‘حقًا لا أستطيع العيش هكذا.’
هزّ هيلديون رأسه وهو يرى والدته تدفع الدوق للأمام ثم تختفي.
لكن، الأمر الأكثر إضحاكًا هو أنه شعر في قرارة نفسه بالامتنان لوالدته.
‘لقد جننتُ تمامًا.’
في اللحظة التي أطلق فيها ضحكةً ساخرة وأعاد توجيه نظره إلى رويلا،
‘همم؟’
لاحظ رويلا وهي تنظر حولها بحذر وتتردد.
‘لماذا فجأة بدأت تتصرف بحذر؟’
في اللحظة التي راودته فيها هذه التساؤلات، تراجعت رويلا خطوتين إلى الوراء، وفي الوقت نفسه، انتزعت بسلاسة كأسًا من الشامبانيا.
ثم،
‘…بففت!’
ارتشفت الشامبانيا بتعبير يبدو وكأنها الأسعد في العالم.
لم يستطع هيلديون كبح ابتسامته أمام هذا المظهر البريء السعيد أكثر من أي وقت مضى.
كان منظرها وهي تمسك بكأس الشمبانيا وتضحك بهدوء وترتشف منه لطيفًا بشكل مفرط.
“كحّم.”
حاول هيلديون جاهدًا كبح الضحكات التي كانت تتسرب منه، ثم تردد للحظة.
و كان يفكر فيما إذا كان من الصواب مقاطعة تلك اللحظة الممتعة أم لا.
***
‘أنا سعيدةٌ حقا! هذا مثير!’
كان الشعور بالكحول يمر عبر حلقي بعد ما يقارب نصف عام مثيرًا للغاية.
لكنني استعدت رباطة جأشي بعد قليل.
‘يجب ألا أشرب كثيرًا.’
لم أكن قد تلقيت بعد تكريمًا من الإمبراطور. وهذا يعني أن عليّ الظهور أمام الناس بعد ذلك.
لا يمكنني أن أصبح ثملةً تمامًا وأتصرف بشكل مشين أمام الجميع، أليس كذلك؟
‘وإلا فإن صغيرتي……لا، أقصد، سمعتي ستتضرر.’
علاوةً على ذلك، كان عليّ أن أحافظ بقوة على منصب القديسة.
بسبب إجبار ذلك النظام اللعىٍن!
‘لا يمكن لقديسة أن تشرب الخمر وتثمل وتتصرف بتهور.’
آه، منصب القديسة حقًا مهنةٌ قاسية جدًا. يجب أن أكمل المهمة بسرعة وأستقيل منها.
تنهدت وأنا أضع الكأس الفارغة جانبًا بأسف.
وفي تلك اللحظة،
“هل يمكنني الجلوس بجانبكِ؟”
“……!”
تحدث إليّ صوت مألوف.
فوجئت، وفتحت عينيّ على اتساعهما ونظرت إلى صاحب الصوت. و في المكان الذي استقرت عليه نظراتي، كان هيلديون يقف مبتسمًا برفق عند زاوية فمه.
‘متى……؟’
من الواضح أنه كان بالقرب من المنصة حتى وقت قريب.
لكن، الآن لم يكن ذلك هو المهم. فالمهم هو أن مظهره، الذي كان يتألق من بعيد، كان يشع الآن على بعد ثلاث خطوات فقط مني.
“أوه، أنا في خطر العمى……”
“ماذا؟”
“لا، لا شيء. أقصد أن الإضاءة اليوم مشرقةٌ وجميلة جدًا!”
ضحكتُ بصوت عالٍ وحاولت تصحيح تلك الهمسة لنفسي.
“على أي حال، من الجميل أن نلتقي في مكان مثل هذا. كنت أشعر ببعض الحرج لأنه لم يكن هناك أحد حولي.”
“أوه، حقاً؟”
غريب.
هل تخيلت فقط أن وجه هيلديون بدا راضيًا؟
نعم، في هذه اللحظة، لماذا سيكون هيلديون راضيًا……
دينغ-!
<تم إزالة خطأ هيلديون (౦▾౦ ✿)!
إزالة خطأ هيلديون (7/10)>
……هل كان راضيًا حقًا؟
في ارتباكي، التقطت كأس شامبانيا آخر بسرعة وصببته في حلقي.
‘آه، الآن أشعر أنني أستطيع العيش أخيرًا.’
كدت أن أختنق وأموت.
“رويلا.”
لكن تأثير الكحول كان ضئيلًا. فما إن ناداني هيلديون حتى بدأ حلقي يجف مرة أخرى على الفور.
“آع، نعم؟”
“أوصي بعدم الشرب بسرعة. هذه الشمبانيا، رغم مظهرها، الا أنها قويةٌ جدًا.”
“هذه؟”
“نعم. طعمها حلو، لكن نسبة الكحول فيها مرتفعة.”
“أوه……”
لم يكن لدي أي شعور بذلك. يا لها من مفاجأة.
“صحيح، ما زال التكريم قائمًا، لذا لا يجب أن أفرط في الشرب.”
“……حسنًا، هذا صحيح أيضًا.”
أجاب هيلديون بلا حماس وهو ينظر حوله بعيون باردة.
“هناك الكثير من الأعين التي تتربص.”
“ماذا؟”
“لا شيء.”
هز رأسه رداً على استفساري.
و كأنه لم يكن ينظر بعيون باردة أبدًا، أصبح وجهه مليئًا بالدفء نحوي.
‘غريبٌ حقًا.’
بينما كنت أنظر إلى وجهه الدافئ، شعرت فجأة بالدهشة.
من الواضح أنه في القصة الأصلية كان يتمتع بصورة أكثر برودة. لكن منذ لحظة ما، بدأت أعتاد على هيلديون بهذا الوجه.
وعلاوةً على ذلك، يبدو أنه أصبح مؤخرًا ماكرًا بطريقة غريبة……
‘هل هذا بسبب انحراف القصة الأصلية؟’
بينما كان ذلك النظام الشبيه بالبلطجي يتلاعب بي ويرميني هنا وهناك، كنت قد أوقفت انفجاراته عدة مرات.
همم. في مثل هذه اللحظات، يبدو النظام لطيفًا بعض الشيء.
وفقًا للقصة الأصلية، كان من المفترض أن يكون هيلديون الآن وحيدًا يواجه اللعنة بمفرده.
نظرت إلى وجه هيلديون بنظرة خاطفة. و عندما تقابلت أعيننا، تعمقت ابتسامتهّ أكثر.
‘ألا يمكن لوجه هيلديون أن ينقذ العالم؟’
كنت على وشك الخوض في تأمل جاد عندما سمعت ذلك.
“أوه، حقًا، أنت تبالغين في المديح.”
“ليس مبالغة، بل هذا رأيي الصادق.”
جاء صوت ضحكات مرحة من مكان ليس ببعيد.
……هذا الصوت؟
من بين العديد من الأصوات التي تتردد هنا وهناك، كان الصوتان اللذان يعلقان في أذني بشكل خاص هما بسبب وجودهما في ذاكرتي.
بعناء، انتزعت عيني من وجه هيلديون وألقيتُ نظرةً خاطفة نحو مصدر الصوت.
‘آه، كما توقعت.’
كان أصحاب الحوار جميعًا أشخاصًا رأيتهم من قبل.
من بين أتباع هيلينا، الذراع الأيمن. لقد نسيت اسمها.
شيء مثل بي… بيري بيري ستروبيري؟
حسنًا، كان اسمها مشابهًا لذلك تقريبًا.
على أي حال، كانت إحداهما كذلك، أما الأخرى فكانت……
‘يمكنني تذكر اسمها بسهولة، سيلفيا.’
سيلفيا أستيان.
البطلة الأصلية التي ظهرت مؤخرًا.
لم أكن مندهشةً جدًا. فقد كنت أتوقع إلى حد ما أن تشارك سيلفيا في هذا الحدث.
كونها قد وصلت إلى العاصمة يعني أنها قد تم تبنيها بالفعل من قبل عائلة الكونت أستيان.
ولدفع الطفل الذي أُدخل إلى العائلة إلى المجتمع الراقي بطريقة خفية، لا يوجد مكان أفضل من ‘لوكيراديان’.
لا حاجة لشريك بشكل خاص، والمكان مكتظ بالناس مما يسمح بالاندماج بسهولة.
وعلاوةً على ذلك، بما أن خلفيتها هي عائلة أستيان، وهي عائلة الملكة من جهة الأم، فمن المتوقع أن تمارس تأثيرًا أكبر في الحفل الإمبراطوري.
القصر الإمبراطوري، في نهاية المطاف، ليس سوى الفناء الأمامي للملكة.
‘والدليل على ذلك-‘
كانت الملكة تنظر إلى سيلفيا بوجه مليء بالرضا بشكل واضح وصريح.
في هذه المرحلة، يبدو أن حتى كلبًا عابرًا يمكنه أن يدرك مكانة سيلفيا.
ابنة أخ الملكة الذي تعتز به.
كان النبلاء يتقربون من سيلفيا ويبادرونها بالحديث بنبرة ودودة، مدركين الموقف جيدًا.
فكلهم كانوا يتحلون بموقف لطيف ومحبب.
على الأرجح، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى ينتشر اسمها في أرجاء المجتمع الراقي.
‘بالطبع، لن ترتفع فجأة إلى مرشحة القديسة كما في القصة الأصلية.’
في الرواية الأصلية، تلقت سيلفيا معاملة القديسة فور ظهورها بسبب ‘حادث معين’ وقع في يوم ظهورها الأول.
لكن بما أن توقيت ظهور سيلفيا قد تغير، فمن غير المرجح أن يحدث نفس الحادث.
دووم-!
“آه، أنا……لا أستطيع التنفس……!”
“كيياااه!”
“طبيب، استدعوا طبيبًا!”
“لا، لكن كبير الكهنة موجود، أليس كذلك؟”
“يبدو أنه غادر لفترة للتحضير للبركة القادمة.”
“يا إلهي……!”
……لن يحدث، هذا ما اعتقدته.
‘غريب.’
فجأة، أصابني الذهول من الفوضى التي اندلعت.
نبيل يمسك صدره ويسقط أرضًا. و صرخات تتردد من كل مكان. و أشخاص يركضون في هلع يطلبون المساعدة.
كل هذه المشاهد بدت مألوفةً بشكل لا يصدق. بل أكثر من مجرد مألوفة.
كنت قادرةً على توقع ما سيحدث بعد ذلك بسهولة.
أولاً،
“القديسة! يمكننا طلب المساعدة من القديسة!”
سيبحث عني أحدهم، أنا القديسة. ثم ستتجه أنظار الناس نحوي.
“لكن، لكن قوة القديسة المقدسة……”
“صحيح. لقد قامت بالكثير من الأعمال الصالحة مؤخرًا، لكن قوتها المقدسة……”
أصوات تعبر عن قلقهم بشأن مستوى قوتي المقدسة تتردد هنا وهناك.
ثانيًا،
في تلك اللحظة، ستتقدم شخصيةٌ أخرى إلى الأمام.
“أنا……هل يمكنني إلقاء نظرة؟”
سيلفيا أستيان.
بطلة هذا العالم، والقديسة الحقيقية.
“سيلفيا؟”
“الآنسة أستيان؟”
ردًا على أسئلة الناس الممزوجة بالدهشة، ضمت سيلفيا يديها بقوة وأومأت برأسها.
“في الحقيقة، لدي بعض القوة المقدسة بالفطرة.”
“صحيح. أنا أضمن ذلك!”
أيدها ديموس في حديثها.
“قوة سيلفيا المقدسة مذهلةٌ حقًا. إنها تتجاوز معظم الكهنة الكبار.”
“هل هذا صحيح؟”
“بالطبع. لقد شهدت قوتها المقدسة مرات عديدة أثناء خدمتنا معًا. أعتقد أن سيلفيا ستكون مفيدة.”
بهذه الكلمات، قاد ديموس سيلفيا بخفة إلى حيث الشخص المغمى عليه.
و في تلك اللحظة، تلاقت أعيننا.
ظهرت ابتسامةٌ خفيفة ساخرة على وجه ديموس للحظة ثم اختفت.
‘هذا الوغد……’
لكن لم يكن لدي وقت لأشعر بالضيق. الأهم الآن كان الحدث الذي يتكشف أمام عيني.
‘لماذا يحدث هذا الحدث الآن…؟’
المشاهد التي أراها الآن كانت في الأصل الحدث الذي وقع عندما ظهرت سيلفيا لأول مرة في حفل الرقص السنوي.
الحدث الذي رفع سيلفيا فجأة إلى مرتبة ‘مرشحة القديسة’.
‘في حفل الرقص السنوي، عالجت نبيلًا سقط فجأة بقوة مقدسة مذهلة، مما أثار دهشة الجميع.’
ونتيجةً لذلك، تصاعدت الشكاوى ضد رويلا، القديسة الزائفة التي لا تملك سوى القشرة الخارجية، إلى السماء.
لكن، ها هو الحدث الذي كان من المفترض أن يحدث بعد وقت طويل يتكشف الآن أمام عيني.
وبالمصادفة أنه يحدث في اليوم الذي ظهرت فيه سيلفيا لأول مرة في المجتمع الراقي.
‘هل هذه حقًا مجرد صدفة؟’
حقًا؟ فعلاً؟ هل هذه حقًا مجرد صدفة؟!
لكن سرعان ما أصبحت مسألة كونها صدفة أم لا غير مهمة.
دينغ-!
<وصلت مهمة جديدة 0(゜▽゜)0!
5 ثوانٍ حتى القبول التلقائي>
5، 4، 3……
بسبب هذه المهمة المتسرعة بشكل مزعج التي أعلنت عن وجودها بقوة.
‘يا أيها النظام، هل يمكنك أن تتحلى ببعض التفهم؟’
_________________________
النظام واضح يبيها تعالج الرجال بدل سيلفيا عهاهاهاها
المهم يارب رويلا مب غبيه وتسوعب ان كل ذاه مخطط له او على الاقل جيلي تتكلم!
وطبعاً هيلديون تم السحب عليه المسكين
Dana
التعليقات