نظر داميان إلى أراسيلا واقفةً على المنصة مع شعور بالحيرة إلى حد ما من جرأتها.
لم يكن لديه أي فكرة أن إعلان الزفاف سيكون غير متوقع ومفاجئ إلى هذا الحد. و لم يكن يعلم حتى أن أراسيلا ستعلن من دونه.
‘بالطبع اعتقدت أنها ستجبرني على القيام بذلك…….’
كانت ترتدي فستانًا يشبه الزهرة، و تبتسم بشكل مشرق، و كأنها تريد اظهار مظهرها الرائع للجميع.
لقد كان مشهدًا جميلًا ومبهرًا، لكن هذا لم يكن السبب الوحيد الذي جعل الناس يُفتنون.
‘ساحرةٌ فريدة.’
ضحك داميان، الذي تذكر لقبها فجأة.
كما لو أنها لم تتمكن حتى من رؤية الناس في حالة صدمة، واصلت أراسيلا قول ما يجب أن تقوله.
“أنا أخبركم بهذا لأنني مشغولةٌ جدًا و لستُ قادرةً على اخطار كل شخصٍ بمفرده. حسنًا، أتمنى أن يهنئنا الجميع، دوقية فاندرمير، الماركيز هوغو، ارجوا ان تباركوا لنا زواجنا. لقد انتهيتُ الآن.”
نزلت أراسيلا من على المسرح بمشية واثقة.
المكان الذي كانت تتجه إليه قدميها كان مكانُ وقوف داميان.
“ما رأيك؟ إذا اعلنتُ الزواح هكذا، لا يمكن لأحدٍ منعه، أليس كذلك؟”
نظر إليها وهي تسأله بوجه فخور، و أطلق داميان ضحكةً منخفضة.
من الواضح أن هذا كان اعلاناً جيداً، حتى الدوق فاندرمير لن يتمكن من منعه او رفضه. لأن أراسيلا هي من اعلنت عن ذلك، وليس داميان.
علاوة على ذلك، فإن الماركيز هوغو سيصر على زواجهما من الآن فصاعدًا، من أجل شرف ابنته فقط.
“يبدو أن الآنسة لا تهتم بالسمعة.”
“ليس هناك سبب يجعلني أتأثر بما يقوله الآخرون.”
“أنتِ ساحرة لا تنتبه لما تفعله وتقوم بحركاتٍ غير متوقعة.”
هزت أراسيلا كتفيها عندما تحدث داميان عن الصورة العامة للسحرة التي انتشرت كالتحيز في المجتمع.
“أنا آسفة إذا كان ذلك لأنني منعتك من الرغبة في التصرف كرجلٍ في وقت سابق.”
ومع ذلك، خلافا لاعتذارها، لم يظهر وجهها أدنى ندم.
“لا يهم. على اي حال، أردت أن أفعل ذلك كفارس.”
“اوه؟ اذا لما تركتني افعلها كساحرة؟”
“دعينا نقول فقط أنه كان تنازلا مني.”
وضع داميان يده على صدره، وانحنى بأدب، وغادر.
وكانت باولا هي التي ملأت هذا المكان الفارغ بالقرب من أراسيلا.
ضغطت على كتف صديقتها مع وجه محمر قليلاً.
“أراسيلا، منذ متى بدأتِ بإعداد مثل هذه العروض اللطيفة؟”
“منذ ان قررتُ الزواج؟”
“واو، أراسيلا هوغو مذهلة، هذا حقًا مذهل. وبطبيعة الحال، يبدو أنني لستُ الوحيدة التي تفاجأت “.
باولا، التي كانت معتادة على تصرفات أراسيلا غير المتوقعة، هزت كتفيها.
كما قالت، كان الجميع في القاعة في حالة صدمة و يتمتمون فيما بينهم.
بدا الأمر أكثر مفاجأة من ذلك لأن الزوجين في إعلان الزواج المفاجئ هذا كانوا ساحرة وفارسًا من المعروف بأنهم لايجتمعون معاً.
“باولا، هل ترغبين في الحصول على باقة الورد الخاصة بي في حفل الزفاف؟”
رأت أراسيلا ان ردود فعل الناس كانت جيدة لأنها حققت ما أرادت.
“بالطبع! هذا شيءٌ يتلقاه الاصدقاء المقربون عادةً من العروسة، وأيضًا أنا سأتزوج يومًا ما.”
على الرغم من أنه ليس هنا الآن، إلا أن باولا كان لديها خطيب اختارته عائلتها.
لقد كان الاثنان مخطوبين منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يكن من الغريب أن يتزوجا في أي وقت.
“……أراسيلا.”
في ذلك الوقت، كان هناك صوت منخفض مظلم ينادي على أراسيلا.
كان فريدريك بوجهه الشاحب.
“هل……هل يمكنني التحدث معكِ للحظة؟”
“نعم، ما الامر؟.”
“فقط نحن الاثنين…….”
نظر فريدريك إلى باولا.
لوحت باولا بيدها وطلبت من أراسيلا أن تذهب.
خرج الاثنان إلى الحديقة خارج قاعة المأدبة.
كانا يواجهان بعضهما البعض تحت الشجرة في صمت الليل وضوء القمر.
“شكرًا لكَ فريدريك. بفضلك تمكنتُ من إعلان خبر الزفاف أمام الجميع جيداً”.
قدمت أراسيلا، التي لم تكن قد لاحظت بعد مدى جدية تعبير فريدريك بسبب ظلام الليل، شكرها بشكل طبيعي.
ارتجفت شفاه فريدريك.
تحت ضوء القمر الذي ظهر في الوقت المناسب، تم الكشف عن الوجه المصدوم للغاية بشكل أكثر وضوحا.
“……هل ستتزوجين حقًا من اللورد فاندرمير؟”
“هاه؟ نعم.”
“لماذا……؟ اللورد، انه فارس. متى أصبحتما قريبين هكذا؟”
عندما سُئلت بصوت غير مصدقٍ تمامًا، حركت أراسيلا ظهرها جانباً وأجابت بهدوء.
“منذ وقت ليس ببعيد. كان الحب الذي أتى مثل القدر.”
“حب؟ قدر……؟”
بدأ فريدريك يضحك كشخص فقد عقله.
أمالت أراسيلا رأسها فجأة متسائلة عن سبب تصرفه بهذه الطريقة.
“……قلتِ انكِ لن تتزوجي وستبقين عازبة.”
“نعم، ولكن بعد لقاء اللورد غيرتُ رأيي.”
على وجه الدقة، كان الحلم التنبأي هو الذي غير رأيها، لكن أراسيلا لم تخبر أي شخص عن هذه القدرةِ التي لديها.
‘ان اخبرتُ احداً بهذا، فسوف يتم معاملتي كشخصٍ مجنون.’
لذلك كانت تخفي معرفتها بماسيحدث دائمًا بالأعذار المناسبة والمواهب السحرية.
“……هل تتذكرين يا أراسيلا؟”
أطلق فريدريك، الذي بالكاد تمكن من السيطرة على صدمته، صوتًا مكبوتًا.
أشرقت عيونه الحمراء الحزينة بين الشعر الذهبي الذي سقط حول عينيه.
“لقد قررنا أنه إذا لم نتزوج حتى بعد ان نبلغ الأربعين من العمر، فسوف نتزوج نحنُ الاثنان. وما زلتُ على هذا الوعد….. “.
“متى فعلنا ذلك؟ لا اذكرُ انني قلتُ ذلك من قبل؟”
“……”
كان وجه فريدريك ملطخًا باليأس عندما أمالت أراسيلا رأسها ودحضت ذلك.
كان عاجزًا عن الكلام للحظة، لكنه تمكن أخيرًا من إخراج صوته.
“……قلتِ ذلك في الاكاديمية، و قد اتفقنا على ذلك معاً……”.
“حقًا؟ أعتقد أنني مجنونة. ما نوع النكتة التي قمتُ بها معك؟”
قررت أراسيلا ان تبقى عازبة منذ أن كانت صغيرةً في الأكاديمية.
لذا، ربما كانت غير ناضجة عندما ألقت تلك النكتة.
“لكن شخصياً، أعتقد أن زوجة الفارس أفضل من زوجة ولي العهد. سأكون أكثر حريةً بهذه الطريقة.”
“……”
“أوه، هذا لا يعني أنكَ لستَ جيدًا. قلتُ ذلك لأننا لم نر بعضنا البعض كجنسين مختلفين على أي حال.”
كان فريدريك صديقًا مريحاً جيدًا مثل صديقتها باولا من نفس الجنس.
ابتسمت أراسيلا بلطف، وتذكرت أنه ساعدها حتى في حلمها التنبأي.
اعتقدت اراسيلا انه يراها كصديقةٍ فقط، لكن هذا لم يكن ما أراده فريدريك بالفعل. مايشعرُ به ليس شعوراً يكون بين الأصدقاء…….
“هذا الوعد كان يعني شيئًا بالنسبة لي…… “.
“هاه؟ ماذا؟”
تمتم فريدريك بكآبة وغادر على الفور وقبضتيه مشدودتين كما لو كان يهرب بعيدًا.
“أوه؟ فريدريك!”
نظرت أراسيلا إلى ظهر صديقها في حيرة وهو يغادر دون أن يودعها.
‘لماذا هو هكذا؟’
هل هو متفاجئٌ إلى هذه الدرجة بإعلان زواجي؟ حسناً، لقد بدا غاضباً أكثر من كونه متفاجئاً……
لقد كان رد فعله غير مفهوم تمامًا، لكن أراسيلا تعاملت معه باستخفاف.
إذا أرسلتُ له هديةً لاحقًا، فسيتم حل المشكلة، أليس كذلك؟
*****
أثار إعلان الزواج المفاجئ لأراسيلا هوغو وداميان فاندرمير ضجة كبيرة في الصحف الصباحية في اليوم التالي.
“اتحاد القرن؟ زواج بين أصغر سيد سيف وساحرةٍ عبقري.”
أراسيلا، التي جاءت للعمل في البرج السحري مبكرًا، قرأت الصحيفة التي كانت على مكتبها بوجه جدي.
“سينباي، هل صحيحٌ أنكِ ستتزوجين؟!”
“هل حقا يجب أن تتزوجِ فارسا……؟”
وقتها دخلت سالي ورودي وفتحوا الباب وطرحوا وابلاً من الأسألةِ عليها.
لقد أذهلتهم الأخبار التي تفيد بأن السينباي المحترمة خاصتهم ستتزوج من قائد الفرسان الحمر، لذلك ركضوا إليها فوراً.
“هل قرأ الجميع المقال؟”
“نعم!”
“ثم هل تعرفون ما هي المشكلةُ الآن؟”
كان لأراسيلا، التي كانت ترتدي نظاراتٍ ذات إطار ذهبي بدون وصفةٍ طبية، تعبيرًا جديًا للغاية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات