“تحدثي.”  

وضع داميان الأوراق التي كان يحملها جانبًا، مُظهرًا سلوك الشخص المسؤول المستعد للاستماع إلى مرؤوسيه باهتمام.  

لكن روزالين أساءت الفهم، واعتقدت أن ذلك كان بسبب اهتمامه بها إلى حد ما.  

<كونِ على علم بأن داميان فاندرمير لا يعطي أي اهتمامٍ إذا لم يُظهر بأنهُ مهتمٌ بالفعل.>

بسبب هذه النصيحة التي تلقتها من الدوقة، لم تستطع إلا أن تقع في هذا الوهم أكثر.  

ابتلعت ريقها الجاف وهي تجمع يديها، واقفة أمام المكتب.  

“لقد أحببتكَ منذ اللحظة التي رأيتكَ فيها لأول مرة. حتى عندما كانت سيدتي تسيء معاملتي وتطردني، كنت أنت من احتضنني.”

“…….”  

“حاولتُ بكل طريقة أن أكبح هذه المشاعر، لكن قلبي قد امتلأ بحبكَ، ولم أعد أستطيع تحمله.”  

نطقت بصوت يتخلله ارتعاشٌ خفيف، مما جعل كلماتها تبدو حزينة بشكلٍ مؤلم. 

نظرت روزالين إلى داميان بعينين تملؤهما الدموع.  
أما هو، فقد ظل بوجه خالٍ من التعبير، غير معروف ما الذي كان يفكر فيه في تلك اللحظة. 

وتحت الظلام الذي يظلل النافذة، كانت عيناه الذهبيتان تتلألآن بوضوح.  

“لا أجرؤ على التطلع لأن تتقبل مشاعري. لكن……”

مدّت روزالين كلماتها برقة وهي تدور حول المكتب لتقترب مباشرةً من داميان. 
حينها ارتعش حاجباه الكثيفان قليلًا.  

كانت تنوي أن تعانقه وتتمسك به، وتهمس له “يمكنك أن تفعل بي ما تشاء”، لتضع بذلك نقطة النهاية على خطةِ إغوائه.  

في تلك اللحظة، وكأنها عصفورٌ صغيرٌ مصاي، ألقت بنفسها في أحضان داميان.  

‘لن يستطيع أي رجل رفض هذا……’

طرق-!
صوت سقوط-!

أبعد داميان جسده للخلف مع كرسيه بضربةٍ من قدمه، وبدلاً من أن تسقط في أحضانه، سقطت روزالين على الأرض.  

رفعت رأسها وقد ارتسمت على وجهها ملامح الذهول بعد أن ارتطم وجهها بالأرضية الباردة، لتجده ينظر إليها بنظرة ازدراء.  

‘هذا….ليس كما توقعت….’

تركها مذهولةً هناك، وضغط الجرس لينادي الخادم. فأتى الخادم مسرعًا على وقع صوت الجرس العالي.

“ما الأمر، سيدي؟”  

“ألبرت، استدعِ رئيسة الخدم فورًا لتأخذ هذه المرأة و تُخرجها.”  

“ماذا؟ عذرًا؟”  

شعر ألبرت بالارتباك عندما رأى روزالين جالسةً مذهولة بجانب المكتب.  

‘لماذا هذه الخادمة هنا…..؟’

على أية حال، نفذ أوامر سيدهِ بسرعة واستدعى رئيسة الخدم لتأخذ روزالين بعيدًا.  

“يبدو أنه من الأفضل إعادة تدريب الخادمات.”  

حذر داميان رئيسة الخدم بصوتٍ بارد، بينما كانت عيناه الذهبيتان اللامعتان تحدقان في روزالين.  

“وأنتِ، اياكِ و تجاوز حدودكِ.”

حتى من على بُعد، شعرت روزالين بالهيبة التي تبعثُ على الخوف، فشهقت وأخذت نفسًا عميقًا، وساقاها ترتجفان.  

“ف-فهمت. أنا آسفة للغاية، سيدي.” 

اعتذرت رئيسة الخدم، وهي تجرّها وتنحني برأسها أثناء الخروج.  

وبعدما أخذتها إلى مكانٍ بعيد عن الأنظار، انفجرت غضبًا على روزالين.

“ما الذي فعلتِه بحق! كيف تجرئين على إغضاب السيد بهذه الطريقة!”  

“أنا……لقد كنت فقط أعترف بحبي له وأحاول إغراءه. لكنني لم أتمكن حتى من لمسه!” 

أجابتها روزالين و هي تصرخ، وقد غمرت وجهها الخجل والعار.  

كانت تلك أول مرة يتم رفضها بهذا الشكل من قِبَل رجل، فشعرت بالاهانة وكادت الدموع تتدفق من عينيها.  

“يا لكِ من حمقاء.”  

أخرجت رئيسة الخدم صوتًا منزعجًا وأومأت برأسها، فقد كانت ضد هذه الخطة منذ البداية.

قد لا تكون عائلة الدوق فاندرمير على علم بذلك نظرًا لقلة اهتمامهم بدامیان، لكنه كان دائمًا يتمتع بشعبيةٍ بين الخادمات، وتلقى العديد من محاولات الإغراء. 

ومع ذلك، كان يرفضهم جميعاً ببرود كالصخر.  

حتى لو كانت روزالين من أجمل الخادمات اللاتي رآهن، فهذا لم يكن ليغير شيئًا.  

“انظرِ إلى السيدة، مع أنها جميلة، إلا أن علاقتها بزوجها باردةٌ منذ الزواج. أتعتقدين أن بإمكانك لفت انتباهه؟ كان عليكِ بدلًا من ذلك أن تتابعي جهودكِ لتقليل مكانة السيدة.”  

كانت رئيسة الخدم تعتقد أن خطة إغواء داميان كانت محكومةً بالفشل منذ البداية، لكنها كانت تُقدر في نفسها مهارات روزالين في عزل أودري وإسقاط سمعة أراسيلا.  

ولكن بتخريبها الأمور الآن، كانت كل الفرص التي بذلت جهدًا لتحقيقها على وشك أن تضيع.  

“آه، جاذبيتي الأنثوية تتفوق على جاذبية السيدة، ألا تعلمين؟ و إن أردتُ حقًا إضعاف سُلطتها، كان لابد أن أحاول إغواء السيد!”

“وماذا الآن! لقد فشلتِ!”  

تعثرت الكلمات في فم روزالين، واهتزت شفتاها في حيرة. 

أطلقت رئيسة الخدم تنهيدة و وضعت يدها على جبينها.  

“السيد لن يحتفظ بخادمةٍ مثلِك في القصر أبدًا.”  

“……هل سأُطرد الآن؟”  

“ربما؟ سأحاول أن أطلب مزيدًا من الوقت، لكن عليكِ أن تفكري في ما ستفعلينه خلال هذا الوقت القصير.”  

غادرت رئيسة الخدم بعد تحذيرها القاسي، وبدأت روزالين تعض على شفتها بمرارة.  

“ماذا سأفعلُ الآن؟”  

بعد فشل خطة الإغواء، كان عليها أن تجد طريقةً أخرى. 
لم يكن بإمكانها أن تَضعف أكثر من ذلك، بل كان يجب أن تُضعف أراسيلا بشكلٍ أكبر.  

حتى لو كانت فرصة الحصول على منصبٍ في قلب داميان قد ضاعت، فإنها لم تكن قادرة على التراجع الآن.

خاصةً ،مع التفكير في المكافأة الموعودة من دوقية فاندرمير.

***

نجحت رئيسة الخدم في الحصول على ثلاثة أيام من المهلة.  

و خلال تلك الفترة، كان يجب على روزالين أن تعود بنتيجةٍ مقنعة. 
لكي تحصل على نصف المكافأة الموعودة من دوقية فاندرمير.  

<إذا فشلتِ في إغواء داميان فاندرمير، أحضري على الأقل نقطة ضعفٍ لأراسيلا هوغو.>

وفي الوقت المناسب، وصلت رسالة من الدوقة تحمل تعليماتٍ مشابهة. 

عضت روزالين على شفتيها بشدة.  

في الحقيقة، كان الأمر جيدًا. بما أنها عادت كخادمة لسيدتها، فقد كان هذا الوضع أفضل بالنسبة لها.

قبل مغادرتها القصر، عادت روزالين للعمل تحت إشراف أراسيلا خلال الأيام الثلاثة من المهلة.  

كان من الطبيعي أن تُفصل لأنها كانت تحاول إغواء سيدها.  
لكن لحسن الحظ، وبفضل حماية رئيسة الخدم، لم يُعرف هذا الأمر لدى الآخرين.  

ظن الجميع أنها عادت إلى منصبها بعد أن انتقلت بسبب علاقتها المتوترة مع أودري، ثم عادت بسبب نقص العمالة.  

عندما عادت روزالين، تولت على الفور مهام زملائها كما كانت تفعل سابقًا. بالطبع، كانت هذه تصرفاتٍ مدروسة.  

“سأقوم بتنظيف غرفة ملابس سيدتي بمفردي. يمكنكم أن تأخذوا بعض الراحة.”  

“هل أنتِ متأكدة من أنك تستطيعين فعل ذلك، روزالين؟”  

“نعم، بالطبع. لقد عدتُ الآن، لذلك أحتاج إلى استعادة لياقتي، ويمكنني القيام بذلك بمفردي.” 

دفعت روزالين الزملاء المترددين للخروج، وبقيت وحدها في غرفة الملابس.  

أخذت تنظر حول الغرفة بعينيها الحادتين.  

كانت هذه الغرفة مساحةً شخصية بحتة لأراسيلا. و أن كانت تخفي شيئًا، فمن المؤكد أنها كانت ستخفيه هنا بدلاً من غرفة النوم.

‘يجب أن أجد شيئًا يمكن أن يكون نقطة ضعف!’

بدأت روزالين تبحث في غرفة الملابس بجنون. في طاولات الزينة، و الأرائك، و خزائن الملابس، و الطاولات الجانبية، و صناديق المجوهرات……

كانت حتى تفتش بين الفساتين بعناية، وتزيل السجاد بحثًا عن أي شيء غير عادي.  

بعد ساعاتٍ من البحث المتواصل كالمجنونة، شعرت باليأس عندما لم تجد شيئًا. فجلست روزالين على الأرض بارتباك.  

“لا يمكنني المغادرة خالية اليدين!”  

أغلقت عينيها واستلقت على الأرض، وعندما أدارت رأسها جانبًا وفتحت عينيها مرة أخرى.

“آه؟ ما هذا؟”  

اكتشفت روزالين شيئًا ملتصقًا تحت طاولة الزينة الفاخرة المزينة بالذهب.

قفزت روزالين بسرعة، و زحفت نحو ما كان ملصقًا تحت طاولة الزينة. 

كانت وثيقةً مختومة.  

‘إذا كانت مخبأةً بهذا الشكل، فمن المحتمل أن تحتوي على شيء مهم يجب أن لا يُكتشف……’

شعرت روزالين بحدسها أنها اكتشفت نقطة ضعفٍ لأراسيلا، فابتسمت ابتسامةَ انتصار وهي تستعد لفتح الوثيقة.  

لكن في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفها.

“روزالين، هل أنتِ هنا؟”  

عندما فُتح الباب، ظهر الصوت الذي يبحث عنها. 

أصابها الذعر، فوضعت الوثيقة في مكانها ووقفت.  

عندما التفتت، وجدت أودري أمامها. و نظرت أودري إلى الغرفة الفوضوية من حولها وعبست.  

“ما الامر؟ لما انتِ هنا….؟”  

“لقد قلتِ بأنك ستقومين بتنظيف غرفة الملابس بمفردك. ولكن، وبغض النظر عن الأمر، يبدو أن التنظيف قد خرج عن السيطرة.”  

“آه……”

كانت الغرفة في حالةٍ من الفوضى بسبب بحثها عن نقطة ضعفٍ لأراسيلا، وبدلاً من أن تخرج وتنظف المكان كما كان مخططًا، جاءت أودري في الوقت غير المناسب.  

“ما الذي تفعلينه؟ هل تجرئين على لمس ممتلكات سيدتي؟”  

“لا، بالطبع لا! كنتُ فقط مفتونة، وتفقدت بعض الأشياء……”  

لوحت روزالين بيديها في حالة من الارتباك، وبدأ العرق يتصبب من ظهرها.  

……هل رأَت أودري ما فعلته بالوثيقة قبل ذلك؟  

حتى لو لم ترَ، كان من الممكن أن تكون كارثة لو عُرف أنها فتشت غرفة الملابس.  

“آسفة، أودري. أرجوكِ، لا تخبرِ سيدتي. يبدو أنني جننتُ لحظة. لن أفعل ذلك مرة أخرى، حسنا؟ في الحقيقة، لقد نشأتُ في ظروفٍ صعبة عندما كنت صغيرة……”  

“يكفي. لا أريد سماع أعذاركِ المثيرة للشفقة.”

ردت عليها أودري بصوت بارد. 
ثم بدأت بجمع الأشياء المبعثرة على الأرض بوجهٍ حزين. 

انضمت إليها روزالين وهي تراقبها بعناية.  

“أودري، أنا……”  

“روزالين، كنتُ أنوي قول ذلك منذ فترة. مظهرك أثناء العمل مبالغٌ فيه جدًا. بدلًا من أن تتظاهري وتساعدِ الآخرين لجذب انتباههم، يجب عليك التركيز على إكمال المهام التي تم تكليفكِ بها.”  

كانا صوتها القاسي ونظرتها الحادة يؤلمان روزالين. 

ظغطت روزالين على أسنانها بشدة، حتى أن فكها كان يرتعش.  
كان من الصعب عليها تحمل هذا التوبيخ من أودري، فقد أصابها الشعور بالاهانة اكثر.  

لكنها لم تستطع الرد خوفًا من إغضاب أودري، ولم يكن لديها خيارٌ آخر بسبب الوضع الذي كانت فيه.  

أشارت أودري بوجهٍ صارم نحو الباب.  

“إن كنت تفهمين ما أقوله، فغادري فورًا. لا يمكنني أن أسمح لشخص يفتشُ في ممتلكات سيدتي بتنظيف الغرفة.”  

“بالنسبة لما حدث اليوم……”  

“حسنًا، سأغض الطرف هذه المرة. لكن هذه فرصةٌ واحدة فقط.” 

كانت أودري صارمةً جدًا عندما يتعلق الأمر بأراسيلا، ولم تكن تعرف الرحمة.  

لكن، لتفادي الصراع مع الخادمات، قررت أن تتجاوز ما حدث اليوم مرة واحدة.  

على الرغم من أنها حصلت على الجواب الذي تريده، شعرت روزالين بعدم الارتياح والقلق عندما غادرت غرفة الملابس.  

‘أودري تلك مُزعجة. من يدري إذا كانت ستحتفظ بوعدها؟’

كانت عيناها تلمعان بالغضب تجاه أودري والقلق من أن تخبر أراسيلا بما حدث.  

‘حتى لو غادرتُ بعد ثلاث ايام، يجب أن أتعامل معها قبل ذلك.’

***

كان الضجيج قد بدأ بعد الظهر بقليل.  

“لقد سرق أحدهم عقدي!”  

صاحت أحدى الخادمات بصوتٍ عالٍ. 

كان الوقت هو وقت الغداء، حيث تجمع معظم الخادمات في قاعة الطعام.  

دارت أودري برأسها لتتحقق من الخادمة المعنية. و كانت تلك الخادمة هي إيمي، التي تشارك غرفتها مع روزالين، وكانت قريبةً منها جدًا.  

لذلك، كانت أودري تشعر بقدر أكبر من العداء تجاهها.  

تجمعت مجموعةٌ كبيرة من الخادمات بقيادة روزالين لتقديم الدعم لإيمي، بينما كانت أودري، التي كانت تأكل بمفردها، تلقي نظرة على الموقف.  

“أرجو أن تنتبهوا جميعًا! إيمي تقول ان عقدها، الذي هو إرثٌ من والدتها، قد اختفى. هل يمكن للجميع البحث في غرفهم؟ إذا لم يكن لم تكن المُذنبة، فمن المؤكد أنكِ ستوافقين على ذلك!”  

تقدمت إحدى الخادمات المحيطات بإيمي بنشاط، وكان اقتراحها قريبًا من الإكراه.  

لم تكن أودري مرتاحةً لفكرة أن يبحث أحدهم في غرفتها، لكنها لم تستطع تجاهل ذلك. كان من الواضح كيف سيعاملونها إن قالت بأنها لا توافق.  

‘على أي حال، لا علاقة لي بهذا الأمر.’

لم تكن أودري تعرف ما هو العقد الذي يُقال بأنه إرث من والدة إيمي، ولم تره من قبل. 
لذا لم يكن بإمكانها سرقته حتى لو أرادت.  

بدلاً من ذلك، تذكرت كلمات أراسيلا في صباح هذا اليوم، عندما قالت بأنها ستغادر مبكرًا.  

‘إذا كانت ستعود مبكرًا، ربما يجب أن أذهب لاستقبالها أمام الباب’

كانت تتخيل أراسيلا وهي تُرحب بها بسعادة عندما تصل في الوقت المحدد مع العربة.  

تسللت الابتسامة إلى شفتي أودري بشكلٍ تلقائي. 

رغم أن الحياة في قصر فانديرمير لم تكن سهلة، إلا أنها كانت قادرةً على التحمل طالما كانت سيدتها معها.  

في تلك اللحظة، ظهرت فوق رأس أودري عدة ظلال.  

“أودري، هل يمكنكِ أن تنظري إلينا لحظة؟”  

“لماذا؟”  

“لقد وجدنا عقد إيمي في غرفتكِ. عليكِ أن تشرحي كيف حدث هذا.”  

________________________________

يعععععععع مجنونه روزالين ذي شفيها مستانسه باللبس الضيق؟💀

داميان يضحك كيف بعد نفسه مع الكرسي عشان روزالين ماتلمسه😭 
بعد الكرسي كعه لأنه كرسيه مايبي روزالين تقرب منه✨

وجع خلو اودري المسكينه في حالها ياحمارات البنت عندها مهمة انها تروح تستقبل اراسيلا! 

روزالين حاولت تغري داميان و رئيسة الخدم و روزالين تهاوشوا ثم روزالين قلبت غرفة اراسيلا والحين الحماره تتهم اودري 
اراسيلا وين عن كل ذاه؟ تفجر برج السحر تقريبا 😘

Dana