيد لرؤيتكِ سالمة.”

 

لم تكن علاقتنا سيئة جدًا عندما ودّعنا بعضنا آخر مرة، لكنها لم تكن جيدة بما يكفي ليتصرف بمثل هذا الود تجاهي أيضًا. كانت نواياه واضحة كالكريستال.

 

متظاهرة بالسعادة لرؤيته مجددًا. 

 

 “ما الذي تفعله هنا؟”

 

“توسلتُ إلى جدي ليأخذني معه. أردتُ أن أرافق.”

 

اتسعت عيناي وأملت رأسي بفضول. 

 

“لكن لماذا؟ ألم يكن من الصعب القدوم إلى هنا؟”

 

بالطبع، كنتُ أعرف لماذا كان بايكري ميونغ هنا حقًا. كان يريد من جدي أن يراه كطفل أكبر جيد يعتني بأبناء عمومته الصغار.

 

بسعال محرج، أجاب: “حسنًا، أم، كح، كنتُ قلقًا وأردتُ الاطمئنان عليكِ.”

 

مهما كان ذو وجهين، فهو لا يزال طفلاً فقط. التقرب من ابنة عم كان ينظر إليها بازدراء ربما كان محرجًا بالنسبة له.

 

متظاهرة بالغباء، أعطيته ابتسامة مشرقة. 

 

“حقًا؟ شكرًا لك!”

 

بعد السؤال عن الجدة، والعم يويموك، وزوجته بالترتيب، قلتُ بحذر:

 

 “وكيف حال… العمة يويران؟”

 

تظلمت تعبيرات بايكري ميونغ.

 

 “إنها… كالمعتاد.”

 

كنتُ أعتقد بالتأكيد أنها ستغادر العشيرة مع سو واك، لكن التوأمين هما من غادرا بينما بقيت هي.

 

 لم يكن لديّ فكرة عما حدث، لكن شيئًا واحدًا كان مؤكدًا: عندما تسمع العمة يويران أن بايكري ميونغ جاء معهم لاصطحابي، ستثور غضبًا، لأنها بالتأكيد كانت تحتفظ بضغينة ضدي منذ أن أُرسل التوأمان إلى معبد الانضباط.

 

‘وقد جاء إلى هنا وهو يعلم ذلك تمامًا.’

 

كنتُ أفكر فيما يجب أن أفعله حيال كل هذا عندما أطلق بطني فجأة همهمة عالية. نظر إليّ بايكري ميونغ ببلاهة.

 

أمسكتُ ببطني الوقحة بتنهيدة عميقة، لكن التوتر جعل الصوت يتردد بصوت أعلى هذه المرة. 

 

‘هيا! يا للإحراج! انتظري، لا، هذا في الواقع يناسبني.’

 

“ميونغ، لم أتناول الفطور بعد”، قلتُ بسرعة: “وهل أنت كذلك؟”

 

“ها؟ أم، أنا أيضًا لم أتناول.”

 

“إذن، هل تود أن نأكل معًا؟”

 

أضاء وجهه وهو يومئ. 

 

 “نعم!”

 

“إذن، لننزل إلى الطابق الأول!”

 

“هل يجب علينا؟ يمكننا فقط أن نأكل في الغرفة هناك.”

 

رمشتُ ونظرتُ إلى الغرفة التي كان بايكري ميونغ يشير إليها.

 

 “هل تلك الغرفة فارغة؟”

 

“لقد استأجرت عشيرة بايكري هذا النزل بأكمله.”

 

“النزل بأكمله؟”

 

“نعم. سنبقى هنا ليوم واحد ثم نغادر غدًا.”

 

بالتفكير في الأمر، كان الطبيب الإمبراطوري سيوك قد بدا منهكًا بالفعل. رفعتُ رأسي ونظرتُ حولي. كان النزل الصاخب بالتأكيد أكثر هدوءًا من ذي قبل.

 

“أم… لكن ألم يكن هناك أشخاص يقيمون هنا قبل وصولكم؟”

 

أجاب بايكري ميونغ بلا مبالاة.

 

 “أعطيناهم مالاً وأرسلناهم بعيدًا.”

 

“كم…؟”

 

“سمعتُ أنه كان حوالي عشرة أضعاف تكلفة الغرفة الأصلية.”

 

عشرة أضعاف؟!واو، هؤلاء هم الأغنياء حقًا. 

 

“آه، إذن هل غادر رئيس عشيرة جايغال أيضًا؟”

 

هزّ بايكري ميونغ رأسه.

 

“اللعنة…”

 

* * *

 

رفعت يدان متجعدتان ومتصلبتان إبريق الشاي وسكبتا كوبًا، مررتاه عبر الطاولة قبل ملء كوب آخر لهما أيضًا.

 

“كيف صادفتَ رئيس عشيرة جيغال؟”

 

“رأيناه ممدًا فاقدًا للوعي في منتصف الطريق في طريقنا إلى هنا، ثم انتهى بنا الأمر بالسفر معًا في سياق تقديم مساعدتنا.”

 

“تقول إنه كان فاقدًا للوعي؟”

 

“نعم. كان ذلك هجومًا قصيرًا ناتجًا عن حالته.”

 

“همم…”

 

 احتسى بايكري بيهيوك شايه بعبوس طفيف.

 

 “فهمت. ربما كان هذا اللقاء قدرًا أيضًا.”

 

مال رأس بايكري أويغانغ.

 

وضع والده الكوب وقال: “لقد طلب رئيس عشيرة جيغال حماية عشيرتنا.”

 

“عفوًا؟”

 

كان هذا غير مسبوق. رئيس عشيرة، وعشيرة كبيرة مثل جيغال على وجه الخصوص، يطلب الحماية من عشيرة أخرى؟ كان يرمي بكبريائه وشرفه بعيدًا بفعل ذلك.

 

سأل أويغانغ دون فهم:

 

 “لماذا يطلب جيغال الحماية من عشيرتنا، وليس من تحالف الفنون القتالية؟”

 

لم تكن هناك تفاعلات تُذكر بين عشيرة بايكري وعشيرة جيغال من قبل.

 

“أنت تعلم بالفعل… أن علاقة عشيرة جيغال بتحالف الفنون القتالية ليست كما كانت عليه.”

 

“حتى مع ذلك، من الغريب أن يطلبوا مساعدتنا. وحتى لو تغيرت الأمور، لن يرفض تحالف الفنون القتالية طلبًا من رئيس عشيرة جيغال أبدًا.”

 

تظلمت عينا بايكري بيهيوك:

 

 “لقد فعل ذلك بالفعل. لكن يبدو أن رد فعل رئيس تحالف الفنون القتالية كان… غامضًا.”

 

“غامضًا؟”

 

“نعم. لقد أجريت عدة استفسارات. لقد طلب رئيس عشيرة جيغال المساعدة بالفعل— وليس لدى رئيس تحالف الفنون القتالية نية لتقديمها.”

 

“لكن لماذا… لماذا لا يفعل…؟ هذا لا يصدق.”

 

مسح السيد بايكري على لحيته واتكأ في كرسيه.

 

 “ليس غير قابل للتصديق تمامًا.” نظر إلى وجه ابنه المضطرب، وواصل: “يقولون إن حالة رئيس عشيرة جيغال خطيرة جدًا هذه المرة لدرجة أنه لن يتمكن حتى من ترك وريث خلفه.”

 

“ماذا يعني ذلك— لا تعني…؟”

 

“نعم. لا بد أنه قرر أنه لا قيمة في مساعدة شخص يعيش على وقت مستعار.”

 

تجمد وجه أويغانغ في صدمة.

 

“هذا مجرد تكهن، بالطبع.”

 

لكن كان تكهنًا كان بايكري بيهيوك، رئيس عشيرة بايكري، مستعدًا للتعبير عنه. لم يكن هناك احتمال أن يكون خاطئًا.

 

“لهذا السبب قررتُ منحه المساعدة.”

 

بدا أويغانغ متشككًا، وسأل بحذر: 

 

“أبي، هل هناك سبب تخبرني بهذا؟”

 

مسح السيد بايكري على لحيته برضا. لقد وصل أويغانغ إلى صلب الموضوع.

 

 كان معظم الناس سيسألون لماذا يساعدون رئيس عشيرة جيغال، لكن ابنه قرر اتباع قراره بالكامل في هذا الأمر. كان يتساءل فقط لماذا يُخبر بكل هذا.

 

نظر بايكري بيهيوك إلى ابنه لبضع لحظات، ثم قال: 

 

“ابني، أنا قلق بشأن يون، لكنني قلق بشأنك أيضًا.”

 

خفض ابنه نظره. 

 

 “أنا آسف لأنني تسببتُ في قلقك.”

 

ردًا على ذلك، ضرب بايكري بيهيوك يديه على الطاولة:

 

 “هذا ليس ما أريد سماعه!”

 

“اعتذاري.”

 

 “ها، رئيس عشيرة جيغال يعرف طريقة لتخفيف أعراضك.”

 

رفع أويغانغ رأسه في صدمة.