“إذًا سيكون الأمر على ما يرام، قد تشعر الآنسة ببعض الانزعاج، لكن لا مفر من ذلك ما دام الأمر متعلقًا بالعمل.”
أومأت أراسيلا برأسها وتمتمت وهي تلقي نظرةً خاطفة على جبل الأوراق المتراكمة أمامها.
“أتمنى أن تغفر لي ديبو هذه المرة فحسب..…”
ثم جاء يوم الميلاد المنشود.
كانت ديبورا منشغلةً منذ الصباح بصفتها صاحبة الحفل. فأعطت تعليماتها للخادمات اللواتي يساعدنها في التزيّن بكل وضوح.
“اصنعن لي ضفيرتين، وثبّتن فقط المشبكين اللذين أحبّهما، أما الفستان فأريد واحدًا بلا ياقة مرتفعة.”
“الجو بارد يا آنسة، عليكِ ارتداء ما يغطي العنق لتبقي دافئة.”
“لا، لا أحب الشعور بالاختناق، ثم إن المنزل دافئ. أريد ارتداء ذلك الذي اشتراني لي أبي في المرة السابقة.”
كان داميان قد اشترى لها أكثر من عشرة فساتين خصيصًا لهذا اليوم. لكن أودري كانت تعرف تمامًا ما تريده آنستها، فأخرجته من غرفة الملابس فوراً.
كان فستانًا أزرقَ سماويًا ذا ياقة دائرية تحيط بها حواف من الفرو الناعم، بأكمام منتفخة وربطة بيضاء عند الخصر، تُضفي عليه طابعًا لطيفًا.
وحين فرغت الخادمات من تجميلها بكل عناية، أضحت ديبورا كجنية من ثلج، في غاية الجمال والروعة.
“آه! يا آنسة، إنكِ لطيفةٌ للغاية!”
“يكفي حضوركِ لتجعل من هذا أفضل حفل على الإطلاق!”
“هيهي، حقًا؟”
ضحكت ديبورا بابتسامةٍ مشرقة وسط سيل المديح، وقد توردت وجنتاها البيضاوان وارتفعت وجنتاها المستديرتان بفرح.
ثم فجأة، انخفض طرفا عينيها واتخذ وجهها ملامح الحزن.
“لكن أمي ليست هنا..…”
لقد عادت إلى تذكّر غياب أراسيلا، و حين رأت أودري شفتيها الصغيرتين وقد برزتا بحزن، جلست القرفصاء وأمسكت بيدها.
“يا آنسة، لقد وعدت السيدة بالعودة اليوم، وإن انتظرتِها بفرح، فستعود إليكِ أسرع.”
“…..حسنًا.”
وبفضل كلمات المربية، استعادت ديبورا رباطة جأشها، و قد كانت قد أفرغت دموعها قبل بضعة أيام حين علمت بسفر والدتها، لذا لم تعد تبكي الآن.
أول من استقبل ديبورا عندما خرجت بعد أن أنهت استعدادها كان أنطونيو.
كان قد ارتدى زيه الرسمي الصغير بعناية لحضور حفل ميلاد شقيقته، وحدّق فيها بعينين متسعتين بدهشة.
“أنتِ جميلةٌ اليوم يا أختي.”
“لأنه ميلادي. لكن أنا جميلة إلى أي حد؟”
“بقدر جمال أمي.”
“حقًا؟”
“نعم.”
ارتفعت زاوية شفتي ديبورا بابتسامةٍ خفيفة.
وبينما كانت تمشي في الرواق ممسكةً بيد أخيها، ظهر داميان عند المنعطف.
كان قد سرّح شعره الفضي، المشابه لشعر ابنته، بأناقة، وما إن رأى طفليه حتى فتح ذراعيه على اتساعهما.
“أبي!”
سبقت ديبورا أخاها أنطونيو ببضع خطوات وارتمت في أحضان والدها.
“أين ذهبت ابنتي وظهرت مكانها أميرةٌ صغيرة؟”
قال داميان ذلك مبتسمًا وهو يرفع ابنته التي كانت خفيفة الوزن كأنها ريشة.
داعب خدها الطري بلطف فانفجرت ضاحكة. ثم حمل ابنه أيضًا ونزل بهما معًا عبر الدرج.
“هيا بنا، جميع الضيوف قد وصلوا.”
“نعم!”
كلما اقتربوا من قاعة الحفل، علت الأصوات الصاخبة. وما إن فتح الخادم، الذي كان يحرس الباب، الباب لهم، حتى انكشفت أمامهم قاعة مليئةٌ بالأطفال. فجميع الأصدقاء الذين وُجهت إليهم الدعوة قد حضروا دون أن يتخلف أحد.
حين تجمّع الأطفال لرؤية ديبورا التي كانت لا تزال بين ذراعي والدها، أنزلها داميان بسرعة. فأحاط بها أطفالٌ في مثل عمرها، يتحدثون بحماس وبصوت عالٍ.
“يوم ميلاد سعيد يا ديبورا! هذه هديتي!”
“وأنا أيضًا! لدي هدية!”
“واو، تبدين مثل جنيةٍ اليوم!”
“نعم، شكرًا لكم جميعًا.”
وبينما كانت ديبورا تتلقى هدايا أصدقائها واحدًا تلو الآخر بصعوبة، تقدمت فتاةٌ وأعطتها هدية وهي تهتف بصوت متحمس،
“هذه من الأشياء التي أحبها، لكن سأعطيكِ إياها لأنكِ أعز صديقاتي!”
وفورًا أثارت كلماتها جدلًا بين بقية الفتيات.
“ديبورا أعز صديقتي أنا!”
“لا! بل هي صديقتي المقربة!”
“همف، أنا الأقرب إلى ديبورا! صحيح، ديبورا؟”
وبينما اشتد الجدال بين الفتيات، شعر داميان بالارتباك.
هل يجب أن يتدخل ليهدئ الوضع؟
فرغم أنه أب لابنة، إلا أنه لم يعتد على التعامل مع مجموعة من الفتيات الصغيرات. وبينما كان محتارًا، تولّت ديبورا الأمر بنفسها.
“أنا أحبكنّ جميعًا، لنكن جميعًا صديقات مقربات!”
ثم سلّمت الهدايا إلى إحدى الخادمات القريبات ومدّت يدها بنضج.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات