عندما وصل جون إلى برج السحر، كان أول ما فعله هو الخضوع لفحص الطاقة السحرية، إذ إن أبرز أعراض السحر الأسود هو تحول الطاقة السحرية إلى اللون الأسود.
أثناء انتظار ظهور نتائج الفحص، جلست أراسيلا معه في غرفة التحقيق، مقابلًا لها.
“السيد جون باتينسون، هل صحيح أنكَ استخدمت السحر الأسود؟”
“لا، بالطبع لا! أنا فارسٌ شامخ ومليءٌ بالفخر. لماذا قد ألجأ إلى السحر الأسود؟!”
احتجّ جون بنبرةٍ مليئة بالظلم.
كان فخورًا جدًا بكونه فارسًا ولم يفكر طوال حياته حتى في تعلم أبسط أنواع السحر، فكيف له أن يستخدم السحر الأسود؟
“من هو الشخص الذي اتهمني زورًا بمثل هذه الأكاذيب؟ دعوني أقابله!”
“هذا مستحيل. البلاغ تم تقديمه بشكل مجهول.”
“إذاً لا شك أن هناك من يحاول تلفيق التهمة لي.”
“لم يتأكد أي شيء بعد. ماذا كنت تفعل ليلة الثاني من أبريل العام الماضي؟”
“……لماذا تسألين عن ذلك؟”
تجمدت ملامح جون للحظة بشكلٍ ملحوظ بينما كان يحاول استرجاع ذكرياته. ولم تفوّت أراسيلا تلك اللحظة.
“لأن البلاغ ذكر أنكَ استخدمت السحر الأسود في تلك الليلة. أخبرني، ماذا كنتَ تفعل حينها؟”
لعق جون شفتيه الجافتين بلسانه، ثم هز رأسه نافيًا.
“لا أتذكر. لقد مضى أكثر من عامٍ على تلك الحادثة، أليس كذلك؟ هل تتذكرين أنتِ كل شيء حدث العام الماضي؟”
“بالطبع لا. لكن من الأفضل لك أن تتذكر. لأنك ستواجه مشكلةً إلم تستطع إثبات عذركَ في تلك الليلة.”
على نصيحة أراسيلا الجافة، أغلق جون شفتيه بإحكام. و تحت الطاولة، بدأت يداه، المخفية عن الأنظار، تنقر على أظافره بعصبية.
“……لا أعلم. لا أتذكرُ ذلك اليوم.”
بعد فترةٍ طويلة من الصمت، أعطى جون الإجابة نفسها مجددًا.
لم تضغط عليه أراسيلا أكثر لمحاولة تذكر الأمر، لأنه لم يكن واضحًا ما إذا كان فعلاً لا يتذكر أم أنه يتذكر شيئًا لكنه لا يستطيع الإفصاح عنه.
بدلاً من ذلك، وقفت أمامه.
“من الآن فصاعدًا، ستبقى في السجن تحت الأرض ببرج السحر حتى يتم إزالة الشبهات عنكَ والتحقيق في الأمر.”
“ماذا؟! أنا لستُ مجرمًا، أي قانونٍ هذا يسمح بمثل هذا؟!”
“للأسف، إنه قانون إمبراطورية سيترون.”
وفقًا للقانون، يتم احتجاز المتهمين باستخدام السحر الأسود في برج السحر خشيةَ التلاعب بالأدلة، لذلك لم يكن هناك سبيلٌ للاعتراض حتى لو شعر بالظلم.
“سأوصي بأن يتم تخصيص أنظفِ سجنٍ لك على وجه الخصوص.”
“…….”
تركت أراسيلا جون جالسًا في ذهول، ثم أغلقت باب غرفة التحقيق وخرجت.
عندما عادت إلى المختبر، اقترب منها رودي وهو يحمل تقرير الفحص بيده.
“نتائج الفحص تظهر أن السيد باتينسون لا يحمل أي طاقةٍ سحرية. يبدو أنه لم يولد بقدراتٍ سحرية من الأساس.”
“حقًا؟”
لم تُظهر أراسيلا أي دهشة، وكأنها توقعت النتيجة مسبقًا.
عادةً ما يكون الفرسان بلا طاقةٍ سحرية، لأن غيابها يجعلهم يتجهون لتعلم فنون القتال بالسيف بدلاً من السحر.
ومع ذلك، فإن إحدى أخطر خصائص السحر الأسود هي أنه يمكن أن يُستخدم حتى من قبل الأشخاص الذين لا يملكون أي طاقةٍ سحرية.
تعتمد تعويذاتُ السحر الأسود على تقديم مقابلَ معين، وبذلك يمكن لأي شخص أن يحصل على طاقةٍ سحرية مظلمة تمكنهُ من استخدام السحر.
لكن كلما استخدم الشخص السحر الأسود لفترةٍ أطول وبشكلٍ متكرر، تراكمت الطاقة المظلمة في جسده، تاركةً آثارًا واضحة.
ومع ذلك، إذا كان جون باتينسون قد استخدم السحر الأسود لمرةٍ واحدة فقط في تلك الليلة، فمن الممكن أن تكون آثار الطاقة قد تلاشت تمامًا بمرور الوقت.
بينما كانت أراسيلا تفكر، لاحظت فجأةً غياب أحد متدربيها.
“ألم تأتِ سالي بعد؟”
“لا، يبدو أنها ما زالت تلاحق المُبلِّغ المجهول بحماس.”
لقد كلفت أراسيلا رودي بمساعدتها في التحقيق، بينما أوكلت إلى سالي مهمةَ معرفة هوية المُبلِّغ المجهول.
تركُ الأمر على حالهِ احترامًا لرغبة المُبلِّغ بالبقاء مجهولًا لم يكن خيارًا ممكنًا، لأن اتهامًا يتعلق بالسحر الأسود يُعد قضيةً خطيرة. و كان لا بد من معرفة جميع الأطراف المتورطة.
“رودي، جهّز طلبات استدعاءٍ كشهود لكل أفراد فرقة فرسان الصقر الأحمر.”
“حاضر، سيدتي.”
عاد رودي إلى مكتبه، بينما استندت أراسيلا على كرسيها، غارقةً في التفكير.
كانت تتساءل بشدة من الذي اتهم جون باتينسون، وما الغرض من هذا الاتهام، ولماذا اختارها هي تحديدًا لتكون المحققة في هذه القضية.
***
بينما كانت أراسيلا تدخل البوابة الأمامية، توقفت عندما رأت داميان مستندًا على درابزين الدرج.
بدا أنه كان ينتظرها، إذ اقترب منها بخطواتٍ واثقة.
“أود التحدث معكِ قليلًا.”
“تفضل.”
“سمعت أن الشخص الذي اتهم جون قد فعل ذلك بشكلٍ مجهول. وحدد فقط التاريخ بدقةٍ دون ذكر أي تفاصيلَ إضافية.”
تحدث داميان بسهولة عن معلوماتٍ لم تُعلن بعد للعلن، مما أظهر أنه لم يكن جالسًا مكتوف الأيدي بينما كان جون محتجزًا.
“مثل هذا الاتهام المجهول يفتقر إلى المصداقية بشكلٍ كبير. وبناءً على هذا البلاغ وحده، قيام برج السحر باعتقال جون يقلل من موثوقيته أيضًا.”
كانت كلمات داميان تحمل نقدًا ضمنيًا لبرج السحر، مما دفع أراسيلا إلى التحديق فيه بعبوسٍ بسيط.
“أطلقوا سراح جون. و سنقوم بإجراء تحقيقٍ داخلي في فرقة الفرسان لتحديد ما إذا كان قد استخدم السحر الأسود أم لا.”
“لا يمكن ذلك. برج السحر قام باعتقال السيد باتينسون وفقًا للقانون، وبالمناسبة، إدارة السحر الأسود هي مسؤوليتنا نحن. ما الذي يعرفه الفرسان عن السحر الأسود ليحققوا فيه؟”
“وماذا يعرف السحرة عن الفرسان لتقوموا بالتحقيق مع جون؟”
ساد صمتٌ ثقيل وغير مريح بين داميان و أراسيلا.
هذا المكان هو قصر فاندرمير، حيث يعيش الاثنان كزوجين، لكن الوضع الحالي جعلهما ينظران إلى بعضهما البعض كخصمين.
أحدهما ساحر والآخر فارس، مما جعل الأجواء مشحونةً بالتوتر.
“حولوا التحقيق إلى فرقة الفرسان.”
“قلت بأن ذلك غير ممكن.”
“إذاً، سأقوم بتقديم شكوى رسميةٍ إلى البلاط الإمبراطوري بشأن هذه القضية.”
لم يكن داميان يحاول ببساطة الدفاع عن جون بشكلٍ أعمى، لكنه أراد ضمان إجراء تحقيقٍ عادل.
لكن ما كان يزعج داميان هو أن أحد فرسانه كان محتجزًا في برج السحر دون أي دليلٍ مناسب، وكان يخضع للتحقيق. فشعر أن هذا غير عادل.
“لا تجعل الأمور أكثر تعقيدًا، داميان.”
“هل ستقولين نفس الشيء إذا تم اتهام أحد متدربيكِ بدون دليلٍ وسحبوه إلى فرقة الفرسان؟”
توقفت أراسيلا عن الكلام. في الحقيقة، إذا كانت الأمور معكوسة، لما بقيت صامتةً أبدًا.
إذا تخيلت أن سالي أو رودي تم اعتقالهما وسجنهما هكذا……فإن الدماء كانت ستغلي في عروقها.
“حسنًا، فهمت. إذاً دعنا نتصرف على هذا النحو.”
رفعت أراسيلا يديها في استسلام.
إذا كانت الشخصُ المقابل سيتمسك بموقفه، سيكون الوضع محرجًا للجميع.
“ماذا تعنين؟”
“سأشاركك تفاصيل سير التحقيق. و سأجعله شفافًا تمامًا، دون أي شك.”
فكر داميان فيما إذا كان هذا الحل أفضل من الدخول في صراعٍ على حق التحقيق. و في النهاية، توصل إلى أن هذا الخيار ليس سيئًا.
في الواقع، من الصعب جدًا أخذ قضيةِ السحر الأسود من برج السحر، وفي أثناء ذلك قد يعاني رجاله أكثر.
“حسنًا.”
“لكن، داميان، يجب ألا تجري تحقيقًا منفصلًا كما فعلت اليوم.”
كان من الممكن أن تحدث فوضى إذا قام فرسانُ الصقر الأحمر بالتحقيق في برج السحر من وراء الكواليس. لذلك أرادت أراسيلا أن تحظر حدوث ذلك مسبقًا.
أومأ داميان برأسه بتعبيرٍ غير راضٍ.
بدأت أراسيلا على الفور بمشاركة تفاصيل استجواب جون ونتائج فحص الطاقة السحرية معه.
كانت شخصًا يلتزم بكلمتهِ بشكلٍ كامل، لذلك لم يكن هناك أي تحريف أو كذب.
“هل تعلم، ربما، ما الذي كان يفعله السيد باتينسون في تلك الليلة؟”
“لا أعلم ذلك، لكن إن كان في أبريل من العام الماضي، فهذا يعني أن فرقة فرسان الصقر الأحمر كانت تتمركز عند الحدود في ذلك الوقت.”
في ذلك الحين، كانت فرقة فرسان الصقر الأحمر تقيم عند الحدود منذ بدايةِ العام، لدعم مملكة كارتر الحليفة في حربها.
ولأن مملكة كارتر تقع على الحدود الجنوبية لإمبراطورية سيترون، فقد أُرسلت الفرقة بأمر من العائلة الإمبراطورية بهدف مساعدة الحلفاء ومنع آثار الحرب من الامتداد إلى الإمبراطورية.
وكان جون حينها أحد أعضاء فرقة فرسان الصقر الأحمر، لذا خرج معهم إلى الحدود.
“……لماذا لم يخبرني السيد باتينسون بهذا الأمر؟”
تجربة الانخراط في الحرب ليست شيئًا يمكن نسيانه بسهولة، لذا فإن احتمال أن يكون قد نسيَ ذلك ضئيلٌ جدًا.
ومع ذلك، كان من الغريب أنه لم يتمكن من قول مجرد جملة: “كنت عند الحدود في ذلك الوقت.”
“ما هي خططُ التحقيق المستقبلية؟”
سأل داميان أراسيلا التي بدت غارقةً في التفكير بوجهٍ غير مرتاح.
“آه، سأستدعي أفراد فرقة فرسان الصقر الأحمر لاستجوابهم باختصار. وعندما تكتشفُ المتدربة هوية المبلِّغ المجهول، سأقابله.”
“فهمت.”
“للمعلومية، ما أقوله لك يجب أن يبقى بيننا فقط، داميان. لا تفشِ أي معلوماتٍ سمعتها مني لمرؤوسيك.”
حذرتهُ أراسيلا بشدة، لأنها خشيت أن يحاولوا التستر على شهادةٍ قد تكون لصالح لجون بالتنسيق المسبق.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات