Express Contract Marriage Words - 143
بعد رحيل سالي ورودي، تعمدت أراسيلا إفساح المجال لهما ثم توجهت إلى داميان، الذي كان ينتظرها من بعيد.
“انتظرت طويلًا، أليس كذلك؟”
“لا، لم أفعل. هل سارت محادثتكم على ما يرام؟”
“نعم، بفضلك.”
أومأت أراسيلا برأسها بارتياح.
وأخيرًا، تلاشى شعورها بالذنب لعدم تمكنها من الاعتناء بمتدربيها الصغار.
وعندما رأى داميان تعبيرها الأخف، ارتسمت على وجهه أيضًا علامة رضا.
سار الاثنان جنبًا إلى جنب نحو العربة.
نظرًا إلى أن عدد الأشخاص الذين حضروا لمشاهدة المحاكمة كان كبيرًا جدًا، فقد تم إيقاف عربتهم على مسافة بعيدة نسبيًا.
كان بإمكانهما استدعاؤها وانتظارها حتى تصل إليهما، لكنها لم تكن فكرةً تراود أيًا منهما. فلسببٍ ما، كلاهما أراد السير معًا.
كانت أراسيلا، التي كانت تتقدم بخطوات بطيئة إلى حد ما، تفتح فمها ببطء.
“شكرًا لك، داميان. لو لم تكن موجودًا، لما تمكنت من إنهاء هذه المحاكمة بهذه السهولة. شكرًا حقًا لوجودكَ الى جانبي.”
“من الجيد أنني كنت عونًا لكِ.”
حمل النسيم صوت داميان بنبرة دافئة بشكل غير معتاد.
رفعت أراسيلا رأسها ونظرت إليه.
و كان داميان يبتسم.
منذ صدور الحكم في المحاكمة، بدا وكأنه فَرِحٌ وكأن الحكم بالبراءة كان له.
حتى دون أن يُظهر ذلك بوضوح، كانت أراسيلا، التي بقيت بجانبه طوال الوقت، تشعر بذلك تمامًا.
شعرت أراسيلا بالحرج لسبب ما، فضيّقت عينيها عمدًا وتحدثت مازحة.
“أنت فخورٌ لأن استراتيجيتكَ نجحت، أليس كذلك؟ يبدو أنك أكثر سعادةً مني.”
“لا، ما يجعلني سعيدًا هو أن زوجتي استعادت ابتسامتها.”
عندما جاءه الرد الجاد على مزاحها، ارتبكت أراسيلا.
توقف داميان للحظة ونظر إليها.
لم تكن تعرف ماذا يجب أن تقول، فحاولت مجددًا أن تمزح.
“هل يعجبكَ كثيرًا أنني استعدت ابتسامتي؟”
“نعم، يعجبني.”
هذه المرة، أجاب داميان بابتسامة.
عيناه الباردتان دائما انحنتا الآن كالهلال. و تلاشى مظهره الحاد بلطف.
شفتاه المتناسقتان ارتسمت عليهما انحناءة رقيقة، وأضاء ضوء الشمس بلونه الأصفر الخفيف وجهه الوسيم.
في اللحظة التي قابلت فيها تلك الابتسامة، اضطربت مشاعر أراسيلا.
ثم شعرت بدمائها تجري بسرعة داخل جسدها.
أصبح جسدها دافئً من باطن قدميها، وبدأ قلبها ينبض بجنون.
‘…..ما الذي يحدث لي فجأة؟’
وضعت أراسيلا يدها على صدرها بلا وعي. و لم تستطع تهدئة دقات قلبها، التي كانت أسرع بمرتين من المعتاد.
منذ فترة، بدأت تشعر بهذه الأعراض أحيانًا عند رؤية داميان، لكنها لم تكن أبدًا بهذه الحدة من قبل.
لم يسبق أن خفق قلبها بهذه القوة، ولم تشعر من قبل بهذا الدفء ينتشر في كل جسدها بهذه الطريقة.
“زوجتي؟ تبدو ملامحكِ سيئة. ما الأمر؟”
سألها داميان بقلق بعدما لاحظ تصلب تعابير وجهها فجأة.
وضع يده الكبيرة على جبينها. و عند هذا التلامس البسيط، شعرت أراسبلا بحرارة وجهها تزداد أكثر.
“يبدو أن لديكِ بعض الحمى. ربما أفرطتِ في الآونة الأخيرة، لذا أصبحتِ متعبة.”
“لا، الأمر ليس كذلك! فقط ساقاي تؤلمني وأريد الوصول إلى العربة بسرعة.”
“حقًا؟ إذاً، لنسرع في الوصول.”
صدق داميان كلماتها تمامًا وسرّع خطاه، لكنه حرص على ألا يتقدم عليها، بل ضبط خطواته لتتماشى معها.
بدأت العربة تقترب تدريجيًا، لكن الخفقان الذي بقي في صدر أراسيلا لم يهدأ بعد.
نظرت بطرف عينها إلى ملامح داميان الحادة من الجانب، وشدت قبضتها الموضوعة قرب عظمة الترقوة.
فجأة، شعرت بفضول شديد لمعرفة ماهية هذا الاضطراب.
لماذا؟ كلما نظرتُ إلى داميان أكثر، ينبض قلبي بهذه السرعة غير الطبيعية؟
أصبحت تريد أن تعرف السبب فوراً.
***
كان من الطبيعي تمامًا أن يتم عقد اجتماع طارئ لكبار مسؤولي برج السحر بعد انتهاء المحاكمة.
ساد جو من الجدية داخل قاعة الاجتماع. و نظرًا إلى أن نتائج المحاكمة وتفاصيلها انتشرت سريعًا في نشرة خاصة، فقد كان جميع السحرة الذين لم يحضروا على دراية بالأمر.
حتى ترافيس، الذي تم استدعاؤه كمذنب، وكذلك فيرناندو، كانا هناك.
وسط الصمت الذي خيم على الجميع، فتح فيليب فمه متحدثًا.
“لا أدري متى أصبح برج السحر خاضعًا لألاعيب اللسان الماكر.”
كان صوته الخافت يحمل وقعًا أقوى من أي صوت آخر.
حبس السحرة أنفاسهم. فلم يكن شائعًا أن يطلق فيليب، المعروف بطبيعته الهادئة والمتأنية، مثل هذه الهالة الحادة، وكان قد مر وقت طويل منذ أن رأوه بهذا الشكل.
“أنا أشعرُ بالخزي منكم.”
تحدث فيليب بوضوح بينما كان ينظر إلى السحرة واحدًا تلو الآخر.
“أشعر بالخزي لأنكم مثيرون للشفقة، حمقى، وبائسون. سواء من شارك في هذه القضية بنشاط، أو من اكتفى بالمراقبة، أو حتى أنا الذي فشلتُ في منعكم. أشعر بالخزي لدرجةٍ لا تحتمل.”
لم يستطع أحد الاعتراض على كلماته. فقد كانوا يعلمون أنهم اقترفوا أفعالًا مخزية. و لم يكن أمامهم سوى خفض رؤوسهم بصمت.
على عكس أراسيلا، التي جلست في اجتماع طردها بكل فخر، و لم ينحنِ ظهرها أبدًا.
وسط هذا الصمت الخانق، أصدر فيليب حكمه بصفته سيد برج السحر.
“بسلطتي كسيد البرج، آمر بطرد جميع السحرة الذين حضروا جلسة المحاكمة اليوم، كما أقرر الطرد الدائم لكل من ترافيس وفيرناندو.”
كان ذلك عقابًا يعكس تمامًا الجرائم التي ارتكبوها بقلوبهم الدنيئة.
تحولت وجوه السحرة المحكوم عليهم بالطرد إلى اللون الشاحب، لكن لم يكن أحدهم أشد ذهولًا من فيرناندو.
شعر فيرناندو بصدمة حين أدرك أن اسمه سيمحى إلى الأبد من تاريخ برج السحرة.
كان ذلك يعني أن حياته التي بناها كساحر على مدى عقود ستختفي تمامًا.
“هذا غير معقول! أنا مظلوم!”
ضرب الطاولة بقوة ونهض فجأة. فنظر إليه فيليب بهدوء ثابت.
“وما الذي تراه ظلمًا؟”
“لماذا تعتقد أنني فعلت هذا؟ ألم يكن ذلك لأن اختيار خليفة سيد البرج كان يتم بشكل غير عادل بسبب تحيزكَ؟!”
رغم أن ترافيس قد كشف بالفعل عن كراهية فيرناندو تجاه فيليب أثناء المحاكمة، إلا أن فيرناندو تجاهل الأمر بوقاحة وألقى باللوم عليه مجددًا.
“كل ما فعلته هو محاولة مساعدة تلميذي حتى لا يُستبعد ظلماً، لكنني فقط ارتكبت خطأً بسيطًا!”
أثناء حديثه، غلبت المشاعر فيرناندو فبدأ يلهث بغضب.
كان يؤمن حقًا أن فيليب قد تحيز لأراسيلا، وأن ذلك هو السبب في تحقيقها لإنجازات كبيرة وسيرها في طريق ممهد بالنجاح بشكل غير عادل.
انعكس شعوره بالنقص وإحساسه بعدم الأهلية، بسبب فشله في أن يصبح سيد البرج، من خلال تلميذه.
“ولكن لماذا يتم طردي نهائيًا-!”
“خطأ؟ لم يمت أحد بسبب انفجار مصباح السحر، لكن العديد من الأشخاص تعرضوا للإصابة. هل تعتبر التسبب في إصابة الآخرين مجرد خطأ؟”
قطع فيليب حديث فيرناندو بصوت بارد.
ارتعش فيرناندو عندما التقت عيناه بتلك النظرة الحادة التي برزت من تحت جفني فيليب الهادئين.
وبينما كان فيرناندو عاجزًا عن الرد، تابع فيليب حديثه.
“الخطأ ليس بهذا الشكل، فيرناندو. لكي يكون خطأً، يجب ألا يكون هناك أي نية مقصودة. لكنك أنت وترافيس لستما كذلك. كانت نواياكما منحطة ودنيئة إلى أبعد الحدود، وكان ما ارتكبتماه جريمةً حقيقية.”
“…..مع ذلك، لا يمكنكَ معاملتي بهذا الشكل. لقد كرست حياتي لبرج السحر لسنوات! لو لم تكن أنت سيد البرج، لما انتهى بي الأمر هكذا!”
شعر فيرناندو وكأنه طفل مدلل وهو يلوم فيليب باستمرار. ومع ذلك، كان يؤمن حقًا أنه لو لم يكن فيليب موجودًا، لكانت حياته أجمل.
كان يعتقد أن فيليب هو السبب في وصوله إلى هذا الوضع، ولم يستطع التخلص من شعوره بالظلم.
تنهد فيليب بلطف.
“فيرناندو، إلى متى ستستمر في إلقاء اللوم على الآخرين؟ هل تعتقد أنني تحيزت لأراسيلا؟ أخبرني، كيف تحيزت لها بالضبط؟”
“ألم تكن دائمًا تقف إلى جانبها كلما حدث شيءٌ لها؟ كلما لمسنا أراسيلا حتى قليلاً، كنت تنقض علينا بسرعة وتدافع عنها.”
قال فيرناندو ذلك بنبرة ساخرة. لكن فيليب لم يظهر أي ردة فعل، بل وافق على كلامه.
“نعم، كان هذا صحيحًا. كان من المعتاد أن أكون دائمًا في صف أراسيلا.”
“كما توقعت…..!”
“لكن هل فكرت يومًا لماذا فعلتُ ذلك؟ ليس فقط لأن أراسيلا هي تلميذتي في برج السحر. لكن لماذا كنت دائمًا أساند أراسيلا بالذات؟”
كانت آخر تلميذة لفيليب هي أراسيلا، لكن تلاميذه السابقين أيضًا كانوا قد أسسوا مواقعهم في البرج وأخذوا نصيبهم.
لقد عاقب فيليب تلاميذه إذا أخطأوا بنفس الطريقة التي كان يعاقب بها الآخرين، وكان يمنحهم المكافآت إذا أجادوا.
فيرناندو، الذي لم يفكر جيدًا في السبب الذي جعل أراسيلا استثناءً، تردد للحظة ثم أجاب،
“أعتقد…..لأن أراسيلا كانت مرشحةً قوية لتصبح سيدة البرج، أليس كذلك؟ ربما أردت أن تعزز تأثيرك في المستقبل.”
“أنا لا أهتم إذا أصبح تلميذي سيد البرج أم لا. فمستقبلهم يقررونه هم بأنفسهم. ولكن، لا أستطيع أن أرى كيف تستخفون بسحرة شابات لمجرد كونهن نساء، وتتعاملون معهن بتفرقة. لذلك، دعمت أراسيلا.”
لو لم يهتم فيليب بأراسيلا، لكانت قد عوملت بنفس الطريقة التي عومل بها الآخرون.
هو فقط حاول تحقيق التوازن، لذا كان يميل أكثر نحو أراسيلا في بعض الأحيان.
لكن حتى هذا لم يكن كافيًا في اللحظات الحاسمة، حيث لم يستطع مساعدتها، وهذا هو السبب الذي أدى إلى وصول الأمور إلى هذه النقطة.
“لقد غاضبًا جدًا من هزيمتها لأولئك الذين اعترضوا على أن تتقدم ساحرة في الواجهة بعد أن هزمت الوحوش، و قد كنتَ غاضباً لدرجة أنك لم تستطع تحمل أن أراسيلا تأخرت ثلاثة أيام فقط في إعلان نتائج أبحاثها بينما كنت أنت تأخذ عامًا كاملًا لتأجيلها.”
كانت كلمات فيليب حادةً كالسيف، وكشف عن عيوبهم بشكل مؤلم.
ذكريات الماضي المشينة عندما كانوا يرفضون الاعتراف بمقدرة تلميذته الأصغر، تصدعت في ضميرهم.
“قبل أن تعتقدوا أنني تحيزت لأراسيلا، هل فكرتم في كيفية تمييزكم ضدها؟ لماذا لا تستطيعون أن تعترفوا بخطأكم حتى في سنكم هذا؟”
لم يكن أحدٌ قادرًا على الرد على تأنيب فيليب الممزوج بالأنين. ثم توجه فيليب بنظره نحو فيرناندو، الذي كان ما زال يبدو غاضبًا.
“وأيضًا، فيرناندو، كان يجب عليك أن تُعد تلميذك ليكون سيد البرج بعد أن تُعده ليكون إنسانًا أولاً. لا، كان يجب عليك أن تصبح إنسانًا قبل أن تعلم أي شخص.”
كان سيد البرج السابق قد حذر من طمع فيرناندو وأنانيته، مما أدى في النهاية إلى استبعاده. لو كان قد امتلك الأخلاق الإنسانية الصحيحة، ربما كانت النتيجة قد تكون مختلفة.
لكن بالنسبة لفيرناندو، هذه الحقيقة كانت شيئًا لن يعترف به أبدًا.
“لذلك، لا تشعر بالظلم.”
“…….”
“كل شيء هو من صنع يديكَ، وتقبل النتيجة بكل تواضع، فهي ناتجةٌ عن أخطائك.”
تلك الكلمات التي كان قد ألقاها سابقًا إلى أراسيلا وكأنها مزاح، عادت الآن لتؤثر عليه كخنجر.
فجأة، ابتلع فيرناندو أنفاسه بشدة.
شعر وكأن حجرًا عالقًا في حلقه، ولم يكن قادرًا على نطق أي كلمة.
حل الصمت الثقيل في قاعة الاجتماع. و نظر فيليب إلى السحرة الذين كانوا يحملون تعابير وجوه مهزومة، ثم فتح فمه ليتحدث.
“سواءً خرجتم من برج السحرة أم لا، يجب أن تعرفوا شيء واحداً بوضوح. ما أوصلكم إلى هذه الحالة المزرية والمثيرة للشفقة هو أنتم أنفسكم.”
كان هذا آخر نصيحةٍ قدمها فيليب لهم بصفته سيد البرج.
“لم تنجحوا لأنكم حكمتهم عليهن لأنهن نساء، أو متزوجات، أو صغار السن…..تلك الأحكام المسبقة هي التي جعلتكم لا تنمون، بل جعلتكم تنحصرون وتتعفنون في النهاية. يجب أن تتذكروا هذا جيدًا.”
وبهذا، انتهت الجلسة.
في اليوم التالي، خرج فيرناندو، إلى جانب ستة من كبار السحرة، من برج السحر. وكذلك خرج ترافيس.
بما أن فريدريك قد تخلى عن محاولة التغطية على حادثة انفجار المصباح السحري من أجل أراسيلا، فقد تم التحقيق معه بتهم عديدة، بما في ذلك جريمة التسبب في إصاباتٍ للأمراء.
و لحسن الحظ، لم يكن وحيدًا في ذلك، بل كان مع معلمه فيرناندو الذي دفعه إلى هذا المصير.
بفضل ذلك، لن يشعرَ بالوحدة في الطريق.
_____________________
وبكذا انتهى ذا الارك مره كان طويل بس حلو🫂
اخيرا نقدر نقول اراسيلا بدت تستوعب مشاعرها😭
داميان مايمدي امدحه الحين لو ابدا منب موقفه
المهم بوقف هنا رمضان مبارك عليكم ياحبايب الله يبلغنا صيامك وقيامه ونحن على خير حال من الدنيا والدين
اشوفكم ان شاء الله ثاني يوم عيد بدفعه عيديه🤏🏻🤍
Dana