قاعةُ الزفاف كانت ممتلئة بالضيوف. و على يسار السجادة الحمراء الممتدة إلى المنصة، كان يقف الفرسان بزيهم الرسمي، وعلى اليمين، كان السحرة يرتدون أزياءهم الاحتفالية.
بالإضافة إلى ذلك، حضر بعض النبلاء الذين كانت لهم علاقات أو روابط شخصية مع العائلتين، مما زاد من الفخامة.
قبل بدء الحفل، كان الناس يتجمعون هنا وهناك، ويتحدثون بصخب، مما أحدث جواً من الضجيج في القاعة.
“عندما أرى كل هؤلاء الفرسان، أشعر كأن هناك رائحةُ عشبٍ تفوح من هنا.”
“انظر إلى السيوف على خصورهم، يأتون لمثل هذه المناسبات حاملين أسلحتهم! يا لهم من همج وجهلة!”
“أولئِك السحرة، يبدو أنهم يمكثون في غرفهم طوال اليوم، لماذا بشرتهم شاحبةٌ إلى هذا الحد؟”
فكرة العيش بعيدًا عن بعضهما الآن جعلتهما تشعران بالفراغ في يومهما.
ثم قامت أراسيلا بتبادل العناق مع كل أفراد عائلتها. على الرغم من أنها كانت تعرف أن هذا الزواج قد ينتهي بالطلاق في المستقبل، إلا أن هذه اللحظة كانت تشعرها بشيءٍ من الحنانِ والتأثر.
في تلك اللحظة، سُمع صوت طرقٍ على الباب.
ظهر عند الباب الأمير فريدريك.
“سمو ولي العهد هنا.”
تفاجأت عائلة الماركيز هوغو برؤية الأمير فعدلوا وقفتهم بسرعة وألقوا التحية.
ابتسم فريدريك بلطف وأومأ برأسه.
“أود أن اتحدث مع أراسيلا لبعض الوقت، هل يمكنكم تركنا لوحدنا؟”
ترددت الماركيزة في ترك ابنتها مع رجلٍ آخر، خاصة في لحظاتٍ كهذه. لكن فريدريك أدرك ذلك وقال مجددًا.
“لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً. فقط أريد أن أودعها كصديق.”
“……حسنًا، يمكنكم التحدث إذًا.”
كانت عائلة الماركيز هوغو على علمٍ بالصداقة التي جمعت أراسيلا وفريدريك منذ أيام الأكاديمية، لذلك لم يروا بأسًا في تركهما لبعض الوقت.
بمجرد مغادرة عائلة الماركيز، ساد الهدوء في غرفة انتظار العروس.
تقدم فريدريك بخطواتٍ بطيئة حتى وقف أمام أراسيلا. بدا أنه فقد وزنه بشكل ملحوظ، ولم يكن كما كان من قبل.
“لم أعتقد بأنك ستأتِ، فريدريك.”
على الرغم من أنها أرسلت له هدايا ورسائل بعد المأدبة، لم تتلقَ أي ردٍ منه.
كانت لا تزال غير قادرةٍ على فهم سبب غضبه، لذا تركته وشأنه، لأنها كانت بحاجة لمعرفة السبب لتستطيع التصالح معه.
“أكنت تأملين بألا آتي؟”
“بالطبع لا. فأنتَ صديقي.”
ابتسم فريدريك برقة، ولكن عينيه الحمراء التي كانت دائمًا مشرقة بدت وكأنها غارقةٌ اليوم.
“صحيح، أراسيلا. فكيف لي ألّا آتي إلى زفاف صديقتي؟”
“لكن يبدو أنكَ منتَ غاضبًا بلا سبب. وبالإضافةِ الى ذلك، هل قمت بحميةٍ غذائية؟ لماذا أنت بهذه النحافة؟”
بدت أراسيلا و كأنها لم تفقد وزنها لأجل الزفاف، بل و مأن فريدريك هو من فقد وزنه بدلاً منها.
وكأن قلبه كان مليئًا بالهموم.
“أراسيلا.”
“نعم؟”
“سأظل معكِ مهما حدث.”
قال فريدريك ذلك بوجهٍ جاد. بدت كلماته غريبة وغير متوقعة، فأمالت أراسيلا بأسها في استغراب.
‘ليس و كأنني عالقةٌ على حافة جرفٍ الآن، فلماذا يقول انه لن يتركني؟’
“لا زلت أشعر بالأسف من أجلكِ بسبب زواجك…..لكنني لن أسمح لنفسي بأن أبتعد عنك بسبب ذلك.”
“ما الذي تقصده، فريدريك؟”
عبست أراسيلا عندما بدأ صديقها يتحدث بكلمات لا يمكنها فهمها. ومع ذلك، استمر فريدريك في التحدث بجدية دون أن يتأثر.
“أراسيلا، ستندمين على هذا الزواج في يومٍ من الأيام.”
“لن أندم على شيء.”
“هذا ما سنعرفه لاحقًا. إن شعرتِ بالندم، فتعالي إلي.”
دفعته أراسيلا برفق، غير راغبة في سماع مثل هذه التعليقات في يومِ زفافها.
ابتسم فريدريك بابتسامةٍ خفيفة وهو ينظر إلى يده التي دفعتها بعيدًا. بدا كما لو أنه يحاول أن يكون لطيفًا، لكن كان هناك شيء غريب في تصرفاته.
“آسف إن أزعجتكِ.”
“فقط اعتبرني سأتحمل ذلك لأجلكَ لمرة واحدة.”
“نعم، شكرًا لكِ. و مبروك على زواجكِ، أراسيلا. سأذهب الآن.”
بينما كان فريدريك يتوجه نحو الباب، احتفظ في ذاكرته بصورة أراسيلا وهي ترتدي فستان زفافها
ولم ترَ أراسيلا وجهه وهو يتجمد ببرود عندما استدار.
‘لماذا بدأ يتصرف هكذا منذ فترة؟’
***
وصلت عائلة الدوق فانديرمير إلى مكان إقامة حفل الزفاف. و على الرغم من رغبتهم في عدم الحضور، كان من الضروري عليهم أن يظهروا بسبب نظرات المجتمع، حتى أن الدوقة الكبرى قد جاءت من الدوقية.
وقفت الدوقة الكبرى بجانب الدوق، وأزاحت الدوقة القريبة منها بنظرةٍ غير راضية، وهي تتفقد قاعة الزفاف بعبوس.
كانت امرأةً مسنّة ذات شعر رماديٍ مشدود، وتبدو صارمة من النظرة الأولى.
“لمن المحزن أن يتزوج هنا، في مكان لا يناسب مقامه.”
“هذا ما أخرتهُ به، والدتي.”
كانت الدوقة تقف خلف الدوقة الكبرى، وأسرعت لتوافقها في محاولةٍ لإرضائها.
“يبدو أن داميان لا يدرك أن التطلعات التي لا تناسب مقامه ستجلب له المشاكل.”
“مهما حدث، فقد قضى سبع سنوات من حياته خارج الدوقية، لذلك فمن الطبيعي ألا يكون قد تعلم شيئًا.”
نظرت الدوقة الكبرى إلى فرقة فرسان الصقر الأحمر وكأنها تراقبهم بعين حادة، ثم همست.
“يبدو أنه يحاول عرقلة الطريق أمام والده. إنه لئيمٌ ولا يعرف معنى الشكر.”
“نعم، من الواضح أنه مصرٌ على إتمام هذا الزواج رغم معارضة والده.”
بينما كانت الدوقة توافق على كلام الدوقة الكبرى، كان أوسكار يختلس النظر من جانبهِ ويدير عينيه بشكل غير محسوس.
‘إذًا، الطريق إلى غرفة انتظار العروس هو من هذا الاتجاه.’
بعد أن رأى الطريق، همس إلى الدوقة.
“سأذهب إلى الحمام.”
أومأت الدوقة برأسها بتفهم، بينما كانت مشغولة بإرضاء الدوقة الكبرى.
كان أوسكار يخدع والدته، لذا بدأ يهمس ويغني وهو يتجه مباشرةً إلى غرفة انتظار العروس.
لقد قرر أن يبدأ خطتهُ لجذب أراسيلا وسرقتها من داميان.
عندما وصل إلى الباب الذي كان مفتوحًا قليلاً، نظر أوسكار الى داخل غرفة انتظار العروس.
بينما كانت أشعة الشمس تتدفق، كانت أراسيلا واقفةً هناك بفستان زفافها الأبيض النقي، خافضةً عينيها. بدت كقديسة من لوحةٍ فنية، مما جعل قلب أوسكار ينبض بسرعة.
‘صحيح، من المؤسف جدًا أن أترك مثل هذا الجمال لداميان.’
فكر وهو يبتسم، ثم دفع الباب ودخل، مُخَلِّفًا صوت سعال عالٍ.
عندما سمعته أراسيلا، استدارت ببطء لتواجهه.
“……ما الذي تفعله هنا؟”
عبست أراسيلا، غاضبةً من دخوله غير المصرح به إلى غرفة الانتظار.
‘لماذا جاء هذا الشخص إلى هنا؟’
كان في عينيها الزرقاوين مزيج من الخوف والاستياء بينما كانت تتفحص أوسكار الذي كان يلوح بيده بلا خجل.
كان أوسكار فانديرمير، مثيرٌ للشفقة في هذا الوضع. لم يكن بإمكان أراسيلا أن ترى فيه أي شيئٍ إيجابي، بل كان رمزًا للخيانة التي أدت إلى وفاة ايريس.
“ما الذي تريده؟ لم أسمح لكَ بالدخول.”
ابتسم أوسكار ببرود، متجاهلًا تعبيرها.
“لقد جئتُ فقط لأهنئكِ على زفافك، أراسيلا هوغو.”
حاول أن يبدو غير مهتمٍ بمشاعرها، لكنه كان يعرف أنه يتسبب لها بالإزعاج الآن.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات